عندما يتعرض الجسم للصدمة، سواء كانت جسدية أو نفسية، يبدأ في استجابة معقدة تؤثر على وظائفه الحيوية، تتنوع أنواع الصدمات، من الإصابات الحادة مثل الحوادث، إلى الصدمات النفسية مثل فقدان شخص عزيز أو التعرض لحدث مؤلم.

ماذا يحدث للجسم عند التعرض للصدمة؟

 بغض النظر عن نوع الصدمة، فإن الجسم يتفاعل بشكل مشابه، وفقا لما نشره موقع هيلثي.

استجابة "القتال أو الهروب

عند حدوث الصدمة، يُفعل الجسم ما يُعرف باستجابة "القتال أو الهروب". تطلق الغدد الكظرية هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم. هذه التغيرات تهدف إلى تجهيز الجسم لمواجهة الخطر أو الهروب منه. تزداد مستويات الطاقة، وتزداد قوة العضلات، بينما يتم تقليل الشعور بالألم في بعض الأحيان.

تأثيرات جسدية

إذا كانت الصدمة جسدية، مثل كسر في العظام أو إصابة في الأنسجة، قد يشعر الشخص بألم شديد، ويتعرض لالتهابات، وينتج الجسم مواد كيميائية لمحاربة العدوى. هذه الاستجابة الطبيعية تهدف إلى الشفاء، لكنها قد تسبب أيضاً آثاراً جانبية، مثل الشعور بالتعب أو الضعف العام.

تأثيرات نفسية

أما إذا كانت الصدمة نفسية، فقد تؤدي إلى اضطرابات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، قد يشعر الشخص بالقلق المستمر، والاكتئاب، وصعوبة في التركيز. هذه الأعراض يمكن أن تؤثر على النوم، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة. كما قد يعاني الشخص من مشاعر العزلة أو الانسحاب الاجتماعي.

التأثير على الجهاز المناعي

التعرض للصدمة، سواء كانت جسدية أو نفسية، يمكن أن يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي. زيادة مستويات الكورتيزول لفترات طويلة قد تؤدي إلى ضعف المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض.

الشفاء والتعافي

التعافي من الصدمة يحتاج إلى وقت ورعاية. قد يستفيد الشخص من العلاج النفسي، والدعم الاجتماعي، والعلاج الجسدي للمساعدة في التغلب على آثار الصدمة. من المهم أيضاً الانتباه للاحتياجات الجسدية والنفسية، واتباع نمط حياة صحي لتسهيل عملية الشفاء.

صدمة 

في الختام، تعرض الجسم للصدمة يُحدث استجابة فورية ومعقدة تؤثر على الجوانب الجسدية والنفسية. فهم هذه الاستجابة يمكن أن يساعد في التعامل مع آثار الصدمة بشكل أفضل، مما يسهل عملية التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية.

ماذا يحدث للجسم عند التعرض للصدمة؟

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصدمات النفسية الإصابات الحادة

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث لو ضُربت المنشآت النووية الإيرانية بالصواريخ؟

أجرى سلاح الجو الإسرائيلي مناورات عسكرية فوق البحر المتوسط، تضمنت محاكاة لرحلات طويلة المدى والتزود بالوقود جوا وضرب أهداف بعيدة. وبحسب تقرير نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، تأتي هذه التدريبات في إطار الاستعداد لضربات محتملة تستهدف قواعد عسكرية إيرانية.

ومنذ أن قررت إسرائيل الرد على الضربة الإيرانية بنحو 180 صاروخا باليستيا، كان هناك جدل بين الخبراء السياسيين حول طبيعة تلك الضربة، وبشكل خاص حول ما إذا كان من الممكن أن تستهدف المنشآت النووية الإيرانية.

منشآت إيران النووية

تمتلك إيران مواقع نووية متعددة، كل منها يخدم وظائف مختلفة في برنامجها النووي، مثل تخصيب اليورانيوم، والبحوث العملية، وتوليد الطاقة، وتحدد طبيعة هذه المنشآت نوع وكمية المواد المشعة المخزنة بها، مما يؤثر على العواقب البيئية المحتملة لضربة من هذا النوع إذا حصلت، ويظل ذلك احتمالا صغيرا، بحسب الخبراء.

