لبنان ٢٤:
2024-10-12@08:21:15 GMT

لماذا ترفض اسرائيل وقف اطلاق النار والقرار 1701؟

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

لماذا ترفض اسرائيل وقف اطلاق النار والقرار 1701؟

عادة عندما تعلو أصوات المدافع والصواريخ وتزداد خسائر الحرب، بشريًا وماديًا، يخبو صوت الضمير ويتلاشى المنطق السليم وتنحسر المساعي الخيّرة وتتعطل لغة العقل لتحّل مكانها لغة غير محكية، هي لغة الحقد والضغائن والكمائن ولغة النار والبارود، ولغة التخوين والتخويف. هذه اللغة هي السائدة اليوم، وتزداد وتيرتها مع كل صاروخ يُطلق من هنا ومن هناك، ومع كل بيان أو تصريح يُطلق للتعمية أحيانًا أو لرفع المعنويات أو لشدّ العصب والتحفيز على مواصلة القتال أحيانًا أخرى.

هي لغة لا يعرف سواها من يسعى إلى تأجيج نيران الثأر الأعمى. ومع هكذا لغة تتراجع حظوظ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، والذهاب من بعده إلى إعادة برمجة القرار 1701، مع ما تضمّنه من قرارات دولية تخصّ الوضع المتأزم بين إسرائيل ولبنان، وبالتحديد بينها وبين "حزب الله"، الذي قَبِل على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم بالتفاوض، ولكن بعد وقف إطلاق النار. وقد لا يكون التفويض المعطى من قِبَل "الحزب" لـ "الأخ الأكبر" (الرئيس نبيه برّي) للتفاوض باسمه جديدًا، ولكنه يأتي في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ به لبنان و"حزب الله"، وبعد غياب أمينه العام، الذي ترك فراغًا كبيرًا من الصعب أن يملأه أحد غيره، وبعد الزيارة التي قام بها وزير خارجية إيران عباس عراقجي.
ولكي تكتمل حلقات التفاوض، الذي غالبًا ما يصل القائمون به إلى بعض النتائج، التي تُعرف وفق ما هو متعارف عليه بـ "التسويات"، يُفترض أن يكون لدى المتفاوضين إرادة للتوصّل إلى أي تسوية ممكنة على غرار ما حصل قبل سنتين من الآن عندما توسّطت الولايات المتحدة الأميركية لإنجاز اتفاق بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية بموافقة ضمنية لـ "حزب الله". ولولا هذه الموافقة لما كان هذا الاتفاق قد أبصر النور.
ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات متواصلة على كل لبنان، بطوله وعرضه، مستهدفة كما تدّعي مخازن سلاح "حزب الله"، لا يوحي بأنها ستتخّلى قريبًا عن لغة الموت والدمار والتشريد. وباعتماد تل أبيب هذه اللغة غير المحكية تكون قد أفصحت عن بعض خططها المسمّاة استراتيجية، والتي تتعدّى بأبعادها "التوراتية" جغرافية غزة والضفة الغربية ولبنان.
وحيال هذه "العنجهية" المتحكّمة بالقرارات الحربية، التي يتخذها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، والذي يضع في اذنيه شمعًا لكي لا يسمع صوت الحق الآتي إليه من كل حدب وصوب من كل أقطار العالم، وبالأخص من فرنسا، التي دعت إلى مؤتمر دعم دولي للبنان، فإن بعض الذين كانوا يعارضون سياسة "وحدة الساحات" وفتح جبهة الاسناد من جنوب لبنان، ومن بينهم وليد جنبلاط، قد أعادوا تقييم الوضع، وأعادوا حسابات الحقل المتطابقة مع حسابات البيدر، وتوصلوا إلى قناعة بأن إسرائيل كانت ستقحم لبنان، بعد غزة، بحرب هي جسر عبور إلى ما هو أبعد  من الحدود اللبنانية، سواء فُتحت حرب الاسناد أو لم تُفتح، بغض النظر إذا ما كان "حزب الله" قد أصاب بهذه الخطوة أم لم يصب. وقد يأتي الوقت لتقييم هذه المرحلة عندما تتعطل لغة المدفع، وعندما يعود القرار 1701 ليرفرف فوق الجنوب، وعندما يرسل الجيش إلى جنوب الليطاني كقوة وحيدة معزّزًا بقرار لبناني واحد، وعندما يُنتخب رئيس للجمهورية، وعندما تُطرح كل القضايا الخلافية بين اللبنانيين، ومن بينها الاستراتيجية الدفاعية والهجومية، على طاولة حوار يترأسها الرئيس الجديد، الذي يجب أن يكون من الدرجة الأولى سياديًا واصلاحيًا ووفاقيًا وانقاذيًا.
فهل ستقبل إسرائيل التي تعتبر نفسها "مرفقة" في حرب توحي بأنها غير متكافئة عسكريًا وتنكنولوجيًا بوقف إطلاق النار قبل تحقيق ما تسميه أهدافًا استراتيجية، ومن بين ما هو ظاهر من هذه الأهداف "تحجيم" قدرات "حزب الله" كمقدمة لتأمين عودة آمنة لمستوطني الشمال الإسرائيلي، ولضمان عدم قيام "قوة الرضوان" بأي هجوم مباغت في منطقة الجليل الأعلى على غرار عملية "طوفان الأقصى"؟
وإذا قبلت افتراضًا بوقف النار، فهل يمكنها أن تقبل بالقرار 1701 كما هو، وأن تُعطى الحكومة اللبنانية، أي حكومة، تضمين بياناتها الوزارية فقرة تتبنى المعادلة الثلاثية "جيش وشعب ومقاومة"، أو ما يرمز إليها تلميحًا، خصوصًا أن اللغة العربية مطواعة ولا تخلو من التعابير المعبّرة عن فكرة واحدة، ولكن بطرق أخرى؟     المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

