ورقة تفاهمات أميركية توقف الحرب وتعيد الاعتبار للدولة اللبنانية
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
كتب علي بردى في" الشرق الاوسط": كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن إدارة الرئيس جو بايدن شرعت في محادثات دبلوماسية مع المسؤولين في بيروت، وأصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين؛ من أجل مساعدة الدولة اللبنانية على بسط سلطتها على أراضيها، وتطبيق قراريْ مجلس الأمن 1559 و1701 اللذين ينصّان على نزع أسلحة الميليشيات، ومنع انتشار المسلّحين والأسلحة غير التابعين للدولة في منطقة عمليات القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل».
وتُشدد التفاهمات، في الوقت نفسه، على تقوية مؤسسات الدولة اللبنانية، بما في ذلك إنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ سنتين، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بالتوافق. ولم يكشف الدبلوماسيون الأميركيون أسماء المسؤولين الإسرائيليين، الذين يجري التواصل معهم لهذه الغاية، علماً بأن الرئيس جو بايدن أثار موضوع لبنان و«حزب الله»، خلال اتصاله الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ولم تنتقل المحادثات حتى الآن إلى مرحلة تحديد الأولويات، علماً بأن الجانب الأميركي يركز على عودة سكان جنوب لبنان، وكذلك شمال إسرائيل إلى مُدنهم وبلداتهم وقراهم.
وكان بلينكن يتحدث مع الصحافيين، على هامش اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» في فينتيان، لاوس، إذ أفاد بأن المجموعة ناقشت النزاع في الشرق الأوسط، مضيفاً أن الولايات المتحدة «تُواصل الانخراط بشكل مكثف» لمنع اتساع رقعة الحرب في المنطقة، بالتركيز على «إعادة جميع الرهائن إلى ديارهم، وتقديم المساعدة لسكان غزة (...) وإنهاء الصراع، والتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان». وكرر «دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إيران ووكلائها الإرهابيين، وإيجاد مسار لوقف دائرة العنف والتحرك نحو شرق أوسط أكثر تكاملاً وازدهاراً»
وفي كلامه عن لبنان، قال بلينكن إن «أحد التحديات الرئيسية التي شهدناها هو حقيقة أن (حزب الله) استولى فعلاً على عدد من وظائف الدولة، وخاصة التمسك بسلاحه»، مضيفاً أن «هذا ما ينبغي ألا تكون عليه الحال». وذكر أن إسرائيل خرجت من لبنان عام 2000، وكان جزءاً من ذلك «التوصل إلى تفاهمات مهمة في قراريْ مجلس الأمن 1701 و1559، والتي كان من شأنها أن تضمن عدم وجود قوات على الحدود - وبالتأكيد ليس قوات غير نظامية مثل (حزب الله) - وجهات فاعلة غير حكومية يُفترض نزع سلاحها». وأشار إلى أن ذلك «لم يحدث، وظل (حزب الله) يشكل تهديداً مستمراً لإسرائيل».
وفي ما يتعلق بمستقبل لبنان، قال كبير الدبلوماسيين الأميركيين إن «الأمر يعود إلى الشعب اللبناني، وليس لأي طرف آخر، وليس لأي طرف خارجي، سواء أكانت الولايات المتحدة أم إسرائيل أم أياً من الأطراف الأخرى في المنطقة». بَيْد أنه رأى أن «الشعب اللبناني لديه مصلحة قوية في أن تفرض الدولة نفسها وتتحمل المسؤولية عن البلاد ومستقبلها»، مذكّراً بأن «منصب الرئاسة ظلّ شاغراً لمدة عامين حتى الآن. وبالنسبة للشعب اللبناني، فإن وجود رئيس للدولة سيكون أمراً بالغ الأهمية». واستدرك أن «هذا الأمر يعود إلى اللبنانيين وحدهم، ولا أحد غيرهم»، موضحاً أنه «انخرط في محادثات مع بلدان في مختلف أنحاء المنطقة ومع اللبنانيين أنفسهم». واستنتج على أثرها أن «هناك رغبة قوية؛ ليس فقط من جانب عدد من البلدان التي تشعر بالقلق إزاء لبنان، بل أيضاً من جانب اللبنانيين أنفسهم في رؤية الدولة تقف على قدميها وتثبت حضورها وتتحمل المسؤولية عن حياة مواطنيها»، بما في ذلك عبر ملء الشغور الرئاسي. وشدد على أن هذه «جبهة»، على اللبنانيين أن يقرروا فيها مستقبلهم، معلناً أن «الولايات المتحدة وكثيراً من البلدان الأخرى تريد المساعدة. قدَّمنا ما يقرب من 160 مليون دولار مساعدات إنسانية إضافية لمحاولة مساعدة كثير من النازحين، وكثير من النازحين من الطائفة الشيعية»؛ من أجل «تلبية حاجاتهم». كذلك قال: «كنا لفترة طويلة من المؤيدين للمؤسسة الوحيدة التي توحد كل اللبنانيين تقريباً، وهي القوات المسلحة اللبنانية - والكثير من البلدان الأخرى أيضاً». وكرر أن «تلك القرارات تخص الشعب اللبناني».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مثيرة في رضوخ إسرائيل للهدنة مع حزب الله.. تعثر المشروع
كشف محمد سعيد الرز، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، أن دولة الاحتلال منذ فترة تقول إنها لن تفاوض إلا تحت النار وهو نفس الرد الذي رد به حزب الله.
حزب الله يعرض مشاهد لاستهدافه قاعدة شراغا شمال إسرائيل حزب الله ينشر ملخصا لعملياته ضد العدوان الاسرائيلي الفترة الأخيرة شهدت طفرة في تبادل إطلاق النار والقصفوأضاف “سعيد” خلال لقائه مع الإعلامية رشا مجدي وعبيدة أمير، ببرنامج "صباح البلد"، المذاع على قناة صدى البلد، أن الفترة الأخيرة شهدت طفرة في تبادل إطلاق النار والقصف، وهذا أمر معتاد في الحروب مع اقتراب التوصل لاتفاق، حيث يفرغ كل طرف أرصدته.
وأكد محمد سعيد الرز، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، أن ما يثار الآن ليس إنهاء الحرب في لبنان وإنما هدنة 60 يوما على طريق إنهاء الحرب، ومن المتوقع حدوث اختراق الهدنة.
موافقة إسرائيل على الهدنةولفت إلى أن دلالة موافقة إسرائيل على الهدنة، هو تعثر المشروع الإستراتيجي للطرف المعتدي أو ربما فشله، يصبح من الأنسب للطرف المعتدي أن ينسحب.
وأضاف أن نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال أعلن في عشية الحرب على لبنان، أن هناك عدة مشاريع أولها إعادة 100 ألف مستوطن يهودي نزحوا من شمال فلسطين المحتلة.
وأكد أن المشروع الثاني لنتنياهو هو إبادة حزب الله وإنهاء وجوده العسكري، إلى جانب إبلاغه الولايات المتحدة برؤية إنجازات مبهرة في جنوب لبنان، وتبين خلال 3 أشهر أنه لا يمكن عودة النازحين تحت الضغط العسكري.