الثورة نت:
2025-01-21@10:39:12 GMT

بعد عام من الطوفان.. إعصارنا قادم

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

 

ونحن نعيش الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى تعود بنا الذاكرة إلى لحظاتها الأولى ومشاهدها العظيمة التي نقلتها لنا عدسات الكاميرا وشاهدناها بكل بهجة واستبشار وهي تزلزل أركان العدو المحتل وتهد كيانه الغاصب، في ملحمة بطولية سطرها المقاومون الأبطال في سبيل الحرية والكرامة والدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات.

إن مرور عام على هذه المعركة البطولية والطوفان المستعر وشعبنا الفلسطيني اليوم يسجل أعظم مراحل الصبر والثبات في مواجهة آلة الإرهاب الصهيوني والدمار والإجرام بأقسى صورها المظلمة وتفاصيلها المؤلمة والتي لم تتوقف ليوم واحد على مدى عام كامل، يجعلنا نقف إجلالا وإكبارا لعظمة هذا الثبات والإصرار والعزيمة على مواجهة هذه الغطرسة الإجرامية والخذلان المهين من أشقائهم العرب الذين ما لبثوا أن تواروا عن الأنظار وحجبوا أعينهم عن مشاهد الموت والقتل والدمار التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عام كامل.

إن الشعب الفلسطيني والمقاومة الإسلامية اليوم وهم يسطرون أعظم ملاحم البطولة والشرف العالم في مواجهة أعتى طغاة الأرض وأبشعهم بكل صبر وثبات وعزيمة وإصرار، لم يستسلموا فيها أو يتنازلوا ولم يرفعوا الراية البيضاء أمام عدوهم الجبان، بل ازدادوا تمسكاً ثباتاً على ثوابتهم التي أرسوا قواعدها بدماء وأشلاء الأبرياء الذين استشهدوا في سبيل تلك القضية العادلة في غزة ولبنان واليمن ومن مختلف البلدان التي وقفت في هذه المعركة المفصلية.

ومما لا شك فيه أن المقاومة اليوم ومن خلفها جميع الشعوب العربية والإسلامية الحرة وهي تطوي عاماً من الصمود والثبات رغم ما حمله من المآسي والأحزان إلا أنها عازمة بأذن الله على المضي في طريق المقاومة والجهاد والكفاح والاقتصاص لدماء الشهداء الأبرار وتحقيق أهدافها بشتى الوسائل والإمكانيات الممكنة والمتاحة.

إن العدو الصهيوني اليوم وهو يحمل وراءه عاماً من الهزيمة والانكسار، يدرك انه على أعتاب إعصار قادم لن تكون فيه المقاومة كما كانت عليه في طوفان الأقصى خلال العام الماضي، بل وانه على علم أيضا بأن إمكانياته العسكرية والأمنية والاقتصادية في أسوأ حالاتها بعد أن انهارت تلك الترسانات المهولة والأنظمة الفتاكة على أيدي الأبطال وضرباتهم المباركة وصمودهم الأسطوري الذي حوَّل تلك الآلة الإجرامية إلى أضحوكة للعالم وعرَّى حقيقتها الفاضحة والهزيلة.

*محافظ محافظة عدن

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

استراتيجية اليوم التالي لطوفان الأقصى.. المشروع الحضاري للأمة

لم يكن مجرد تحرك عسكري أو انتفاضة شعبية أو مطالب فئوية، بل هو تجسيد لنضال إنساني وحضاري يسعى لتحرير الأرض وإحياء الأمة، حيث تجاوز الطوفان الحدود الجغرافية لفلسطين ليشمل الأمة والعالم، في مشروع يربط بين تحرير الوطن ونهضة شعب وأمة، بمشروع حضاري متكامل بعد فرز وتمحيص، وتقييم وتقويم، وتعديل وتبديل وتغيير، حتى وصل اليوم التالي للطوفان.

فاليوم التالي للطوفان، يبدأ بالإصلاحيين في الداخل الفلسطيني محورا أساسيا لهذا المشروع؛ بحكم دورهم الحيوي في صياغة ملامح التحول الثوري والبناء الحضاري، ليصبح دور الإصلاحيين في الداخل الفلسطيني ضرورة لتحقيق أهداف الطوفان وترسيخ مكتسباته، وفي مقدمتها اعتراف 138 من أصل 193 دولة، فأكد قادة الطوفان أنهم قادة التحول الذين يجسرون الفجوة بين العمل الميداني والرؤية الحضارية، بين النضال الوطني الفلسطيني والمشروع النهضوي الأممي الذي انطلق من فلسطين ثم وشمل لبنان وسوريا واليمن والعراق.