فمثلا تحتوي محطة بوشهر للطاقة النووية على مفاعل نووي عامل. أما منشآت تخصيب اليورانيوم في مناطق نطنز وفوردو، فتتعامل في المقام الأول مع تخصيب اليورانيوم، مما يعني أن ضربها سيؤدي إلى إطلاق اليورانيوم المخصب أو سداسي فلوريد اليورانيوم، الذي يظل خطيرا لكنه أقل كارثية من ضرب المفاعل العامل في بوشهر.

وفي منشآت مثل أراك يمكن إنتاج البلوتونيوم، وهو أكثر سمية وله عمر أطول من اليورانيوم، ويمكن أن يؤدي الضرر الذي يلحق بهذه المنشآت إلى إطلاق التريتيوم والبلوتونيوم ومنتجات ثانوية مشعة أخرى.

خارطة المواقع النووية في إيران (الجزيرة)

 

ماذا لو ضربت المحطة النووية؟

محطة بوشهر للطاقة النووية هي أول محطة للطاقة النووية في إيران، وتقع بالقرب من مدينة بوشهر على ساحل الخليج العربي، تعمل المحطة بمفاعل ماء مضغوط، ويبلغ صافي إنتاج الكهرباء في المحطة حوالي 1000 ميغاواط.

إذا تعرضت المحطة للضرب سيؤدي الأمر إلى كوارث تشبه ما حصل في كارثتي تشيرنوبيل (1986) وفوكوشيما (2011)، بما في ذلك إطلاق النظائر المشعة مثل اليود 131 والسيزيوم 137 والسترونشيوم 90.

ويمكن للانفجار الفوري الناتج عن ضرب المحطة أن يدمر البنية التحتية التي تقع ضمن 1-5 كيلومترات حولها، مع مستويات إشعاعية عالية جدا، وتأثيرات حرارية تؤدي إلى حرائق بحسب قوة الضربة، ومن المرجح أن تكون هذه المنطقة قاتلة على الفور لأي شخص داخلها.

ومن المرجح كذلك إذا كانت الضربة قوية كفاية لتطال كل جوانب المحطة أن تكون مستويات الإشعاع ضمن 10-30 كيلومترا قاتلة، إذ يمكن لأي شخص غير مؤمّن ضد الإشعاع أن يصاب بتسمم إشعاعي حاد تبدأ أعراضه بالغثيان والقيء لكنها لا تلبث أن تتطور سريعا.

لذلك، سيكون الإخلاء الإلزامي والسريع مطلوبا بسبب مستويات الإشعاع الخطيرة، وعلى نحو مماثل أدت كارثة تشرنوبيل إلى إخلاء مناطق ضمن دائرة نصف قطرها 30 كيلومترا.

ومن المرجح في هذا السياق إنشاء منطقة استبعاد كبرى، وستكون هذه المنطقة ملوثة بشدة بالغبار المشع مع مرور الوقت، مما يجعلها غير صالحة للسكن على مدى عقود أو حتى قرون، حيث تم تلويث التربة ومصادر المياه والنباتات وكل إمدادات الغذاء، مما يؤدي إلى تدهور بيئي طويل الأمد.

منشأة فوردو النووية (الفرنسية) كيمياء قاتلة

ولأن المواقع النووية في إيران كثيرة ومنتشرة على مساحة واسعة من البلاد، فإن ضربها بشكل متزامن أو بضربات متتالية (بهدف إيقاف أو تأخير البرنامج النووي الإيراني) سيؤثر بيئيا على نطاق واسع، حيث سينتشر الغبار النووي والغاز السام.

يمكن للنظائر المشعة التي تنتشر كغبار من تلك الضربات أن ترتبط بجزيئات التربة، مما يؤدي إلى تلوث طويل الأمد للأراضي الزراعية، وبشكل خاص تتمتع عناصر مثل السيزيوم 137 بعمر يبلغ عشرات السنوات، مما يعني أن المناطق المتضررة قد تكون غير صالحة للزراعة لعقود من الزمن.

