بعد هجمات 7 أكتوبر.. كيف تغيرت الاستراتيجية الأمنية الأميركية؟
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
دفعت الصراعات والتوترات منذ السابع من أكتوبر 2023 بالولايات المتحدة إلى قلب العديد من الافتراضات الأميركية حول كيفية التعامل مع المخاطر والوضع الجديد في الشرق الأوسط.
وفي الواقع الجديد، دخلت إسرائيل في صراعات عسكرية على جبهات متعددة، لتجد نفسها تعتمد بشكل متزايد على الدعم الأميركي.
وقبل السابع من أكتوبر كانت السياسة الأميركية تهدف إلى تحويل القوات للتعامل مع خطر الصين وروسيا لكنها واجهت رياحا معاكسة في الشرق الأوسط دفعتها لتغيير المسار، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
دانيال ديفيس، كبير الباحثين في مؤسسة أولويات الدفاع في واشنطن، يعتقد أن ما حصل من تغيير في السياسة الأميركية "لم يأت من خطة مدروسة، إذ أن الولايات المتحدة أعطت دعما أعمى لإسرائيل وما تفعله في حروبها، وإسرائيل تتوسع في الحروب لأماكن أخرى، والولايات الأخرى لا تفعل أي شيء".
ويقول في حديث لبرنامج "الحرة الليلة" إنه "بدلا من أن تضع الولايات المتحدة حاملات الطائرات في أماكن أخرى حول العالم للدفاع عن المصالح الأميركية تجد أنها وضعتها في الشرق الأوسط بهدف الدفاع عن إسرائيل إذا توسعت الحرب مع إيران".
ويشرح ديفيس أن استخدامه مصطلح "الدعم الأعمى" لإسرائيل سببه "حملات الاستقطاب التي تحصل في الداخل الأميركي، حيث جماعات الضغط تعاقب سياسيين إذا ما انتقدوا إسرائيل، وهناك مكافآت لمن يدعمونها، وإذا لم تكن "داعما لإسرائيل يتم وصمه بأنه معادي للسامية وداعم لحماس، ولا أحد يريد هذا الأمر".
ويرى ديفيس المشكلة أن الولايات المتحدة "تنفق الكثير على الذخائر في الشرق الأوسط، ونرسل معدات عسكرية لأوكرانيا، وهو ما يتسبب بالضغط على مخازن الأسلحة الأميركية، ويجعل هناك حاجة لنشر القوات الأميركية في أماكن لا يوجد لنا فيها مصالح، ولا تمكننا من الرد إذ هوجمنا في أماكن أخرى".
وقال إن الإدارة الأميركية إن "السياسية أو العسكرية لم تقدم أدلة أنها تتخذ خطوات لتصحيح المسار وإعادة التوازن لحماية المصالح الأميركية طويلة الأمد".
يؤكد ديفيس أن ما يحدث على الصعيد العالمي، "يدفع بتقارب الصين وروسيا ولهم مصالح كبيرة بالشرق الأوسط"، محذرا من التقارب العسكري والاقتصادي الذي يحدث بينهما.
"حارس الازدهار".. كيف تؤمن الولايات المتحدة البحر الأحمر؟ مع ازدياد التهديدات الحوثية في البحر الأحمر، تتحرك السفن الحربية الأميركية لمواجهة الهجمات المتتالية التي أربكت خطوطا حيوية للشحن البحري.وسرد تقرير تحليلي نشرته شبكة "سي إن إن" الأميركية مؤخرا كيف أصبحت أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي نقطة تحول في السياسة الأميركية.
وأشار التقرير إلى أن أحداث السابع من أكتوبر لم تؤد فحسب إلى حدوث تحول في التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط مع مواجهة إسرائيل لحماس، ثم حزب الله، ثم إيران عدوها اللدود، بل أشعلت كذلك سلسلة من الأحداث التي أثرت على حياة عدد لا يحصى من الأشخاص، وأطلقت العنان لاضطرابات سياسية على بعد آلاف الأميال على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة السابع من أکتوبر فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
ماذا لو كانت “إسرائيل” داخل أراضي الولايات المتحدة؟!
الولايات المتحدة – على مدى فترة طويلة من الزمن ظهرت العديد من المشاريع لإقامة وطن قومي لليهود في مناطق متعددة من العالم إحداها تبنتها ألمانيا النازية في 12 نوفمبر 1938، وكان مكانها جزيرة مدغشقر.
