الجزيرة:
2024-10-12@07:29:12 GMT

800 ألف مسن على هامش الحياة في الشمال السوري

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

800 ألف مسن على هامش الحياة في الشمال السوري

شمال سوريا- "هل تخيلتَ يوما أن تعيش وحيدا داخل خيمة، وقد تجاوزت السبعين من عمرك؟"، بهذه العبارة يلخص النازح السوري المسن صادق المحمد حاله المقيم في مخيم "وطن" للنازحين بريف إدلب شمال غربي سوريا.

ومنذ أكثر من 5 أعوام، يعيش صادق داخل خيمته الصغيرة في المخيم الذي لطالما يحمل اسمه -لقاطنيه- دلالات رمزية يفتقدونها، منذ أكثر من عقد على الصراع في البلاد التي أنهكتها الحرب.

مغالبا البكاء، يروي المسن كيف انتهى به المطاف وحيدا بعد النزوح الجماعي لأهالي ريف حماة، إثر الحملات العسكرية المتعاقبة التي شنها النظام السوري وحليفه الروسي على مناطق سيطرة المعارضة، مما دفعه وأقرانه إلى النزوح شمالا.

غالبية أفراد أسرة صادق تفرقوا بين مخيمات النازحين وتركيا ولبنان (الجزيرة) فراق ووحدة

ويشير صادق في -حديث للجزيرة نت- إلى أن غالبية أفراد أسرته تفرقوا ما بين مخيمات النازحين وتركيا ولبنان، على مدار سنوات الحرب الطويلة، في وقت لم يجد فيه مكانا أفضل من خيام النزوح المترامية على أطراف إدلب وريفها.

ويشتكي من قلة الدعم، إذ يتحصل على سلة غذائية بين الحين والآخر ترسلها المنظمات الإنسانية التي تضطلع بالإغاثة، في حين يجلب له الجيران والمحسنون بعضا من الطعام والشراب، ويقاسمه البعض جلسات الشاي، لتخفيف آلام الوحدة والعزلة.

لا تقتصر المعاناة عند المسن صادق على مسألة نقص المؤن والاحتياجات الغذائية، إذ يعاني من أمراض مزمنة تلازمه منذ قرابة عقد، تقض مضجعه وتحرمه لذة النوم، منها مرض الضغط والتهاب المفاصل، فضلا عن حاجته لعملية جراحية في عينيه.

ومن تحت وسادته الصلبة، يخرج صادق كيسا يحتوي على أدويته، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا منها نفد ولم يعقد بمقدوره شراء الجديد منها، الأمر الذي يفاقم آلامه الجسدية في ظل غياب الرعاية الصحية.

زينب تعيش عزلة منذ 3 سنوات في الشمال السوري (الجزيرة) عزلة طويلة

غير بعيد عن خيمته، تواجه المسنة السورية زينب الخالدي العزلة الطويلة منذ أكثر من 3 سنوات، وتفتقر إلى المعيل الذي يقدم لها احتياجاتها اليومية، في الوقت الذي تقدم فيها أختها الصغرى القليل من الرعاية لها.

لا تستطيع الخالدي (73 عاما) التنقل داخل خيمتها دون الاستعانة بالعكازين المعدنيين، لآن آلام الانزلاق الغضروفي في ظهرها تمنعها من الحركة بسهولة ويسر.

كل آمالها هي العودة إلى ديارها في ريف حماة كي تقضي ما تبقى من عمرها هناك، أما ما ينقصها فهو الكثير الذي لا يمكن حصره أو ذكره، كما تقول للجزيرة نت، بدءا من الطعام والشراب ونهاية بالأدوية والعلاج.

تأثيرات سلبية

وصادق والخالدي هما من بين نحو 800 ألف مسن يعيشون في شمال غربي سوريا، غالبيتهم يسكنون في مخيمات النازحين في المنطقة دون معيل أو معين لهم، وفق تقرير لفريق "منسقو استجابة سوريا".

وبحسب الفريق، فإن المسنين يعانون من مشاكل وأزمات مركبة تتمثل في غياب الرعاية الصحية وشح المعونات الغذائية، إضافة إلى أزمات نفسية قد لا تظهر للعيان.

ويؤكد الناشط في المجال الإغاثي بالشمال السوري هيثم الحمود، أن إيقاف برنامج الأغذية العالمي مساعداته في جميع أنحاء سوريا مطلع العام الجاري، جراء نقص التمويل، أثر بشكل كبير على توزيع المساعدات للنازحين بالمنطقة.

وفي تصريح للجزيرة نت، أشار إلى أن قرابة نصف مليون سوري في شمال غربي سوريا تأثروا من توقف المساعدات التي يقدمها البرنامج، لافتا إلى أن غالبية الأسر تعتمد بشكل أساسي على تلك المعونات بسبب انعدام الدخل.