أما الموارد المائية القريبة من مواقع الضربات مثل الأنهار أو طبقات المياه الجوفية فتمثل أكبر المخاطر، لأن الضربات ستؤدي حتما إلى تلويث مصادر المياه الأساسية، مما سيؤدي إلى تلوث الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية، التي يمكن أن تدخل بعد ذلك إلى سلسلة الغذاء لكائنات أخرى، بما في ذلك البشر، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تدني كارثي في مستوى الأمن الغذائي بالبلاد.

كارثة تشيرنوبيل (1986) (مواقع التواصل الاجتماعي) تأثيرات مباشرة

كل هذا ولم نتحدث بعد عن التأثيرات المباشرة لتلك المواد المشعة. في منشآت تخصيب اليورانيوم مثلا، يمكن إطلاق سداسي فلوريد اليورانيوم، وعند تعرضه للرطوبة، يتحول إلى حمض الهيدروفلوريك شديد السمية، والذي يمكن أن يسبب حروقًا شديدة وتلفًا في الجهاز التنفسي إذا تم استنشاقه.

وهناك عناصر أخرى تنطلق في حال ضرب منشآت إيران النووية، مثل اليود 131 الذي يصدر مع التسريبات الاشعاعية، ويُمتص مباشرة من قبل الغدة الدرقية لدى البشر والحيوانات، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.

على الجانب الآخر، فإن السيزيوم 137 يميل إلى التراكم في الأنسجة الرخوة، ويمكن أن يدخل الجسم عن طريق الاستنشاق أو الابتلاع أو التعرض الخارجي اعتمادًا على ظروف التلوث، وتؤدي الجرعات العالية منه (وكذلك العناصر المشعة الأخرى) إلى متلازمة الإشعاع الحادة، التي يمكن أن تسبب أعراضًا مثل الغثيان والقيء والإسهال وحروق الجلد، وفي الحالات الشديدة: الموت.

والسترونشيوم 90 يحاكي الكالسيوم ويتراكم في العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان العظام وسرطان الدم.

أما البلوتونيوم 239 فهو نظير شديد السمية يبلغ عمره (الفترة اللازمة ليقل تركيزه للنصف) أكثر من 24 ألف عام، وهو خطير إذا تم استنشاقه أو تناوله، حيث يمكن أن يستقر في الرئتين والعظام، وينبعث منه إشعاع "ألفا" الذي يتلف الأنسجة الداخلية.

وتعتمد الآثار الطبية والبيئية للمواد المشعة السالف ذكرها على عوامل عدة، منها قوة الضربة وحجم الأجسام الغبارية التي ستخرج منها، وكذلك شدة الرياح واتجاهها، ومدى قرب الناس ومصادر المياه والأراضي الزراعية من المنشأة المستهدفة. لكن ضربة كهذه (سواء حققت أهدافها أم لا) ستخلف كارثة بيئية كبيرة، بسبب انتشار المنشآت النووية في مناطق متفرقة من البلاد كما أسلفنا، ويؤدي ضربها بالتبعية إلى انتشار واسع للتلوث الإشعاعي سيصل لا شك إلى المدن الرئيسية، ويؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على عدد كبير السكان.

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث للجسم عند التعرض لصدمة كهربائية.. وكيفية التعامل ؟
  • ماذا يحدث للجسم عند شرب الماء على الريق؟
  • ماذا يحدث لجسمك عند الصيام يومين في الأسبوع؟.. فوائد غير متوقعة
  • ماذا يحدث في الجسم والدماغ خلال نوبة الهلع؟
  • صحي بامتياز.. ماذا يحدث عند عصر الليمون على الماء قبل الشرب؟
  • أفضل علاج لمشاكل المعدة والأسنان.. ماذا يحدث للجسم عند شرب ماء القرنقل قبل النوم؟
  • ماذا يحدث للجسم أثناء نوبة هلع؟
  • ماذا يحدث لو ضُربت المنشآت النووية الإيرانية بالصواريخ؟
  • ماذا يحدث للجسم عند الإفراط في تناول الملح؟