ماذا حقق كير ستارمر بعد 100 يوم في منصب رئيس الوزراء؟
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
أتمَّ رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، يوم السبت 100 يوم في منصبه، لكن الاحتفال بهذا الإنجاز يبدو باهتاً في ظل الأزمات التي طغت على أسابيعه الأولى في الحكم.
اعلانفاز حزب العمال بقيادة ستارمر في الانتخابات التي جرت في 4 يوليو، محققاً انتصاراً ساحقاً أعاده إلى السلطة بعد 14 عاماص من حكم المحافظين. لكن الأسابيع التي تلت هذا الفوز لم تخلُ من اضطرابات، إذ طفت على السطح خلافات داخلية وتناقلت وسائل الإعلام تقارير عن هدايا تلقاها ستارمر، إلى جانب تحديات اقتصادية معقدة تواجه حكومته.
وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تراجع في شعبية ستارمر، فيما يبدو أن الفارق بين حزب العمال والمحافظين – الذين خسروا السلطة بعد سلسلة من الفضائح والصراعات – لا يزال ضئيلاً، ما يعكس بداية صعبة للحكومة الجديدة.
بداية صعبةوصف تيم بيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوين ماري بلندن، بداية حكومة ستارمر بأنها كانت مضطربة، حيث قال: "لم يكن بالإمكان تخيل بداية أسوأ من هذه، فالانطباعات الأولى مهمة وسيكون من الصعب تغييرها".
دخل ستارمر الانتخابات بتعهدات بإعادة الاستقرار إلى البلاد بعد سنوات من الفضائح التي شابت الحكومات المحافظة، بالإضافة إلى إنعاش الاقتصاد المتباطئ وتحسين الخدمات العامة، خاصة هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS). ورغم أن الحكومة تُصر على أنها حققت خطوات أولى مهمة، مثل إنهاء الإضرابات الطويلة في القطاعين الطبي والنقل، وإنشاء شركة طاقة خضراء مملوكة للدولة، وإلغاء خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، إلا أن هذه الجهود لم تمنع الانتقادات المستمرة التي تواجهها الحكومة.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث إلى وسائل الإعلام في روما، الاثنين 16 سبتمبر/أيلول 2024Phil Noble/APRelatedهفوة محرجة.. ستارمر يدعو إلى إطلاق سراح ”النقانق“ من غزةرئيس الوزراء البريطاني ستارمر يعقد محادثات مع قادة أمريكا وفرنسا وألمانيا في برلين هذا الأسبوعكير ستارمر يلتقي جورجيا ميلوني في روما لبحث استراتيجيات وقف تدفق المهاجرينستارمر يزور بروكسل لتجاوز سنوات البريكست وإعادة إحياء العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبيتحديات محلية ودوليةسعى ستارمر إلى إعادة تقديم بريطانيا كدولة فاعلة على الساحة الدولية بعد سنوات من الانقسامات التي خلفها البريكست. وقد قام بجولات دبلوماسية إلى واشنطن والأمم المتحدة وعواصم أوروبية، في محاولة لاستعادة الثقة في دور المملكة المتحدة على المستوى العالمي. ورغم هذه الجهود، فإن المملكة المتحدة، مثل حلفائها، لم تتمكن من تحقيق تأثير ملموس على النزاعات المتصاعدة في الشرق الأوسط أو الحرب المستمرة في أوكرانيا.
وعلى الصعيد الداخلي، واجهت الحكومة تصاعد أعمال العنف التي تحرض عليها جماعات اليمين المتطرف ضد المهاجرين، والتي انتشرت في عدة مدن إنجليزية وأيرلندية شمالية خلال الصيف. وقد أدان ستارمر تلك الأعمال، واصفاً المشاركين فيها بـ"البلطجية الحمقى"، مع تعهداته بمحاسبتهم. ووفقاًُ للتقارير، مثل أكثر من 800 شخص أمام القضاء، في حين صدرت أحكام بالسجن على 400 منهم.
