جنبلاط يقاطع لقاء معراب: لا زعامة لجعجع
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
كتبت ميسم رزق في" الاخبار": صحيح أن وليد جنبلاط أوحى أخيراً بأنه يستعدّ لاستدارة جديدة في الاتجاه المعاكس حينَ تحدّث عن «تطبيق القرار ١٥٥٩» وردّ على وزير الخارجية الإيراني، لكنه متنبّه أيضاً إلى المشاريع الانعزالية قيد التحضير، وهو «حرّيف» في التعامل معها. وعليه، ردّ الرجل على كل من ضرب لنفسه موعداً مع انقلاب جنبلاطي جديد يُغطي الحملة السياسية التي بدأت في البلد بعنوان «ما بعد حزب الله»، باتخاذ قرار مقاطعة مؤتمر «معراب» الذي دعا إليه حزب «القوات» اليوم تحت عنوان «دفاعاً عن لبنان لرسم خريطة طريق إنقاذ للبنان».
وعلمت «الأخبار» أن الحزب الاشتراكي «ناقشَ على مدى اليومين الماضييْن التطورات في البلد، والجو السياسي الذي تُحاول بعض القوى إشاعته عن انتهاء حزب الله والتحضير لمرحلة ما بعده، ودعوة القوات للمؤتمر». ومع أن بعض المحيطين به لا ينفك يروّج للعلاقة مع سمير جعجع، لكنّ جنبلاط لا يبدو في وارد الانضمام إلى أي جبهة تحمل مشروعاً فتنوياً، كما قالت مصادر قريبة. ولفتت المصادر إلى أن «الحزب الاشتراكي قرّر عدم الحضور وعدم إرسال ممثّل عنه»، مشيرة إلى أن «جنبلاط لن يقبل بأن يكون جزءاً من مشروع عزل أو كسر موقع لأي طائفة كانت، وهو جزء من اللقاء الثلاثي في عين التينة الذي كانَ لديه موقف واضح يؤكد على وقف إطلاق النار وتطبيق القرار ١٧٠١».
يعلم جنبلاط أن حزب الله تلقّى ضربات قوية، لكنه ليس هاوياً ولا مبتدئاً إلى الحد الذي يعتقد فيه بأن الحزب صار خارج الصورة أو المعادلة. كما أنه يدرك أن المعركة لا تزال في بدايتها، وأن إسرائيل وأميركا لا تعملان في خدمة اللبنانيين أياً كانوا، فضلاً عن حسابات كثيرة تتصل بالجبل وناسه في أي فتنة داخلية أو اجتياح إسرائيلي.
كذلك فإن جنبلاط ومعه كثيرون يعرفون صورة جعجع العصية على التغيير، وقد «خبزوه» وجرّبوه واختبروه، وليس فيهم من يريد أن يُعطيه صورة الزعامة. وهم لن يسمحوا له بقطف الجهود السياسية ضد المقاومة واستثمارها في سبيل مصالحه الشخصية والحزبية. وكلهم يعرفون أن جعجع يريد حسم المعركة بالمعنى السياسي حتى الآن، لكنه سيكون جاهزاً لمواكبة العدوان العسكري بمساندة داخلية متى انزلقت الأوضاع برمّتها نحو اشتباك مسلح يسعى إليه.
تكفّل جنبلاط مرة جديدة بسحب الغطاء الدرزي بالكامل عنه، وطلب من النواب والمسؤولين في الحزب عدم التعليق على المؤتمر مهما كان سقف الخطاب.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هجوم سوريا الصادم.. ما الذي يعنيه لمستقبل المنطقة والعالم؟
جاءت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد على مدينة حلب في المرحلة الأولى من الحرب الأهلية بعد حصار دام 4 أعوام وحرب مدن مدمرة، ومع ذلك، وفي الأسبوع الماضي، نجح المسلحون المدعومون من تركيا في استعادة المدينة خلال غضون أيام قليلة.
الأحداث الجيوسياسية المعزولة ظاهرياً تنتهي في الواقع إلى الترابط
في هذا الإطار، يرى المحلل السياسي جاك سميث أن التطورات الأخيرة في سوريا ستطلق تأثيرات جيوسياسية غير مباشرة، في الشرق الأوسط وأوروبا والعالم.
