الثورة نت:
2025-04-17@20:29:54 GMT

الطوفان

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

 

7 أكتوبر 2023م، في غمرة الهجوع، وتحت وطأة الخضوع، لم يكن العالم يدرك أنه على موعد مع حدث تأريخي سيغير المقادير ويقلب الموازين، وينقل الأرض نحو مرحلة أخرى تماما تبدأ من هناك، نقطة تحول مفصلية ستحدد ملامح الخارطة من جديد، استفاق العالم على خبر من نوع آخر، كانوا هم من صاغه، ليتلقفه الشيطان وحزبه كالصاعقة، وينزل على قلوب المكلومين بلسما شفى مصاب دهور مضت، ودواء أبرأ سقم آهات متكدسة في جوف أرواح كادت أن تفقد الأمل ويخيم عليها اليأس.

أبابيل حلقت، وضراغم انقضت على جحور الأفاعي التي ظنت أنها في معزل ومأمن تام من أن تطالها يد، لكن وهم الحواجز الفولاذية وأنظمة الترصد المتطورة تبدد وتلاشى في غمضة عين، حين داهم الموت من هم أحرص على الحياة، وذاق القتل والتنكيل من هم أراذل البشر وزمرة مجرمي البشرية على أيدي رجال أثبتوا للعالم أن أهل الحق لا يقهرون وأن الأرض تعود لأصحابها مهما طال الزمن،

وجع المظلومين وقهر المستضعفين وألم المخذولين استحال طوفانا عظيما جرف غطرسة الجناة السفاحين إلى غير رجعة.

كان السابع من أكتوبر 2023 يوما لم تسطع الشمس على مثله من قبل، يوما مشهودا أعدت الفصائل الفلسطينية له عدتها وتكاملت في تنفيذ وعد الله، تداعى أهل الشر في محاولة يائسة لاستدراك النازلة والفاجعة التي حلت بهم، ومن هول الفشل الذي منيوا به، جمعوا كل نيران حقدهم وصبوها على نساء وأطفال غزة، ولا يزالون حتى اللحظة يمارسون عربدتهم ويتقيئون قبحهم ويتباهون بوحشيتهم.

الآلاف من أرواح أهل غزة، واليوم أضافوا إلى القائمة الأبرياء من أهل لبنان، لا زالوا يبادون على مسرح الصمت والخيانة العالمي والعربي الإنسانية مرقوا منها وتنكروا لها، وساندوا سفاحيها وصفقوا لهم في المحافل والمجالس الدولية، واستمرأوا الظلم وتعاونوا مع الجلاد، وزودوه بأسلحة الدمار ليسحقوا أجساد وجماجم الأطفال.

ورغم كل ذلك الصلف والإجرام الصهيوني والتواطؤ العالمي لم يستطيعوا البتة النيل من مجاهدي المقاومة الذين جرعوا الغاصبين أصناف الهوان، فدباباتهم وآلياتهم أهداف محققة لشراك الكمائن، وجنودهم فرائس لفوهات البنادق وطلقات القذائف، ومنذ يوم الطوفان الأول وحتى ختام عامه وهم يتلقفون الضربات القاسية القاصمة التي من استطاع منها الفرار بأعجوبة ابتلعته صدمة نفسية لا يتعافى منها أبدا.

جبهات الإسناد هي الأخرى كانت عذابا من نوع آخر، وكأنها أبواب جهنم فتحت عليهم من كل صوب ولا مرد لأمر الله، وفي كل يوم يعيشون الرعب ويذوقون الموت ألف مرة، ولأنهم أصبحوا محط سخط ومقت أحرار العالم الذين ملأوا شوارع عواصم احتجاجا وتنديدا بجرائمهم، وحين تيقنوا بأنه لا يمكن أن ينجوا من غرق الطوفان، جن جنونهم وتخبطوا، ولجأوا إلى ما تستمرئه نفوسهم الخبيثة دائما وما يعوضون به فداحة هزيمتهم، سياسة الاغتيالات القذرة التي لا يقدم عليها الا الجبناء أمثالهم.

