عربي21:
2024-11-21@15:45:37 GMT

حرب الطوفان الثانية

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

بدأت سنة «طوفان الأقصى» الأولى بأعظم «هجمة كوماندوز» عابرة إلى قلب فلسطين المحتلة، وبفشل استخباراتي وعسكري عظيم لكيان الاحتلال، فيما بدا الانتقال إلى عام الحرب الثاني مختلفا، وخيمت عليه ظلال هجمة معاكسة، وبدت الموازين ومبادرات السلاح ومباغتاته، كأنها تميل هذه المرة بشدة لصالح العدو، الذي حقق إنجازات تكتيكية واستخباراتية ظاهرة، وبالذات على جبهة لبنان.



مع موجة اغتيالات مفاجئة صادمة متواصلة لقادة الصفين الثاني فالأول في «حزب الله»، وصولا إلى فجيعة اغتيال السيد حسن نصر الله، وبدا كيان العدو في أحوال نشوة مجنونة، عبر عنها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو قبل أيام، حين أعلن متفاخرا متعجرفا «لقد صفينا نصر الله وخليفته وخليفة خليفته».

ولا ريب، أن اغتيال عشرات القادة من حزب الله، واغتيال نصر الله بالذات، يعد خسارة كبرى لجماعة حزب الله، وهو ما عبر عنه نصر الله نفسه قبل اغتياله، حين اعترف علنا بالأثر الفادح لضربات «البيجر» و»الووكي توكي» واغتيالات قادة كبار بعدها، وقال نصر الله في آخر خطاباته، إن الضربات كانت موجعة وثقيلة.

لكن نصر الله، الذي ذهب بعدها إلى مصيره الاستشهادي، كان واثقا على ما يبدو من قدرة الحزب على تحمل وامتصاص الضربات، التي أظهرت خروقا أمنية عميقة وواسعة في بنية الحزب القيادية، تتخطى حدود وآثار التفوق التكنولوجي الرهيب للعدو الأمريكي الإسرائيلي، وتبرز وجود جواسيس على الأرض في بيئة الحزب، التي لا تزال تعاني من خيانات ممتدة بخيوطها من طهران إلى لبنان، وغفلة «حزب الله» الطويلة عن اكتشاف ومعالجة الاختراقات في وقت مبكر، وبالذات حين تمدد وجود الحزب، وتورط في حروب ومآسي سوريا الداخلية، وتعرضه لانكشاف مرعب.

وقد لا تكون لدى الحزب اليوم فرصة وقت لسد الثغرات، خصوصا أن العدو فرض عليه وعلى بيئته حربا مهلكة، فيها آلاف الغارات الجوية التي لا تنقطع، وتسعى إلى تدمير وإبادة البشر والحجر والشجر على طريقة ما جرى في غزة، وهو ما هدد به نتنياهو علنا، وخاطب الشعب اللبناني داعيا إياه إلى ثورة على حزب، الله إن أراد تجنب مصائر التدمير الشامل، وقد لا يشك أحد في وجود قوى وتيارات داخل لبنان مستعدة لطاعة أوامر نتنياهو، وإن كانت تتخوف من قيامة ثانية لحزب الله، رغم التجريف الذي جرى ويجري لبيئته الحاضنة في الجنوب والبقاع والجبل والضاحية الجنوبية، ونزوح ما يقارب المليون ونصف المليون من اللبنانيين المؤيدين لحزب الله ومقاومته.

ووسط كل هذا الهول، قد لا تتوافر معلومات كافية عما يجري داخل الحزب، وإن بدت الأمارات والإشارات، إضافة لكلمات الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، وكلها تؤكد استعادة الحزب لتماسكه بسرعة، وإحلال قادة جدد بدلاء عن المغتالين.

والأهم في ما نعتقد، أن الجهاز الأمني والعسكري لحزب الله، لا يزال يعمل بكفاءة وعافية ملحوظة، لا يمكن تصور حدوثها بغير نظام محكم للضبط والربط، ولا بغير اتصال عمل نظام القيادة والسيطرة، وهذه واحدة من مواريث قيادة حسن نصر الله، الذي تحدث مرارا عن القوة العسكرية الضخمة لحزب الله، وقدرها بما يزيد على مئة ألف مقاتل، وبما قد يصل إلى المئة والخمسين ألفا.

