الجزيرة:
2025-04-25@07:21:04 GMT

800 ألف مسن على هامش الحياة في الشمال السوري

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

800 ألف مسن على هامش الحياة في الشمال السوري

شمال سوريا- "هل تخيلتَ يوما أن تعيش وحيدا داخل خيمة، وقد تجاوزت السبعين من عمرك؟"، بهذه العبارة يلخص النازح السوري المسن صادق المحمد حاله المقيم في مخيم "وطن" للنازحين بريف إدلب شمال غربي سوريا.

ومنذ أكثر من 5 أعوام، يعيش صادق داخل خيمته الصغيرة في المخيم الذي لطالما يحمل اسمه -لقاطنيه- دلالات رمزية يفتقدونها، منذ أكثر من عقد على الصراع في البلاد التي أنهكتها الحرب.

مغالبا البكاء، يروي المسن كيف انتهى به المطاف وحيدا بعد النزوح الجماعي لأهالي ريف حماة، إثر الحملات العسكرية المتعاقبة التي شنها النظام السوري وحليفه الروسي على مناطق سيطرة المعارضة، مما دفعه وأقرانه إلى النزوح شمالا.

غالبية أفراد أسرة صادق تفرقوا بين مخيمات النازحين وتركيا ولبنان (الجزيرة) فراق ووحدة

ويشير صادق في -حديث للجزيرة نت- إلى أن غالبية أفراد أسرته تفرقوا ما بين مخيمات النازحين وتركيا ولبنان، على مدار سنوات الحرب الطويلة، في وقت لم يجد فيه مكانا أفضل من خيام النزوح المترامية على أطراف إدلب وريفها.

ويشتكي من قلة الدعم، إذ يتحصل على سلة غذائية بين الحين والآخر ترسلها المنظمات الإنسانية التي تضطلع بالإغاثة، في حين يجلب له الجيران والمحسنون بعضا من الطعام والشراب، ويقاسمه البعض جلسات الشاي، لتخفيف آلام الوحدة والعزلة.

لا تقتصر المعاناة عند المسن صادق على مسألة نقص المؤن والاحتياجات الغذائية، إذ يعاني من أمراض مزمنة تلازمه منذ قرابة عقد، تقض مضجعه وتحرمه لذة النوم، منها مرض الضغط والتهاب المفاصل، فضلا عن حاجته لعملية جراحية في عينيه.

ومن تحت وسادته الصلبة، يخرج صادق كيسا يحتوي على أدويته، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا منها نفد ولم يعقد بمقدوره شراء الجديد منها، الأمر الذي يفاقم آلامه الجسدية في ظل غياب الرعاية الصحية.

زينب تعيش عزلة منذ 3 سنوات في الشمال السوري (الجزيرة) عزلة طويلة

غير بعيد عن خيمته، تواجه المسنة السورية زينب الخالدي العزلة الطويلة منذ أكثر من 3 سنوات، وتفتقر إلى المعيل الذي يقدم لها احتياجاتها اليومية، في الوقت الذي تقدم فيها أختها الصغرى القليل من الرعاية لها.

لا تستطيع الخالدي (73 عاما) التنقل داخل خيمتها دون الاستعانة بالعكازين المعدنيين، لآن آلام الانزلاق الغضروفي في ظهرها تمنعها من الحركة بسهولة ويسر.

كل آمالها هي العودة إلى ديارها في ريف حماة كي تقضي ما تبقى من عمرها هناك، أما ما ينقصها فهو الكثير الذي لا يمكن حصره أو ذكره، كما تقول للجزيرة نت، بدءا من الطعام والشراب ونهاية بالأدوية والعلاج.

تأثيرات سلبية

وصادق والخالدي هما من بين نحو 800 ألف مسن يعيشون في شمال غربي سوريا، غالبيتهم يسكنون في مخيمات النازحين في المنطقة دون معيل أو معين لهم، وفق تقرير لفريق "منسقو استجابة سوريا".

وبحسب الفريق، فإن المسنين يعانون من مشاكل وأزمات مركبة تتمثل في غياب الرعاية الصحية وشح المعونات الغذائية، إضافة إلى أزمات نفسية قد لا تظهر للعيان.

