قلق داخل عرب إسرائيل بعد تعديل بند حجة المعقولية.. لماذا؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
يشعر العرب داخل اسرائيل بقلق بعد تعديل الكنيست بند "حجة المعقولية" الذي يحدّ من صلاحيات المحكمة العليا في إلغاء قرارات حكومية، متخوّفين من أن تنجم عنه خطوات وتشريعات تستهدفهم.
ويرى أستاذ القانون وعضو الكنيست السابق يوسف جبارين، أن تعديل بند "حجة المعقولية" الذي يشكّل أحد أبرز الإصلاحات القضائية المطروحة، ستكون له إسقاطات واضحة على المواطن العربي الإسرائيلي بعد إضعاف المحكمة العليا في ظل حكومة يمينية متطرفة.
وتثير خطة الإصلاح القضائي معارضة واسعة داخل إسرائيل، وتظاهرات احتجاجية متواصلة، منذ أن اقترحها في مطلع يناير/كانون الثاني، الائتلاف الحكومي الذي شكّله بنيامين نتنياهو مع اليمين المتطرف والأحزاب الدينية المتشددة.
وشارك العرب في بعض الاحتجاجات في حيفا وغيرها من الأماكن منفصلين عن التظاهرات الحاشدة التي تلوّح بالأعلام الإسرائيلية، لا سيما في تل أبيب، بينما حمل العرب لافتات تطالب بالمساواة وترفض الإصلاحات القضائية المطروحة.
ويبدي جبارين قلقه من أن "صلاحيات استبدادية" للائتلاف الحكومي سيكون لها تأثير على الفلسطينيين داخل إسرائيل و"ستشدّ الخناق على قياداتهم السياسية".
ومن الإجراءات التي يخشى جبارين أن تتخذها الحكومة، في ظلّ تغييب رقابة المحكمة العليا، وصم قيادات عربية بأنها خارج القانون وتجريم العمل السياسي للعرب وفرض الاعتقال الاداري وتقييد حرية الحركة وغيرها.
اقرأ أيضاً
الجيش الإسرائيلي: تداعيات شطب معيار المعقولية على الكفاءات العسكرية ستظهر قريبا
وتحتلّ إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ العام 1967، وتسعى، لا سيما في ظل حكومات نتانياهو، إلى توسيع الاستيطان، وسيساعدها في ذلك، وفق مراقبين، غياب الرقابة القضائية.
ويقول جبارين: "من خلال عدم الرقابة الإسرائيلية، ستكون لليمين صلاحيات أكثر وأوسع من ناحية اختصار الوقت لتنفيذ المشاريع".
لكنه يستدرك: "هذا لا يعني أن القضاء الإسرائيلي يوفّر أي حماية تُذكر للفلسطينيين في الأراضي المحتلة.. على العكس، النظام القضائي شرّع الاستيطان، لكن حتى القليل الذي قدّمته المحكمة العليا ضد المشاريع الاستيطانية يريد اليمين المتطرّف التخلص منه".
ويشكّل عرب إسرائيل، وهم أحفاد الفلسطينيين الذي بقوا في أراضيهم بعد قيام الدولة العبرية عام 1948، حوالى 20% من سكان البلد، ويشكون من تمييز وتقاعس الشرطة عن معالجة العنف والجريمة في مجتمعهم.
وفي مدينة مجد الكروم في الجليل الأعلى، تقول سميرة كنعان خلايلة (57 عاما): "العرب موجودون على الهامش قبل قانون الحدّ من حجة المعقولية، لكن الآن، أي قرار سيلجأ العرب فيه إلى المحكمة العليا لن يعود له أي وزن يذكر"، معربة عن تشاؤمها من هذه الحكومة "الأسوأ على الإطلاق.. الآتي سيكون سيئا جدا علينا".
ويعتبر مركز "مساواة" الذي يدافع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمع العربي الإسرائيلي أن بند "حجة المعقولية سيعمّق المسّ بحقوق الأقلية العربية والاحتلال، وسيمسّ بحقوق الإنسان".
اقرأ أيضاً
حداد في الصحف الإسرائيلية بعد إقرار قانون المعقولية (صور)
ويقول مدير المركز جعفر فرح: "على الرغم من انتقادنا للجهاز القضائي الإسرائيلي، هناك أمل في المجتمع الفلسطيني في أن تتدخّل المحاكم في القرارات غير المعقولة للحكومة".
ويضيف فرح: "إن التآكل المتواصل لقدرة المحاكم في الدفاع عن حقوق الإنسان الفردية والجماعية في مواجهة السياسة الحكومية سيعمّق أيضا الفساد المؤسساتي"، متوقعا سلسلة "انتصارات" يخطّط لها الائتلاف الحكومي.
وقامت نقابة المحامين وغيرها من المؤسسات بالتماسات للطعن في بند "حجة المعقولية" الذي أصبح قانونا، بينما أجّلت المحكمة العليا النظر في القانون إلى ما بعد العطلة القضائية في سبتمبر/أيلول.
من جهتها، تقول المحامية ليئا تسيمل: "من المؤكد أن هذا التشريع سيؤثّر على المجتمع العربي في إسرائيل لكنه سيؤثر أيضا على المجتمع الإسرائيلي اليهودي بصورة أخرى من ناحية الوزارات والمؤسسات".
وتستدرك مشيرة إلى أن المحكمة العليا، حتى عندما كان يمكنها أن تستخدم حجة المعقولية، وقفت أحيانا كثيرة إلى جانب الحكومة وقراراتها.
وتشير إلى أن المحكمة العليا رفضت في الماضي التماس الطعن بقانون القومية الذي لا يوجد فيه بند مساواة للعرب، رغم حجة المعقولية.
اقرأ أيضاً
الكنيست يقرّ قانون إلغاء اختبار المعقولية.. والمعارضة تهدد وتحذر من "خراب إسرائيل"
كذلك لم ترفض المحكمة "قانون أملاك الغائبين" الذي ينصّ على أنه بمجرّد أن يكون المواطن العربي غائبا عن منزله لدى وصول قوات الهاجاناه إلى بيته، يصبح المنزل ملكا للدولة، ولا يعاد إلى صاحبه.
وفي القدس الشرقية المحتلة في البلدة القديمة وحي الشيخ جراح، تقوم الدولة العبرية بإخراج الفلسطينيين من منازل كانت ملكا ليهود في مرحلة ما من التاريخ، رغم عقود إيجار أو بيع قانونية قديمة.
وتقبل المحكمة العليا بذلك.
وتتساءل تسيمل: "هل هذا معقول؟، بالطبع غير معقول.. لكن المحكمة العليا مرّرت هذه القوانين لصالح الدولة أو الجمعيات الاستيطانية وتجاهلت حجة المعقولية".
كما تشير إلى قوانين هدم بيوت عائلات قام أفراد منها بتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين، وتقول: "من غير المعقول أن تعاقب عائلة من أجل فرد، لكن المحكمة العليا لم تستخدم صلاحياتها القانونية بحجة المعقولية وسارت مع الدولة مبرّرة عمليات الهدم بأنها تخدم أمن الدولة".
اقرأ أيضاً
صحيفة عبرية: المطبعون العرب ينتظرون أياما عصيبة مع حكومة نتنياهو اليمينية
المصدر | فرانس برسالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل عرب إسرائيل المعقولية نتنياهو المحکمة العلیا حجة المعقولیة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
أول تعليق من ترامب على قرار المحكمة الأمريكية العليا بشأن تيك توك
قال الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب اليوم إنه سيتخذ قرارًا بشأن مصير تيك توك بعد أن أيدت المحكمة الأمريكية العليا قانونًا يلزم الشركة الأم للتطبيق ومقرها الصين بالتخلي عن التطبيق أو مواجهة الحظر بدءًا من يوم الأحد.
وأكد ترامب في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أنه بعد الإعلان عن الحكم: "الأمر متروك لي في النهاية، لذا سنرى ما سأفعله".
وأضاف ترامب: "لقد أعطاني الكونجرس القرار، لذا سأتخذ القرار".
وانحاز القضاة بالإجماع إلى إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، ووجدوا أن قانون التخلي عن الاستثمار أو الحظر لا ينتهك التعديل الأول.
وحث ترامب القضاة على تأخير الموعد النهائي حتى يتمكن من التفاوض على صفقة، لكن المحكمة بدلاً من ذلك تصرفت بسرعة فائقة.
وقالت إدارة بايدن إنها لن تنفذ الحظر عشية رحيلها، مما يضع الأمر في أيدي ترامب.
في عام 2020، وقع ترامب على أمر تنفيذي، خلال فترة ولايته الأولى، يحظر تيك توك فعليًا بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات بسبب شركته الأم، بايت دانس.
ولم يتم سن الأمر أبدًا بعد التحديات القانونية، أصبح ترامب في العام الماضي من أشد المعجبين بتيك توك، مشيرًا إلى شعبيته على التطبيق خلال حملته.
وقال بعض كبار مستشاري ترامب في الأيام الأخيرة إنه سيتخذ إجراءات عند توليه منصبه يوم الاثنين للحفاظ على الوصول إلى التطبيق مع معالجة مخاوف خصوصية البيانات.