جيش الاحتلال يواصل عدوانه على لبنان وحزب الله يستهدف تجمعات لجنوده في عدة مواقع وقواعده العسكرية
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
الثورة / متابعات
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان لليوم الـ 19، مخلفا عشرات الشهداء والإصابات ودمارا واسعا في الممتلكات في سلسلة غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة من الجنوب إلى الشمال فيما تواصل المقاومة الإسلامية استهداف مواقع العدو محققة إصابات مباشرة في صفوفه.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتقاء 22 شهيدا وإصابة 117 في حصيلة جديدة لعدوان الاحتلال على العاصمة بيروت.
ونفذ طيران الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، سلسلة غارات على مدينة الخيام وغارة على بلدة قانا في منطقة صور جنوب لبنان، كما شن الطيران الحربي غارة على مرتفعات بلدة جنتا قرب الحدود اللبنانية السورية شرق لبنان.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية، بارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى 2141 شهيدًا و10099 مصاباً منذ 8 أكتوبر من العام الماضي.
من جانب آخر واصلت المقاومة اللبنانية أمس استهداف لتجمعات جنود العدو الصهيوني في عدد من المواقع والقواعد العسكرية.. موقعاً إصابات مؤكدة.
وفي هذه السياق أعلن حزب الله في عدة بيانات له، عن استهداف مجاهدي المقاومة الإسلامية صباح أمس، تجمعات لجنود العدو الصهيوني في ثكنة يفتاح ومحيطها بصلية صاروخية كبيرة، واستهداف تجهيزات فنية موضوعة على رافعة في موقع العباد بصاروخ موجه وأصابوها إصابة مباشرة، و تجمعات لجنود العدو الصهيوني في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية، كما شنت المقاومة الإسلامية هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إيلعيزر في حيفا.
كما أعلن حزب الله عن استهداف مجاهدي المقاومة الإسلامية لتجمعات جنود العدو الصهيوني في مستعمرة كفرسولد بصلية صاروخية كبيرة، وتجمعات لجنود العدو الصهيوني في مستعمرات يعرا ورأس الناقورة وشوميرا بصليات صاروخية، مؤكدا أن هذه العمليات جاءت دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الصهيونية للمدن والقرى والمدنيين.
من جانبه قالت إذاعة «جيش» الاحتلال، أمس، إن قتيلين سقطا جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه مستوطنة «يرؤون» في الجليل الأعلى.
وأفادت صحيفة «معاريف» العبرية بسقوط جرحى في إطلاق صاروخ مضاد للدروع على الجليل الأعلى.
بدورها، ذكرت قناة 12 العبرية، أن الصاروخ أطلق من لبنان تجاه موقع لجيش الاحتلال في منطقة راميم بالجليل الأعلى.
ومنذ مطلع أكتوبر الجاري، قُتل 12 ضابطًا وجنديًا من جيش الاحتلال في المعارك البرية جنوبي لبنان، بالإضافة لمستوطنين اثنين في مستوطنة «كريات شمونة» شمالي فلسطين المحتلة.
ومن جهة أخرى أكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أندريا تينينتي، إن قوات حفظ السلام عازمة على البقاء في مواقعها في جنوب لبنان رغم الهجمات الصهيونية في الأيام القليلة الماضية التي أسفرت عن إصابة أفراد من الأمم المتحدة وتسببت في قلق دولي.
وقال تينينتي أمس في تصريح صحفي إن الهجمات الإسرائيلية على قوات اليونيفل بقذائف المدفعية ونيران الأسلحة الصغيرة أسفرت عن إصابة اثنين من أفرادها يرقدان في المستشفى، وتعطل بعض قدراتها على المراقبة يومي الأربعاء والخميس.
وذكر تينينتي للصحفيين، «ربما يكون هذا من أخطر الأحداث أو الوقائع التي شهدناها على مدار الـ12 شهرا الماضية».
ووافقت الدول الـ50 المساهمة في القوة يوم الخميس على مواصلة نشر أكثر من 10.400 جندي من قوات حفظ السلام بين نهر الليطاني في الشمال والحدود المعترف بها من الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل والمعروفة باسم الخط الأزرق في الجنوب.
وقال تينينتي: «نحن هناك لأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب منا أن نكون هناك. لذلك سنبقى حتى يصبح الوضع مستحيلا بالنسبة لنا للعمل».
وكانت اليونيفيل أعلن أن مدفعية «إسرائيلية» أطلقت النار على برج مراقبة في مقرها الرئيسي بالناقورة يوم الخميس ما أدى إلى إصابة البرج وسقوط فردين من قوات حفظ السلام.
وذكرت قوة حفظ السلام في بيان أن قوات الاحتلال أطلقت النار أيضا على موقع قريب ما أدى إلى إتلاف مركبات ونظام اتصالات.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة العدو الصهیونی فی جیش الاحتلال حفظ السلام
إقرأ أيضاً:
لبنان بين فكَّي كماشة.. “إسرائيل” والجماعات التكفيرية ينطلقان لنفس المشروع
عبدالحكيم عامر
في جنوب لبنان، جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثّـف عدوانه على لبنان، وفي شرق لبنان، تتصاعد اعتداءات الجماعات التكفيرية المتمركزة في سوريا.