استدلال.. الطوفان والانتصار في الميدان

حقق "طوفان الأقصى" إنجازات ملموسة على أرض الواقع، حيث فرض معادلة جديدة على الاحتلال وأعاد توجيه الأمة نحو قضاياها المركزية. وأبرز ما حققه الطوفان هو إجبار الاحتلال على إعادة تموضع قواته، وفتح المجال لعودة النازحين، وإعادة الحياة إلى قطاع غزة، وفقا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وقوامه:

حقق "طوفان الأقصى" إنجازات ملموسة على أرض الواقع، حيث فرض معادلة جديدة على الاحتلال وأعاد توجيه الأمة نحو قضاياها المركزية. وأبرز ما حققه الطوفان هو إجبار الاحتلال على إعادة تموضع قواته، وفتح المجال لعودة النازحين، وإعادة الحياة إلى قطاع غزة، وفقا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار
1- انسحاب تدريجي للاحتلال من المناطق المأهولة؛ حيث انسحاب القوات الإسرائيلية من شارع الرشيد إلى شارع صلاح الدين خلال الأسبوع الأول، ثم تفكيك المنشآت العسكرية الإسرائيلية في وسط القطاع بحلول اليوم الـ28 للاتفاق.

2- وفي إعادة تأهيل القطاع؛ يكون إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة تشغيل المخابز والمستشفيات، مع توفير وحدات سكنية وإعادة بناء البنية التحتية والمرافق في الأحياء والمدن في الداخل، والموانئ والمطارات والمعابر في الحدودية

3- بالتوازي مع تبادل الأسرى والرهائن؛ وفي مقدمته تحرير النساء والأطفال الفلسطينيين بأعداد تفوق الـ1000 مقابل أسرى الاحتلال، بمعيار 1 إلى 3، ثم إطلاق سراح دفعات من الأسرى الفلسطينيين بشكل مرحلي من المحتجزين والمحكوم عليهم في سجون الاحتلال وفق الأقدمية.

هذا جزء من الإنجازات التي تؤكد أن الطوفان لم يكن حركة عشوائية، بل استراتيجية مدروسة أثبتت قدرة أصحاب الحق على فرض شروطها وإعادة تشكيل موازين القوى.

استيثاق: استراتيجية اليوم التالي للطوفان.. حيث يبدأ الإصلاحيون في الداخل الفلسطيني ودورهم في تعزيز مكتسبات الطوفان.

الإصلاحيون في الداخل الفلسطيني يشكلون ركيزة لدعم المشروع التحرري الشامل الذي يمثل الطوفان نقطة انطلاقه. يتطلب ذلك بناء قاعدة وطنية متينة تقوم على ثلاثة محاور رئيسية:

1- إعادة صياغة الهوية الوطنية في سياق حضاري؛ فالإصلاحيون يتحملون مسؤولية توجيه الوعي الجمعي نحو فهم عميق لدور الفلسطينيين كجزء من أمة أوسع تسعى للتحرر والنهضة.

2- تعزيز القيم التي تربط بين إعادة تعريف الإنسان والإنسانية، وتحرير الوطن وكرامة الوطن، وذلك بنشر الوعي بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية انطلقت من جديد بطوفان عتيد تمتد آثاره إلى استقرار الأمة بأكملها.

3- إصلاح المؤسسات الوطنية لضمان دورها في المشروع الوطني؛ فالمؤسسات الفلسطينية يجب أن تكون أداة لدعم الشعب الفلسطيني والمشروع الحضاري للأمة.

4- تعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الموارد الوطنية، لضمان استقلالية المؤسسات الفلسطينية عن أي هيمنة خارجية تعيق دعم القضية ومشروعها القادم.

5- ترسيخ العدالة الاجتماعية كشرط للاستقرار الوطني؛ فالإصلاحيون يدركون أن العدالة الاجتماعية هي أساس لاستقرار الأمة ككل، لا مطلب فئة دون أخرى، وذلك بتحقيق توزيع عادل للموارد بما يقلل الفجوة الطبقية والاجتماعية، ويدعم الفئات المهمشة لتكون جزءا فاعلا في المشروع الوطني.

6- وإعادة تأهيل المواطن قبل إعادة تأهيل الوطن، بداية ومنطلق، وهدف ومرتكز، فهو قمة الفقه، ورأس الأولويات للإصلاح والإصلاحيين، لبناء مشروع وطني حضاري كبير.

7- إعادة بناء غزة كرمز للصمود والنهضة؛ حيث تعزيز وحدة الصف الفلسطيني ودعم المصالحة الفلسطينية الداخلية لتوحيد الجهود في مواجهة التهديدات والأزمات والمخاطر.