وكان يومئ وقتها لعدم احتياج الحزب إلى مدد عسكري يضاف من خارج الحدود، فوق حيازة الحزب لقوات نخبة فائقة التدريب والاستعداد، وترسانات سلاح متنوع في المخازن والأنفاق البعيدة عن غارات التدمير، وأساليب عمل الجناح العسكري للحزب، تجمع انضباط الجيوش إلى حريات التصرف اللامركزي، وهو ما بدا ظاهرا في انضباط الرشقات الصاروخية، والتدرج المدروس في كثافة ومدى الصواريخ المستخدمة، التي وصل بعضها إلى تل أبيب نفسها، وإلى مستعمرة معاليه أدوميم في الضفة الغربية.

في حين تركز أغلبها على شمال فلسطين المحتلة، وصولا إلى صفد وتجمع الكريوت وحيفا وما بعد حيفا، ما قد يعنى غالبا، أن أغلب ترسانة الحزب الصاروخية لا تزال جاهزة، ويجري إطلاقها حسب التوجيه المركزي، وعبر شبكة اتصالات محصنة، لا يعلم أحد وسائلها، ويبدو أن صدمات الاغتيالات المتوالية، أعادت الحزب إلى سيرته السرية الأولى، فلا يبدو الحزب في عجلة لإعلان تنصيب أمين عام جديد خلفا للشهيد نصر الله، بل تبدو روح السيد حسن عاملة مؤثرة قائدة في ميدان المعارك، حيث تحولت حوافز الانتقام للسيد المغدور إلى دفعة معنوية ملهمة لقوات النخبة عند الحدود، وفي مواجهة خمس فرق إسرائيلية، على حدود القتال البري، ظلت لأيام طويلة عاجزة عن مجرد اجتياز الحدود.

وبدا مقاتلو حزب الله في صورة أشباح مخيفة للجنرالات الإسرائيليين، تفاجئهم في الموعد بالضبط، وتوقع بهم خسائر ثقيلة في لواءات النخبة، اعترف العدو بالقليل منها، ووصفها مع ذلك بمعارك الأيام الصعبة، فقد بدأ نزيف الدم الغزير، الذي يخشاه العدو من الاقتحام البري المخطط لجنوب لبنان.
قد ذهبت أيام العدو الزاهية المزهوة بحملات الاغتيالات وجاء الدور إلى أيام حزب الله
وفي هذه الأيام اللاهثة، يبدو كيان العدو وإعلامه منتشيا محتفلا بإنجازات جيشه وأجهزة استخباراته، لكنه يخشى غريزيا، أن تذهب «السكرة» سريعا، وتأتي «الفكرة» مع مرحلة الحرب البرية، فقد تلعب التكنولوجيا وخطط الاستخبارات أدوارا كبيرة في الحروب، لكنها لا تحسم قتالا، وقد ذهبت أيام العدو الزاهية المزهوة بحملات الاغتيالات، وجاء الدور إلى أيام حزب الله مع غزو العدو البري، وقد فعلتها حماس وأخواتها في حرب غزة طوال عام كامل، وتواصل قتالها الأسطوري من رفح إلى خان يونس إلى بيت حانون وجباليا، وكشفت هزال الأداء القتالي لجيش الاحتلال في معارك الالتحام والمسافات الصفرية.

ونحسب أن حزب الله يفعلها وسيفعلها لاحقا، بكفاءة وعتاد أوفر وأكثر تنوعا، وفي جغرافيا وطبوغرافيا أكثر ملاءمة لحروب العصابات والقتال غير المتناظر، ففيما تبدو غزة كجغرافيا محاصرة رملية منبسطة بغير تضاريس للتخفي، يبدو جنوب لبنان على العكس مثالا نموذجيا، حافلا بالجبال والأحراش والغابات والوديان والتلال، فوق أن أنفاق حزب الله تحت الأرض، تبدو أوسع وأعمق من شبكات أنفاق حماس وأخواتها في غزة، إضافة لخطوط إمداد موصولة لحزب الله من جغرافيا الجوار.