رئيس الوزراء الإيطالي جيورجيا ميلوني، إلى اليمين، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يلتقيان في فيلا بامفيلج في روما، الاثنين 16 سبتمبر/أيلول 2024Andrew Medichini/APمعضلة الاقتصادتواجه حكومة ستارمر تحدياً كبيراً يتمثل في الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالمملكة المتحدة. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن الاقتصاد البريطاني شهد نموًا ضعيفًا بلغ 0.2% في أغسطس، إلى جانب زيادة ملحوظة في الديون العامة.
وحذر ستارمر من أن الأوضاع الاقتصادية "ستكون صعبة على المدى القصير" قبل أن تتحسن، مؤكداً أن الإنفاق العام سيظل تحت ضغط بسبب "ثغرة مالية" تصل إلى 22 مليار جنيه إسترليني تركتها الحكومات السابقة.
ومن القرارات المثيرة للجدل التي اتخذتها الحكومة في بداية ولايتها، إلغاء دعم التدفئة الشتوية للملايين من المتقاعدين، مما أثار ردود فعل غاضبة من أعضاء حزب العمال وشرائح واسعة من الجمهور. وزاد الموقف تعقيدًا عندما كشفت وسائل الإعلام عن تلقي ستارمر هدايا باهظة الثمن من أحد المتبرعين، بما في ذلك نظارات وملابس فاخرة. وعلى الرغم من تأكيده أن هذه الهدايا قانونية، إلا أنه قرر إعادة ما قيمته 6,000 جنيه إسترليني بعد موجة من الانتقادات.
كذلك، أدت الخلافات داخل فريق ستارمر إلى استقالة سو غراي، كبيرة موظفي دواننغ ستريت، وسط تقارير عن توترات بينها وبين مورغان ماك سويني، مستشار الحملة الانتخابية. استقالت غراي يوم الأحد، مشيرة إلى أن الأخبار المتعلقة بها "أصبحت مصدر إلهاء"، ليحل ماك سويني محلها في منصب رئيس الموظفين.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يحضر اجتماعًا ثنائيًا استضافه الرئيس الأمريكي جو بايدن في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض، الجمعة 13 سبتمبر/أيلول 2024، في واشنطنManuel Balce Ceneta/APتطلعات المرحلة المقبلةتترقب الساحة السياسية في المملكة المتحدة موعد 30 أكتوبر، حيث من المقرر أن تعلن وزيرة الخزانة، رايتشل ريفز، أول ميزانية لها. وقد أعلنت ريفز أنها لا تنوي رفع ضرائب الدخل أو ضرائب الشركات أو المبيعات، ولكنها في الوقت نفسه أكدت عدم العودة إلى سياسة التقشف، مما يشكل تحدياً كبيراً أمام حكومتها.
وبحسب التوقعات، قد تبحث ريفز في فرض زيادات على الضرائب المتعلقة بالثروة مثل ضرائب الأرباح الرأسمالية أو ضرائب الميراث كجزء من استراتيجيتها المالية.
تأمل الحكومة أن تساعد القرارات الصعبة التي ستتخذها في الفترة المقبلة في إحداث تأثير إيجابي على الاقتصاد ورفع مستويات المعيشة. ومع عدم وجود انتخابات مقررة حتى عام 2029، يبدو أن الحكومة تتمتع ببعض الوقت لتعديل سياساتها الاقتصادية واستراتيجياتها.
راشيل ريفز تعانق وزير الأعمال جوناثان رينولدز بعد إلقاء خطاب في وزارة الخزانة أمام جمهور، في لندن، الاثنين 8 يوليو 2024Jonathan Brady/WPAأكد المتحدث باسم الحكومة، كاميلا مارشال، أن "الشعب هو من سيحكم على الأداء. تركيز الحكومة الآن ينصب على تنفيذ وعودها". تأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه حكومة ستارمر تحديات جسيمة، بما في ذلك تراجع شعبيتها وسط انتقادات متزايدة من معارضين ومراقبين.
في تحليل للأوضاع الراهنة، أشار بيل إلى أن الحكومة قد تكون قادرة على استعادة ثقة الناخبين إذا استطاعت توضيح أنها "ورثت وضعًا صعبًا، لكنها تمتلك خطة لتحسين البلاد".
