الثورة نت:
2024-11-15@14:50:37 GMT

فشلت المؤامرة.. فأي شرق أوسط قادم..؟!

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

 

خلال حرب تموز عام 2006م، بين حزب الله والكيان الصهيوني برز مصطلح (الشرق الأوسط الجديد) في قلب المعركة على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية حينها _كونداليزا رايس _التي منعت مجلس الأمن من إصدار قرار بوقف إطلاق النار لمرتين وبررت رفضها بقولها “انتظروا فإن شرق أوسط جديداً يتشكل”، غير أن الحرب التي دامت 33 يوما انتهت بفشل الجيش الصهيوني ودخل الكيان وقيادته في دوامة غير مستوعبين نتيجة الحرب فشكل (الكنيست الصهيوني) لجنة تحقيق عرفت بلجنة ( فينوغراد) التي انتهت توصياتها بعزل رئيس أركان الجيش (دان حالتوس) وإحالة قائد المنطقة الشمالية ومعه قائد لواء جولاني إلى التقاعد المبكر، فيما أولمرت رئيس الوزراء ذهب إلى السجن بتهمة الفساد، فيما تقرير (فينوغراد) اعترف بهزيمة كيانه أمام المقاومة اللبنانية.

اليوم يعيد التاريخ نفسه ويعيد نتنياهو إحياء الحلم الأمريكي بإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط الذي تريده أمريكا لتعزيز أمن كيانها الصهيوني وإدماجه في المنطقة ولكن وفق رؤية أشمل من رؤية الصهاينة الذين يريدون شرق أوسط تشكله قوة الردع الصهيونية والتفوق الصهيوني فيما أمريكا وحلفاؤها يريدون شرق أوسط يقوم على التفاهمات وتوسيع الاتفاق (الإبراهيمي) وذي هوية اقتصادية وشراكة ثقافية واجتماعية وسياسية بين الكيان ودول المنطقة..؟!

كانت المقاومة في لبنان وفلسطين هي العائق أمام إنجاح هذا المخطط الاستعماري وخلفهما الجمهورية العربية السورية، ويمتد الإسناد إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فبدأ الكيان يخوض مواجهات منفردة مع مكونات المحور المقاوم للهيمنة فأقدم في أيلول/ سبتمبر 2007م على ضرب (المفاعل النووي السوري في دير الزور)، فيما فرضت المقاومة الفلسطينية خياراتها على قطاع غزة فاستبشر العدو خيرا متوهما أن صراعا داميا سوف يشتعل بين الفلسطينيين وهرولت أطراف عربية نحو السلطة الفلسطينية عارضة لها كل أشكال الدعم لمواجهة المقاومة في غزة غير أن أطرافاً عربية أخرى – وفي المقدمة حزب الله وأمينه العام وسوريا والجزائر – عملوا على الحيلولة دون الصدام الفلسطيني _الفلسطيني، وحين أدرك الصهاينة فشل مخططهم في دق الأسفين بين الفلسطينيين شنوا هجومهم على غزة الذي حمل اسم (الرصاص المصبوب) في ديسمبر 2008، واستمر العدوان على غزة حتى يناير 2009م.

ظلت الاستهدافات تأخذ أشكالاً متعددة، اغتيالات لقادة إيرانيين ومقاومين من فلسطين وحزب الله، وحرب استخبارية متعددة الجبهات والساحات واغتيال علماء إيرانيين ومسؤولين وعسكريين وأمنيين، وصولا إلى أحداث عام 2011م، فكانت الفرصة لإسقاط النظام في سوريا الذي تم حشد كل مجرمي وقتلة العالم إلى سوريا وبدعم ورعاية إقليمية ودولية، ولأجل إسقاط النظام القومي في سوريا أنفقت أنظمة الخليج مئات المليارات وقدمت أمريكا والدول الغربية والكيان الصهيوني كل أشكال الدعم اللوجستي للإرهابيين في سوريا الذين تم تقديمهم باسم (ثوار سوريا)..؟!

فشلت مؤامرة إسقاط النظام العربي السوري، وكما تم تحميل (دمشق) مسؤولية فشل استهداف حزب الله عام 2006م، تم تحميل حزب الله وإيران مسؤولية صمود النظام العربي السوري وطالت المسؤولية روسيا الاتحادية.

