أكدت واشنطن مواصلة مساعيها الرامية للتوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع المتصاعد بين حزب الله وإسرائيل لمنع اندلاع صراع أوسع، مشيرة إلى دعمها لدولة لبنانية قوية في مواجهة الحزب.

وأمل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الجمعة في التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان، مؤكدا دعم واشنطن جهود الدولة اللبنانية لفرض نفسها بمواجهة حزب الله حسب تعبيره.

وشدد بلينكن على أن لإسرائيل التي تنفّذ حملة غارات مدمرة في لبنان تقول إنها تستهدف حزب الله، "الحق في الدفاع عن نفسها" في مواجهة الحزب، لكنه أبدى في الوقت نفسه قلقه حيال الوضع الإنساني.

وقال لصحفيين بعد قمة دول جنوب شرق آسيا في لاوس "نواصل اتصالاتنا المكثّفة لمنع نزاع أوسع في المنطقة". وأضاف "لدينا جميعا مصلحة كبيرة في محاولة المساعدة على إيجاد بيئة يمكن فيها للناس العودة إلى منازلهم واستعادة أمنهم ويمكن فيها للأطفال العودة إلى مدارسهم".

وتابع "لذا فإن لدى إسرائيل مصلحة واضحة ومشروعة جدا في القيام بذلك. الشعب اللبناني يريد الأمر ذاته. نعتقد أن الطريقة الأمثل لتحقيق ذلك هي عبر التفاهم الدبلوماسي، وهو أمر نعمل عليه منذ مدة، ونركّز عليه حاليا".

وأفاد بأن الولايات المتحدة ستعمل على دعم الدولة اللبنانية في إعادة بناء نفسها بعد سنوات من ما أسماها "هيمنة حزب الله". كما أشار إلى أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بمخاوفها حيال الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وتحدّث بلينكن الجمعة مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وشدد خصوصا على ضرورة ملء منصب الرئيس، الشاغر منذ عامين، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية.

وأضاف بلينكن أن لبنان "لا يمكن أن يسمح لإيران أو حزب الله بعرقلة أمنه واستقراره".

ولم يأتِ بيان الخارجية الأميركية على ذكر أيّ مناقشات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، على الرغم من الدعوة التي أطلقها رئيس الوزراء اللبناني الجمعة في هذا الاتجاه.

المبعوث الأميركي

من جانبه شدّد المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين على أن بلاده تعمل "دون توقف" من أجل تحقيق وقف إطلاق نار في لبنان.

وقال هوكشتاين لقناة لبنانية محلية من واشنطن "نريد للنزاع أن ينتهي"، مضيفا "نعمل دون توقف" لتحقيق ذلك الهدف.

وكثّفت اسرائيل اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر الماضي غاراتها الجوية على لبنان، مستهدفة معاقل لحزب الله وبدأت بعد أيام عمليات برية في جنوب لبنان، بعد نحو عام من التصعيد بين حزب الله واسرائيل.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل نحو 1300 شخص وأدّت لنزوح أكثر من 1.2 مليون آخرين، بحسب الأرقام الرسمية.

ويأتي حديث هوكشتاين في وقت حذّرت فيه قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) من أن قواتها تواجه "خطرا شديدا" بعد إصابة اثنين منهم في انفجارين قرب مقرها في الناقورة الحدودية، وغداة اتهامها إسرائيل بإطلاق نار على مواقع وتجهيزات عائدة لها في جنوب لبنان وإصابة جنديين آخرين بجروح.

وقال هوكشتاين "للأسف، رأينا أنه كان هناك هجوم على مواقع لليونيفيل، هذا أمر غير مقبول". وأعرب عن تعازيه لعائلتي جنديين من الجيش اللبناني قتلا بغارة اسرائيلية في جنوب لبنان الجمعة.

وتركّزت الغارات الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت لكن قلب العاصمة أيضا تعرض لثلاث غارات مماثلة، كان آخرها مساء الخميس.

وقال هوكستين تعليقا على الغارة الاسرائيلية على منطقتي البسطة والنويري في العاصمة التي أدت إلى مقتل 22 شخصا إن ذلك "غير مقبول إطلاقا".

وأضاف "هناك حملة متواصلة من القصف على بيروت، ينبغي أن تتوقف". وتابع المبعوث "نحاول أن نضع حدا لهذا القصف، لا نحبّذ حملة القصف في مناطق مكتظة بالسكان في بيروت".

ودعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان وقعته أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات في 26 أيلول/سبتمبر، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