القرار 1701

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله يقول إن نبيه بري رئيس مجلس نواب لبنان بمثابة أخاهم الأكبر، ومعروف أن نعيم قاسم هو واحد من أصحاب العمائم البيضاء في الحزب، وأصحاب العمائم البيضاء هم السياسيون في الحزب أما أصحاب العمائم السوداء مثل الراحل حسن نصرالله هم المجاهدون والمقاتلون، نهج أصحاب  العمائم البيضاء لا يختلف جذريا عن نهج العمائم السوداء على اعتبار أن هدف كلاهما واحد، ولكن الفارق الوحيد هو التوقيت بروز هذا وغياب ذاك حسب اللحظة التاريخية التي تفرض تقدم أحدهما وتراجع الآخر.

اليوم يلجأ نعيم قاسم إلى بري السياسي المخضرم والداهية في حياكة السيناريوهات التي تبدو قانونية ولكنها في نهاية المطاف تخدم أجندته.

نبيه بري ليس بعيدا عن حزب الله فهو الزعيم التاريخي لحركة أمل الشيعية التي خرج من باطنها حزب الله الذي شهدناه على مدار عشرات السنين ممثلا قويا لحركة المقاومة اللبنانية التى ترتدى ثياب الشيعة.

يمكن قراءة وصلة الغزل التي قدمها قاسم لرئيس البرلمان اللبنانى نبيه بري بأنها مقدمة لقبول حزب الله لحلول سياسية من أجل إنقاذ لبنان وعدم تكرار سيناريو غزة المرعب على الأراضي اللبنانية، هنا يبرز القرار الأممي القديم 1701 الذي اتخذه مجلس الأمن بالأمم المتحدة عام 2006.

القرار الذي يمكن اعتباره شماعة إسرائيل في مواصلة عدوانها البربري على لبنان  له أكثر من بند يحدد الشكل العسكري العام بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل وهو قرار وافقت عليه كل الأطراف حين صدوره ثم تأسست وقائع على الأرض مختلفة نسبيا عن ما جاء في القرار ولكن تعايشت كل الأطراف معها لما يقرب من عقدين من الزمان.

ثم جاءت غزة وفرصة إسرائيل الذهبية للعدوان في مختلف الإتجاهات وكانت جبهة إسناد غزة بواسطة حزب الله هي المدخل الجديد لتفرض إسرائيل كلمتها مرة ثانية متجاوزة القرار 1701.

 هذا القرار الحاسم الذي سوق يتردد كثيرا في وسائل الإعلام الفترة القادمة وذلك لكونه حجر الزاوية بالنسبة للسلام والاستقرار في إسرائيل ولبنان وقوات حفظ السلام الأممية البالغ عدد أفرادها 10 آلاف، والمكلفة بتنفيذ القرار على الأرض، وقد اتخذ مجلس الأمن هذا القرار لكي يساعد في وقف الحرب والمشاحنات المتكررة بين الحزب وإسرائيل، تم اعتماد القرار 1701 بالإجماع عام 2006، حيث دعا المجلس إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة. 

بموجب هذا القرار، قرر مجلس الأمن اتخاذ خطوات لضمان السلام، من بينها السماح بزيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إلى حد أقصى يبلغ 15 ألف فرد، من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم القوات المسلحة اللبنانية أثناء انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وضمان العودة الآمنة للنازحين.

ومن ضمن بنود القرار 1701 نجد دعوة واضحة للحكومة اللبنانية كي تنشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ويبلغ طوله حوالي 120 كيلو متر.

القرار الذي حقق الهدوء النسبي بين حزب الله وإسرائيل باستثناء حروب الخطابة والتهديد والتراشق الإعلامي، يعود إلى الواجهة ويركز كافة المحللين السياسيين على ضرورة إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي عتاد حربي أو مسلحين، باستثناء ما هو تابع للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.

كما دعا إلى تطبيق بنود اتفاق الطائف، والقرارين 1559 و1680 بما في ذلك تجريد كل الجماعات المسلحة اللبنانية من سلاحها وعدم وجود قوات أجنبية إلا بموافقة الحكومة اللبنانية.

كل هذا يعرفه جيدا الشيخ نعيم قاسم وتعرفه الحكومة اللبنانية جيدا كما تعرفه إسرائيل التي وافقت عليه منذ سنوات، وهنا يتجدد السؤال هل بعد كل هذا الخراب والاغتيالات والهدم مازال قرار 1701 صالحا لنزع فتيل الحرب، أم أن القرار تم اغتياله شأنه شأن الاغتيالات المفضوحة التي تنفذها إسرائيل منذ شهور على الأراضي اللبنانية؟

الأيام القادمة لن تجيب عن السؤال خاصة بعد فتح صفحة جديدة في الحرب إسمها إيران.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يوافق على وقف اطلاق النار
  • نجيب ميقاتي يدعو الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في لبنان فورا.. ماذا قال؟
  • إسرائيل تسقط 1701.. لابعاد الجيش واليونيفيل 5 كلم
  • وقف اطلاق النار مستبعد قبل الانتخابات الأميركية لهذه الاسباب
  • مندوب لبنان بالأمم المتحدة: ملتزمون بتطبيق القرار 1701 ومبادرة وقف إطلاق النار
  • مندوب لبنان بمجلس الامن: لبنان يدعم المبادرة الأميركية الفرنسية
  • من هو وفيق صفا الذي زعمت اسرائيل اغتياله؟
  • القرار 1701
  • لماذا توسّع إسرائيل عمليتها ضد حزب الله؟.. تقرير لـThe Spectator يُجيب