للوهلة الأولى، قد يبدو الأمر وكأنه مُجَـرّد مصادفة، لكن الحقيقة والواقع يكشف أن الرصاصتين –واحدة بلسان عبري والأُخرى بلسان عربي– تنطلقان من نفس المشروع، وتخدمان ذات الهدف، بل وربما تحظيان بتمويل مشترك وإدارة غير مباشرة من نفس الجهة.
لماذا تتحَرّك الجماعات التكفيرية في هذا التوقيت؟
لم يكن غريبًا أن نرى الجماعات التكفيرية في سوريا تتجنب أية مواجهة مع العدوّ الإسرائيلي، رغم احتلالها ثلاث محافظات سورية وتاريخها الدموي ضد العرب والمسلمين، هذه الجماعات التي ترفع شعارات “الجهاد”، لم تطلق رصاصة واحدة على المحتلّ، لكنها في المقابل، تجرأت على استهداف لبنان بمحاولات تسلل واعتداءات على الحدود الشرقية، وكأنها تُكمل الدور الإسرائيلي في الجنوب.
العلاقة الخفية بين العدوّ الإسرائيلي والجماعات التكفيرية:
خلال الحرب في سوريا، كان العدوّ الإسرائيلي يقدم دعمًا غير مباشر للجماعات التكفيرية عبر فتح مستشفياته لمقاتليها المصابين، وتسهيل تحَرّكاتهم في الجولان المحتلّ.
تقارير استخباراتية عديدة أكّـدت وجود تنسيق بين بعض قيادات هذه الجماعات والاستخبارات الإسرائيلية، بما في ذلك تسليم مواقع الجيش السوري لحساب العدوّ الإسرائيلي.
هذا التحالف غير المعلن يخدم مصلحة الطرفين فالعدوّ الإسرائيلي تحصل على ورقة ضغط إضافية ضد حزب الله، بينما تحصل هذه الجماعات على دعم لوجستي وتسهيلات تجعلها قادرة على تنفيذ مخطّطاتها العدوانية.
تشتيت حزب الله واستنزافه:
يدرك الكيان الصهيوني أن حزب الله يتمتع بجاهزية قتالية عالية، مما يجعله عقبة كبرى أمام أي مشروع إسرائيلي في لبنان والمنطقة؛ لذا، فَــإنَّ استراتيجية “تعدد الجبهات” تهدف إلى إنهاكه.
عندما تقصف “إسرائيل” الجنوب اللبناني، فهي لا تستهدف فقط أهدافاً عسكرية، بل تعمل على خلق بيئة أمنية غير مستقرة تُجبر المقاومة على الانتشار في أكثر من محور.
بالتوازي، تتحَرّك الجماعات التكفيرية على الحدود السورية اللبنانية، مما يُجبر حزب الله على توزيع قواته بين الجنوب والشرق؛ ما يشكل ضغطًا استراتيجيًّا عليه.
فهل المطلوب حصار المقاومة بين فكي كماشة؟
الهجمات المتزامنة، سواء من الجنوب العدوّ الإسرائيلي، أَو من الحدود الشرقية، حَيثُ الجماعات التكفيرية، ما تتعرض له المقاومة من ضغوط متزايدة، ليس من قبيل الصدفة أن تتزامن هذه التهديدات، فالمشروع واضح: استنزاف المقاومة وتطويقها بين فكي كماشة، بحيث تجد نفسها مضطرة لخوض معارك متعددة تُضعف قدراتها العسكرية، وتخلق بيئة مضطربة تخدم مشاريع التفكيك وإعادة تشكيل المنطقة بما يتناسب مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
وحيثُ يعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى تطويق حزب الله وإرهاقه في أكثر من جبهة، لكن التجربة أثبتت أن المقاومة لديها القدرة على مواجهة هذه الضغوط والتعامل معها بمرونة تكتيكية عالية.
المعركة اليوم كما هي عسكرية، هي معركة وعي أَيْـضًا، فالإعلام الذي يروج للجماعات التكفيرية هو نفسه الذي يهاجم حزب الله ويبرّر العدوان الإسرائيلي، والأموال التي تُدفع لتسليح هذه الجماعات، هي نفسها التي تدعم مشاريع التطبيع والتآمر على محور المقاومة.
لبنان اليوم أمام تحدٍّ كبير، لكن المقاومة الإسلامية “حزب الله” التي صمدت في وجه العدوان الإسرائيلي وصنعت معادلات الردع، لن تسمح بسقوطه بين فكي كماشة العدوّ الصهيوني وأدواته التكفيرية.
فالتجربة أثبتت أن المقاومة الإسلامية تمتلك المرونة التكتيكية اللازمة للتعامل مع الضغوط المتعددة، سواء عسكريًّا أَو أمنيًّا أَو إعلاميًّا.
قد يكون الرهان على إسقاط حزب الله، لكن كُـلّ محاولات الحصار والتطويق باءت بالفشل، والتاريخ شاهد على ذلك؛ فكما سقطت مشاريع تفكيك اليمن، ستسقط أَيْـضًا أية محاولة لحصار المقاومة الإسلامية في لبنان؛ لأَنَّ من يعتمد على مشروع تحرّري مستند إلى إرادَة شعبه، لا يمكن أن يُهزم.
الرهان على إسقاط المقاومة رهان خاسر.. والتاريخ شاهد على ذلك.