وتظل تعمل رغم القصف الإسرائيلي المركز على معابر بعينها، وكل متر عبر الحدود صالح للعمل كمعبر تزويد بالسلاح، وهو ما يعني بوضوح، أن مخازن سلاح حزب الله قد تكون تأثرت هنا أو هناك، لكن فرص التعويض المنتظم تظل ممكنة تحت النار، وعلى غير حالة غزة، المحاصرة المغلقة حدودها من كل اتجاه.

والفوارق المرئية تعمل لصالح قوات حزب الله، وتحملنا على توقع قتال احترافي باهر من «قوات الرضوان»، الموزعة فرقها على خطوط دفاع منتظمة في الجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني شمالا وما بعده، ومستعدة لإيقاع خسائر كارثية بقوات جيش الاحتلال، فدخول قوات الاحتلال إلى الجنوب، يعني أن «الغلة» العسكرية زادت في شباك مقاتلي حزب الله، وعلى نحو يفوق بكثير ما جرى في حرب 2006 بالمنطقة ذاتها.

وإذا كانت «حماس» وأخواتها دمرت مئات من دبابات «الميركافا» وناقلات الجند المدرعة، وقتلت وجرحت آلافا من ضباط وجنود العدو، فإن التوقعات تبدو أكبر في أحوال القتال المتلاحم مع قوات حزب الله، مع تحول جبهة لبنان إلى جبهة مشاركة دامية لا مجرد جبهة إسناد، خصوصا مع تحرر حزب الله تدريجيا من الحسابات المعيقة، ووضع السيف مباشرة على رقبته، و»يا روح ما بعدك روح» كما يقول المثل الشعبي السيار.

وقد نزف الحزب كثيرا من دماء قادته التاريخيين، وجاءته فرصة الانتقام، ليس برشقات صواريخ الأدق وأفلام «الهدهد» العائد وحدها، بل بإغلاق دوائر حساب الدم المفتوح المسفوح، وتجسيد مقولات السيد حسن عن الدم الذي يهزم السيف، وقد لا يطال الحزب طائرات العدو، ولا يملك قنابلها الأمريكية بآلاف أطنانها، لكن الفرصة جاءت مقاتليه مع الغزو البري ولواحقه، وبوسعه الآن تصفية الحساب، وجني الأثمان من رقاب ضباط وجنود العدو، ولا شيء يغيظ العدو ويصيبه بالحسرة والقنوط، سوى القفزات المتلاحقة في أعداد قتلى الجيش الإسرائيلي .

وفي استطلاعات نهاية عام حرب الطوفان الأول، قال 73% من الإسرائيليين، إن جيشهم فشل في الحرب مع «حماس» وأخواتها، الذين لا يزالون في الميدان، وفي العمليات الفدائية الاستشهادية خلف خطوط النار، وإضافة مدد حزب الله وطاقته، تعنى أن العدو وجيشه بصدد حرب استنزافه على جبهتي الشمال والجنوب معا في عام الطوفان الثاني.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال لبنان حزب الله غزة لبنان غزة حزب الله الاحتلال طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لحزب الله حزب الله نصر الله وهو ما

إقرأ أيضاً:

هذا ما كشفته كلمة نعيم قاسم اليوم.. دلالات مهمة جداً!

نشر موقع "الجزيرة نت" تقريراً تحت عنوان "خبراء: كلمة الأمين العام لحزب الله رسمت خارطة المعركة والمفاوضات"، وجاء فيه:    ألقى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، كلمة شاملة، تناول فيها رؤية الحزب للوضع الراهن في لبنان، ودرات الكلمة حول 3 محاور رئيسية: المعركة، والتفاوض، وما بعد الحرب، وتضمنت رسائل متعددة المستويات، وجهت بشكل خاص إلى إسرائيل، والمفاوضين على الساحتين المحلية والدولية، إضافة إلى الداخل اللبناني.

تحدث قاسم عن المعركة في المحور الأول من كلمته، وأشار بوضوح إلى أن "على العدو أن يتوقع الرد على وسط تل أبيب إذا استهدف بيروت"، وأوضح أن المقاتلين مستعدون لخوض معركة طويلة، مع الحفاظ على القدرة على الوصول إلى الخطوط الأمامية، وإجراء التبديلات، وتوفير السلاح، وقال "سنظل في الميدان ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة، وسنجعلها عالية باهظة، وسنرد اعتداء العدو ونحن في موقع الدفاع".

