كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": في مستهل الكلمة التي ادلى بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد جلسة مجلس الوزراء امس، تلقيه مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن اكد له تضامنه مع لبنان وسعيه «بكل جهد» لوقف النار. بيد ان ما انتهت اليه الجلسة المغلقة لمجلس الامن، بعد تلك العلنية الخميس، افصحت عن موقف معاكس تماماً لما اسرّ به بلينكن.

لم يملك مجلس الامن سوى التوافق على التنديد بـ»حادث» الاعتداء على القوة الدولية في الجنوب في واحد من ايام المجازر الاسرائيلية المتوالية.

وصل الى المسؤولين الرسميين تقرير ديبلوماسي بمداولات الجلسة المغلقة لمجلس الامن الخميس بعد تلك العلنية على الشاشات. فيها طرحت فرنسا تبنّي صدور بيان عن المجلس يتناول الاعتداء الاسرائيلي على مواقع القوة الدولية في الجنوب في وقت سابق من اليوم نفسه. تلقفت الجزائر الاقتراح وطلبت تضمينه فقرة عن حماية المدنيين ووقف الهجمات الاسرائيلية وتنفيذ القرار 1701 واحترامه ببنوده كلها رفضتها الولايات المتحدة، مقرنة موافقتها على البيان بقصره على اليونيفيل فحسب.
في الاقتراح الفرنسي إعراب أعضاء مجلس الامن عن قلقهم من حوادث التعرض لمواقع القوة الدولية في الجنوب وجرح اثنين من افرادها، وتشديدهم على الافرقاء جميعاً ضمان سلامة الجنود الدوليين وامنهم، مع تأكيد دعم اليونيفيل ودورها في تعزيز الاستقرار الاقليمي. اما الاقتراح الجزائري المُعدِّل للاقتراح الفرنسي فأضاف فقرة الاعراب ايضاً عن القلق العميق لما يتعرض له المدنيون وآلامهم ودمار البنى التحتية المدنية والعدد المتزايد للنازحين. كما دان اجتياح لبنان، ودعا الى الانسحاب الفوري للقوات الاسرائيلية منه واحترام سيادته وسلامة اراضيه، والى وقف فوري للنار والتطبيق الكامل لقرار 1701 (2006).
في أبرز ما تناولته مواقف ممثلي الدول المشاركين في الجلسة المغلقة:
ـ تحدّث المندوب الفرنسي عن استمرار تدهور الوضع في لبنان وضرورة اتخاذ مجلس الامن موقفاً منه، مشدداً على استعادة لبنان استقراره، متطرقاً الى الجهود التي يبذلها الرئيس ايمانويل ماكرون، كي يخلص الى طلب اتخاذ موقف من الاعتداء على الجنود الدوليين وقيادتهم والتضامن معهم.
ـ انضم الى الاقتراح المندوب الجزائري بدعوته مجلس الامن الى تحمّل مسؤولياته. وطلب ادخال تعديل عليه يقضي بعدم اقتصاره على حادثة مقدار استجابته تدهور الوضع برمته في لبنان، قبل ان يختم ان حماية اليونيفيل «تستحق التضامن معها لكن كذلك الشعب اللبناني. اوقعت حادثة اليونيفيل اصابتين من جنود قوات حفظ السلام فيما الغارة الجوية الوحيدة لهذا اليوم (امس على بيروت) تسببت بمقتل 22 مدنياً واصابة 180 آخرين». قال اخيراً ان حكومته لن تقبل بياناً لا يأخذ في الاعتبار «جوانب الازمة كلها”.
ـ اظهر مندوب كوريا قلق بلاده حيال ما يجري في لبنان، مشدداً على ان وحدة مجلس الامن مهمة بالنسبة اليه الآن، مع دعمه اليونيفيل و»ردع اسرائيل عن تكرار الحادث”.
ـ توقفت مندوبة روسيا عند مضمون الدعوة الى الاجتماع وهو مناقشة الوضع في لبنان و»ليس حادثة اليونيفيل، اذ سيكون غريباً بعد اجتماعات للمجلس من دون تبنّي نص، التوصل الى بيان يعبّر عن التضامن مع اليونيفيل فقط ولا يشمل الشعب اللبناني”.
ـ لاقى مندوب الصين نظيره الجزائري بدعم اقتراحه بالقول انها «المرة الاولى يتحدث فيها مجلس الامن عن تصاعد العنف في لبنان، ومن المهم تجاوز حادثة اليونيفيل». دعا كذلك الى تحميل الجيش الاسرائيلي مسؤولية الهجوم على القوة الدولية على انه «متعمّد». وانضم الى الاقتراح الجزائري ايضاً مندوبا الاكوادور واليابان.
ـ قالت مندوبة بريطانيا بأهمية التوصل الى «حل وسط والتعبير بصوت واحد في مواجهة التدهور السريع للوضع في لبنان». اظهرت ميلها الى تضمين البيان الفقرة المتعلقة بحماية المدنيين تبعاً للاقتراح الجزائري.
ـ بطلبه الكلام قلّل المندوب الاميركي من تأثير اي بيان يتخذه مجلس الأمن على الارض، قبل ان يشترط «ذكر حزب الله وايران في اي نص يتناول الوضع على نحو شامل». ختم بأن حكومته «تنضم الى التوافق على بيان تقترحه فرنسا اذا وافق عليه اعضاء المجلس جميعاً»، مع تحبيذه عدم تجاوز الاقتراح الفرنسي في صيغته المطروحة.
ـ قالت مندوبة سويسرا بضرورة تناول مجلس الامن وضع اليونيفيل وحماية المدنيين في آن.
ـ عقّب المندوب الفرنسي مجدّداً بأن الازمة اللبنانية «لا يمكن تجزئتها»، وهو ما تدركه حكومته.
ـ شكر مندوب الجزائر نظيره البريطاني على اقتراحه، قائلاً ان حكومته «يمكن ان تظهر مرونة اذا تمّ تضمين اشارة اخرى الى ضرورة التنفيذ الكامل للقرار 1701 في النص”.
ـ عاود مندوب الصين طلب الكلام كي يصر على ان ما تعرضت له قوات اليونيفيل هو «هجوم وليس حادثاً» وفق البيان الذي ادلت به قيادة اليونيفيل بنفسها.
ـ بعدما ايّدت الاقتراح الفرنسي، اسفت مندوبة مالطا لما عدّته «الوضع المتعثر داخل مجلس الامن وعدم قدرته على التعبير عن الوضع في لبنان”.
في خلاصة المناقشات تعثّر التوصل الى حل وسط من جراء معارضة المندوب الاميركي، ورفضه القاطع اي تعديل على النص الفرنسي المقترح بما في ذلك استبدال كلمة «حادث» بـ»هجوم» على الجنود الدوليين.
ليس ادلّ على ما دار في نيويورك سوى ان الوقت لم يحن بعد لوقف النار، وقد لا يحين في وقت قريب.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجلسة المغلقة القوة الدولیة مجلس الامن فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: قوات اليونيفيل بلبنان في خطر متزايد

