7 أكتوبر 2023م، في غمرة الهجوع، وتحت وطأة الخضوع، لم يكن العالم يدرك أنه على موعد مع حدث تأريخي سيغير المقادير ويقلب الموازين، وينقل الأرض نحو مرحلة أخرى تماما تبدأ من هناك، نقطة تحول مفصلية ستحدد ملامح الخارطة من جديد، استفاق العالم على خبر من نوع آخر، كانوا هم من صاغه، ليتلقفه الشيطان وحزبه كالصاعقة، وينزل على قلوب المكلومين بلسما شفى مصاب دهور مضت، ودواء أبرأ سقم آهات متكدسة في جوف أرواح كادت أن تفقد الأمل ويخيم عليها اليأس.
أبابيل حلقت، وضراغم انقضت على جحور الأفاعي التي ظنت أنها في معزل ومأمن تام من أن تطالها يد، لكن وهم الحواجز الفولاذية وأنظمة الترصد المتطورة تبدد وتلاشى في غمضة عين، حين داهم الموت من هم أحرص على الحياة، وذاق القتل والتنكيل من هم أراذل البشر وزمرة مجرمي البشرية على أيدي رجال أثبتوا للعالم أن أهل الحق لا يقهرون وأن الأرض تعود لأصحابها مهما طال الزمن،
وجع المظلومين وقهر المستضعفين وألم المخذولين استحال طوفانا عظيما جرف غطرسة الجناة السفاحين إلى غير رجعة.
كان السابع من أكتوبر 2023 يوما لم تسطع الشمس على مثله من قبل، يوما مشهودا أعدت الفصائل الفلسطينية له عدتها وتكاملت في تنفيذ وعد الله، تداعى أهل الشر في محاولة يائسة لاستدراك النازلة والفاجعة التي حلت بهم، ومن هول الفشل الذي منيوا به، جمعوا كل نيران حقدهم وصبوها على نساء وأطفال غزة، ولا يزالون حتى اللحظة يمارسون عربدتهم ويتقيئون قبحهم ويتباهون بوحشيتهم.
الآلاف من أرواح أهل غزة، واليوم أضافوا إلى القائمة الأبرياء من أهل لبنان، لا زالوا يبادون على مسرح الصمت والخيانة العالمي والعربي الإنسانية مرقوا منها وتنكروا لها، وساندوا سفاحيها وصفقوا لهم في المحافل والمجالس الدولية، واستمرأوا الظلم وتعاونوا مع الجلاد، وزودوه بأسلحة الدمار ليسحقوا أجساد وجماجم الأطفال.
ورغم كل ذلك الصلف والإجرام الصهيوني والتواطؤ العالمي لم يستطيعوا البتة النيل من مجاهدي المقاومة الذين جرعوا الغاصبين أصناف الهوان، فدباباتهم وآلياتهم أهداف محققة لشراك الكمائن، وجنودهم فرائس لفوهات البنادق وطلقات القذائف، ومنذ يوم الطوفان الأول وحتى ختام عامه وهم يتلقفون الضربات القاسية القاصمة التي من استطاع منها الفرار بأعجوبة ابتلعته صدمة نفسية لا يتعافى منها أبدا.
جبهات الإسناد هي الأخرى كانت عذابا من نوع آخر، وكأنها أبواب جهنم فتحت عليهم من كل صوب ولا مرد لأمر الله، وفي كل يوم يعيشون الرعب ويذوقون الموت ألف مرة، ولأنهم أصبحوا محط سخط ومقت أحرار العالم الذين ملأوا شوارع عواصم احتجاجا وتنديدا بجرائمهم، وحين تيقنوا بأنه لا يمكن أن ينجوا من غرق الطوفان، جن جنونهم وتخبطوا، ولجأوا إلى ما تستمرئه نفوسهم الخبيثة دائما وما يعوضون به فداحة هزيمتهم، سياسة الاغتيالات القذرة التي لا يقدم عليها الا الجبناء أمثالهم.
كان طوفان الأقصى السبب في توحد ساحات المقاومة، المقاومة التي أصبحت أمضى عزيمة وأقوى شكيمة وطودا شامخا رادعا وقوة عظمى ولاعبا إقليميا ورقما صعبا وها هو العالم الذي اعتاد على نفوذ قوى الظلام يعيش اليوم عهدا جديدا ستتغير فيه المعادلات وتحسم فيه النتائج لصالح الحق وأهله،، ولا يزال الطوفان يجري بعين الله ورعايته…
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ما أهمية قاعدة “عاموس” الصهيونية التي استهدفها حزب الله؟
يمانيون – متباعات
في تطور لافت، أعلن حزب الله اليوم الأربعاء تنفيذ هجوم جوي بطائرات مسيّرة على قاعدة “عاموس” العسكرية التابعة للكيان الصهيوني، في عملية جديدة تضيف مزيداً من الضغط على الاحتلال الصهيوني في إطار المواجهات المستمرة.
وتعد قاعدة “عاموس” واحدة من المنشآت العسكرية الحيوية في شمال الكيان الصهيوني، حيث تقع على بُعد 55 كيلومترًا عن الحدود اللبنانية، غرب مدينة العفولة. وتعتبر هذه القاعدة بمثابة مركز استراتيجي في استعدادات جيش الاحتلال، فهي تمثل محطة مركزية في تعزيز نقل وتوزيع القوات اللوجستية في المنطقة الشمالية، وكذلك في دعم أنشطة شعبة التكنولوجيا الخاصة بالجيش الصهيوني.
أنشئت القاعدة في الأصل من قبل قوات الانتداب البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت بمثابة امتداد لمهبط الطائرات “مجدو” الخاصة بالطائرات الخفيفة. ومع مرور الوقت، أصبحت القاعدة نقطة تجمع وتوزيع حيوية للجنود الصهاينة، لا سيما في دعم قوات الاحتياط من خلال استقبالهم وتوزيعهم في فترات الأزمات العسكرية. وقد كانت حتى عام 2016، مركزًا لاستقبال وتجهيز جنود الاحتياط، وفي فترة لاحقة أصبحت مقرًا للكتيبة المشاة الميكانيكية التابعة للواء غولاني.
وفي عام 2018، بدأت سلطات الكيان الصهيوني بتوسيع وتجديد القاعدة لتواكب احتياجاتها العسكرية الحديثة، وأصبح بمقدور القاعدة استيعاب أكثر من 2000 جندي وضابط، بالإضافة إلى مئات الموظفين الذين يتولون مهام النقل والخدمات اللوجستية. كما شملت أعمال التجديد بناء مركز صيانة متطور لأسطول الشاحنات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، وكذلك تحديث أنظمة الطاقة الشمسية التي تُستخدم في القاعدة.
وتعد قاعدة “عاموس” اليوم من أبرز المواقع العسكرية التي يوليها جيش الاحتلال الصهيوني اهتمامًا بالغًا، حيث تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات التنقل السريع لقوات الاحتلال في المنطقة الشمالية، والتي تحظى بأهمية بالغة في حال نشوب نزاع أو مواجهة مع حزب الله.
ويشير الهجوم الأخير على القاعدة إلى تصعيد نوعي في العمليات العسكرية التي ينفذها حزب الله ضد البنى التحتية العسكرية التابعة للكيان الصهيوني، ويعكس قدرة الحزب على ضرب مواقع حساسة تقع في عمق الأراضي المحتلة.
وقد يعزز هذا الهجوم من موقف حزب الله في مواجهة الاحتلال، ويشكل تحديًا جديدًا للجيش الصهيوني في الوقت الذي تزداد فيه الضغوط العسكرية عليه من جبهات متعددة.