الوطن:
2024-10-12@04:30:22 GMT

 الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: هل التصوف بدعة؟  

تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT

 الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: هل التصوف بدعة؟  

سؤال يطرحه البعض.. وكان من الممكن أن يكون هذا المقال رداً علمياً موثقاً على هذا السؤال.. لو كان هذا السؤال يراد منه الاستفهام الحقيقى وهو طلب المعرفة، أما إذا كان مثل هذا السؤال يطرح لمجرد الجذب والترويج لكلام يتضمن هَذَراً وتخليطاً، فحينئذ لا ينبغى أن يعتنى بالرد على مثل هذا السؤال؛ لأن الرد عليه لن يجدى مع مَن يطرحه، ولا مع مَن يوافقه فى اتجاهه المتطرف.

ولكن من الضرورى هنا أن نتساءل حول هذا المحتوى لنرى ما وراءه من دلالات ينبغى أن ننتبه إليها.

ما دلالة أن يصنع محتوى يبث عبر الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعى يهاجم التصوف ويردد فيه كلام المتطرفين كلمة كلمة؟ وتساق فيه نفس الأدلة التى يسوقونها.. وبنفس الطريقة التى يستدلون بها؟ ما دلالة أن يتفق ذلك المحتوى مع ذوى الفكر المتطرف فى المضمون والهدف وطريقة العرض رغم المخالفة فى المظهر الخارجى؟

ما دلالة التهكم فى ذلك المحتوى على عالم جليل كسيدى الشيخ محمد زكى الدين إبراهيم رضى الله عنه وأرضاه، وهو أحد كبار علماء المسلمين فى العالم الإسلامى كله لا فى مصر وحدها، وهو شيخ لطبقة كبار علمائنا الآن.. إضافة إلى أنه ولى كبير بشهادة معاصريه!

ما دلالة أن يذكر كلام فضيلة الشيخ رضى الله عنه بصورة متهكمة كما يتهكم خبير كبير على كلام غر صغير؟!

ونتساءل أيضاً عن مضمون ذلك المحتوى: هل تمت الاستعانة فى صناعة ذلك المحتوى وكتابته بواحد من ذوى الفكر المتطرف؟ أليس ذلك المحتوى الذى سيقت فيه أدلة الفكر المتطرف المخالف للمنهج الوسطى المتمثل فى الأزهر الشريف.. أقول: أليس ذلك المحتوى بتلك الصورة يفتح بوابة جديدة لنشر الأفكار المتطرفة بين أبناء الوطن؟ أليس يقدم بهذا الفكر المتطرف فى ثوب مختلف حتى يلقى قَبولاً دون اعتراض؟ وهل كاتب الظل الذى كتب هذا المحتوى أحد المعروفين بتطرفهم أم أنه يكتفى ببث فكره من وراء ستار؟

وإذا لم تكن هناك استعانة بكاتب آخر، فهل مثل هذا المجال مفتوح للكلام فيه من دون علم، ودون الرجوع إلى العلماء المتخصصين، فيتكلم فيه كل من (هب ودب) بلسان الفكر المتطرف.. فيلوث عقول أبنائنا، ويغرس فيما بينهم بذور الإرهاب؟! هل من الأمانة العلمية أن يقدم صانع محتوى كلاماً قرأه ولم يحسنْ فَهمه؟

وذلك المحتوى الذى تم التهكم فيه على جزء أساسي من الدين الإسلامى.. والذى قدمت فيه معلومات غير صحيحة.. وتم الخلط فيه عن عمد بين صور مردودة وصور صحيحة مقبولة.. أقول: هل ذلك المحتوى مقدم لمجرد الترويج وجذب أكبر عدد من المتابعين؟ أم هو مقدم للنصح والإرشاد دون اهتمام بصدق المحتوى.. حتى صار المحتوى بمثابة فتح بوابة تروج للأفكار المتطرفة من داخل أرض الوطن دون حسيب أو رقيب؟

وإذا قيل فى آخر الحلقة التى تضمنت ذلك المحتوى: إنه لا يراد منه انتقاد الصوفية الصحيحة.. هل تعفى هذه العبارة ذلك المحتوى من المؤاخذة وقد امتلأ بالتهكم على التصوف والصوفية والتحدث بلسان التطرف؟!

وهل ذكر بعض علمائنا الأجلاء، مثل فضيلة الشيخ محمد زكى الدين إبراهيم رضى الله عنه وفضيلة سيدى الدكتور على جمعة يعد تلميحاً فى ذلك المحتوى بأنهما من رموز التصوف البدعى المرفوض؟! وإذا كان تصوف هذين العالمين الجليلين مرفوضاً، فأين التصوف المقبول إذن؟!

ولماذا تساق انحرافات البعض فى القول والفعل فتلصق بالصوفية الراشدة وهم مَن ردوا عليها وعلى أصحابها؟ ما دلالة كل هذا؟ أترك الإجابة لقارئ هذا المقال وللسادة المسئولين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التصوف الصوفية الزهد الفکر المتطرف ذلک المحتوى هذا السؤال ما دلالة

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الشباب وقعوا فريسة الخطابين المتطرف والمُتفلت

يلقي الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، غدًا السبت محاضرة في جامعة طنطا بحضور طلاب الجامعة، وتأتي هذه المحاضرة تدشينًا لسلسلة من المحاضرات واللقاءات مع طلبة الجامعات في إطار المشروع الذي أطلقته دار الإفتاء المصرية بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي ومؤسسات الدولة المصرية لنشر الوعي بين طلاب الجامعات المصرية، والذي يهدف إلى تعزيز الفهم الصحيح للقيم الدينية والوسطية بين الشباب.

نشر الوعي في الجامعات المصرية


وتهدف هذه المبادرة إلى وضع إطار شامل لمشروع نشر الوعي في الجامعات المصرية لتحديد الأهداف والآليات التي تساعد في حماية عقول الشباب من الانحراف نحو التشدد أو الانفلات، وتعزيز دورهم في بناء مجتمع قائم على التسامح والاعتدال.

حكم الصلاة على النبي ليلة الجمعة.. هل يجوز قول سيدنا وسيدي في الصيغة الإبراهيمية؟ فضل الصلاة على النبي .. وأفضل صيغ لقضاء الحوائج وفك الكروب الشباب وقعوا فريسة الخطابين المتطرف والمُتفلت


وفي تصريحاته حول أهمية هذه المبادرة، قال المفتي: "إن العقود الأخيرة شهدت وقوع الشباب فريسة لخطابين متناقضين، أولهما خطاب ديني متطرف ومتشدّد، وثانيهما خطاب يدعو إلى التفلت من الدين بشكل كامل دون مراعاة أن الدين يُعَدُّ طاقة فاعلة في حياة الشعوب. كلا الخطابين يُصدِّر رسائل مُحبِطة ويائسة تنعكس على تصرفات الشباب وتؤدي إلى تشتت وعيهم".


وأكد أن غياب الوعي لدى الشباب يُعد من أخطر الأسلحة التي يعتمد عليها أصحاب الأفكار المتطرفة، حيث يسعون إلى ملء عقول الأجيال الصغيرة بأفكار عدائية ومتشددة، مما يسهل استقطابهم ويجعلهم أدوات طيّعة في أيديهم لتحقيق أهداف خبيثة تهدف إلى هدم المجتمعات.

نشر الوعي بين الشباب


وأضاف مفتي الجمهورية أنه بات من الضروري أن تكثف المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، من جهودها في نشر الوعي بين الشباب، وتعزيز إدراكهم بأهمية التمسك بالوسطية، والتحلي بالأخلاق الحميدة، والابتعاد عن التطرف والانحلال على حد سواء، موضحًا أن نشر الوعي بأهمية الانتماء للوطن والدفاع عن المجتمع يُعَدُّ من المهام الأساسية للمؤسسات الدينية.


وأشار المفتي إلى أن هناك حاجة ملحّة لوجود فقه خاص بقضايا الشباب يراعي ظروفهم الاجتماعية والنفسية، ويقدم لهم فتاوى عصرية تتناسب مع العصر، ويهدف إلى بناء وعي ديني ووطني متوازن". وأكد أن المحاضرة تأتي كخطوة أولى في سلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى استنقاذ وعي الشباب من تأثير التيارات المختلفة التي تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمع.

مقالات مشابهة

  • تفسير حلم حفر القبر في المنام لابن سيرين.. هل دلالة على عمر طويل أم شر آت؟
  • باحثة سياسية تكشف دلالة نقل كتائب إسرائيلية إلى جنوب لبنان (فيديو)
  • مفتي الجمهورية: الشباب وقعوا فريسة الخطابين المتطرف والمُتفلت
  • الخارجية ترد على أوهام سموتريتش
  • الأوقاف تطلق 5 قوافل دعوية للواعظات لنشر الفكر الوسطي المستنير
  • لنشر الفكر الوسطي المستنير.. الأوقاف تطلق 5 قوافل دعوية للواعظات غدا
  • أحمد ياسر يكتب: قصة فشل دولي تجاه الشرق الأوسط
  • محمود الجارحي يكتب: جريمة العقار رقم 541 في الشيخ زايد.. جثمان وبقايا طعام
  • مجموعة من الكوادر الموسيقيّة المُبدعة ستشعل خشبة مسرح حفل “هولو” الأيقوني لإريك بريدز