عربي21:
2024-10-12@06:17:38 GMT

أبو عبيدة ينصح وهم لا يستمعون

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

من بين الانتصارات الكبرى، التي حققتها المقاومة الفلسطينية، في أكثر من سنة، من مواجهة قوى الشرّ العالمية، بغربها النازي وعُربها الناسي، هو ما تحقق في المجال الإعلامي، بخير الكلام ما دلّ، برغم قلته.

وستبقى إطلالة أبي عبيدة في القلب، عدة سنوات، وستذكرها الأجيال بعد أن خيّبتهم الإطلالات العربية البائسة المعجونة بالكذب في زمن الهزائم والاستسلام، من وزير الإعلام المصري أمين هويدي الذي كان يصوّر هزيمة الجيوش العربية في 1967 بـ”الانتصار العظيم”، إلى زمن وزير الإعلام العراقي الأسبق محمد السعيد الصحاف، الذي كان يصوّر لنا سقوط “العُلوج” في فخ الجيش العراقي في سنة 2003، فحوّلا الهزيمة في الميدان إلى انهيار معنوي، جعلنا نقتنع بأن العرب لا يفلحون سوى في الكذب.



أكيد أن أبا عبيدة على اسم أمين الأمة الخالد، هو ناطق باسم فصائل مقاومة، لكن إطلالته هي في حدّ ذاتها انتصار، وكما كان الصهاينة يأخذون جزءا كبيرا من معلوماتهم في حرب تموز 2006 من قناة “المنار” اللبنانية، لمصداقيتها وابتعادها عن العنترية، فهم الآن يأخذون معلوماتهم، من أبي عبيدة، بسبب مصداقية خطابه وثباته، ويكفيهم في ذلك أن وسائل الإعلام الصهيونية تخبرهم كلما طال اختفاء أبي عبيدة بأنه قد قُتل في غارات جيشهم النازي.

أروع ما قاله الناطق باسم فصائل “القسام” المجاهدة، وكرّره عدة مرات، هو أن  القائد في الحركات الجهادية، ليس سوى جندي في سبيل الله والحقّ، يقود الجيش بعض الوقت وليس هو خيرهم، لأجل ذلك كلما قتل الأعداء قائدا، برز قادة آخرون أشد بأسا من الشهيد القائد.

وفي المقاومة نفسها خير دليل، من الشهيد الشيخ أحمد ياسين إلى الدكتور الرنتيسي وإسماعيل هنية، ووصولا إلى قيادة يحيى السنوار، تماما كما حدث في آخر غزوات الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما قاد زيد بن حارثة أول غزوة إسلامية خارج حدود مكة والمدينة، فقتل الروم زيدا، فخلفه جعفر بن عبد المطلب، فقتلوه أيضا فحمل راية المسلمين عبد الله بن أبي رواحة، فارتقى مع الشهداء، وكان في كل قتل لقائد، ترتفع أصوات الانتصار لدى الروم وحلفائهم الغساسنة، إلى أن قاد المسلمين ولأول مرة، خالد بن الوليد، الذي قام بانسحاب تكتيكي، ولكنه عاد إلى الروم فانتصر عليهم في اليرموك، وفتح بلاد الشام، وما أنجى الرومَ قتلهم ثلاثةَ قادة من أطهر أبناء فجر الإسلام وأشجعهم وأكفأهم وأخلصهم.

كل من يقرأ السيرة الذاتية لإسماعيل هنية أو حسن نصر الله، أو يشاهد فيديوهاتهما القديمة، وكلاهما فقد من فقد من أبناء وأقارب وخلّان في معركتهما أمام العدو الصهيوني، يلمس اطمئنانهما على المستقبل وعدم حرصهما على الحياة، لأجل ذلك لا يشكل دم القائد في كل معارك التاريخ أكثر من غيث، يسقي جنان الحرية، وهو ما آمن به الشعب الفلسطيني في صورة أبناء غزة، الذين صاروا مع مرور الأيام وارتفاع عدد الشهداء، على يقين بأن زمن الفرج، قرُب، كما قال أبو عبيدة.. ولكنهم لا يسمعون.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه القسام غزة أبو عبيدة غزة الاحتلال القسام أبو عبيدة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الغارديان: ما الدور الذي يمكن لإيران والسعودية لعبه من أجل منع تحول لبنان إلى غزة ثانية

أثارت صحيفة "الغارديان" تساؤلات بشأن مدى الدور السعودي ‏الإيراني، الذي يمكن أن يلعبه الطرفان، لمنع تحول لبنان إلى غزة ثانية.

وأشارت للقاء ‏وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع نظيره ‏السعودي، حيث جاء عراقجي إلى بيروت ودمشق ولم ‏يكشف عن اوراقه، لكن دوره مهم لقرار حزب الله والحاجة ‏للتراجع من أجل تنظيم نفسه ومنع تحول لبنان إلى غزة ثانية. ‏

وحتى هذا الوقت نفى الحزب أنه يئن من وطأة ‏الإغتيالات لقياداته. مع أنه عبر عن استعداده للإستماع إلى ‏مناقشات وقف إطلاق نار يقودها حلفاؤه السياسيون في ‏لبنان، ولكنه لم يعلن عن استعداد لوقف إطلاق النار طالما لم ‏يتم وقفه في غزة.  وكان لبنان في الماضي مصدر توتر بين ‏طهران والرياض،  حيث كانت السعودية تريد تقييدا لتأثير ‏حزب الله والإيرانيين.

ويواجه وزير الخارجية السعودي ‏الأمير فيصل بن فرحان آل سعود تحديا كبيرا، فمن جهة ‏يريد المضي بتحسين العلاقات مع إيران، على المدى البعيد ‏كما ويريد من الولايات المتحدة أن تبذل المزيد من الجهود ‏للاعتراف بالمخاطر المزدوجة المتمثلة في التصعيد ‏الإسرائيلي، في لبنان، والهجوم الكبير على إيران.



ومن جهة ‏ثانية تعتقد الرياض أن حزب الله كان عقبة أمام تشكيل دولة ‏فاعلة في لبنان. ويشعر أيضا بالإحباط الشديد من الرفض ‏الإسرائيلي لدعم إنشاء دولة فلسطينية، حيث أشار ‏دبلوماسيون سعوديون إلى تصريحات رئيس الدائرة ‏السياسية في حركة حماس، باسم نعيم الذي قال: "لو كانت ‏هناك فرصة لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة فسنتعاون ‏ونكون جزءا من هذا"، وتعيد التصريحات علامات ظهرت ‏من حماس بأنها قد تقبل حل الدولتين.

وقال وينتور أن معظم ‏المباحثات السعودية- الإيرانية ستركز على كيفية الرد على ‏الغزو الإسرائيلي للبنان وإن كانت إيران تريد إحياء المسار ‏الدبلوماسي للتخفيف عن حزب الله أو تعتقد أنه قادر على ‏التعافي عسكريا. وقد لعبت السعودية دورا فعالا في دعم ‏الدعوة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوما، والتي تم الكشف ‏عنها في الأمم المتحدة في 25 أيلول/سبتمبر، بدعم من ‏الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وقد تم تحديد المدة ‏بثلاثة أسابيع لإفساح المجال أمام اللبنانيين لانتخاب رئيس ‏جديد وربما لحزب الله للموافقة على فصل أزمة لبنان عن ‏غزة. بعد أن أطلق حزب الله الصواريخ على الاحتلال من لبنان ‏منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 دعما لحماس في غزة‎.‎

وتقول الصحيفة إن الساسة اللبنانيين المعارضين لحزب الله ‏وجدوا أنفسهم وسط الرغبة في وقف إسرائيل قصفها للبنان ‏والموافقة على وقف إطلاق النار من جهة والغضب المتزايد ‏على حزب الله الذي لا يريد مواجهة الواقع وتقديم التنازلات ‏السياسية المطلوبة بما فيها انتخاب الرئيس، من جهة أخرى‎.‎

ويعيش لبنان بأزمة سياسية منذ انتخابات 2022 والتي قادت ‏إلى تشكيلة لبنانية منحت حزب الله وحلفاؤه حق الفيتو على ‏انتخاب الرئيس.

وحتى يتم اختياره يجب موافقة الثلثين من ‏أعضائه أو 86 نائيا لانتخاب رئيس لولاية مدتها ست ‏سنوات. ولم تسفر جولات التصويت المتعاقبة في عامي ‏‏2022 و 2023 عن أي اتفاق. وتدفع الولايات المتحدة الآن ‏باتجاه انتخاب جوزيف عون، القائد العام الحالي للجيش ‏اللبناني.



وعبرت كل من بريطانيا والولايات المتحدة على ‏تقديم الدعم المالي من أجل تقوية الجيش وإضعاف حزب الله ‏وتخفيض التأثير الإيراني . وقد مولت بريطانيا في السابق ‏أبراج مراقبة على الحدود السورية والتي قد تؤدي إلى إبطاء ‏تدفق الأسلحة إلى حزب الله.

وقد تعرضت خطة وقف إطلاق ‏النار لضربة قوية بعد 48 ساعة من إطلاقها في نيويورك ‏عندما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ‏شروطها ثم قام، دون استشارة الولايات المتحدة، باغتيال ‏الأمين العام للحزب  حسن نصر الله في بيروت. ويبدو أن ‏الولايات المتحدة قد دفنت خطة وقف إطلاق النار.

وأيد ‏المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي هجمات الاحتلال ‏قائلا: " لا شيء رأيناه حتى الآن يقودنا إلى الاستنتاج بأنهم ‏يفعلون أي شيء آخر غير استهداف منظمة إرهابية، حزب ‏الله، الذي شنت ضربات واستمر في شن الضربات ضد ‏إسرائيل، بما في ذلك في الأيام القليلة الماضية".

مقالات مشابهة

  • صيغة دعاء السفر كامل مكتوب.. سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
  • مسؤول العلاقات الإعلامية بحزب الله: المعركة مع العدو لاتزال في بدايتها
  • "القصة الكاملة".. من هو اليوتيوبر سامح سند الذي تحوّل برنامجه إلى مسلسل؟
  • من هو وفيق صفا.. الشبح الذي تطارده إسرائيل؟
  • من هو الصحابي الذي كان جبريل عليه السلام يظهر في صورته؟ 
  • الإفتاء: الجند الغربي الذي أخبرت السنة بأنه سالم من الفتن هو الجندي المصري
  • من هو وفيق صفا الذي زعمت اسرائيل اغتياله؟
  • الغارديان: ما الدور الذي يمكن لإيران والسعودية لعبه من أجل منع تحول لبنان إلى غزة ثانية
  • تغيير مفاجئ.. ما هو الموقف الذي تخلى عنهُ حزب الله؟