يتساءل الكثيرون عن طريقة مجربة لرؤية الرسول في المنام ، حيث أورد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن السلف الصالح أن المحبة اتباع رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، منوهًا بأن هناك عملين يجعلان الإنسان يرى النبي –صلى الله عليه وسلم – في المنام.

طريقة مجربة لرؤية الرسول في المنام

أوضح «جمعة » عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، في بيان طريقة مجربة لرؤية الرسول في المنام أن رؤية سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- تتأتى كثيرًا من عملين، أولهما كثرة قراءة السيرة النبوية الشريفة، وثانيهما أنها تأتى أيضا بكثرة الصلاة على سيدنا -صلى الله عليه وسلم-، مستشهدًا بما قال سفيان الثوري: المحبة اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم.

وأضاف أن النابتة جعلت الناس تقف موقفًا سلبيًا من سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- وذلك حكم الله فيهم أن الله حرمهم وسلبهم حبه -صلى الله عليه وسلم- ويدعون الناس إلى عدم الحب تحت كثير من الدعاوي وذلك لأنهم يفسدون في الأرض فكيف يجتمع الحب والفساد في قلب واحد.

ونبه مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إلى أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى أن الله لا يقطع مدده عن المحسنين من عباده ، وأن الله - سبحانه وتعالى - لا يزال ينزل رحماته على عباده.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن لا يكون محسنًا إلا من كان من أمة المسلمين، ولا يكون محسنًا إلا من اتقى الله في السر والعلن، ولا يكون محسنا إلا من تورع عن حرمات الله، ولا يكون محسنًا إلا من ذكر الله كثيرا، فمن كانت هذه صفته بقيت المبشرات فيه ومنه وله؛ «فيه» بالرؤية الصالحة يراها، و«منه» حيث يذكر الله حين يرى، و«له» حيث يرى الناس الرؤى الصالحة له.

واستشهد بما روي أنه جلس النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى صحابته الكرام وقال لهم: « انقطعت النبوة فلا نبي بعدي ولا رسول»، تخيل الصحابة أن خبر السماء قد انتهى، وأن الوحي قد انتهى، وأن المرجع الأعلى -صلى الله عليه وسلم- لا يكون فينا، فشق ذلك على الصحابة وتكلم بعضهم مع بعض، منهم من يبكى ، ومنهم من قد حزن حزنًا شديدًا، ومنهم من قد اعتزل الناس، عندما تصوروا أن هذا اليقين وأن هذه اللطافة والحلاوة سيحرمون منها خاصة بعد أن ينتقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى.

علي جمعة: رؤية سيدنا النبي في المنام أكبر منن الله على العبد المؤمن الصادق علي جمعة: رؤية جمال سيدنا النبي أثر كبير في الارتقاء بحياة الناس

وتابع في توضيحه طريقة مجربة لرؤية الرسول في المنام : ولذلك عندما انتقل -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى، قالوا : «أنكرنا قلوبنا»، تخيل نفسك وأنت قد انفتحت عليك أبواب السماء ورب العالمين يخاطب نبيه أمامك، وتخيل نفسك وقد أغلق عليك الباب، فشق ذلك على الصحابة، فسلاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «انقطعت النبوة وبقيت المبشرات»، قالوا وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: « الرؤية الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له» .

كيف تعرف انك رأيت الرسول في المنام وأضاف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلق الرؤيا على النظر؛ نظر البصيرة وعين البصيرة لا على السمع، فيقول -صلى الله عليه وسلم- : «من رآني فقد رآني حقا، فإن الشيطان لا يتمثل بي »، نعم الشيطان لا يتمثل بسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مناما ولا يقظة، قال العلماء : علق النبي -صلى الله عليه وسلم- الرؤيا بالنظر والصورة والشكل، لا بالكلام والسمع .

وأشار في توضيح طريقة مجربة لرؤية الرسول في المنام إلى أنه يشكو بعض الناس أنهم يرون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيحدثهم بما يخالف الشريعة، فاعلم أن رؤيتك للنبي حق، وأن سماعك منه ما يخالف الشريعة قد يكون من إلقاء الشيطان؛ فمناط الرؤيا الشكل والصورة، وليس مناط الرؤيا السمع، فإنك لو سمعت شيئًا مخالفًا للكتاب والسنة فعليك أن ترفضه وأن ترده، أو مخالفًا للواقع المحسوس، أو كان أمرًا بالمنكر ونهيًا عن المعروف، أو إثمًا ، أو قطيعة رحم، لو كان شيء من ذلك فرده ولو أنك قد رأيت صورة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، فالرؤيا مناطها الصورة والشكل وهو حق، وليس مناطها الكلام.

