أكدت دار الإفتاء المصرية، أن كلُّ أمرٍ يُعطِّل عملية الإنتاج أو يدعو إلى تعطيلها ممنوعٌ شرعًا ومجرَّم قانونًا، ويزداد الأمر خطورة إذا تعلَّق بالمرافق العامة التي تؤدِّي خدمات جوهرية لعموم المواطنين.

مفتي الجمهورية: الإسلام يدعو إلى طلب العلم وتعمير الكون ويحض على احترام العلماء كيف احتفل الكون بميلاد النبي؟.

. الإفتاء: 6 عجائب حدثت بهذا اليوم تعطيل مسيرة العمل والإنتاج

وأضافت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: ما حكم الشرع في القيام بالأعمال التي تعطل مسيرة العمل والإنتاج؟ أن الشرع الشريف حثَّ على العمل والإنتاج ورغَّب فيهما؛ فقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك: ١٥].

واستشهدت دار الإفتاء بما روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَحْتَطِب أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ».

وأكَّدت الشريعة الغراء على أنَّ من مقاصدها العمل والسعي والإنتاج؛ فروى الإمام البخاري في "الأدب المفرد" عن أنس بن مالك- رضي الله عنه-، عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- أنَّه قال: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا».

كما دعت الشريعة الإسلامية إلى إتقان أي عمل يُقدم عليه الإنسان؛ فروى الإمام البيهقي في "شعب الإيمان" عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ».

عمارة الكون في الإسلام

وتابعت: وجعل الله تبارك وتعالى عمارة الكون -بالإنتاج والتقدم- مقصدًا من مقاصد خلق الإنسان؛ حيث قال تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود: ٦١]، قال الإمام النسفي في "تفسيره" (2/ 69): [﴿وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ وجعلكم عمَّارها وأراد منكم عمارتها] اهـ.

واستطردت: وهو ما أكَّد عليه المشرع المصري؛ فتنص المادة (12) من دستور مصر الحالي وفقًا لآخر التعديلات على أنَّ: "العمل حق، وواجب، وشرف تكفله الدولة"، وتتمثل كفالة الدولة لذلك في تشريعاتها أو بغير ذلك من التدابير، وإعلائها لقدر العمل وارتقائها بقيمته.

وذكرت دار الإفتاء أن تعطيل مسيرة الإنتاج؛ يترتب عليه إلحاق الضرر بجموع المواطنين، ومن المقرَّر شرعًا أنَّه: "لا ضرر ولا ضرار"، فهذه قاعدة فقهية من القواعد الـ5 التي يدور عليها غالب أحكام الفقه، وأصل هذه القاعدة ما أخرجه الإمام ابن ماجه في "سننه" عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "قَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ"، وهي قاعدة تحول مراعاتها بين الإنسان وبين كل ما يمكن أن يسبب له الضرر؛ على مستوى الأفراد والجماعات.

ويزداد الأمر خطورةً إذا تعلق الأمر بمرفق عام؛ فإنَّه يتعارض تعارضًا صارخًا مع أحد المبادئ الـمُسَلَّم بها في القانون الإداري، وهو مبدأ "دوام سير المرافق العامة بانتظام واضطراد".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الإنتاج المواطنين الجرائم المرافق العامة المصالح العامة مسيرة العمل صلى الله علیه وآله وسلم دار الإفتاء رضی الله الله عن

إقرأ أيضاً:

من هو الصحابي الذي كان جبريل عليه السلام يظهر في صورته؟ 

تناولت السيرة النبوية العطرة، مواقف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، وألقابهم، والحروب والغزوات، والسنن المستحبة، ليأخذ التابعين منها العبرة والحكمة، ولكن من هو الصحابي الذي كان جبريل عليه السلام يأتي في صورته؟ 

الصحابي الذي كان جبريل عليه السلام يأتي في صورته

وفقًا لما أوضحته دار الإفتاء المصرية، إنه دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة الكلبي القضاعي، وكان دحية من سراة الناس أي وسطي في كل شيء، جميلًا في وجه نظيفًا في ثوبه، وشهد اليرموك وكان على كردوس -كتيبة- وسكن المزة قرب دمشق.

قال ابن سعد: «أسلم دحية قبل بدر ولم يشهدها»، وعن أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: «يأتيني جبريل في صورة دحية»، قال رجل لعوانة بن الحكم: «أجمل الناس جرير بن عبدالله البجلي فقال بل أجمل الناس من نزل جبريل على صورته» يعني «دحية»؛ بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم سنة خمس هجرية إلى قيصر الروم، ومات في المزة قرب دمشق ودفن فيها.

كان جبريل يأتي في صورة رجل لا يعرفه أحد إلى الرسول، كما في حديث أركان الإسلام والإيمان المشهور، ولقد هيأ الله نبيه للقاء الوحي وأعده لذلك، فأول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة، ثم حبب الله إليه التعبد في الخلوة الليالي ذات العدد، ثم أذن الله له بأن يلقى أمين الوحي جبريل عليه السلام.

رواية السيدة عائشة

وأضافت دار الإفتاء أن السيدة عائشة روت: كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه، قال والتحنث التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: «اقرأ» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ؛ قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني؛ فقال: أقرأ، قلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ».

مقالات مشابهة

  • الأحاديث الواردة في فضل جنود مصر.. تعرف على صحتها
  • ما هى حقوق الطفل في الإسلام؟.. الإفتاء تجيب
  • من الجُنْد الغربي السالم من الفتن في حديث النبي.. الإفتاء توضح
  • من هو الصحابي الذي كان جبريل عليه السلام يظهر في صورته؟ 
  • لماذا نُصلى على النبي ليلة الجمعة؟
  • ورد النبي اليومي من القرآن.. داوم عليه واقتد برسول الله
  • عجائب صلاة الضحى وفضلها.. أسرار تغفلها عن 12 ركعة من الهدي النبوي
  • الإفناء توضح حكم بيع المنتجات منتهية الصلاحية
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: «السحر» لن يعطل الزواج لأنه رزق من الله