صوت للحقيقة وقوة للأدب.. رحلة هان كانغ إلى نوبل
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
مُنِحَت جائزة نوبل في الأدب للروائية الكورية الجنوبية هان كانغ، البالغة من العمر 53 عاماً، تقديراً لـ"نثرها الشعريّ الطابع المحمل بالمعاني الذي يتصدى للصدمات التاريخية ويكشف هشاشة حياة البشر".
أُشيدَ بهان تقديراً لنثرها الشعريّ الطابع المُحمَّل بالمعاني الذي يتصدى للصدمات التاريخية ويكشف هشاشة حياة البشر
وتشمل أعمالها روايات "النباتية" (The Vegetarian)، و"الكتاب الأبيض" (The White Book)، و"أفعال بشرية" (Human Acts)، و"دروس يونانية" (Greek Lessons).
وقال السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية ماتس مالم بعد الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل: "استطعت أن أتحدث عبر الهاتف مع هان كانغ. وقد كانت تعيش يوماً عادياً من أيامها على ما يبدو، إذ كانت قد انتهت تواً من تناول العشاء مع ابنها. لم تكن مستعدة لتلقي هذا النبأ قط، لكننا شرعنا في مناقشة الاستعدادات والترتيبات لشهر ديسمبر (كانون الأول)، عندما تتسلم هان الجائزة".
"When we are confronted by the horror of humanity, we have to question ourselves.”
Dive into the extraordinary life of our new literature laureate, Han Kang, as she sits down for a 30 minute interview with Louisiana Channel. Han Kang discusses with great honesty her inner… pic.twitter.com/MFe50jyB90
وقالت هان في مقابلةٍ هاتفية نشرتها الأكاديمية السويدية: "أنا مندهشة للغاية ويشرفني فوزي بالجائزة بلا شك. لقد نشأت وترعرت في صحبة الأدب الكوري الذي أشعر بأنني قريبة جداً منه. لذا آمل أن يكون هذا الإنجاز نبأً جميلاً لقراء الأدب الكوري وأصدقائي وللكُتّاب جميعاً".
ووفقاً لتقارير إخبارية كورية، شهدت بعض المكتبات الإلكترونية ازدحاماً شديداً بعد الإعلان عن فوز كانغ، وتوقفت عدة جلسات حكومية مؤقتاً إذ هلَّلَ المسؤولون احتفاءً بهذا الخبر. وفي بيانٍ أصدره الرئيس الكوري يون سوك يول شخصياً، هنّأ هان قائلاً: "لقد حوَّلت كانغ الجِرَاح الأليمة الغائرة في تاريخنا الحديث إلى أدبٍ عظيم وبديع. وإنني لأقدِّم لكِ خالص احترامي بعد أن ارتقيتِ بمكانة الأدب الكوري وقيمته".
Han Kang’s books sell out as South Korea celebrates her Nobel prize in literature https://t.co/WrVfqOBuOg
— Guardian news (@guardiannews) October 11, 2024 جائزة البوكرتستكشف روايات هان ومقالاتها ومجموعاتها القصصية القصيرة مواضيع مختلفة عن المنظومة الأبوية والعنف والحزن والطبيعة الإنسانية. وفازت روايتها "النباتية" الصادرة عام 2007، وترجمتها ديبورا سميث إلى الإنجليزية عام 2015، بجائزة البوكر الدولية عام 2016.
وتُعدُّ هان أول كاتبة كورية جنوبية والمرأة الثامنة عشرة التي تفوز بجائزة نوبل. وقال أندرس أولسون، رئيس لجنة نوبل، إن "تعاطفها مع حياة الضعفاء والمهمشين، ولا سيما النساء، محسوس جداً ويُعزِّزه أسلوبها النثري المصطبغ بطابعٍ رمزي. ولديها وعي فريد بالروابط بين الجسد والروح، والأحياء والأموات، وأمست مبتكرة في النثر المعاصر بأسلوبٍ شعري وتجريبي".
كاتبة ذات رؤية ثاقبة وعميقةقالت وكيلة أعمالها الأدبية لورانس لالويو: "هان كانغ كاتبة ذات رؤية ثاقبة وعميقة بقدر ما هي رقيقة في الوقت ذاته".
ماذا تعرف عن الفائزة بنوبل للآداب 2024 هان كانغ؟ - موقع 24اعتبرت الأكاديمية السويدية الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ، البالغة من العمر 53 عاماً، مبتكرة في النثر المعاصر، لما تميزت به من أسلوب شعري وتجريبي، وأثنت الأكاديمية على قدرتها في استكشاف الأعراف والعادات الشعبية والغوص في العلاقات بين الجسد والروح وبين الأموات والأحياء، ما منحها تميزًا واضحًا في ...وأضافت لالويو بأنها "سعيدة سعادة غامرة بأن أعمالها التي يتهافت عليها القراء بشغفٍ على المستوى الدولي بالفعل سيتهافت عليها الناس على نطاق أوسع الآن".