اعلانوأضاف بيل: "ما ينقص حتى الآن هو رؤية واضحة. لا يملك الناس تصورًا دقيقًا عما يمثله كير ستارمر أو حزب العمال، وهذا أمر يجب معالجته بسرعة". تتزايد الضغوط على الحكومة لتقديم استراتيجيات ملموسة تعكس التزامها بإصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منح جائزة نوبل للكيمياء لثلاثة علماء أمريكي وبريطانيان تقرير: أطفال بريطانيا الأكثر تعاسة بالقياس مع أقرانهم في أوروبا.. ماذا وراء الأرقام الصادمة؟ من هي المرأة التي "تدير" بريطانيا من خلف الكواليس؟ أزمة تمويل سياسة الهجرة كير ستارمر بريطانيا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مجزرة في جباليا وحزب الله ينفي تشكيل قيادة جديدة وإسرائيل تحيي يوم الغفران وسط حرب وحالة تأهب قصوى يعرض الآن Next وصف بالأفضل بإدارة الاقتصاد فأصبح مثالا لتدمير مالية فرنسا بحسب خصومه.. صعود وهبوط الماكرونية يعرض الآن Next حزب الله ينفي مزاعم حيال تعيينه قيادات عسكرية جديدة واستعداده لحرب استنزاف طويلة ضد إسرائيل يعرض الآن Next إنقاذ 75 مهاجرًا عبروا من شرق ليبيا بعد تعطل قاربهم قبال سواحل اليونان واعتقال مصرييْن بتهمة التهريب يعرض الآن Next المنظمة الدولية للهجرة: نحو 700 ألف نازح بحاجة إلى أماكن إيواء آمنة واحتياجات ماسة في لبنان اعلانالاكثر قراءة وسائل التواصل: سموتريتش يدعو إلى إنشاء دولة يهودية تشمل دولا عربية من بينها السعودية والكويت حب وجنس في فيلم" لوف" جائزة نوبل للسلام تُمنح لمنظمة نيهون هيدانكيو اليابانية للناجين من القصف الذري سانشيز يدعو المجتمع الدولي لوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بشكل عاجل اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليوملبناناعتداء إسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني إعصار مداريإسرائيلفلوريداهجمات عسكريةحزب اللهحالة الطوارئ المناخيةفولوديمير زيلينسكيإعصارقطاع غزة Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: لبنان اعتداء إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إعصار مداري إسرائيل فلوريدا لبنان اعتداء إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إعصار مداري إسرائيل فلوريدا أزمة تمويل سياسة الهجرة كير ستارمر بريطانيا لبنان اعتداء إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إعصار مداري إسرائيل فلوريدا هجمات عسكرية حزب الله حالة الطوارئ المناخية فولوديمير زيلينسكي إعصار قطاع غزة السياسة الأوروبية رئیس الوزراء البریطانی المملکة المتحدة کیر ستارمر حزب العمال
إقرأ أيضاً:
السيسي عن العاصمة الإدارية: حولنا الأراضي التي لا تساوي شيئا إلى أموال نستفيد منها
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن المنشآت الحكومية في العاصمة الإدارية والمدن الجديدة تم بناؤها على حساب شركة العاصمة.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال حوار مفتوح دار بينه وبين عدد من الطلاب المتقدمين إلى أكاديمية الشرطة: «شركة العاصمة وقت بدايتها كان حسابها صفر، الآن شركة العاصمة عملت مسجد مصر، والكاتدرائية وحي المال والأعمال»
وتابع الرئيس السيسي: «شركة العاصمة لها حساب في البنوك 80 مليار جنيه، وليها فلوس عند المطوّرين العقارين ممكن توصل لـ160 مليارا».
وأشار إلى أن موازنة الحكومة لم تكن تستطيع عمل 10% من المشاريع في العاصمة والعلمين والمدن الجديدة كما حدث الآن.
وأكد الرئيس السيسي أن تلك الفكرة جعلتنا نحول الأرض الصحراوية إلى أرض معمارية نستفيد بها.
اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يوفد مندوبين للتعزية
الرئيس السيسي يناقش مع نظيره الإيراني جهود وقف إطلاق النار في غزة
نص كلمة الرئيس السيسي في القمة الـ 11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي