شهادات ناجين من النويري: لم نتوقع هذه المجزرة
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
كتبت حنان حمدان في "الشرق الاوسط": «رعب مطلق لا يمكن وصفه أو التعبير عنه بكلمات». هذا ما عاشته إحدى السيدات التي تقطن في مبنى قريب من المكان الذي استهدفته غارة أمس (الخميس)، والذي يشمل مباني سكنية في منطقة النويري بقلب العاصمة بيروت، حسبما قالت لـ«الشرق الأوسط».
وأضافت: «وقتها، كنت أحضر الطعام في المطبخ، وسمعت ضربة قوية، أشعرتني حينها بأن المستهدف هو المبنى الذي أسكن فيه.
وتحكي السيدة المذكورة كيف جمعت بعض حاجياتها في حقيبة صغيرة: «أخذت معي ما أحتاج للنوم لدى إحدى صديقاتي. حجم الدمار في المكان حين نظرت من شرفة منزلي كان هائلاً ومخيفاً. إنها مجزرة بحقنا نحن المدنيين، بكل ما للكلمة من معنى».
وتروي كيف عادت في صباح اليوم التالي لتفقد المكان، وتقول: «لم أتوقع يوماً أن يتمّ قصفنا هنا. فلا مركز تابعاً لأي حزب سياسي، ولم تصل إلي أي تحذيرات أو إشاعات عن وجود أفراد أو أيّ طرف يخص حزب الله».
«شعرنا باقتراب الموت منّا»
وتحكي سيدة مسنة من سكان الحي لـ«الشرق الأوسط»، تفاصيل اللحظات الصعبة التي عاشتها، فتقول: «اعتقدنا أن عمرنا قد انتهى، فبدأنا بتلاوة الشهادة. كنت أود فقط الاطمئنان إلى حال إخوتي وأخواتي الذين نزحوا من الضاحية الجنوبية لبيروت بسبب الحرب، وسكنوا في المبنى المجاور، وقدّر لهم أن يعيشوا تجربة الشعور باقتراب الموت منّا مرة أخرى».
وتبكي السيدة وتقول: «كنت حتّى يوم أمس، أشعر بالأمان هنا. فقدنا اليوم هذا الإحساس، لكن ليس باليد حيلة، سنبقى في منازلنا ولن نغادرها، إذ لا خيار آخر لدينا».
وتخبرنا أكثر عن كيف كان الشارع قبل استهدافه مفعماً بالحياة، لكنه هادئ لا مشاكل فيه ولا تهديدات، «أما اليوم فالمشهد مختلف تماماً. إننا نعيش الحرب بكل تفاصيلها وعبثها وقهرها».
في المكان أيضاً، أناس كثر أتوا لتفقد أحباب وأقارب لهم. تمر في الشارع سيدة ستينيّة أتت من منطقة الصنائع في بيروت لتطمئن على حال أقاربها، وتقول إنها باتت تخاف الوجود في هذا الشارع، لكنها مضطرة لفعل ذلك، خصوصاً أن صوت مسيرة الـ«MK» لا يفارق المكان، ما يعني أن هناك هدفاً آخر لإسرائيل لا يعلم الناس متى سيُضرب وأين سيكون، بينما اختار البعض الخروج من المكان تحسباً لأي طارئ، لذا حملوا حقائبهم وغادروا إلى مكان يعتقدون أنه سيكون آمناً أكثر.
وقد ذهب بعضهم إلى رفض الحجة الإسرائيلية في تبرير المجزرة التي حصلت والقائلة إنها استهداف للقيادي في «حزب الله» وفيق صفا، بدليل أنه لم يكن يوجد في المكان، حسبما يقولون، في حين قال أحدهم: «إن وجود مسؤولين في (حزب الله) أمر غير مقبول في منطقة مكتظة سكانياً، ما يعرض حياة المئات للخطر في حال كان خبر وجودهم حقيقياً، إذ لا يمكن الوثوق بإسرائيل».
وحتّى ساعات الظهيرة، كانت فرق الدفاع المدني المتخصصة في عمليات البحث والإنقاذ لا تزال تنفذ مهام البحث ورفع الأنقاض والمسح الميداني الشامل في المكان، وفق ما أكده عناصر من الدفاع المدني لـ«الشرق الأوسط». نازحون مرعوبون أيضاً
وعلى مقربة من المكان المستهدف، توجد المدرسة العاملية التي تحولت بفعل العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى مركز إيواء لعدد كبير من النازحين الذين قدموا من الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، وقد عاشوا لحظات الاستهداف الذي طال المنطقة.
يروي النازح حسن سرور، ابن بلدة البازورية الجنوبية (قضاء صور)، وهو يقيم وعائلته بالمدرسة منذ نزوحه في 23 أيلول الماضي، لحظات القصف الأولى: «كنت أجلس أنا وأولادي في غرفتنا التي تقع بالطابق الرابع من المدرسة. للوهلة الأولى شعرت بأن إسرائيل تستهدفنا، ولم تمر سوى لحظات حتى نزلنا إلى الشارع ومن ثمّ دخلنا الجامع الذي يقع على مقربة منا، وبقينا هناك نحو ساعتين، قبل أن نعود إلى مكاننا».
ويضيف: «فور وقوع المجزرة، انتشرت روائح قوية في المكان. ولا نعلم بماذا قصفونا. تمّ توزيع كمامات علينا في المركز، خصوصاً بعد أن اندلع حريق في أحد خزانات المازوت بسبب الغارة واختلطت روائح القصف والمازوت».
وقد فضل بعض النازحين الانتقال إلى مراكز إيواء في الشمال. لكن رغم الخوف الذي عاشه حسن يقول: «سأبقى هنا بانتظار التطورات وما ستؤول إليه الأمور، ولكن في حال التصعيد فإنني سأغادر إلى أحد مراكز الإيواء في الشمال أو سأخرج إلى سوريا، حيث توجد ابنتي التي نزحت من الضاحية الجنوبية إلى هناك».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی المکان
إقرأ أيضاً:
المالية النيابية: نتوقع وصول جداول الموازنة إلى البرلمان منتصف الشهر الجاري
الاقتصاد نيوز _ بغداد
رجحت اللجنة المالية في مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، وصول جداول الموازنة إلى البرلمان منتصف الشهر الجاري، فيما شددت على ضرورة أن تمضي الترقيات بعد مصادقة مجلس النواب على جداول الموازنة.
وقال رئيس اللجنة المالية، عطوان العطواني، في حديث لوكالة الأنباء العراقية تابعته "الاقتصاد نيوز"، إن "إيقاف الحذف والاستحداث في مؤسسات الدولة جاء بناءً على بنود الموازنة التي تضمنّت إيقاف التعيينات ومصادرة الدرجات الوظيفية من المؤسسات وتحويلها إلى وزارة المالية وعدم استخدامها في الحذف والاستحداث"، مبيناً أن "ذلك خلق مشكلة بعدم القدرة على الاستفادة منها في التعيينات التي تحتاجها المؤسسات أو شغل الوظائف وتعيين العاطلين عن العمل من الخريجين".وأضاف: " ننتظر وصول جداول الموازنة الى البرلمان، حيث إن الموازنة تتضمن نصوصاً لا تسمح بالتعيين، سواء بالأجر اليومي أو بنظام العقد أو في الملاك، لكن العقود هم موظفون يتقاضون رواتبهم من الحكومة عبر الوزارات والمؤسسات، ولا يعتبرون تعيينات جديدة، بل هو تثبيت لهم في الملاك الوظيفي".
وتابع: " نتواصل حالياً مع وزارة المالية، وننتظر كتاباً من مجلس الدولة لتوضيح هذا المفهوم، إذ إن هناك فرقاً كبيراً بين التعيين والتثبيت"، داعياً إلى "تثبيتهم على الملاك الوظيفي ضمن هذا السياق".
وحول الترقيات، أكد العطواني أن "الترقيات يجب أن تمضي بعد مصادقة مجلس النواب على الجداول الخاصة بها"، متوقعاً أن "ترسل الحكومة الجداول منتصف أو قبل نهاية الشهر الجاري لحل هذه الأمور".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام