الوطن:
2024-10-12@04:23:25 GMT

النائب علاء عابد يكتب: الوطن

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

النائب علاء عابد يكتب: الوطن

الأمن نعمة من أعظم النعم، فهو الهدف النبيل الذى تنشده المجتمعات، وتتسابق إلى تحقيقه الشعوب، وأشارت إليه الأديان: «فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ».

ويُعد الأمن عند ذوى العقول أعظم نعمة بعد الإيمان بالله، وليس غريباً أن يكون الأمن مطلباً يطلبه المخلصون لبلدانهم، كما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام: «رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا»، لنعلم أن انتشار الأمن مطلب من أهم مطالب الحياة، وضرورة من أهم ضروريات البشر، لا تتحقق مصالح الناس والبلاد إلا بوجوده، ولا تتحقق أهداف المجتمعات وتطلعاتها إلا بانتشاره، إن من ينظر فى أوضاع بعض الدول من حولنا يعرف حقاً ما تعنيه هذه النعمة من قيمة عظيمة، فكم من بلاد حولنا يعيش أهلها الخوف والذعر والقلق والاضطراب فلا يأمنون على أرواحهم ولا على أموالهم ولا على منازلهم ولا يتمتعون بحياة بل إن بعضهم ينتظر الموت يأتيه فى كل لحظة.

إذا فُقد الأمن تبدل الحال ولم يهنأ أحد براحة البال، إذا اختل الأمن تُقتل النفوس البريئة، ويعيش الناس الفزع والذعر، ويئن المريض.

لا يمكن أن يستقر أى مجتمع إلا تحت ظل الأمن، وقديماً قيل: الأمن نصف العيش، وإن مطلب الأمن يسبق مطلب الغذاء، فبغير الأمن لا يستساغ طعام ولا يهنأ بعيش ولا ينعم براحة. فقد يتحمل الإنسان الفقر والجوع والعطش ولكنه لا يمكن أن يعيش فى غياب الأمن. «الأمن» ليس كلمة تقال بل هو أمل ينشده الكثيرون فى العديد من دول العالم الآن، ونحن ولله الحمد نعيش فى وطننا مطمئنين على أرواحنا وأموالنا.

إن نعمة الأمن والاستقرار التى تتمتع بها مصر لم تأت صدفة، بل كانت نتيجة لجهد وعزيمة وإخلاص المصريين ووقوفهم خلف قيادتهم الحكيمة، وهو ما ساهم دوماً فى جعل مصر واحة للأمن والأمان.

وتُعد بلادنا مكاناً آمناً ومستقراً فى إقليم يعيش حالة الاضطراب، ووجهة للمستثمرين وبوابة للاستثمار فى دول المنطقة، بعد أن واجهنا تحديات اقتصادية، واليوم السوق المصرى يزخر بالفرص الواعدة لقطاعات عديدة، منها الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ودعم الأفكار الريادية، والسياحة والتجارة وتعزيز الشراكات.

لم يكن لهذا الأمن أن يستتب لولا يقظة القيادة الحكيمة ورجال الأمن وتطهيرهم البلاد من كل من تسوّل له نفسه المساس بسلامة الوطن والمواطنين.

جهاز الأمن اليقظ لحماية الوطن مدعوم بكل الإمكانات المادية والبشرية لفرض النظام وسيادة القانون بمكافحة الجريمة وملاحقة أرباب السوابق والحرب على الإرهاب وتوجيه الضربات الاستباقية التى تباغت المجرمين قبل شروعهم فى مخططاتهم الخائبة.

الأمن ميزة لبلادنا تُضاف إلى ميزات أخرى كثيرة.

إننى وبصفتى نائباً لرئيس البرلمان العربى كانت خلال 11 عاماً على أجندة البرلمان العربى متابعة تطور الأحداث فى المنطقة وبلادها، فلسطين، العراق، لبنان، اليمن، سوريا، السودان، تونس، الصومال وليبيا.