وفي المحور الثاني، تناول قاسم مسألة المفاوضات، مشيرا إلى استلامهم المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار، والذي قدموا ملاحظاتهم عليه، وأكد أن الحزب قرر عدم الخوض في تفاصيل الاتفاق عبر وسائل الإعلام، كما أوضح أن هناك تطابقا بين ملاحظات لبنان الرسمي وتلك التي قدمها الحزب، وأضاف أن "التفاوض يتم تحت سقفين رئيسيين: الأول هو وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والثاني ضمان الحفاظ على السيادة اللبنانية".

وفي المحور الثالث، قدم قاسم رؤية الحزب وخارطة الطريق لمرحلة ما بعد الحرب، موضحا مواقفه من خلال 3 رسائل أساسية:

الرسالة الأولى: أكدت استمرار حزب الله في تبني موقفه السابق قبل الحرب وهو سياسة المقاومة.
الرسالة الثانية: أعادت التأكيد والتذكير على ثلاثية "الجيش، الشعب، المقاومة"، مع الإشارة إلى أن الحزب معني بتسهيل انتخاب رئيس جمهورية ضمن الأطر الدستورية وتحت سقف اتفاق الطائف.
الرسالة الثالثة: التزام الحزب بالمشاركة في إعادة الإعمار.

مواقف حاسمة قال المحلل السياسي قاسم قصير، للجزيرة نت، إن كلمة نعيم قاسم جاءت لتأكيد مواقف حزب الله والمقاومة على الأصعدة العسكرية والسياسية والتفاوضية، موضحا أن "الكلمة حملت رسالة واضحة لكل من الداخل والخارج حول قوة الحزب وقدرته على الصمود، واستعداده لما بعد وقف الحرب، خاصة في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتمسك باتفاق الطائف، والمضي قدما في جهود إعادة الإعمار".

وأشار قصير إلى أن قاسم شدد على أن "فشل العدو في تحقيق أهدافه يعد انتصارا"، وأكد على قاعدة تكاتف الجيش اللبناني والشعب والمقاومة.

وفي ما يخص المفاوضات، أشار المحلل إلى أن الأمين العام لحزب الله ربط نجاحها برد فعل إسرائيل والجدية التي يظهرها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، مشددا على ضرورة التفاوض تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وحفظ السيادة اللبنانية.

وأضاف قصير أن قاسم توجه إلى النازحين معبرا عن تقديره لتضحياتهم، وأوضح أن الحزب سيقوم بواجبه قدر الإمكان، داعيا إياهم إلى الصبر، وأكد على أن عملية إعادة الإعمار ستتم بالتعاون مع الدولة فور وقف العدوان.

التفاوض والنار يرى المحلل السياسي توفيق شومان، في حديثه للجزيرة نت، أن خطاب نعيم قاسم يمكن قراءته من 3 زوايا رئيسية، أولها تتعلق بالميدان وتجديد بنك الأهداف بصورة يومية، وهو ما تعكسه عمليات المقاومة المستمرة التي تستهدف مستوطنات جديدة ومواقع عسكرية متنوعة، تشمل الأعمال الأمنية، والتقنية، والاستخبارية، والعسكرية، واللوجستية، وصولا إلى تل أبيب.

يشير شومان إلى أن هذه العمليات تعكس قبول المقاومة بمعادلة "التفاوض تحت النار"، التي يسعى العدو الإسرائيلي إلى فرضها، إلا أن الخطاب يبرز بوضوح استعداد المقاومة لمواجهة هذه المعادلة بكل السبل الممكنة، بهدف إفشال مساعي إسرائيل لتوظيف العدوان لتحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات.

أما الزاوية الثانية فترتبط بالمفاوضات الجارية، التي تجري بالتنسيق والتناغم مع الدولة اللبنانية، ويوضح شومان أن خطاب قاسم اتسم بالتحفظ في التعليق على هذه المفاوضات، انتظارا لما ستسفر عنه زيارة آموس هوكشتاين إلى تل أبيب والرد الإسرائيلي المرتقب، وتأكيد قاسم استعداد المقاومة لخوض حرب طويلة إذا اختار العدو الإسرائيلي هذا السيناريو.