وقالت الروائية ديبورا ليفي: "عرفتُ منذ فترةٍ طويلة أنّ هان كانغ واحدة من أكثر الكُتّاب عمقاً ومهارة على الساحة العالمية المعاصرة". وأضافت: "أحسنتِ صنعاً يا عزيزتي هان كانغ، أنا في غاية السعادة أن حصلتِ على جائزة نوبل لعام 2024".
"I’m so surprised and honoured."
2024 literature laureate Han Kang had just finished dinner with her son at her home in Seoul when she received the news of her #NobelPrize. We spoke to her – moments after she found out about the prize – about growing up with books, being the… pic.twitter.com/lZwdBgRwI8
وقال الروائي ماكس بورتر، الذي حرَّرَ ترجمة سميث لروايتها "النباتية"، إن هان "صوت حيوي وجريء وذو طابع إنساني استثنائي. وعملها هدية لنا جميعاً. أنا سعيد للغاية بتكريم لجنة نوبل لها. سيكتشف قراء جدد أعمالها الإعجازية وستُغيِّر حياتهم لا محالة".
وقالت الكاتبة والمترجمة بورا تشونغ، التي وصلت مجموعتها القصصية "الأرنب الملعون"، وترجمها أنطون هور من الكورية، إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر الدولية لعام 2022: "هذا إنجاز مستحق لهان، وإننا لفخورون بها كل الفخر!"
وُلِدَت هان في مدينة غوانغجو الواقعة في جنوب غرب كوريا الجنوبية في عام 1970. وعندما بلغت العاشرة من عمرها، انتقلت عائلتها إلى حي سويو دونغ في سيول. ودرست الأدب الكوري في جامعة يونسي في العاصمة.
وفي عام 1993، سطعَ نجم هان لأول مرة في مسيرتها الأدبية بسلسلةٍ من خمس قصائد نُشرت في مجلة "الأدب والمجتمع" الكورية. وفي العام التالي، فازت في مسابقة سيول شينمون الأدبية تقديراً لقصتها "المرساة الحمراء" Red Anchor.
وقد نُشرت مجموعتها القصصية الأولى "حب يوسو" Love of Yeosu في عام 1995.
وفي عام 1998، شاركت في برنامج الكتابة الدولي بجامعة أيوا لمدة ثلاثة أشهر بدعمٍ من مجلس الفنون في كوريا.
وكانت رواية "النباتية" أول رواية لها تُترجم إلى الإنجليزية. وعلى الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها الترجمة، فقد فازت بجائزة البوكر الدولية مما عزَّز مكانة هان في جميع أنحاء العالم وأكسبها شريحةً كبيرة من القراء.
وكتب المؤلف بويد تونكين، الذي ترأَّس لجنة التحكيم في البوكر الدولية لعام 2016، في منشور له على موقع X أنه قبل ثماني سنوات، "سَخرَت وسائل الإعلام من اختيارنا لكورية مغمورة، لكن القراء أحبوها".
وأضاف: "سيكتشف الآن قراء أكثر بكثير هذه الرؤية وهذا الصوت الفريدين من نوعهما".
مجزرة غوانغجو في "أفعال بشرية"تدور رواية كانغ الصادرة عام 2014 بعنوان "أفعال بشرية" حول مذبحة انتفاضة غوانغجو التي وقعت في مايو (أيار) 1980، عندما قمع الجيش الانتفاضة بوحشية مفرطة.
وتقول هانا هيون كيونغ تشانغ، المُحاضِرَة في مجال الدراسات الكورية في جامعة شيفيلد: "تستدعي الرواية أحداث مذبحة غوانغجو وتُعيد سردها بحيث توضح كيف أصبحت المعاناة الناجمة عن هذا الحدث التاريخي مسطورةً في الحياة اليومية ومحفورة على أجساد الضحايا والشهود والناجين على حدٍ سواء. وتستكشف المؤلفة هذه الواقعة من وجهة نظر ستة أشخاص تأثروا مباشرةً وبشكلٍ غير مباشر بهذه المذبحة".
إصدارات قادمةستصدر أحدث روايات هان بعنوان "لن نفترق" We Don’t Part باللغة الإنجليزية في عام 2025، وترجمها إي ياوون وبيج أنياه موريس. وتدور أحداث الرواية حول كاتبةً تكتشف تأثير انتفاضة جيجو التي اندلعت في عامي 1948-1949 على عائلة صديقتها.
وقد فازت الترجمة الفرنسية للرواية بجائزة Médicis Étranger في عام 2023.
صوت للحقيقة وقوة الأدبقال سايمون بروسر، مدير النشر في دار نشر هاميش هاميلتون المتخصصة في نشر أعمال هان في المملكة المتحدة: "يا لها من لحظةٍ رائعة لهان كانغ ولكل عشاق أعمالها. ففي كتاباتها ذات الجمال والوضوح الاستثنائيين، تتصدى هان كانغ بلا تردد للسؤال المحير الخاص بمعنى أن يكون المرء إنساناً، وأن ينتمي المرء إلى جنس قادر على اقتراف أعمال وحشية وإنجاز أعمال خيرية في آنٍ واحد. فهي ترى وتفكر وتشعر بطريقةٍ لم يسبقها إليها أي كاتب من قبل قط".
إنّ هان "واحدة من أعظم الكُتَّاب المعاصرين"، وفقاً للروائية إيمير ماكبرايد التي أضافت "أنها صوت للمرأة وللحقيقة، وقبل كل شيء صوت للقوة التي يمكن أن يمارسها الأدب. وهذا فوز مستحق لها جداً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ثقافة وفنون جائزة نوبل جائزة نوبل للآداب الأدب الکوری هان کانغ فی عام هان فی
إقرأ أيضاً:
عدد جديد من «بانيبال» يسلط الضوء على «القضية الفلسطينية في قلب الأدب»
أصدرت مجلة بانيبال عددها الخامس عشر، لتواصل رحلتها فـي استكشاف الأدب العربي المعاصر وتسليط الضوء على قضايا إنسانية شديدة الارتباط بالواقع الراهن. فـي هذا العدد، تتصدر القضية الفلسطينية المشهد الأدبي، حيث تقدم المجلة أعمالًا لكُتّاب وشعراء فلسطينيين، جنبًا إلى جنب مع نصوص لكتّاب من دول عربية أخرى؛ لتخلق فسيفساء أدبية غنية تجمع بين الذاكرة والخيال والمقاومة.
وفـي هذا العدد، خصصت المجلة مساحة واسعة لتسليط الضوء على التجربة الفلسطينية من خلال أعمال مبدعين فلسطينيين، من أبرزهم سامر أبو هواش، الذي يُنشر ديوانه «من النهر إلى البحر» بالكامل، الديوان يعيد صياغة مآسي الشعب الفلسطيني، مستعينًا بالتناص مع أعمال شعرية عالمية، مثل «الأرض اليباب» لتوماس إليوت، ليحوّل الألم والاحتضار الجماعي إلى قصائد تحتفـي بالذاكرة والمقاومة.
كما تتضمن المجلة قصائد داليا طه التي تمزج بين الخيال الرمزي والواقع المرير، حيث تحول الألم الفلسطيني إلى رؤى شعرية تنطق بالمقاومة والجمال. وتشمل أيضًا أعمال رنا زيد وفرح حليمة هوب، التي تسرد قصصًا مؤثرة عن الشتات الفلسطيني، فـي استحضارٍ للألم الإنساني وتطلعات الحرية.
وعلى صعيد آخر، يبرز فـي العدد فصل من رواية الكاتبة العمانية هدى حمد، «لا يُذكرون فـي مجاز». بأسلوبها المتفرد، تخوض هدى فـي عوالم الشخصيات النسائية؛ لتكشف عن عمقها النفسي وعلاقتها بالمجتمع المحيط، تواصل هدى حمد من خلال هذا النص استكشاف الحدود بين الواقع والخيال، مكرسةً حضورها كواحدة من أبرز الكاتبات العمانيات فـي الساحة الأدبية العربية.
ولم تغفل المجلة فـي هذا العدد التنوع الثقافـي، حيث استضافت الشاعر الكولومبي الإسباني خوان بابلو روا، الذي يكتب عن الحياة اليومية بنبض إنساني عميق، كما تنشر فصلًا من رواية الكاتبة المصرية ريم بسيوني «الحلواني: ثلاثية الفاطميين»، وتحتفـي بأسلوبها فـي سرد التاريخ من خلال شخصيات نابضة بالحياة.
يؤكد العدد الجديد من «بانيبال» التزامه بنقل صوت المهمشين والمقهورين، حيث يركز على الأدب كوسيلة لرسم ملامح الذاكرة الجماعية وإحياء القضايا المنسية. من خلال نشر قصائد ونصوص تسرد آلام الفلسطينيين فـي غزة والمنفى، يتوجه هذا العدد إلى القارئ العالمي برسالة واضحة: الأدب لا ينفصل عن السياسة والإنسانية، بل يتقاطع معهما ليبني جسورًا بين الشعوب.