وكانت كل جلسة نناقش فيها تطورات الأوضاع الأمنية أجدنى أقول الحمد لله على نعمة الأمن والأمان ببلدى من هول ما أسمعه وأراه خلال زياراتى من مآسٍ إنسانية فى تلك البلاد الشقيقة والعزيزة على الشعب المصرى.

قوتنا كدولة محورية هى فى وحدتنا خلف الرئيس القائد ومؤسسات الدولة وفى مقدمتها جيشنا العظيم، الذى صنفته منظمة جلوبال باور، المختصة بتصنيفات الجيوش عالمياً، التاسع عالمياً، متقدماً على إسرائيل وتركيا.

وكذلك وزارة الداخلية الشرطة الباسلة التى استطاعت أن تكتسب حب المواطنين وتسهر على خدمتهم، وكذلك الأجهزة الأمنية اليقظة ليل نهار لجمع المعلومات وتحقيق الأمان للشعب المصرى.

وقد بعثت كلمة الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى خلال اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى بالإسماعيلية، بتوضيح مهم لسياسة مصر الخارجية التى تتسم بالتوازن والاعتدال الشديد والحرص على عدم إذكاء الصراعات، خاصة أن مصر ليس لديها أجندة خفية تجاه أحد، و«إن مصر اليوم لديها موقف ثابت لا يتغير، وموقف عادل تجاه قضية عادلة، وهى القضية الفلسطينية»، «علاوة على التأكيد بأن القوات المسلحة قوة رشيدة وأن الدولة المصرية ثابتة على موقفها فى دعم القضية الفلسطينية واستقرار وأمن المنطقة بتوازن واعتدال».

أخيراً وليس آخراً أختتم مقالى بأننا نعيش فى وطن بمقدراته، شعب وقائد وأرض ومؤسسات وطنية، فحافظوا على وطنكم لتظل رايته عالية خفاقة، ولننعم بنعمة الأمن والأمان.

* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الوطن

إقرأ أيضاً:

الدكتور أشرف سنجر يكتب: إقليم على شفا الانفجار

الشرق الأوسط يمر بظروف غريبة، منها ما تقوم به دولة الاحتلال ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، وعلى المستوى الدولى، هناك حرب أوكرانية ـ روسية، بجانب صعود صينى، كما أن الولايات المتحدة ولأول مرة تظهر أنها فى حالة ضعف، خاصة مع دولة الاحتلال التى عادة لا تخرج عن ترتيبات أو سياسات واضحة للولايات المتحدة الأمريكية، لكن ما يحدث الآن من غزة لجنوب لبنان، بشكل تظهر فيه إسرائيل بأنها قادرة وحدها دون الاعتماد على أمريكا، وانتهى الموقف بأن واشنطن أصبحت تابعة لما يراه «نتنياهو» من إعطاء مال وسلاح، وهذه سياسة أضرت بسمعة الولايات المتحدة بشكل كبير جداً، فدورها المعروف بأنها تقود النظام الدولى سواء طوعاً أو جبراً تظل أمريكا أمام محنة حقيقية بسبب دولة الاحتلال.

فالحديث عن حقوق الإنسان التى تتحدث فيه أمريكا قد انتهى، فقد تم انتهاك حقوق الإنسان اللبنانى والفلسطينى ألف مرة، فبالتالى إعادة هذا الملف ليفتح سيكون أضحوكة بما تحمل هذه الكلمة من معنى.

