الثورة نت:
2024-10-12@04:22:59 GMT

الطوفان

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

 

7 أكتوبر 2023م، في غمرة الهجوع، وتحت وطأة الخضوع، لم يكن العالم يدرك أنه على موعد مع حدث تأريخي سيغير المقادير ويقلب الموازين، وينقل الأرض نحو مرحلة أخرى تماما تبدأ من هناك، نقطة تحول مفصلية ستحدد ملامح الخارطة من جديد، استفاق العالم على خبر من نوع آخر، كانوا هم من صاغه، ليتلقفه الشيطان وحزبه كالصاعقة، وينزل على قلوب المكلومين بلسما شفى مصاب دهور مضت، ودواء أبرأ سقم آهات متكدسة في جوف أرواح كادت أن تفقد الأمل ويخيم عليها اليأس.

أبابيل حلقت، وضراغم انقضت على جحور الأفاعي التي ظنت أنها في معزل ومأمن تام من أن تطالها يد، لكن وهم الحواجز الفولاذية وأنظمة الترصد المتطورة تبدد وتلاشى في غمضة عين، حين داهم الموت من هم أحرص على الحياة، وذاق القتل والتنكيل من هم أراذل البشر وزمرة مجرمي البشرية على أيدي رجال أثبتوا للعالم أن أهل الحق لا يقهرون وأن الأرض تعود لأصحابها مهما طال الزمن،

وجع المظلومين وقهر المستضعفين وألم المخذولين استحال طوفانا عظيما جرف غطرسة الجناة السفاحين إلى غير رجعة.

كان السابع من أكتوبر 2023 يوما لم تسطع الشمس على مثله من قبل، يوما مشهودا أعدت الفصائل الفلسطينية له عدتها وتكاملت في تنفيذ وعد الله، تداعى أهل الشر في محاولة يائسة لاستدراك النازلة والفاجعة التي حلت بهم، ومن هول الفشل الذي منيوا به، جمعوا كل نيران حقدهم وصبوها على نساء وأطفال غزة، ولا يزالون حتى اللحظة يمارسون عربدتهم ويتقيئون قبحهم ويتباهون بوحشيتهم.

الآلاف من أرواح أهل غزة، واليوم أضافوا إلى القائمة الأبرياء من أهل لبنان، لا زالوا يبادون على مسرح الصمت والخيانة العالمي والعربي الإنسانية مرقوا منها وتنكروا لها، وساندوا سفاحيها وصفقوا لهم في المحافل والمجالس الدولية، واستمرأوا الظلم وتعاونوا مع الجلاد، وزودوه بأسلحة الدمار ليسحقوا أجساد وجماجم الأطفال.

ورغم كل ذلك الصلف والإجرام الصهيوني والتواطؤ العالمي لم يستطيعوا البتة النيل من مجاهدي المقاومة الذين جرعوا الغاصبين أصناف الهوان، فدباباتهم وآلياتهم أهداف محققة لشراك الكمائن، وجنودهم فرائس لفوهات البنادق وطلقات القذائف، ومنذ يوم الطوفان الأول وحتى ختام عامه وهم يتلقفون الضربات القاسية القاصمة التي من استطاع منها الفرار بأعجوبة ابتلعته صدمة نفسية لا يتعافى منها أبدا.

جبهات الإسناد هي الأخرى كانت عذابا من نوع آخر، وكأنها أبواب جهنم فتحت عليهم من كل صوب ولا مرد لأمر الله، وفي كل يوم يعيشون الرعب ويذوقون الموت ألف مرة، ولأنهم أصبحوا محط سخط ومقت أحرار العالم الذين ملأوا شوارع عواصم احتجاجا وتنديدا بجرائمهم، وحين تيقنوا بأنه لا يمكن أن ينجوا من غرق الطوفان، جن جنونهم وتخبطوا، ولجأوا إلى ما تستمرئه نفوسهم الخبيثة دائما وما يعوضون به فداحة هزيمتهم، سياسة الاغتيالات القذرة التي لا يقدم عليها الا الجبناء أمثالهم.

كان طوفان الأقصى السبب في توحد ساحات المقاومة، المقاومة التي أصبحت أمضى عزيمة وأقوى شكيمة وطودا شامخا رادعا وقوة عظمى ولاعبا إقليميا ورقما صعبا وها هو العالم الذي اعتاد على نفوذ قوى الظلام يعيش اليوم عهدا جديدا ستتغير فيه المعادلات وتحسم فيه النتائج لصالح الحق وأهله،، ولا يزال الطوفان يجري بعين الله ورعايته…

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الطوفان.. والحسابات الخاطئة

لو عادت عقارب الساعة للوراء لمدة عام، ربما كان لقادة حماس رؤية مختلفة عمّا قبل السابع من أكتوبر 2023 وإعادة النظر فى هجوم «الطوفان الأقصى» الذى شلّ إسرائيل لعدة ساعات بين الصدمة والذهول والنوم فى العسل.!