في معركة طوفان الأقصى عادة فكرة الشرق الأوسط الجديد ولكن على لسان رئيس الوزراء الصهيوني الذي أخفق في تحقيق انتصار يذكر على المقاومة الفلسطينية، ناهيكم أن التهم توجهت للحزب بمشاركته في تفجير معركة الطوفان رغم أن كل أطراف المحور أكدت أن المعركة كانت معركة فلسطينية وجاءت بقرار فلسطيني خالص، وقرار الإسناد جاء لاحقا، وقبل أن يكتمل العام من المواجهة وإدراك الصهاينة وأطراف المؤامرة أن الانتصار على المقاومة حلم طوباوي رغم المجازر والتوحش والدمار والحصار وتجاوز كل القيم والأعراف والتقاليد، فكان لا بد من القفز نحو جسر الاتصال والتواصل الرابط بين أطراف محور المقاومة وهو حزب الله وتحديدا قيادته وفي المقدمة أمينه العام السيد حسن نصر الله الذي بمجرد استهدافه تحدث رئيس وزراء العدو عن (شرق أوسط جديد)، على اعتبار أن السيد الشهيد كان هو حجر العثرة الواقف أمام هذا الحلم الصهيوني _الأمريكي المشترك والمطلوب من بعض أنظمة المنطقة، وقد حاول (نتنياهو) إغراء واشنطن بالشرق الأوسط الجديد وآخرين في الغرب، فيما العرب يتطلعون تواقين للقضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان كمقدمة للتخلص من (أنصار الله) في اليمن والتخلص من( الحشد الشعبي) في العراق بزعم أن هذه الأطراف هي (مليشيات) وبالتالي لا يجب أن تكون هناك (مليشيات) بل على الأنظمة أن تفرض وجودها وتجريد هذه (المليشيات) من الأسلحة..؟!

واشنطن التي خرجت من فيتنام مثخنة بالجراح والهزيمة – غادرت أفغانستان بعد 20 عاما بطريقة مهينة – تدرك جيدا أن من الصعب على حلفائها في المنطقة الصهاينة وغيرهم التخلص من جيوب المقاومة أو تحقيق انتصارات تذكر رغم حرب الإبادة والكثافة النارية والخراب والدمار والقتل المرعب للأطفال والنساء وتدمير مدن بكاملها على رؤوس سكانها، تدرك واشنطن أن كل هذه الجرائم لن تجدي نفعا لكنها مضطرة لمجاراة حلفائها وشركائها الصهاينة وغيرهم لعوامل داخلية وخارجية أبرزها حالة الانقسام داخل المجتمع الأمريكي، إضافة إلى حرب أوكرانيا والمواجهة مع روسيا عسكريا ومع الصين اقتصاديا، في تنافس جيوسياسي ليس فيه أي أفق ولا مؤشرات ترجح الأطراف الفائزة فيه..؟!

لذلك تتغاضى أمريكا عن كل ما يمارسه الكيان الصهيوني مستغلة الظرف الدولي الراهن بتداعياته والتخاذل العربي أو بمعنى أصح العجز العربي الرسمي والشعبي المسكون بثقافة الارتهان والاستلاب والمحصور كل اهتمامهم في البقاء بعيدين عن الأحداث وإن بلا كرامة وبلا سيادة، فهذا بنظرهم أفضل من الخوض في معارك ينظرون إليها بأنها لا تعنيهم لكنهم للأسف سيدركون قريبا أنهم المستهدفون فيها وأن محور المقاومة يدافع عن رفاهيتهم وعن وجودهم لأن المخطط يستهدف الكل ويسعى للسيطرة على كل مقدرات الأمة وثرواتها لتصبح تحت سيطرته ويكون هو المتحكم فيها من غاز البحر المتوسط إلى نفط الخليج وطرق الملاحة الدولية.

ويبقى السؤال أي شرق أوسط جديد قادم؟ ومن سوف يشكله .. أهل الحق أم أصحاب الباطل؟ هذا ما سوف تجيب عنه تداعيات قادم الأيام..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يقود الكيان الصهيوني نحو نهايته: غروره ووحشيته يثمران قوة المقاومة

يمانيون – متابعات
كلما ارتفعت وتيرة الإجرام الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، زادت مهارة مقاتلي المقاومة وأداءهم العالي في التصدي لجيش الاحتلال. عملياتهم أصبحت أكثر دقة ونجاحًا، حيث لا تخطئ قواعد الجيش الصهيوني وآلياته، بل تستهدف تجمعات جنوده بكل حرفية، ما يجعل الكيان الصهيوني غير قادر على إخفاء نتائج هذه العمليات، حتى وإن حاولت التلاعب بالأرقام وتزييف الحقائق حول القتلى والمصابين والخسائر. في المقابل، أصبح العالم على دراية كاملة بأساليب التعتيم والتحفظ التي يمارسها جيش الاحتلال، وأصبحت القاعدة أن أي رقم يتم الإعلان عنه يعكس جزءاً صغيراً من الواقع الفعلي.