قال جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام اليوم الخميس لمجلس الأمن الدولي، إن سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) "في خطر متزايد.

الأمم المتحدة: القوات الإسرائيلية تطلق النار على مواقع لقوات اليونيفيل بجنوب لبنان نائب وزير الصحة يبحث مع برنامج الأمم المتحدة آليات ميكنة القطاع الصحي وتعزيز الرقابة


وبحسب"سكاي نيوز عربية"، أضاف لاكروا أن الأنشطة العملياتية لقوات حفظ السلام في لبنان توقفت فعليا منذ 23 سبتمبر.
وتابع "قوات حفظ السلام قابعة في قواعدها مع فترات زمنية طويلة قضتها في الملاجئ"، مضيفا أن البعثة، المعروفة باسم اليونيفيل، مستعدة لدعم كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي.
وأشار لاكروا أمام مجلس الأمن المكون من 15 عضوا إلى أن "قوات اليونيفيل مكلفة بدعم تنفيذ القرار 1701، لكن يتعين علينا أن نصرّ على أن تنفيذ بنود هذا القرار يقع على عاتق الطرفين نفسيهما".
ووفق لاكروا فإن قرار مجلس الأمن رقم 1701 يعطي (اليونيفيل) تفويضا لمساعدة الجيش اللبناني في الحفاظ على الحدود الجنوبية المشتركة مع إسرائيل خالية من الأسلحة أو المسلحين فيما عدا القوات الحكومية اللبنانية.
أعرب البيت الأبيض الخميس عن "قلقه العميق" بعد اتهام قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على موقع وتجهيزات عائدة لها.

وأفاد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بأنه "نتفّهم بأن إسرائيل تنفذّ عمليات دقيقة قرب الخط الأزرق لتدمير البنى التحتية لحزب الله التي قد تستخدم لتهديد المواطنين الإسرائيليين"، في إشارة الى الخط الحدودي بين لبنان والدولة العبرية.

مقالات مشابهة

  • بلينكن يتصل ببري وميقاتي وقاليباف في بيروت اليوم... الحكومة لمجلس الأمن: قرار عاجل لوقف إطلاق النار
  • وضع كارثي في اليمن بسبب انهيار الريال تداعيات مأساوية على المواطنين (تقرير خاص)
  • رئيس مجلس الأمة الجزائري يرفع اللهجة ضد اليمين الفرنسي ويؤكد أن هجرة مواطنيه كانت دائما لصالح باريس
  • جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث التصعيد الإسرائيلي في لبنان
  • مندوب لبنان بمجلس الامن: لبنان يدعم المبادرة الأميركية الفرنسية
  • الأمم المتحدة: قوات اليونيفيل بلبنان في خطر متزايد
  • بعد افتتاح دور الانعقاد الخامس.. موعد الجلسة القادمة لمجلس الشيوخ
  • إليكم ما جاء في أحدث تقرير للجنة الطوارئ حول الاعتداءات الإسرائيلية
  • جلسة لمجلس الأمن غدا لدرس الوضع في لبنان