النقطة الجوهرية في خطاب حميدتي
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
النقطة الجوهرية في خطاب حميدتي …
إعادة قراءة وتقييم لما بعد تنحي البشير ..
بعيدا عن غبار جدل الطيران المصري في تقديري أن خطاب حميدتي تضمن عدة نقاط مهمة موزعة في عدة محاور.
أهم هذه النقاط الإعلان بأن سقوط البشير كان مؤامرة داخل النظام وهذه تشكك في إدعاء أن المظاهرات هي التي أسقطت البشير ، وأن هناك لحظة فارقة بعد تنحي البشير في أبريل 2019م كان على المعتصمين فيها إعلان الحكومة وهي اللحظة التي تلت تنحي أبنعوف وكمال عبد المعروف.
وهذا يعني أن مرحلة تشكيل المجلس العسكري والوثيقة الدستورية بين قحت والمجلس العسكري كانت مرحلة ما كان ينبغي أن تحدث لولا قلة الخبرة السياسية كما أعترف هو ، وبالتالي فإن تلك المرحلة لم تكن حكومة مدنية بل كانت تحالفا بين مجلس عسكري يمثل الجيش ومجموعة مدنية غير منتخبة حرصت على إقصاء المخالفين من الوهلة الأولى.
كلام حميدتي هنا يتوافق لحد كبير مع ما ذكره العميد معاش صلاح الدين كرار قبل فترة وهي أن إجراءات تنازل البشير عن السلطة كانت خاطئة وأنه لا يوجد في هيكلية الجيش جسم إسمه اللجنة الأمنية.
ولكن بينما تعزز سردية حميدتي من وجهة النظر القائلة أن ما حدث في 25 أكتوبر 2021م لم يكن إنقلابا لأنه لم تكن هناك حكومة مدنية منتخبة وإنما كان هناك تحالف بين مجموعة عسكرية ومجموعة مدنية فإن حميدتي يعود ليصف 25 أكتوبر 2021م بالإنقلاب لأن كلما حدث منه بعد ذلك يتأسس على وصفه لها بذلك رغبة في ضمان قحت كظهير مدني والحصول على الدعم السكوتي للمجتمع الدولي في ما كان يزمع القيام به من استيلاء على السلطة.
الخطاب يحتاج لتكرار الاستماع للمزيد من الاستخلاصات أما جزئيات الإنتقاص والتهكم بالقيادات العسكرية العليا فهي ربما تكون في إطار الحرب النفسية تمهيدا لتصعيد قادم.
هذا والله أعلم.
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كيف يستطيع حميدتي أو أي قيادي في المليشيا تفسير هذه الهجمات المتسلسلة على محطات الكهرباء؟
بتصميم عجيب تواصل المليشيا مساعيها لتدمير البنية التحتية بالدولة وتهاجم بالمسيرات محطة كهرباء أم دباكر بالنيل الأبيض.
إستمرار استهداف محطات الكهرباء يؤكد أن المليشيا فقدت عقلها بالكامل؛ فهي تعلن للشعب وللعالم أنها تستهدف المنشآت المدنية خارج مناطق الحرب وأنها تستهدفها عن عمد وضمن سياسة واضحة وصريحة وبقرار من أعلى مستويات القيادة (لأن سلاح المسيرات سلاح نوعي يتطلب استخدامه موافقة من قيادة عليا).
كيف يستطيع حميدتي أو أي قيادي في المليشيا تفسير هذه الهجمات المتسلسلة على محطات الكهرباء؟ ماذا يمكن أن يكون تبريره للمواطن؟ لا يوجد تفسير أو تبرير، لأن المسيرات ليست أسلحة يملكها متفلتون، المسيرات سلاح يخضع بالكامل لسيطرة قيادة المليشيا؛ بالتالي فالاستهداف مقصود لذاته.
المليشيا تقول لكل مواطني السودان بهذا الفعل أنها تحاربهم؛ لا يوجد معنى آخر لهذه العمليات.
وهذا هو الجنون بعينه.
حليم عباس