غير مشروط..بوتين وبزشكيان يتعهدان بدعم الأسد في سوريا - موقع 24أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الإثنين خلال محادثة هاتفية دعمهما "غير المشروط" لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا ضد هجوم جماعات مسلحة.وكتب سميث في مجلة "نيوستيتسمان" البريطانية أن مكاسب المتمردين تندرج في فئة التطورات الصادمة لا المفاجئة، فمن أجل استعادة السيطرة على معظم المدن الكبرى في سوريا، اعتمد الأسد على المساعدة الخارجية، من إيران وحزب الله وروسيا.
Aleppo could become the vortex of a regional and even global conflict.
????️ Jack Smith https://t.co/YejzKWomFl
لكن الوضع تغير تماماً الآن، إذ تتعامل إيران مع صراعها ضد إسرائيل، ما أدى إلى إضعاف وكيلها حزب الله بشكل كبير، بينما تواصل روسيا التورط في حرب أوكرانيا، حيث قواتها في حالة هجوم مستمرة، وهذا الاستنزاف للموارد سيحدد كيف سيتطور الصراع في سوريا وأثر ذلك على الأوضاع في المنطقة.
وستواجه إيران خياراً بين تكريس مزيد من الجهود لإعادة بناء حزب الله في لبنان أو دعم الأسد في سوريا، بينما روسيا قد تضطر إلى تحديد أولوياتها بين سوريا وأوكرانيا، وإذا قررت كل من روسيا وإيران أن الأسد بحاجة إلى دعم إضافي، فقد يؤدي ذلك إلى نجاح وقف إطلاق النار في لبنان وأوكرانيا، خاصة إذا تواصلت الغارات الجوية على حلب وإدلب.
ورغم أن تركيا كانت في وقت ما مهتمة بالانخراط الدبلوماسي مع روسيا في سوريا، إلا أن لديها الآن أولويات مختلفة، فالهجوم الأخير للمتمردين جاء رداً على انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل القوات الموالية للأسد، ولكن نطاق العملية يعكس تحولًا في موقف تركيا.
من جانب آخر، فإن أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا سيعد تطوراً إيجابياً بالنسبة للأوروبيين، ولكن اندلاع الحرب الأهلية السورية مجدداً قد يعقّد الجهود المبذولة لإعادة اللاجئين إلى سوريا، خاصة بعد محاولات إيطاليا لتطبيع العلاقات مع حكومة الأسد في وقت سابق.
The ingredients that enabled the apparant escalation of the Syrian Civil War—with 600,000 dead and 13,000,000 refugees over 14 years—with rumours of Assad fleeing to Moscow are:
1. Ukraine war has hugely weakened Russia and its ability to protect vassals like Assad (as Armenia… https://t.co/pRiEE1qrlo pic.twitter.com/gioqinD3xH
وكانت هذه الخطوة الإيطالية مستندة جزئياً إلى أن سيطرة الأسد أصبحت أمراً واقعاً، والآن بعدما تغير الحال، من الصعب جداً رؤية هذه الجهود الدبلوماسية تؤتي ثمارها في أي وقت قريب، فضلاً عن أن محاولات إعلان أجزاء من سوريا آمنة لعودة اللاجئين، سيصبح مستحيلاً إذا اشتعلت المعارك مجدداً.
كتلتانيظهر ما يحدث في سوريا كيف أن الأحداث الجيوسياسية التي قد تبدو معزولة في الظاهر تتداخل وتترابط بشكل غير مباشر، فالهجوم الأخير في سوريا هو في الواقع تأثير متسلسل ناتج عن حروب أخرى، سواء في المنطقة أو في أوروبا.
وهذه الديناميكية تشير إلى أن العالم يشهد تحولًا نحو تشكل كتلتين جيوسياسيتين. التحالف الأول، الذي يضم روسيا والصين وإيران، يبدو متماسكاً إلى حد كبير، حيث تعمل هذه القوى بشكل متكامل لتحقيق مصالحها المشتركة.
أما التحالف الثاني، الذي يضم دولًا مثل الولايات المتحدة وأوروبا، فهو أقل تماسكاً ويمر بتحديات داخلية وخارجية تعرقل التعاون الفعّال بين أعضائه.