الوطن:
2025-02-24@09:47:44 GMT

 الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: هل التصوف بدعة؟  

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

 الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: هل التصوف بدعة؟  

سؤال يطرحه البعض.. وكان من الممكن أن يكون هذا المقال رداً علمياً موثقاً على هذا السؤال.. لو كان هذا السؤال يراد منه الاستفهام الحقيقى وهو طلب المعرفة، أما إذا كان مثل هذا السؤال يطرح لمجرد الجذب والترويج لكلام يتضمن هَذَراً وتخليطاً، فحينئذ لا ينبغى أن يعتنى بالرد على مثل هذا السؤال؛ لأن الرد عليه لن يجدى مع مَن يطرحه، ولا مع مَن يوافقه فى اتجاهه المتطرف.

ولكن من الضرورى هنا أن نتساءل حول هذا المحتوى لنرى ما وراءه من دلالات ينبغى أن ننتبه إليها.

ما دلالة أن يصنع محتوى يبث عبر الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعى يهاجم التصوف ويردد فيه كلام المتطرفين كلمة كلمة؟ وتساق فيه نفس الأدلة التى يسوقونها.. وبنفس الطريقة التى يستدلون بها؟ ما دلالة أن يتفق ذلك المحتوى مع ذوى الفكر المتطرف فى المضمون والهدف وطريقة العرض رغم المخالفة فى المظهر الخارجى؟

ما دلالة التهكم فى ذلك المحتوى على عالم جليل كسيدى الشيخ محمد زكى الدين إبراهيم رضى الله عنه وأرضاه، وهو أحد كبار علماء المسلمين فى العالم الإسلامى كله لا فى مصر وحدها، وهو شيخ لطبقة كبار علمائنا الآن.. إضافة إلى أنه ولى كبير بشهادة معاصريه!

ما دلالة أن يذكر كلام فضيلة الشيخ رضى الله عنه بصورة متهكمة كما يتهكم خبير كبير على كلام غر صغير؟!

ونتساءل أيضاً عن مضمون ذلك المحتوى: هل تمت الاستعانة فى صناعة ذلك المحتوى وكتابته بواحد من ذوى الفكر المتطرف؟ أليس ذلك المحتوى الذى سيقت فيه أدلة الفكر المتطرف المخالف للمنهج الوسطى المتمثل فى الأزهر الشريف.. أقول: أليس ذلك المحتوى بتلك الصورة يفتح بوابة جديدة لنشر الأفكار المتطرفة بين أبناء الوطن؟ أليس يقدم بهذا الفكر المتطرف فى ثوب مختلف حتى يلقى قَبولاً دون اعتراض؟ وهل كاتب الظل الذى كتب هذا المحتوى أحد المعروفين بتطرفهم أم أنه يكتفى ببث فكره من وراء ستار؟

وإذا لم تكن هناك استعانة بكاتب آخر، فهل مثل هذا المجال مفتوح للكلام فيه من دون علم، ودون الرجوع إلى العلماء المتخصصين، فيتكلم فيه كل من (هب ودب) بلسان الفكر المتطرف.. فيلوث عقول أبنائنا، ويغرس فيما بينهم بذور الإرهاب؟! هل من الأمانة العلمية أن يقدم صانع محتوى كلاماً قرأه ولم يحسنْ فَهمه؟

وذلك المحتوى الذى تم التهكم فيه على جزء أساسي من الدين الإسلامى.. والذى قدمت فيه معلومات غير صحيحة.. وتم الخلط فيه عن عمد بين صور مردودة وصور صحيحة مقبولة.. أقول: هل ذلك المحتوى مقدم لمجرد الترويج وجذب أكبر عدد من المتابعين؟ أم هو مقدم للنصح والإرشاد دون اهتمام بصدق المحتوى.. حتى صار المحتوى بمثابة فتح بوابة تروج للأفكار المتطرفة من داخل أرض الوطن دون حسيب أو رقيب؟

وإذا قيل فى آخر الحلقة التى تضمنت ذلك المحتوى: إنه لا يراد منه انتقاد الصوفية الصحيحة.. هل تعفى هذه العبارة ذلك المحتوى من المؤاخذة وقد امتلأ بالتهكم على التصوف والصوفية والتحدث بلسان التطرف؟!

وهل ذكر بعض علمائنا الأجلاء، مثل فضيلة الشيخ محمد زكى الدين إبراهيم رضى الله عنه وفضيلة سيدى الدكتور على جمعة يعد تلميحاً فى ذلك المحتوى بأنهما من رموز التصوف البدعى المرفوض؟! وإذا كان تصوف هذين العالمين الجليلين مرفوضاً، فأين التصوف المقبول إذن؟!

ولماذا تساق انحرافات البعض فى القول والفعل فتلصق بالصوفية الراشدة وهم مَن ردوا عليها وعلى أصحابها؟ ما دلالة كل هذا؟ أترك الإجابة لقارئ هذا المقال وللسادة المسئولين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التصوف الصوفية الزهد الفکر المتطرف ذلک المحتوى هذا السؤال ما دلالة

إقرأ أيضاً:

صفوت عمارة يكتب: قوة العرب في وحدتهم

تواجه الأمة العربية خطر البلطجة والغطرسة الصهيوــ أمريكية عن طريق فرض سياسة الأمر الواقع سواء بخلق ظروف جديدة على أرض الواقع بالقوة أو التحايل بدعوتهم الاستعمارية لإخلاء غزة بتهجير أهلها إلى مصر والأردن وسرقة القطاع مع إسرائيل وتحويله لملكية خاصة تحت مسمى «ريفييرا الشرق الأوسط»، ويدرك الجميع أن التذرع بتهجير الفلسطينيين للاعتبارات الإنسانية خدعة لا تنطلى على أحد، ولا سبيل للنجاة من هذا المخطط سوى الاتحاد؛ فالتجمع والاتفاق سبيل إلى القوة والنصر، والتفرق والاختلاف طريق إلى الضعف والهزيمة، ولقد أمرنا الله بالاعتصام والاتحاد فقال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران: 103]، وحذرنا من التنازع والاختلاف فقال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال :46].

وحدة الأمة بتوحيد الصف ولم الشمل لمواجهة التحديات والأخطار المعاصرة، والايمان بأننا أمة واحدة ومصيرنا مشترك، فإن قضية فلسطين والأقصى ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وإن كانوا أولى الناس بها، وليست قضية العرب وحدهم، وإن كانوا أحق الناس بالدفاع عنها، وإنما هي قضية كل مسلم في أي مكان كان في مشارق الأرض ومغاربها، وستظل القضية الفلسطينية قضية المسلمين والعرب الأولى، وليس هناك وقت نحن أحوج فيه إلى الوحدة مثل وقتنا هذا، فحزمة الأعواد لا يستطيع أحد كسرها، ولكن من السهل كسر العود تلو الآخر فرادى، وما ارتفعت أمة من الأمم وعلت رايتها إلا بالوحدة والتاريخ أعظم شاهد على ذلك، ويدرك أعداء الأمة خطر اتحاد العرب، حيث قال لورانس براون: “إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرًا، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذٍ بلا وزن ولا تأثير”.

العالم لا يحترم إلا الأقوياء، وقوة العرب في وحدتهم بالإيمان اليقيني بوحدة المصير، والابتعاد عن المصلحة الأحادية، وتغليب المصالح العليا للأمة العربية، ومن المؤسف أن جامعة الدول العربية التي مر على تأسيسها ثمانون عامًا لم تستطع الإجماع على رأي واحد أو تنفيذ قرارٍ بعينه، ولم تنجح في علاج قضية أو أزمة، بل إن شغلها الشاغل فقط ـ كان ولا يزال ـ يتمحور حول إشكالية دورية التنظيم، وعلى مدار ثمانية عقود، عُقدت قمم كثيرة «عادية، استثنائية، اقتصادية»، كان القاسم المشترك فيها جميعا بلا استثناء، «القضية الفلسطينية»، وتمخضت جميعها عن عبارات الشجب والتنديد والإدانة والأسف والاستنكار؛ فلا بدَّ من اتحاد قادة دولنا والمؤسسات العربية والمنظمات الإسلامية، والوقوف جنبًا إلى جنب في وجه المخططات الاستعمارية، وكما قال المؤرخ اليوناني ثيوسيديدز: «القويُّ يفعلُ ما يشاء، والضعيفُ يعاني مما يجب أن يعانيه»!

تتحقق القصة الشهيرة «أكُلت يوم أُكل الثور الأبيض» على أرض الواقع العربي، يوم أن ترك قادة الدول العربية العراق فريسة سهلة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بعد طرد صدام وقواته من الكويت، في حرب الخليج الثانية، وهذا ما حدث بعد ذلك في دول اليمن وليبيا والسودان وسوريا؛ فيجب على الأمة العربية أن تتوحد، لأن الفرقة والخلاف أخطر أعدائها، والتاريخ ينطق بذلك، وفلسطين قضية الأمة الإسلامية بأكملها، وما يحدث من محاولات لاختصارها في قضية عربية، ثم تحُجِّيمَها فأضحت قضية فلسطينية، ثم خُنِقَتْ فغدت قضية الأرض المحتلة، وكأن الأرض أرضان أرضٌ محتلة، وغير محتلة فهذا كله عبث وخداع بالقضية المصيرية الأولى لدى المسلمين.

مقالات مشابهة

  • هل تستغني الدول عن قادة الفكر والمثقفين؟.. المفكر المغربي سعيد ناشيد يجيب
  • ياسر إبراهيم يواصل الغياب عن الأهلي أمام حرس الحدود
  • شحاته السيد يكتب: لغز اختراق Bybit
  • وزير الأوقاف من ماليزيا: الأخلاق الحصن الحقيقي للمجتمعات ضد الفكر المتطرف
  • ياسر البخشوان: تراجع ترامب عن مُخطط التهجير انتصار للدبلوماسية المصرية
  • صفوت عمارة يكتب: قوة العرب في وحدتهم
  • ياسر جلال يعلن رأيه في تقديم جزء ثالث من “جودر”
  • قصيدة ياسر التويجري في ذكرى يوم التأسيس ..فيديو
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «5- 13»
  • الشيخ دعموش يدعو لأوسع مشاركة في تشييع السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفيّ الدين