في ذلك اليوم خلال مؤتمر في برلين، أعلن أحد قادة ألمانيا النازية، هيرمان غورينغ أن زعيمه أدولف هتلر يفكر في خطة لهجرة اليهود إلى مدغشقر. فكرة إعادة توطين اليهود في هذه الجزيرة كانت ظهرت لأول مرة في بولندا عام 1926.
طرحت العديد من المشاريع لإقامة وطن قومي لليهود منذ القرن التاسع عشر، إلا أن مشاريع بناء مستوطنات يهودية وخاصة في العالم الجديد بدأت قبل ذلك بكثير، ويعود تاريخ بعضها إلى القرن السابع عشر. خطط بناء مثل هذه المستوطنات جرت في مناطق مختلفة مثل سورينام وبيرو وجمهورية الدومينيكان والبرازيل وغيانا وأوروغواي والأرجنتين.
يصف بعض الكتاب “إسرائيل” بأنه عمليا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية نتيجة للدعم المطلق الذي تقدمه واشنطن لها، فماذا كان سيحدث لو أقيم وطن قومي لليهود داخل الولايات المتحدة؟
هذا المشروع كان قائما في الفعل في القرن التاسع عشر ويوصف بأنه كان إحدى أولى المحاولات الرفيعة لإقامة دولة يهودية. المشروع كان فكرة لرجل يدعى مردخاي مانويل نوح. نوح كان وقتها متيقنا باستحالة إقامة دولة لليهود في فلسطين، ولذلك أراد توطين اليهود في جزيرة غراند بالقرب من نيويورك في دولة تسمى “أرارات”!
خطط مردخاي نوح الذي ولد في عام 1785 في فيلادلفيا لإقامة دولة يهودية منفصلة داخل الولايات المتحدة، أريد لها أن تكون دولة داخل دولة.
نوح الذي كان عين قنصلا للولايات المتحدة في تونس في عام 1813، اقترح أثناء افتتاح كنيس في نيويورك في عام 1818 بناء وطن جديد لليهود في أمريكا.
اختار الرجل جزيرة كبيرة على نهر نياغرا. وكان يفترض أن يقوم بشراء أرض بمساحة 70 كيلو مترا مربعا. في عام 1830 حصل نوح على إذن رسمي بشراء ثلث أراضي الجزيرة.
مردخاي قرر البدء ببناء مدينة واحدة هي أرارات، التي كان يفترض أن تصبح في المستقبل “عاصمة الدولة اليهودية الأبدية لبني إسرائيل”.
وجه مردخاي وقتها دعوة إلى اليهود في جميع أنحاء العالم للانتقال إلى أمريكا قائلا: “أنا مردخاي مانويل نوح، مواطن أمريكي، قنصل سابق للولايات في مدينة ومملكة تونس، بنعمة الله، حاكم وقاضي إسرائيل، أعرض ملجأ لليهود في جميع أنحاء العالم، حيث يمكنهم التمتع بالسلام والسعادة، التي حرموا منها في أماكن إقامتهم الحالية بسبب التعصب والقمع”.
في الإعلان ذاته، دعا نوح جميع المعابد اليهودية في العالم إلى إجراء تعداد للسكان اليهود وفرض ضريبة قدرها دولار إسباني واحد لصالح إنشاء وتطوير مدينة أرارات. أعلن نوح نفسه “قاضيا وحاكما” لمدة أربع سنوات، بشرط أن يكون هذا المنصب انتخابيا. كان لليهود من أي منطقة في العالم الحق في دخول المدينة.
وضع حجر الأساس لمدينة أرارات في احتفال رسمي حضرته جموع غفيرة إلى درجة تعذر نقل الجميع في قوارب إلى جزيرة غراند. تقرر حينها إقامة حفل حضره جميع المسؤولين في ولاية نيويورك في كنيس مدينة بوفالو. أمام المدخل وضعت لوحة حجرية نقش عليها باللغتين العبرية والإنجليزية عبارة “أرارات مدينة ملجأ لليهود، أسسها مردخاي مانويل نوح في سبتمبر عام 1825 في الذكرى 50 للاستقلال الأمريكي”.
في تلك المناسبة ألقى مردخاي خطابا أكد فيه أن مدينة “أرارات” هي ملجأ مؤقت لليهود، وأنه ستتم تهيئة الظروف من خلال الجهود المشتركة لإحياء الدولة اليهودية في إسرائيل. اختتم ذلك الحفل بتحية من المدفعية، وحين توفى مردخاي مانويل نوح، طوي المشروع برمته.
المصدر: RT