وبلغ عدد السكان في مناطق شمال غربي سوريا -وفق الفريق- أكثر من 6 ملايين نسمة، يشكل النازحون في المخيمات وخارجها نسبة 49% من عددهم الكلي، ويصل عدد المخيمات إلى 1873 مخيما ومركز إيواء ومخيما عشوائيا، ويسكنها ما يزيد على مليوني نازح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شمال غربی سوریا أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

توقف جميع مركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر شمال غزة

أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2024 ، توقف جميع مركبات الإسعاف التابعة لها في شمال قطاع غزة عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها إثر الهجوم الإسرائيلي البري المتواصل لليوم السادس على التوالي والمتزامن مع حصار مشدد مفروض على المحافظة.

وقال المتحدث باسم جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني" بغزة رائد النمس، إن "6 مركبات إسعاف خرجت عن الخدمة تماما بسبب نفاد الوقود ومنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال أي كميات من الوقود إلى شمال القطاع ضمن الحصار المطبق الذي يفرضه هناك".

وأوضح أن هذا التوقف أدى إلى "شلل في القدرة على تقديم الخدمات الإسعافية للمصابين والمرضى هناك".

وذكر أن استمرار الهجوم الإسرائيلي والحصار المفروض على شمال، أعاق عملية إجلاء 80 مريضا من مستشفيات الشمال إلى مستشفيات مدينة غزة ووسط وجنوبي القطاع.

وقال عن ذلك: "الجمعية أدخلت خلال 48 ساعة الماضية 6 مركبات إسعاف إضافية إلى شمال القطاع لإجلاء 80 مريضا، لكن الأزمة ما زالت قائمة ولم تتم عملية الإجلاء".

وأشار النمس، إلى أن توقف مركبات الإسعاف يتزامن مع "نقص حاد في المعدات الطبية والوقود والأدوية داخل مستشفيات شمال قطاع غزة، ما يضع الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون هناك في دائرة الخطر الشديد".

وفي وقت سابق، أعلن ماهر شامية، وكيل مساعد وزارة الصحة، أن "الجيش أعاد وفد منظمة الصحة العالمية المكلف بإجلاء مرضى العناية المركزة والأطفال من مستشفيات الشمال، ولم يسمح له بالوصول إلى شمال القطاع".

وأوضح شامية، أن "الجيش الإسرائيلي منع دخول شاحنات الوقود إلى مستشفيات غزة والشمال للمرة الخامسة على التوالي منذ بدء العملية العسكرية، الأحد الماضي".

وقال النمس، إن الوضع الإنساني في محافظة الشمال يتدهور بشكل سريع مع استمرار الحصار الإسرائيلي.

وتابع: "هذا الحصار يمنع وصول الإمدادات الأساسية الإنسانية والصحية والإغاثية للمحافظة".

وأوضح النمس، أن صدور أوامر الإخلاء الإسرائيلية القسرية لمناطق الشمال والتهديدات التي وجهت للسكان والطواقم الطبية هناك "تسببت في خروج 4 نقاط طبية ميدانية عن الخدمة".

وذكر أن مستشفيات شمال القطاع تواصل عملها رغم الظروف الخطيرة التي تتعرض لها من تهديدات إسرائيلية أو استهداف مستمر لفرقها الميدانية.

وأشار إلى أن النقص الحاد في المعدات الأساسية والمستلزمات الطبية مثل الأكسجين وأدوية التخدير يفاقم من الظروف الصعبة التي تمر بها المستشفيات.

ولفت النمس، إلى أن "الهلال الأحمر" يواصل "التنسيق مع الجهات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوتشا) لمحاولة إدخال المساعدات الطبية والإغاثية إلى الشمال، في ظل الوضع الحرج للغاية بسبب نقص الوقود والأدوات الطبية الضرورية".

المصدر : وكالة سوا - الاناضول

مقالات مشابهة

  • نفاد الوقود يشل المستشفيات والإسعاف شمال غزة
  • توقف جميع مركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر شمال غزة
  • الصحة العالمية: لم يكن لدينا القدرة للوصول إلى مستشفيات شمال غزة
  • الأمم المتحدة: حملة التطعيم الجديدة ضد شلل الأطفال في غزة ستكون أكثر تعقيدا
  • أكثر من 420 ألف شخص غادروا لبنان إلى سوريا
  • مدارس شمال سوريا تبدأ عامها الجديد بلا كتب
  • خطة الجنرالات.. ما الذي يحدث الآن في شمال غزة؟
  • استغاثة في شمال غزة
  • نورهان حشاد تكتب: أيها العالق على هامش الحياة متى ستصبح مَتنًا في قصّتك؟