كشف السر.. لماذا بقيت إسرائيل داخل 5 نقاط لبنانية؟

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن إنسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان يوم الثلاثاء الماضي، بعد مرور 4 أشهر ونصف على شن غزوها البريّ الذي طال جنوب لبنان في الأول من تشرين الأول 2024".   وتحدث التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" عن بقاء الجيش الإسرائيلي خلال الوقت الرّاهن داخل المناطق الـ5 الإستراتيجية في جنوب لبنان، حيث تم بناء مواقع استيطانية جديدة، وأضاف: "إن المدة التي سوف يستغرقها بقاء الجيش الإسرائيلي داخل لبنان سوف تعتمد على الأخير وعلى الدرجة التي سوف يتحرك بها الجيش اللبناني ضد حزب الله ويمنعه من تحويل القرى الجنوبية اللبنانية مرة أخرى إلى تحصينات مسلحة متخفية في زي مدني، تضم أسلحة ثقيلة وتستضيف مسلحين مستعدين لمهاجمة إسرائيل".   التقرير يقول إنه "يمكن لإسرائيل أن تفكر بالإنسحاب الكامل إلى ما وراء الحدود الدولية وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وذلك في حال ضمان انسحاب مُقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني وتفكيك البنية التحتية العسكرية للحزب في جنوب لبنان ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود"، وأضاف: "قبل كل ذلك، لن يحصل أي انسحاب إسرائيل. لقد خاضت إسرائيل تجربة مؤسفة في مجال انسحاب القوات من لبنان، فقد أقدمت على ذلك في مناسبتين منفصلتين. الأولى كانت على عجل وبطريقة فوضوية في أيار 2000، والثانية في عام 2006 تحت رعاية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي وضع حداً لحرب لبنان الثانية آنذاك. ولكن في النهاية، تبين أن كلا الأمرين كانا كارثيين، فقد ملأ حزب الله، بمساعدة سخية من إيران، الفراغ الذي خلفته إسرائيل بسرعة، وحوّل المنطقة إلى منصة لإطلاق هجمات مستقبلية".   وتابع: "لقد حدث هذا لأسباب عدة، أبرزها تردد إسرائيل، بعد الانسحاب، في اتخاذ خطوات مهمة لمنع حزب الله من الاستيلاء على السلطة، وعدم رغبتها في الانجرار مرة أخرى إلى المستنقع اللبناني. لقد كان هذا صحيحاً بشكل خاص في أعقاب حرب لبنان الثانية، فقد دعا قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 صراحة إلى تحرك حزب الله شمال الليطاني ونزع سلاحه، ولكن لم يتم تنفيذ أي من هذه الشروط. لقد تم تجاهل القرار علناً وبشكل صارخ، لكن إسرائيل لم تفعل شيئاً. وبدلاً من ذلك، وقفت متفرجة بينما كانت قوات حزب الله تتقدم إلى القرى الواقعة على مسافة يمكن رمي الحجارة عليها باتجاه التجمعات الحدودية الإسرائيلية. كذلك، راقبت تل أبيب ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف تتضاعف عشرة أضعاف من نحو 15 ألف صاروخ قبل حرب 2006 إلى ما يقدر بنحو 150 ألف صاروخ في بداية الجولة الأخيرة من القتال".   وأكمل: "إذا كان لهذا النمط من الانسحابات الفاشلة أن يتغير، فلا بد وأن تكون الأمور مختلفة جذرياً هذه المرة. والواقع أن القرار بإبقاء المواقع العسكرية الإسرائيلية الخمسة داخل لبنان إلى أن يفي اللبنانيون بالتزاماتهم بموجب الاتفاق يشير إلى أن إسرائيل استوعبت هذا الدرس".   واعتبر التقرير أن العمل الجاد من قبل إسرائيل سيمنع تكرار الأخطاء الماضية التي حصلت عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، وأضاف: "حتى الآن، كانت العلامات مشجعة. فوفقاً لتقرير بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، حددت إسرائيل نحو 230 انتهاكاً منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. لقد تعامل الجيش اللبناني مع الغالبية العظمى من هذه الانتهاكات بعد أن تقدمت إسرائيل بشكوى إلى آلية التنفيذ التي ترأستها الولايات المتحدة والتي أنشئت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. أما الانتهاكات التي لم يتعامل معها الجيش اللبناني، فقد تولت إسرائيل معالجتها بنفسها".   وختم: "إن التصميم الذي تظهره إسرائيل هنا سوف يخلف تأثيرات متوالية في أماكن أخرى. فإذا أثبتت أنها سوف تطبق الاتفاقات حرفياً، فإن الرسالة سوف تكون واضحة ليس فقط للبنان، بل ولحماس أيضاً ومفادها إنَّ إسرائيل لن تسمح بتكرار الأخطاء السابقة، وسوف يتم التعامل مع أي انتهاك للاتفاق الذي تم التوصل إليه من شأنه أن يهدد أمن إسرائيل على الفور وبقوة مميتة". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • رئيس بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق: السودان يتمزق أمامنا وإنضمام خبير لفريقي لوقف تدفق الاسلحة
  • ‌دعوة أميركية كينية لوقف إطلاق النار شرق الكونغو
  • أشهر 7 حروب تجارية أميركية عبر التاريخ من الدجاج إلى الموز
  • إسرائيل تعلن قصف معابر بين سوريا ولبنان
  • واشنطن تلمّح إلى تخفيف العقوبات عن روسيا
  • موجة استقالات تعصف بمكتب سيناتور ديمقراطي بالولايات المتحدة بسبب إسرائيل
  • حركتا أمل وحزب الله: بقاء إسرائيل في جنوب لبنان مرفوض
  • وزراء خارجية مجموعة العشرين يلتقون في جوهانسبرغ في غياب الولايات المتحدة
  • «صمود» يرحب بدعوة وقف القتال خلال رمضان ويطالب أطراف النزاع بالاستجابة
  • كشف السر.. لماذا بقيت إسرائيل داخل 5 نقاط لبنانية؟