كان طوفان الأقصى السبب في توحد ساحات المقاومة، المقاومة التي أصبحت أمضى عزيمة وأقوى شكيمة وطودا شامخا رادعا وقوة عظمى ولاعبا إقليميا ورقما صعبا وها هو العالم الذي اعتاد على نفوذ قوى الظلام يعيش اليوم عهدا جديدا ستتغير فيه المعادلات وتحسم فيه النتائج لصالح الحق وأهله،، ولا يزال الطوفان يجري بعين الله ورعايته…

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الحقيقة التي لا نشاهدها

هل نعرف وندرك ونؤمن أن هناك عيوناً قد تؤذينا عن قصد أو بدون قصد نعرفها أولا نعرفها وقد لا نشاهدها طوال حياتنا بل كانت عيناً موجهة عن قرب أو بعد، أو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. لذلك أنها الحقيقة المرة القاسية والتي يجب نتحصن بذي العزة والجبروت ونعتصم برب الملكوت ونتوكل علي الحي الباقي الدائم الذي لا يموت وبسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء نتحصَّن ، وما شاء الله تبارك الرحمن على عيون السعادة العيون الفاتنات الناعسات بألوانها وتركيباتها وعدساتها وأحجامها والتي تسير بصاحبها إلى الطريق الصحيح، من غير لف ولا دوران ولا غمز ولمز، ورمش ورموش. وأعوذ بالله وقدرته وبكلماته التامات من العيون الكهرومغناطيسية، العيون الحمراء، العيون المجرمة القاتلة الخبيثة، عين الحاسد الحاقد العاين الزعوور، الذي ينظر ويعجب ولا يبارك على ما شاهد من فضل الله وبركته.
أنها حقيقة مرة بطعم العلقم نؤمن بها وندرك ونشاهد ونسمع ونقرأ ما تفعله العيون. فهي العدو المجرم القاتل الصامت الذي يعيش بيننا ويجب الحذر منه بالتحصين والأذكار، فالعين حق وحقيقة وواقع كما أخبر بذلك الرسول، صلى الله عليه وسلم، ووضح لأمته طرق الوقاية والتحصين والحفظ من شرها. و على الإنسان أن يلتزم بما أخبر به رسولنا، صلى الله عليه وسلم، بقوله :(إذا رأى أحدكم من أخيه ومن نفسه وماله ما يعجبه فليباركه، فإن العين حق).
وعين العاين تختلف من شخص لآخر، فبعضهم معروفون للعامة، وعيونهم قوية لا تخطئ، وبعضهم غير معروفين، وبعضهم يجاهر ويتحكم بها، ويختار المكان الذي يضعها فيه.
وبعض العيون تصيب بسهام عفوية، تقع نتيجة الإعجاب، وقد لاتتكرر كثيراً في دقة إصابتها الهدف، فربما تكون رمية من غير قصد، لكنها سهام العين خرجت فأصابت، وهذه غالبا تكون إصابتها بسيطة وغير قاتلة.
وأخيرا، من أصابته العين، عليه أن يذهب إلي العاين إذا عرفه، ويطلب منه أن يتوضأ، كما في حديث رسولنا، صلى الله عليه وسلم (العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا).
وإذا لم يعرف العاين فعليه بالإكثار من ذكر الله، والتضرع إلى الله بالشفاء ، فالعين حق وفتنة، فعلى الإنسان وواجبه أن يحافظ على الأذكار، ويتق الله في عينه وحركتها ورمشها وسهامها، فكم من طريح الفراش، ومريض ومجنون، بسبب سهام عين.
وقانا الله والمسلمين والقراءالكرام من كل عين حاسد، وما شاء الله تبارك الله والحمد لله على نعمه التي تترى ، وأعوذ برب الفلق من كل عين إنس وجان.
وقفة:
قالوا في الأمثال:
عضة أسد ولانظرة حاسد.

Leafed@

مقالات مشابهة

  • حكم صلاة الجمعة لمن أدرك الإمام في التشهد.. الإفتاء تجيب
  • تعرف على أهم الأطعمة التي تمدك بالماغنسيوم
  • لا سلاح يُسلّم.. والمُحتلّ لا يؤتمن
  • حتمية الزوال لكيان العدوّ.. تآكُــلٌ متسارع من الداخل
  • العالم يقاوم | الفلسطينيون يرفضون وضع السلاح أسوة بشعوب تحررت بالقوة (تفاعلي)
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • هل الدعاء يرد القضاء فعلا؟ اعرف هذه الكلمات التي لا ترد
  • المعجزة والكرامة والإهانة
  • الحقيقة التي لا نشاهدها
  • انتبه لـ7 أفعال عند النوم حذر منها النبي.. تفتح عليك أبواب الجحيم