8- بناء تحالفات محلية وإقليمية ودولية قوية، بصرف النظر عن الأيديولوجية الفكرية أو التوجهات السياسية، بما يحقق الدعم للقضية الفلسطينية، ومواجهة الصراعات والنزاعات، بحماية الوعي الجمعي، الذي يدعم الجهود الإعلامية والفكرية لإبراز مركزية القضية الفلسطينية كرمز للنضال الإنساني

تأكيد وضرورة.. الإصلاحيون في الخارج ودورهم في المشروع الحضاري

دور الإصلاحيين لا ينحصر داخل حدود فلسطين، بل يمتد إلى الخارج حيث يعملون على تعزيز مكانة القضية الفلسطينية كقضية مركزية في المشروع الحضاري للأمة. هذا الدور يتجسد في المحاور التالية:

الإصلاح ليس مجرد معالجة آنية للأزمات، بل هو رؤية استراتيجية تضع الأمة على طريق النهضة، مستلهمة من مكتسبات الطوفان لتأسيس مستقبل انساني، يحمل قيم الحق والحرية والجوار والعدالة وكرامة، بقياداته الواعية، التي تحول مجرى طوفان الأقصى إلى نقطة انطلاق لمشروع تحرري يعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والأرض، بين الشعب والدولة، وبين الأمة والعالم
1- الدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية؛ فالإصلاحيون الفلسطينيون في الخارج يمثلون خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية، حيث يعملون على تسليط الضوء على عدالة القضية وحق الشعب الفلسطيني في الحياة، وبناء شبكات ضغط دولية لدعم الطوفان الإصلاحي القادم، من خلال واجهة الوعي السياسي والثقافي.

2- تعزيز التعاون الإقليمي لدعم الطوفان؛ وهو ما يوجب على الإصلاحيين توحيد الجهود بين القوى المحلية والإقليمية والدولية لدعم القضية الفلسطينية ومواجهة الهيمنة الاحتلالية، وذلك بإطلاق مشاريع تعاون اقتصادي وسياسي بين الدول الداعمة للمشروع الحضاري، مع بناء تحالفات فكرية وإعلامية تدعم الوعي الجمعي العالمي، وتنقل الخبرات لدعم الداخل الفلسطيني.

3- الإصلاحيون في الخارج يسهمون في دعم الداخل الفلسطيني من خلال نقل التجارب التي تساعد على بناء مؤسسات قوية ومستدامة، تبدأ بتطوير المشاريع التعليمية والتكنولوجية التي تخدم الأهداف الحضارية، وتربط الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصادات الداعمة للحق والحرية والدولة.

حماة الطوفان.. وحراس النهضة هم الإصلاحيون.. قادة المشروع الحضاري للأمة

يبدأ دور الإصلاحيين في الداخل الفلسطيني باستراتيجية اليوم التالي لطوفان الأقصى، الذي امتد بين تحرير الأرض وإحياء الأمة، حيث يمثل الحُراس قيادة التحول من الانتصار الميداني إلى المشروع الحضاري الشامل؛ فالإصلاح ليس مجرد معالجة آنية للأزمات، بل هو رؤية استراتيجية تضع الأمة على طريق النهضة، مستلهمة من مكتسبات الطوفان لتأسيس مستقبل انساني، يحمل قيم الحق والحرية والجوار والعدالة وكرامة، بقياداته الواعية، التي تحول مجرى طوفان الأقصى إلى نقطة انطلاق لمشروع تحرري يعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والأرض، بين الشعب والدولة، وبين الأمة والعالم، وهذا دور الإصلاحيين الفلسطينيين، في الداخل والخارج، كونهم المكون الرئيس، والجزء الذي لا يتجزأ من هذا المشروع العظيم الذي يسعى لتحقيق الحرية والعدالة للأمة جمعاء.. فالطوفان مسار وللأمة القرار.

مقالات مشابهة

  • بارك نصر غزة وحيا موقف اليمن ودور جبهات الاسناد في دعم الشعب الفلسطيني
  • حزب الله: انتصار الفلسطينيين هو ثمرة صمودهم الأسطوري وجهود مقاومتهم الباسلة
  • تحيا المقاومة الفلسطينية
  • حزب الله يبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته ولكل القوى التي ساندت غزة الانتصار الكبير
  • الرئيس الإيراني: الشعب الفلسطيني وقف ضد الكيان الصهيوني بقوة وكرامة
  • هل انتصرنا ولماذا كان الطوفان؟
  • سياسي أنصار الله يُهنئ الشعب الفلسطيني والمقاومة باتفاق وقف إطلاق النار
  • حزب التقدم: صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته جعل قادة الاحتلال يهرولون صوب الاتفاق
  • استراتيجية اليوم التالي لطوفان الأقصى.. المشروع الحضاري للأمة
  • الجمهورية اليمنية تُبارك للشعب الفلسطيني ومجاهدو فصائل المقاومة الفلسطينية إنجاز الاتفاق المشرف