وبخصوص الزاوية الثالثة والمتعلقة بالوضع السياسي الداخلي، يشير المحلل إلى أن قاسم أكد التزام حزب الله باتفاق الطائف والعمل تحت سقفه، باعتباره عقدا سياسيا واجتماعياً وطنياً جامعاً، في إشارة واضحة إلى تمسك الحزب بالشراكة الوطنية المتوازنة والمتساوية، ويرى شومان أن هذا الموقف ينفي أي نية لاستثمار الخطاب السياسي داخليا، كما يُشاع في بعض الأوساط اللبنانية.

الميدان والسياسة من جهته، اعتبر الباحث والكاتب السياسي علي مطر، في حديثه للجزيرة نت، أن كلمة الشيخ نعيم قاسم تحمل دلالات مهمة تركز على محورين رئيسيين هما الميدان والمفاوضات، بالإضافة إلى رسائل مرتبطة بإدارة المشهد السياسي في لبنان بعد الحرب.

ففي الجانب الميداني، يوضح مطر أن الشيخ قاسم قدم شرحاً مفصلاً لنمط عمل المقاومة، مشيرا إلى اعتمادها أسلوب الدفاع المتحرك عوضا عن الدفاعات الثابتة التقليدية، كما بيّن قاسم أن المقاومة نجحت خلال شهرين في إحباط محاولات العدو الإسرائيلي لتحقيق أي تقدم ميداني، مستشهدا باستمرار إطلاق الصواريخ والتصدي لمحاولات التوغل في مناطق مثل الخيام، وشمع، وأطراف بنت جبيل.

ووفقاً لمطر، تحمل هذه الرسالة تأكيدا على أن "العدو الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أهدافه الإستراتيجية في القضاء على البنية العسكرية لحزب الله، التي ما زالت فاعلة ومستمرة في المواجهة".

وعلى صعيد المفاوضات، يشير الباحث مطر إلى أن الشيخ قاسم أكد حرص المقاومة على الوصول إلى اتفاق ينهي العدوان ويحفظ سيادة لبنان، بشرط عدم المساس بالتضحيات اللبنانية أو إخضاعها لشروط إسرائيلية، وأضاف أن القوة العسكرية على الأرض تُعتبر ورقة أساسية لتحسين شروط التفاوض لصالح المقاومة.

وفي سياق آخر، يلفت الباحث إلى أن قاسم حرص على الإشارة بشكل غير مباشر إلى قضايا حساسة، مثل طرح إسرائيل مفهوم "الدفاع عن النفس"، وهو ما يراه مطر تدخلا خطيرا في الشأن اللبناني، وانتهاكا للسيادة اللبنانية وللقانون الدولي.

يختم مطر تحليله للكلمة بالإشارة إلى أنّ حزب الله، كما أوضح أمينه العام، يعتزم استئناف حياته السياسية بشكل طبيعي بعد الحرب، مع العمل على تطوير قدراته بما يخدم المصلحة الوطنية وإعادة الإعمار. (الجزيرة نت)

مقالات مشابهة

  • للمرّة الثانية... الحزب استهدف تجمعا لقوّات العدو شرقي مدينة الخيام بالصواريخ
  • هذا ما كشفته كلمة نعيم قاسم اليوم.. دلالات مهمة جداً!
  • الشيخ نعيم قاسم: لن نقبل بالذلة ولن نتهاون في الدفاع عن لبنان
  • خبراء: كلمة الأمين العام لحزب الله رسمت خارطة المعركة والمفاوضات
  • أمين عام حزب الله : التفاوض يجري تحت سقف وقف العدوان بشكل كامل وحفظ السيادة اللبنانية (تفاصيل)
  • عمليتان جديدتان لـحزب الله.. ماذا استهدف بـالصواريخ؟
  • حزب الله: العدو الصهيوني أفشل الحل السياسي بغزة ونتوقع المثل بشأن لبنان
  • غانتس: هكذا اتفاق يُعتبر هدية لـحزب الله
  • المكتب الإعلامي لحزب الله: أمين عام الحزب نعيم قاسم سيلقي كلمة اليوم
  • اغتيال محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله