أزمة وتحولات عمر الـ30.. استطلاع لموقع 24
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
للنساء والرجال على حد سواء، أزمة يمر بها أغلبهم، تأتي ما بعد سن الثلاثين عادة، فيشعرون أنهم على مفترق طرق، وكثيراً ما تختلف حياتهم بعد فترة من التقلبات الحادة والمخاض الفكري والنفسي والاجتماعي.
24 استطلع هذه الأزمة وتحولاتها عن قرب، في تجارب عاشها البعض وما زال آخرون في خضمها.
اكتئاب وإحباط"لا شيء مما عشته بدا يمثلني، لم أعرف حتى ما إذا كنت أعرف من أراها في المرآة ذلك اليوم، كنت بدأت بعد الثلاثين بملاحظة زيادة اكتئابي وإحباطي، لكن المخيف ما وجدته في نسياني وعدم يقيني في كل ما اعتقدت أني أحبه، بدا وكأن عالمي يتفكك، وذاتي كذلك".
هذا ما بدأت به سمية محمد (36 عاماً)، قصتها، وهي تحكي عن تحولات أخذت بالظهور منذ الثلاثين، ومازالت، وتقول: "أخذت أخيراُ في القيام بخطوات لم أعتدت اتخاذها، وأصبحت أقوم بأنشطة متباينة، لا شيء يشبه الآخر، في محاولة لاكتشاف ذاتي، حتى علاقاتي ومزاجي الشخصي اختلف كثيراً بالنسبة للأشخاص الذين أريدهم في حياتي، وأفكر أخيراً بتغيير مساري المهني، اكتشفت أني لا أحب ما درسته وعملت فيه لسنوات".
وكثيراً ما يتخذ من يمرون بأزمة ما بعد الثلاثين، قراراً، بتغيير أعمالهم، أو حياتهم الاجتماعية، بعدما يتسرب شعور ثقيل بالملل والإحباط.
امرأة أخرى
ويقول هشام، (39 عاماً)، إنه اتخذ قراراً صعباً في هذه المرحلة: "اكتشفت فجأة بعد سن 35 أني لم أكن أعيش، قضيت جل شبابي أعمل وأعتني بإخوتي ووالدي، وحين كنت في أواخر العشرينات تزوجت بصورة تقليدية بناء على ما أراده والداي، وأصبحت لي عائلة أخرى، وأصبحت أكثر انشغالاً أعتني بالمزيد من الأفراد، وفجأة شعرت أني أختنق، لا أمانع الاعتناء بعائلتي فأنا أحبهم بالطبع، لكني لم أجد أني أعيش لنفسي بأي شكل، أردت بشدة أن أستمتع بشيء من حياتي، وقررت الانفصال عن زوجتي، وارتبطت بامرأة وجدت ذاتي معها أخيراً".
"سأسافر"ومن جهتها تروي سارة صالح (36 عاماً)، كيف تغير كل شيء بصعوبة بالغة مرت بها بعد الثلاثين: "بدأت أرى أني حزينة بكل معنى الكلمة، أشياء كثيرة أملت أن تتغير للأفضل لكنها أصبحت أسوأ أو تحولت لما يشبه مياه راكدة، وتعبت من كل شيء، لم أعد أطيق عملي، ولا أقاربي، ولا أصدقائي، ولم أعد راضية عن شكلي ولا حتى تفكيري، لنحو عامين أخذت أتقوقع وأنعزل أكثر فأكثر، حتى قررت أخيراً أن أخرج من كل هذا، لا لحياتي السابقة، بل لأخرى جديدة، ارتديت ألواناً لم تخطر لي من قبل ووضعت نفسي أولاً، وبدأت أبحث عن عمل أفضل، تمهيداً لافتتاح عملي الخاص، وسأسافر في غضون عام، وأغير مكان إقامتي".
"أزمة منتصف العمر"يعتبر باحثون هذه الأزمة والتحولات بعد الثلاثين، كمتلازمة، تشير غالباً لتوتر وعدم يقين واضطراب وإحباط، يبدو بارزاً بشكل أكبر في الخيارات الوظيفية والعلاقات الاجتماعية، ويرى مختصون بعلم النفس، أن ذلك يرتبط أيضاً بتبلور أزمات كامنة وفيض من التساؤلات والأمور المؤجلة، وقد يخلط كثيرون بين هذا المفهوم وأزمة منتصف العمر، أو الاكتئاب كشكل مرضي.
غير أن أزمة ما بعد الثلاثين قد تتداخل مع حالات كتلك فتزيدها سوءاً، وتقول أستاذة علم النفس، حياة العربي: "هذه الفترة قد تكون مرحلة انتقالية ثمينة من ناحية استكشاف الفرد لمواطن قوته وشخصيته أكثر، رغم ما يشوبها من قلق وضيق، غير أنها قد تأخذ منحى سلبياً في حال كان الفرد مصاباً بالاكتئاب أو ثنائي القطب، أو اضطراب الشخصية الحدية، فتزيد من حالته سوءً، ينصح دائماً باللجوء للمعالجين والمختصين النفسيين للتشخيص والمساعدة في تخطي المرحلة والاستفادة منها".
"اختيار طريق"ويقول ماكسيم غوستاف (38 عاماً): "عملت مهندساً منذ تخرجي، وانتقلت لدبي قبل أربع سنوات، واكتشفت فجأة أن الحياة تحمل فرصاً واعدة وأساليب مختلفة للعيش، وقررت ترك مجالي وأصبحت مدرب عافية، أقضي وقتي في السفر والتعرف على الناس والأنشطة التي لا تنتهي، أشعر أني اكتشفت شغفي بعد الثلاثين بقليل، ساعدني في امتلاك الجرأة على التغيير ما وجدته في إمارة دبي من حياة متنوعة، أتمنى أن يجد كل من يعاني من هذه الأزمة ما ينقصه وأن يملك الشجاعة لاختيار طريق يسعد روحه".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية منوعات الصحة العقلية والنفسية بعد الثلاثین
إقرأ أيضاً:
استطلاع جي بي مورجان : الأسواق قد تشهد تقلبات أخرى في 2025
قد يكون التذبذب الذي شهدته الأسواق المالية العالمية هذا الأسبوع بسبب سلسلة من الإعلانات عن الرسوم الجمركية الأميركية، مجرد بداية لعام متقلب، وفقاً لاستطلاع إلكتروني أجراه بنك "جي بي مورجان".
سيكون للتضخم والرسوم الجمركية أكبر تأثير على الأسواق في عام 2025، ثم التوترات الجيوسياسية، وفقاً للاستطلاع السنوي، حيث أشار 41% من المشاركين إلى أن التذبذب سيكون أكبر تحدي تداول يومي متوقع لهم، مقارنة بنسبة 28% في العام الماضي.
قال إيدي وين، رئيس الأسواق الرقمية العالمية في "جي بي مورجان"، في مقابلة: "ما يميز هذا العام هو التوقيت غير المتوقع للتذبذب". وأضاف: "الأسواق تتفاعل مع عناوين الأخبار بطرق مفاجئة، وأتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المناخ الحالي".
يعيش المتداولون حالة من التوتر في ظل عدم وضوح تأثير الرسوم الجمركية على فئات الأصول المختلفة.
وتم إجراء الاستطلاع السنوي لأكثر من 4200 متداول مؤسسي الشهر الماضي، قبل أن يربك الرئيس دونالد ترمب الأسواق العالمية بمجموعة من الرسوم التجارية والقرارات المفاجئة.
ومن المتوقع أن تعزز هذه المخاوف من تداول العملات مثل الدولار الكندي، والبيزو المكسيكي، واليوان الصيني في الأسواق الخارجية، وفقاً لما قاله تشي نزيلو، رئيس تداول العملات الأجنبية والسلع في "جي بي مورغان".