وشدد على أن الرؤيا حق ، خاصة إذا كانت لنبي الله -صلى الله عليه وسلم-، ومناطها إنما هو الصورة لا السمع، وهى ليست بحجة إذا خالفت الشرع الشريف أو الواقع المعيش.

رؤية صورته الشريفة في المنام

كما بين أن الله تعالى ذكر يد سيدنا محمد ﷺ الشريفة في سياق الأمر بالتوسط بين التقتير والتبذير فقال سبحانه وتعالى : (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ) [الإسراء : 29]، كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى ظهر النبي ﷺ في سياق الامتنان عليه فقال تعالى : (الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ) [الشرح : 3].

فدل كل ذلك على أن النبي ﷺ كان أكمل الناس أخلاقًا، وأجملهم صورة، وكان لرؤيته ﷺ بهذا الجمال الخلقي والروحي والصوري أثر كبير في نفوس الناس برؤيته يرقي العبد في مراقي العبودية إلى الله مدارج لا يعلمها إلا الله، ومن هذا ما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يسمى الصحابي بهذا الاسم إلا بلقائه رسول الله ﷺ واجتماعه به قبل انتقاله صلى الله عليه وسلم من الحياة الدنيا، وإن كان معه في عصره فقط لا يعتبر صحابي.

فارتفع قدر الصحابة  على رؤوس العالمين بسبب اجتماعهم به ورؤيتهم له صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك كانت رؤية صورته الشريفة في المنام من أكبر منن الله على العبد المسلم الصادق إذ يقول صلى الله عليه وآله وسلم  : (من رآني في المنام فقد رآني) [متفق عليه].

وقد تعجب أصحابه من جماله ومدحوا ذلك الجمال فيه صلى الله عليه وآله وسلم، من ذلك ما قاله قال حسان بن ثابت :

وأجمل منك لم تر قط عيني ** وأكمل منك لم تلد النساء 
خلقت مبرءا من كل عيب ** كأنك قد خلقت كما تشاء

وشدد: فكان هذا الجمال المزين بالجلال، والمكسو بجميل الخصال وحميد الخلال سببًا في دخول الإيمان قلب كل صادق غير متبع لهوى. رزقنا الله رؤيته في الدنيا، ورفقته في الآخرة، وإتباعه حتى نلقاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أسباب رؤية النبي في المنام رؤية النبي في المنام رؤية سيدنا محمد صلى الله علیه وسلم رسول الله علی جمعة ا إلا من لا یکون أن الله

إقرأ أيضاً:

هل الصدق أحد أسباب دخول الجنة؟

قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا).

حكم الصلاة على النبي عند ذكر اسمه في الصلاة وصف النبي في القرآن.. صدر مشروح وقلب أقوى من الجبال

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدَّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضُّوا أبصاركم، وكفُّوا أيديكم).
كما ان الصدق سبب للراحة والطمأنينة عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما- قال: حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة).
الصدق له قدر عظيم في النفوس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أربع إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك في الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة).
الصدق سبب للبركة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (البَيِّعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما).
الصدق أحب الحديث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الحديث إليَّ أصدقه).
 

مقالات مشابهة

  • علي جمعة يكشف عن شرط في الصلاة على النبي بهذه الصيغة
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • من هو الصحابي الذي كان جبريل عليه السلام يظهر في صورته؟ 
  • ورد النبي اليومي من القرآن.. داوم عليه واقتد برسول الله
  • صلاة بها العجب كله وتبعد عنك الهم وتغفر ذنوبك..علي جمعة يوضحها
  • هل الصدق أحد أسباب دخول الجنة؟
  • سيرة صحابي زاهد.. قال الرسول عنه «ما حملت الأرض ولا أظلت السماء أصدق منه»
  • علي جمعة: سيدنا النبي كان رحمة مطلقة للعالمين
  • من أراد أن يكون مستورا وفي طريق الله عليه بهذه الصلاة..علي جمعة يوضحها