أرى ضرورة وضع معايير ثابتة لإدارة النظام الدولى فيما يتعلق بانتشار السلاح النووى التى أصبح أضحوكة أيضاً؛ لأن إسرائيل طالما هددت بأنها قادرة على أن تغير شكل الشرق الأوسط بما تملكه من سلاح حديث أتى من الولايات المتحدة، بجانب ما تملكه أيضاً بدعم غير محدود من قيادة الولايات المتحدة الأمريكية فهناك دعم لوجيستى من حاملات طائرات ودعم استخباراتى، فبالتالى الحديث عن منع إيران من امتلاك السلاح النووى أو انتشار السلاح النووى فى الشرق الأوسط يصاب بفشل ذريع وسريع؛ لأن إسرائيل من تخالف القواعد التى تضعها أمريكا لأماكن مختلفة من العالم، فالدول الكبيرة لديها مسئوليات فى قيادة النظام الدولى والحفاظ على الاستقرار والسلام الإقليمى، إلا إذا كانت أمريكا راغبة فى معاقبة الشرق الأوسط بما يحدث فيه الآن.

ما يحدث فى السودان وما يحدث فى الصومال، وما يحدث فى ليبيا وما يحدث فى اليمن، وضرب التجارة العالمية وما يحدث فى العراق وما يحدث فى سوريا، وما يحدث الآن فى لبنان وغزة نقاط الانفجار والاشتعال، ما يحمل هذا الإقليم إلا فى شىء واضح تماماً انفجاراً فى كل مكان.

وجود الدولة المصرية هو صمام الأمان، والرؤية المصرية الحكيمة حول صراعات الشرق الأوسط، وربحت مصر رهانها السياسى فى التحذير المسبق من التصعيد فى إقليم مشتعل، وتظل مصر حائط الصد، فمصر لديها ارتباطها بجيشها بشعبها برئيسها بتسليحها الذى حدث فى وقت مناسب، فإقدام الرئيس عبدالفتاح السيسى على تسليح وتنويع مصادر التسليح للقوات المسلحة كان أمراً فى غاية الأهمية وكان يحمل رؤية استراتيجية مستقبلية للإقليم والمنطقة، فلولا تجهيز وتسليح الجيش المصرى لكنا فى هذا الوقت فى مكان آخر؛ فما قام به الرئيس السيسى هو رسالة واضحة ورادعة لأى تهديد مباشر للأمن القومى المصرى بل وللأمن القومى العربى.

فى رأيى أن حل أزمة الشرق الأوسط ما زال فى يد أمريكا، ويجب وقف التصعيد غير المبرر، والعنجهية الإسرائيلية وبلطجة «نتنياهو»، لأن التصعيد غير المبرر والقتل غير المبرر يفتح مئات الأقواس، الشرق الأوسط لديه تحديات كبيرة ولكن يظل الأمل منعقداً على جمهورية مصر العربية ودبلوماسيتها واتصالاتها، تستطيع هذه الدبلوماسية أن تجذب قوى دولية مثل فرنسا وهذا ما وضح بالفعل، فأصبح الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يتحدث عن حملة لمنع توريد السلاح إلى إسرائيل، وهذا موقف يحترم لفرنسا، فالأمل أن يكون هناك ضغط على البيت الأبيض المنقسم إلى بيتين، بيت للحمائم وبيت للصقور، لكن يبدو أن البيت الأبيض من الصقور يظهر تماماً جلياً فى هذا الجنوب، أقصد جنوب لبنان وفى غزة، حيث القتل بدم بارد.

مقالات مشابهة

  • بعد التشكيل النهائي.. ما مهام لجنة الشؤون الاقتصادية بـ "النواب" خلال دور الانعقاد الخامس؟
  • النبي محمد قدّم الأمن على نعمتي الصحة والرزق.. إمام الحرم ياسر الدوسري يوضح بخطبة الجمعة
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • خطبة الجمعة من المسجد الحرام: الأمن والأمان أعظم نعم الله بعد الإيمان
  • علاء عابد: زيارة الرئيس السيسي لإريتريا تؤكد حرص مصر على دعم استقرار القارة الأفريقية
  • محمد مغربي يكتب: العصا السحرية لشغب الملاعب!
  • الدكتور أشرف سنجر يكتب: إقليم على شفا الانفجار
  • د.حماد عبدالله يكتب: "اللامركزية " هى منهج جديد للحياة !!
  • عادل حمودة يكتب:: الضبع الأعرج لا يخاف نار جهنم