الجزيرة:
2024-12-18@02:13:30 GMT

800 ألف مسن على هامش الحياة في الشمال السوري

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

800 ألف مسن على هامش الحياة في الشمال السوري

شمال سوريا- "هل تخيلتَ يوما أن تعيش وحيدا داخل خيمة، وقد تجاوزت السبعين من عمرك؟"، بهذه العبارة يلخص النازح السوري المسن صادق المحمد حاله المقيم في مخيم "وطن" للنازحين بريف إدلب شمال غربي سوريا.

ومنذ أكثر من 5 أعوام، يعيش صادق داخل خيمته الصغيرة في المخيم الذي لطالما يحمل اسمه -لقاطنيه- دلالات رمزية يفتقدونها، منذ أكثر من عقد على الصراع في البلاد التي أنهكتها الحرب.

مغالبا البكاء، يروي المسن كيف انتهى به المطاف وحيدا بعد النزوح الجماعي لأهالي ريف حماة، إثر الحملات العسكرية المتعاقبة التي شنها النظام السوري وحليفه الروسي على مناطق سيطرة المعارضة، مما دفعه وأقرانه إلى النزوح شمالا.

غالبية أفراد أسرة صادق تفرقوا بين مخيمات النازحين وتركيا ولبنان (الجزيرة) فراق ووحدة

ويشير صادق في -حديث للجزيرة نت- إلى أن غالبية أفراد أسرته تفرقوا ما بين مخيمات النازحين وتركيا ولبنان، على مدار سنوات الحرب الطويلة، في وقت لم يجد فيه مكانا أفضل من خيام النزوح المترامية على أطراف إدلب وريفها.

ويشتكي من قلة الدعم، إذ يتحصل على سلة غذائية بين الحين والآخر ترسلها المنظمات الإنسانية التي تضطلع بالإغاثة، في حين يجلب له الجيران والمحسنون بعضا من الطعام والشراب، ويقاسمه البعض جلسات الشاي، لتخفيف آلام الوحدة والعزلة.

لا تقتصر المعاناة عند المسن صادق على مسألة نقص المؤن والاحتياجات الغذائية، إذ يعاني من أمراض مزمنة تلازمه منذ قرابة عقد، تقض مضجعه وتحرمه لذة النوم، منها مرض الضغط والتهاب المفاصل، فضلا عن حاجته لعملية جراحية في عينيه.

ومن تحت وسادته الصلبة، يخرج صادق كيسا يحتوي على أدويته، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا منها نفد ولم يعقد بمقدوره شراء الجديد منها، الأمر الذي يفاقم آلامه الجسدية في ظل غياب الرعاية الصحية.

زينب تعيش عزلة منذ 3 سنوات في الشمال السوري (الجزيرة) عزلة طويلة

غير بعيد عن خيمته، تواجه المسنة السورية زينب الخالدي العزلة الطويلة منذ أكثر من 3 سنوات، وتفتقر إلى المعيل الذي يقدم لها احتياجاتها اليومية، في الوقت الذي تقدم فيها أختها الصغرى القليل من الرعاية لها.

لا تستطيع الخالدي (73 عاما) التنقل داخل خيمتها دون الاستعانة بالعكازين المعدنيين، لآن آلام الانزلاق الغضروفي في ظهرها تمنعها من الحركة بسهولة ويسر.

كل آمالها هي العودة إلى ديارها في ريف حماة كي تقضي ما تبقى من عمرها هناك، أما ما ينقصها فهو الكثير الذي لا يمكن حصره أو ذكره، كما تقول للجزيرة نت، بدءا من الطعام والشراب ونهاية بالأدوية والعلاج.

تأثيرات سلبية

وصادق والخالدي هما من بين نحو 800 ألف مسن يعيشون في شمال غربي سوريا، غالبيتهم يسكنون في مخيمات النازحين في المنطقة دون معيل أو معين لهم، وفق تقرير لفريق "منسقو استجابة سوريا".

وبحسب الفريق، فإن المسنين يعانون من مشاكل وأزمات مركبة تتمثل في غياب الرعاية الصحية وشح المعونات الغذائية، إضافة إلى أزمات نفسية قد لا تظهر للعيان.

ويؤكد الناشط في المجال الإغاثي بالشمال السوري هيثم الحمود، أن إيقاف برنامج الأغذية العالمي مساعداته في جميع أنحاء سوريا مطلع العام الجاري، جراء نقص التمويل، أثر بشكل كبير على توزيع المساعدات للنازحين بالمنطقة.

وفي تصريح للجزيرة نت، أشار إلى أن قرابة نصف مليون سوري في شمال غربي سوريا تأثروا من توقف المساعدات التي يقدمها البرنامج، لافتا إلى أن غالبية الأسر تعتمد بشكل أساسي على تلك المعونات بسبب انعدام الدخل.