منذ بداية التصعيد، يلاحظ المراقبون أن كل جريمة صهيونية ترتكب بحق الفلسطينيين أو اللبنانيين، تُعتبر خطوة أخرى نحو تدمير الكيان الصهيوني، خصوصًا مع تصاعد الوحشية الصهيونية على يد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يغرق في مستنقع غروره الشخصي، ما يخرجه عن كل منطق سليم. هذا الغرور بات يقود الكيان الصهيوني نحو نهايته الحتمية، وفقًا للعديد من التحليلات.

وفي مقال نشره موقع “ذا أيسلندر” تحت عنوان “الكابوس الذي تفرضه إسرائيل على نفسها: غرور نتنياهو والانهيار الوشيك”، تناول الكاتب الأمريكي جيري نولان تأثيرات سياسات نتنياهو على أمن الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن تنامي المقاومة في الضفة الغربية لا يعكس فقط صمود الفلسطينيين، بل يعكس أيضًا بداية تفكك الكيان الصهيوني داخليًا. نولان أضاف أن السياسات القمعية التي يتبعها نتنياهو تقود إلى انهيار بطيء للكيان الصهيوني، نتيجة للغرور والقسوة التي يمارسها ضد الفلسطينيين، وهو ما يثير الاستياء ليس فقط لدى سكان غزة بل أيضًا داخل المجتمع الصهيوني نفسه.

من وجهة نظر نولان، فإن نهج نتنياهو لم يعد يتعلق بأمن الكيان الصهيوني، بل هو مجرد خدعة يائسة تهدف إلى التغطية على فضائح الفساد التي تحيط به. وتابع قائلاً: “كل قنبلة تسقط على غزة وكل مساحة تمحى من الوجود هي خطوة أخرى نحو تدمير الكيان الصهيوني من الداخل.” كما أضاف أن هذه الوحشية تمثل قنبلة موقوتة تهدد كل صهيوني، مشيرًا إلى أن رئيس حكومة الاحتلال ضحى بقدرة الكيان الصهيوني على البقاء على المدى الطويل من أجل “بقاءه الشخصي”.

وأشار نولان إلى أن سياسة نتنياهو قد جعلت الكيان الصهيوني منبوذًا عالميًا، حيث أظهرت التهديدات التي يتعرض لها الكيان الصهيوني أنها لم تعد تهديدات خارجية، بل أصبحت تهديدات داخلية بفعل سياسات الزعيم الحالي. وأكد أن غرور نتنياهو أدى إلى تفتيت الكيان الصهيوني، وجعل جهازه العسكري غير قادر على مواجهة التحديات الداخلية المتزايدة، في وقت يزداد فيه الرأي العام العالمي قوة في دعمه للمقاومة الفلسطينية.

وفي ختام مقاله، وصف نولان ما يفعله نتنياهو بأنه “مفارقة وحشية”، حيث يبدو أن زعيم الاحتلال راهن على تأمين بقاءه الشخصي على حساب أمن الكيان الصهيوني، إلا أن النتيجة كانت العكس تمامًا. وقال: “ربما كان نتنياهو يعتقد أنه يسعى وراء غفرانه الشخصي، لكنه في الحقيقة دعا إلى اللعنة الوجودية للكيان الصهيوني”.
————————–
إبراهيم القانص

مقالات مشابهة

  • تظاهرة حاشدة في الأردن تنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة ولبنان
  • نتنياهو يقود الكيان الصهيوني نحو نهايته: غروره ووحشيته يثمران قوة المقاومة
  • سلامي: الرد قادم ولا يمكن إنهاء حزب الله
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: الرد على الاعتداء الصهيوني قادم ولا يمكن إنهاء حزب الله
  • الصهاينة الوظيفيون
  • جوهر الصراع بيننا وبين الصهاينة والأمريكان
  • “القسام” تستهدف العدو الصهيوني في محور”نتساريم” وسط قطاع غزة بالصواريخ
  • السوداني: المنطقة تمر بمنعطف حرج بسبب استمرار العدوان الصهيوني
  • في اليوم الـ51 لمعركة “أولي البأس”.. المقاومة تُحكم الطوق على العدو.. تصعيد نوعي يضاعف خسائر الكيان الصهيوني
  • تسريبات عن فريق عمل ترامب تسيل لعاب الصهاينة.. وتنذر بتوتر قادم بين واشنطن وطهران وبكين