يوم الإثنين، تراجع البيزو المكسيكي بنحو 3% قبل أن يعاود الارتفاع، ليغلق الجلسة مرتفعاً بنسبة 1.5%. كما انخفض الدولار الكندي بنسبة 1.7%، قبل أن يتراجع عن خسائره ليغلق مرتفعاً بنسبة 0.8%.
قال نزيلو: "هذه تحركات كبيرة جداً للعملات الرئيسية التي شهدت الكثير من عمليات التداول، بداية من صناديق التحوط إلى سوق التجزئة". وأضاف: "سنرى كيف سيستمر هذا العام، لكن مع بدايته، نرى بالفعل بعض من أكثر أيامنا ازدحاماً".
بينما كانت صناديق التحوط هي الأكثر نشاطاً في سوق العملات الأجنبية، أكد نزيلو أن حجم التداول المرتفع حول أخبار الرسوم الجمركية، لا يقتصر على هذا القطاع فقط.
ظل الخطر المتمثل في إمكانية عودة التضخم بفعل الأسعار المرتفعة للواردات قائماً، منذ أن تم انتخاب ترمب رئيساً في نوفمبر، مما أجهض أي توقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة بشكل أكبر هذا العام.
وكان ترمب أمر بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع من كندا والمكسيك لتدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، لكنه أوقفها بعد أن تعهد زعماء البلدين بمزيد من الجهود للحد من تدفق الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات. في حين أن الرسوم الجمركية العامة بنسبة 10% على الواردات من الصين قد دخلت حيز التنفيذ، إلا أن البيت الأبيض لم يستبعد تعليقها.
قال جميع المشاركين في الاستطلاع إنهم يتوقعون زيادة نشاطهم في التداول الإلكتروني، وهو ما يتماشى مع الاتجاه المستمر على مدار سنوات عبر فئات الأصول، حتى للأوراق المالية الأقل سيولة.
قال تشي نزيلو: "التداول الإلكتروني أمر حاسم لأن إعلانات الرسوم الجمركية قد تحدث في عطلة نهاية الأسبوع، مما يدفع العملاء إلى البحث عن السيولة لإعادة توازن محافظهم عند بداية الجلسة". وأضاف: "خلال هذه الساعات الحاسمة، يهدفون إلى الوصول إلى قنوات ومنصات وبنوك متعددة".
بالنسبة للمنصات، انقسم المتداولون بين منصات تداول مع تاجر واحد (28%) ومنصات متعددة التجار (38%)، بينما يستخدم 34% النوعين. وجاء "تقليل تكاليف التنفيذ، والوساطة" كأولوية لأولئك الذين يختارون منصات التاجر الواحد، في حين أن تقليل تسرب المعلومات يعد أمراً بالغ الأهمية خاصة بالنسبة للمتداولين في العملات المشفرة والأسهم النقدية.
في الوقت نفسه، قال حوالي 71% من المشاركين إنهم لا يخططون لتداول العملات المشفرة، حتى مع وصول "بتكوين" والعملات المشفرة الأخرى إلى مستويات قياسية بعد فوز ترمب في الانتخابات.
قال "قيصر العملات المشفرة" في البيت الأبيض، ديفيد ساكس، إن الإدارة تدرس جدوى إنشاء "احتياطي بتكوين"، بينما يبدو أن بعض الحواجز أمام البنوك لتقديم خدمات الأصول المشفرة في طريقها إلى الزوال.
قال إيدي وين: "العناوين الأخيرة تشير إلى أن الإدارة الجديدة تدعم السوق، وأن التغييرات الأخيرة خفضت الحواجز أمام أعضاء المجتمع المصرفي التقليدي لدخول هذا المجال".
وأضاف: "التفاصيل لا تزال غامضة في الوقت الحالي، لكننا نراقب عن كثب كيف سيتطور هذا الأمر".