وبلغ عدد السكان في مناطق شمال غربي سوريا -وفق الفريق- أكثر من 6 ملايين نسمة، يشكل النازحون في المخيمات وخارجها نسبة 49% من عددهم الكلي، ويصل عدد المخيمات إلى 1873 مخيما ومركز إيواء ومخيما عشوائيا، ويسكنها ما يزيد على مليوني نازح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شمال غربی سوریا أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

المعارض السوري برهان غليون ينتقد اجتماع العقبة.. وصاية أكثر من التضامن

شكك المعارض السوري المعروف والرئيس السابق لـ”المجلس الوطني السوري”، برهان غليون، بنوايا وأهداف الاجتماع الوزاري العربي بشأن سوريا، والذي أصدر بيانه الختامي السبت، من مدينة العقبة الأردنية.

وقال غليون، في منشور عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه يوحي بالوصاية أكثر من التضامن مع سوريا.

عقد اجتماع لجنة الاتصال حول سورية في "العقبة" بحضور عديد الدول التي لم تخف دعمها لنظام الأسد بدل عقده في دمشق الحرة بمشاركة السوريين لا يبشر بخير ولا يطمئن حول نوايا اللجنة. إنه يوحي بالأحرى بإرادة فرض الوصاية، ويظهر كمؤامرة أكثر بكثير من رغبة في التضامن وتقديم الدعم للسوريين. — ghaliounبرهان غليون (@ghaliounn) December 15, 2024
وأضاف غليون، “عقد اجتماع لجنة الاتصال حول سورية في العقبة بحضور عديد الدول التي لم تخف دعمها لنظام الأسد بدل عقده في دمشق الحرة بمشاركة السوريين لا يبشر بخير ولا يطمئن حول نوايا اللجنة”.

وأكد أنه "يوحي بالأحرى بإرادة فرض الوصاية، ويظهر كمؤامرة أكثر بكثير من رغبة في التضامن وتقديم الدعم للسوريين".



وأردف، "نتمنى من أخوتنا العرب ان يدركوا ان التحديات التي يواجهها تحرير سوريا من نظام الطاغية وحلفائه اكبر بكثير من مخاوفهم السياسية، وأن سوريا حرة ومستقلة وسيدة ستكون أكبر دعم لمنظومة الجامعة العربية والدفاع عن استقلال وسيادة جميع دولها".

والسبت، أصدرت دول عربية، إضافة إلى تركيا، بيانا ختاميا بعد اجتماعها في مدينة العقبة الأردنية، لمناقشة تطورات الملف السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد.

البيان الذي جاء عقب قمة شاركت فيها الأردن، السعودية، العراق، لبنان، مصر، الإمارات، البحرين، قطر، وبحضور أمين عام جامعة الدول العربية، أكد على الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وتقديم الدعم والعون له في هذه المرحلة.

كما لفت إلى ضرورة أن تكون عملية الانتقال إلى السلطة الجديدة والدستور الجديد تحت رعاية أممية، ووفق قرار مجلس الأمن 2254.

كما شدد البيان على ضرورة "دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، بما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني، بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية".

ولفت البيان إلى أن "هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية، لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة، التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات".



وشدد على ضرورة "الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية"، إضافة إلى "احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين". 

ونبه البيان على ضرورة "الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة".  

وأدان البيان توغل الاحتلال إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالا غاشما وخرقا للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في العام ١٩٧٤،والمطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية، وإدانة الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، والتأكيد على أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، ومطالبة مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

مقالات مشابهة

  • حموشي يمنح ترقية استثنائية للشرطي الراحل عبد الغني رضوان، الذي فارق الحياة أثناء أداء مهامه ببني ملال
  • فصائل تعقب على مشاهد التي نشرتها قناة الجزيرة
  • تحديات عدة تعترض الحياة التعليمية في سوريا بعد سقوط الأسد
  • لماذا يعاني المسلمون في شمال الهند أكثر من جنوبها؟
  • قرى عكار في الشمال اللبناني تهتز بفعل الغارات الإسرائيلية العنيفة على سوريا
  • 33 % من المستوطنين الإسرائيليين يرفضون العودة إلى الشمال
  • المعارض السوري برهان غليون ينتقد اجتماع العقبة.. وصاية أكثر من التضامن
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • أكثر من 40 شهيدا جراء استهداف الاحتلال لمدرسة «خليل عويضة» شمال غزة
  • عاجل | مراسل الجزيرة: أكثر من 15 شهيدا ومصابون باقتحام الاحتلال مدرسة بعزبة بيت حانون شمال غزة