أخطاء حماس فى الهجوم -الذى تم التخطيط له قبل أحداثه بفترة ليست بالقصيرة، فى اختيار التوقيت غير المناسب، ولو هناك دراسة جيدة وبُعد نظر وقراءة عقلية وتفكير الإسرائيليين عمومًا والحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو كان سيتم إرجاء الهجوم واختيار توقيت آخر.

وإذا كانت حماس وباقى الفصائل الفلسطينية أخطأت فى التقدير وجاءت حساباتها غير منطقية وتبعاتها السلبية أكثر من إيجابياتها، فحزب الله انجرف لنفس المسار فى قراره والالتحام ومناصرة غزة لغياب التخطيط وتقدير الفجوة «التقنية والمخابراتية» بينه والاحتلال.

وإذا كانت تصريحات خالد مشعل، رئيس «حماس» بالخارج، محاولة للتبرير وتضميد الجراح وتجميل التشوهات فى ذكرى مرور عام على الطوفان والذى – على حد قوله– أعاد الاحتلال إلى نقطة الصفر، ودمر صورة إسرائيل أمام العالم بعد فشلها فى تحقيق أهدافها على مدار عام.

قد يكون صحيحا من وجهة نظره، ولكن خسائر كل جبهات محور المقاومة أكثر من مكاسبها، خاصة حماس وحزب الله، ويحتاجان 30 عاما على الأقل للعودة لقوتهما التى كانت، إذا سمحت إسرائيل بذلك ولم تقتلع الآلة العسكرية المتوحشة لكل حماسى فى غزة وكل عنصر من عناصر حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، أو لم تفكر فى خلق منطقة عازلة جنوب الضاحية أو شمال غزة وحشر السكان فى مساحة 10% فقط من مساحة غزة التى تقدر بـ360كم، وكيف سيعيش 2 مليون نسمة فى هذه المساحة والهدف واضح تهجير أهل غزة اختياريا..! ناهيك عن عملية التهجير الحقيقى فى الضفة والتغيير الديموجرافى بعد السابع من أكتوبر بدعوات لها صدى داخل إسرائيل وخارجها والتعرض لحرب وجودية، والتى باتت حُمّى تُصيب الكل بما فيهم المعتدلون.

وإذا كان العتاد يمكن تعويضه، فالعقلية وقادة الخبرة يصعب تعويضها خاصة المعروفين بالكاريزما وطريقة التفكير ومواجهة الأزمات، وضياعهم رصيد يخصم من القوة والهيبة.

والسؤال: هل كانت المقاومة تنتظر سنوات أخرى حتى تقاوم؟

توقيت المغامرة لم يكن موفقا فى ظل وجود حكومة إسرائيلية تضم فى أغلبها عناصر متطرفة قبل الانتخابات بعامين، وضبابية المعرفة المخابراتية وفجوة التقنية بين سلاح الذكاء الاصطناعى وآخر «صواريخ» لا تختلف كثيرًا عن 2006، وإذا كان 35 أو 40% من الإسرائيليين يتعاطفون مع إقامة دولتين انقلبت المعادلة وبات 60% يفضلون استمرار الحرب على أعداء إسرائيل عطفًا على تلويح متطرفى الحكومة بقيادة نتنياهو بالحرب الوجودية.

وأفرز الطوفان تطرف نتنياهو «المعتدل» فى جولات سابقة من الحروب مع حماس وحزب الله، بفضل الثنائى المتطرف بن غفير وسموتريتش إذ يدفعانه دفعا للعدوانية من أجل بقائه بمنصبه وبقاء الدولة العبرية.!

وبينما كان نتنياهو يغرق والقضايا تحاصره وتقربه من السجن جاء الطوفان منقذا له ورفعه لأعلى نقطة ممسكًا بالفرصة للإبقاء على كرسيه وابتعاده عن الوقوف خلف القضبان، وهو ما لم يفكر فيه الساعون لمحو الصهاينة!

مقالات مشابهة

  • حرب الطوفان الثانية
  • ما هي الدولة التي انطلق منها حميدتي لمعادات مصر والعدوان عليها؟
  • بعد عام من الطوفان.. إعصارنا قادم
  • عام على الطوفان
  • نجم الإسماعيلي يكشف أسباب الأزمة التي يعاني منها الدراويش
  • خلال عام من الطوفان.. هكذا نصرَ حزب الله غزة
  • لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لرأى الطوفان!
  • منها اعتقال صحفي إسرائيلي في لبنان.. أبرز الأحداث العالمية مساء الأربعاء
  • الطوفان.. والحسابات الخاطئة