ويؤكد الناشط في المجال الإغاثي بالشمال السوري هيثم الحمود، أن إيقاف برنامج الأغذية العالمي مساعداته في جميع أنحاء سوريا مطلع العام الجاري، جراء نقص التمويل، أثر بشكل كبير على توزيع المساعدات للنازحين بالمنطقة.

وفي تصريح للجزيرة نت، أشار إلى أن قرابة نصف مليون سوري في شمال غربي سوريا تأثروا من توقف المساعدات التي يقدمها البرنامج، لافتا إلى أن غالبية الأسر تعتمد بشكل أساسي على تلك المعونات بسبب انعدام الدخل.

وبلغ عدد السكان في مناطق شمال غربي سوريا -وفق الفريق- أكثر من 6 ملايين نسمة، يشكل النازحون في المخيمات وخارجها نسبة 49% من عددهم الكلي، ويصل عدد المخيمات إلى 1873 مخيما ومركز إيواء ومخيما عشوائيا، ويسكنها ما يزيد على مليوني نازح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شمال غربی سوریا أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

هندسة سكانية تحت عباءة التعدين

ما يحدث في الشمال ونهر النيل ليس عفوياً، بل عملية إغراق بشري واختراق ممنهج بغطاء اقتصادي، هدفه على المدى القريب خلق حالة من الفوضى يصعب السيطرة عليها أو معالجتها، بهدف التعايش معها والتطبيع مع وجودها وفرض أجندات جديدة تجبر الحكومة لاحقاً على الاعتراف بهذا التغيير السكاني وتقنينه رغم عدم شرعيته..

فبدلاً من أن ترفض الحكومة هذه الكتل البشرية الوافدة، ستجد نفسها في موضع المتعامل معها، عبر رسم سياسات للتقنين لا للتجفيف، الاستيعاب لا الاستبعاد. أما على المدى البعيد، فيهدف هذا الغزو إلى صناعة هوية سكانية بديلة تزعزع البنية الديمغرافية والثقافية لمجتمعات نهر النيل والشمالية، واستبدالها بثقافات دخيلة ومجموعات وافدة ستفرض شروطها ووجودها، وستخلق صراعاً اجتماعياً داخل تلك الولايات ..

فالشمال الذي كان كتلة واحدة لا يعاني من أي مهددات سوى لدغ العقارب، سيجد نفسه اليوم في مواجهة مهددات حقيقية، عنف محلي وانقسام جهوي يغذيه واقع جديد وخطابات دخيلة على نسيجه الثقافي، ومحاصرة ناعمة لتقاليده. الأخطر من ذلك أن كل اعتراض على سلوك الوافدين والمعدنيين يصور مباشرة كعنصرية ورفض لقوى إجتماعية بعينها، فيتم ابتزاز مجتمعات الشمال أخلاقياً وسحب حقها في التعبير والرفض..

ما يحدث الآن هو هندسة سكانية واحتلال ناعم لأرض ينظر إليها وكأنها خالية من السكان وبلا هوية. يدخل إليها مئات الآلاف من الوافدين تحت عباءة التعدين الأهلي، ولا يسمح لأحد بالاعتراض، ما دام هناك من يروج لفكرة أن الشمال أرض بلا حدود وهوية، ولا يعترف لجماعة بحق فيها، ولا يسمح لسكانها حتى بطرح سؤال بسيط، من أين جاء هؤلاء الوافدين .
#السودان

حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • أكثر من 80 شهيدا بمجازر إبادة جماعية في قطاع غزة.. نصفهم في الشمال
  • MEE‏: إسرائيل استعانت بجماعة ضغط لإقناع ترامب بعدم ‏سحب قواته من سوريا
  • في الشمال.. الأمن يوقف مطلوبَين سوريَّين
  • هندسة سكانية تحت عباءة التعدين
  • خبير سياسي يطالب لمحاسبة حلف شمال الأطلسي على ما ارتكبه في ليبيا
  • الشرع يكشف للإعلام الأمريكي عن الاطراف التي سوف تتضرر في حال وقعت في سوريا أي فوضى
  • عاجل | الرئيس السوري لنيويورك تايمز: أي فوضى في سوريا ستضر بالعالم أجمع وليس دول الجوار فقط
  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ
  • محافظ حلب يطلع على فعاليات المؤتمر العلمي الدولي العاشر لطب الأسنان، ويزور أجنحة معرض أدوات المعالجة السنية الذي أقيمت فعالياته على هامش المؤتمر