لبنان بمفرده يواجه العدوان الصهيوني
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
لبنان دولة عربية، عضو في جامعة الدول العربية، الموجود مقرها الرسمي في العاصمة المصرية القاهرة، تتعرض منذ أيام لعدوان إسرائيلي غاشم (يوم 23 شتنبر 2024 صباحًا حسب توقيت لبنان وما يزال مستمرا)، حيث يسقط كل فترة زمنية مواطنات ومواطنون من جنسيات لبنانية وعربية مقيمة أو عابرة وجنسيات أخرى، ومن كل الأعمار والديانات، دون أن يكونوا أعضاء في حزب الله ولا صلة لهم به سوى العامل الجغرافي والانتماء لذات الوطن ولتنوع جغرافيته، كما يعم دمار العدوان الإسرائيلي البنيات التحتية والمساكن والمستشفيات والطرق والقناطر والمدارس….
وحده الوزير الأول الإسباني بيدرو ساتشيز وصف يوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024 الهجوم الإسرائيلي على لبنان بالغزو، مصرحا أنه هجوم إسرائيلي على لبنان وأنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى غير مبال إزاء هذا الوضع، كما أعرب عن أسفه « لعدم وجود توافق حول الموضوع داخل الاتحاد الأوروبي، مستنكرا الصمت الأوروبي خلال نقاش في البرلمان، مصرحا خلال نقاش في البرلمان » من الواضح أنه حصل غزو من دولة أخرى لدولة ذات سيادة مثل لبنان، ومن تم لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى غير مبال »، ولم يتردد الوزير الأول الإسباني عن التعبير عن عدم وجود توافق داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في الشرق الأوسط، مضيفا: « يؤسفني ذلك لأنني أعتقد أنه فيما يتعلق بهذه القضايا، علينا أن نكون متماسكين ليس فقط عبر موقفنا وإنما في الدفاع عن القانون الدولي الإنساني » .
هذه الردود أو بالأحرى هذا التفاعل الإيجابي تجاه ما تتعرض له دولة لبنان وشعبها والمقيمون فيها …. عربا وأجانب صادر عن رئيس حكومة غير عربية وغير عضو في جامعة الدول العربية، مما يوجب التساؤل عن أي موقف لأعضاء الجامعة العربية التي يقع مقرها في القاهرة عاصمة مصر ( التي يسمونها أم الدنيا)، مصر التي أبرمت أول اتفاقية سلام مع إسرائيل وطبعت مع الكيات الصهيوني الذي يهين مصر منذ هجومه على غزة المجاورة لترابها الوطني، واستهان بدور الوساطة التي قامت بها ( مع قطر) لوقف الحرب على غزة وعلى الضفة الغربية، بل أهان الوسطاء العرب المنتمين لجامعة الدول العربية، وعبرهم بهذه المنظمة الأقدم من، إسرائيل التي اصطنعتها القوى الاستعمارية المعروفة آنذاك وأعطتها أراضي ملك للشعب الفلسطيني….
فأي دور لجامعة الدول العربية في ما جرى ويجري في غزة وفي الضفة الغربية، كما نتجت عن اتفاق غزة أريحا في التسعينات ( عرف الإتفاق باسم اتفاق القاهرة 1994، حيث أعطت الإتفاقية حكما ذاتيا لفلسطين محدود في الضفة الغربية وقطاع غزة)، والتي لم تلتزم إسرائيل بمقتضياتها، بل دمرتها ودفنتها وتعمل على محوها من الواقع.
وعليه والعالم يتابع العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية من حقنا التساؤل عن دور الجامعة العربية وما الذي قدمته لحماية الشعب الفلسطيني في غزة والضفة كما نظمته اتفاقية غزة أريحة؟ وما الغاية من وجودها في ظل استمرار الحرب على القطاع والضفة، وعلى الشعب الفلسطيني، الذي تجاوز عدد الشهداء فيه 40 ألفًا ويتصاعد يوما بعد يوم؟ وحاليا تؤدي دولة لبنان وشعبها وضيوفها الثمن أرواحا ومعطوبين وبنايات ومرافق حيوية كالمدارس والطرقات وأماكن العبادة والمرافق الإدارية ….. لاسيما أن لبنان عضو كامل العضوية في جامعة الدول العربية.
وما الذي يبرر وجود الجامعة العربية إذا لم تستطع الدفاع عن أعضائها جميعا حيث ما أحوج لبنان اليوم لتحريك أدوار الجامعة العربية وتفعيل ميثاقها والتزاماتها التي عبر عنها في فبراير الماضي ممثلها الدائم لدى الجامعة العربية حين قال في كلمته: » إن لبنان يا سادة من مؤسسي الجامعة العربية، وقد كان له إسهامات على مدار السنين في تطوير العمل العربي، واعتماد سياسة الأخوة والتعاون مع كافة أشقائنا العرب دون استثناء.
ولبنان الذي تعرفونه أيها السادة يئنُّ اليوم تحت سلسلة من الأزمات التي توالت عليه خلال العقد المنصرم، ولا يزال لغاية تاريخه في أفق مسدود، يتطلب مساندتكم بدرجة أولى ». وأضاف ممثل لبنان في الجامعة العربية » معالي السادة الوزراء ..السادة الحضور..
إني أنتهز هذه الفرصة، ووجودي في هذا المجلس بين إخواني وأشقائي لأطلق صرخة باسم الشعب اللبناني التواق إلى إعادة بناء بلده وتكوين سلطاته الدستورية، وانتظام العمل السياسي والإداري.
كما أطلق نداء لبنان لأشقائه العرب لمد يد العون له، في ظل أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة في تاريخه، أدت إلى شبه تدمير كامل لبنيته التحتية والاقتصادية والخدماتية والبشرية، وأفرغت لبنان من مواطنيه وطاقاته البشرية وقدراته. فلماذا لا تتحرك جامعة الدول العربية اليوم بقوة وبسرعة للرد على العدوان الإسرائيلي الفاشي على لبنان وحماية شعبه من العدوان ووقف دمار بنياته البشرية والعمرانية، وتاريخه الراسخ كمجتمع تعددي.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: جامعة الدول العربیة الجامعة العربیة على لبنان
إقرأ أيضاً:
مجلس الوزراء يشيد بصمود بالتطور الذي تشهده القوات المسلحة
يمانيون/ صنعاء عقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري اليوم برئاسة رئيس المجلس أحمد غالب الرهوي، والذي كرس لاستعراض عدد من المواضيع المدرجة في جدول أعماله وفي المقدمة ما يتصل بمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني.
واستهلّ المجلس اجتماعه بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين ارتقت أرواحهم جراء العدوان الأمريكي الإجرامي على بلدنا، وعلى أرواح الشهداء في قطاع غزة.. سائلا الله العلي القدير الرحمة والمغفرة للجميع وأن يجعلهم جميعا في الفردوس الأعلى وأن يعجل بالنصر المؤزر للشعبين اليمني والفلسطيني وأحرار الأمة على الأعداء من الأمريكان والصهاينة وكل من يساند إجرامهم ويدور في فلكهم.
واستمع المجلس من النائب الأول لرئيس الوزراء رئيس اللجنة العليا للطوارئ العلامة محمد مفتاح، إلى إحاطة عن سير عملية اللجنة العليا والإجراءات المتخذة في ضوء المستجدات الجارية والأدوار المنوطة بمختلف الوزارات والجهات المعنية وذات العلاقة.
كما استمع المجلس إلى تقرير من نائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني، عن سير نشاط وأداء غرفة العمليات الرئيسية وجهود المتابعة والتنسيق من قبلها فيما يخص الأنشطة ومخرجات اللجنة العليا للطوارئ.
وأشاد بجهود وزارات الصحة والبيئة والداخلية ممثلة بمصلحة الدفاع المدني، والنقل والأشغال العامة، والجهات الأخرى ذات العلاقة والسلطة المحلية إزاء الآثار المترتبة عن العدوان الأمريكي على الأعيان المدنية والأحياء السكنية والأسواق.
وأكد المجلس على رفع جاهزية جميع وزارات ومؤسسات الدولة لمواجهة التصعيد من قبل العدو الأمريكي الإسرائيلي، واتخاذ الترتيبات اللازمة بما يكفل سلاسة أداء جميع الأجهزة والمؤسسات في تقديم خدماتها.
ووجه المجلس جميع المسئولين على المستويين المركزي والمحلي بالعناية بضحايا العدوان والعمل على تقديم الرعاية اللازمة لهم، خاصة من قبل أمين العاصمة والمحافظين باعتبارهم الأكثر قربا من هذه الشريحة وغيرها من شرائح المجتمع.
كما استمع المجلس إلى تقرير من وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، عن مستجدات مسار المعركة ضد العدو الأمريكي والصهيوني والانتصارات التي تحققها القوات المسلحة اليمنية ممثلة بالقوة الصاروخية والطيران المسير والقوة البحرية والتي كان آخرها إسقاط الطائرة “إف 18” يوم أمس في البحر الأحمر.
وأوضح أن هناك تطور كبير تشهده الصناعات العسكرية وبتقنيات حديثة بما في ذلك منظومات الدفاع الجوي الذي يشهد تقدما كبيرا بفضل من الله أولا ثم بدعم القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى.
وأكد العاطفي أن العدوان الأمريكي الصهيوني الراهن على وطننا سيفشل كما فشل عدوانه عبر وكلائه في المنطقة طيلة السنوات العشر الماضية.. مبينا أن عمليات العدو وغاراته لم تؤثر على قواتنا المسلحة وقدراتها التسليحية بل زادتها قوة وصمودا وثباتا وإصرارا على المضي في المواجهة والاستمرار في تطوير قدراتها في مواجهة الأعداء ومستوى الإسناد لقطاع غزة.
وأفاد وزير الدفاع بأن القوات المسلحة في أعلى مستوى من الجاهزية للمضي في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني وأي تحركات لمرتزقته في الداخل دعما للعدو الأمريكي والإسرائيلي.
وأشاد المجلس بصمود وثبات شعبنا اليمني الذي يجسد من خلال مواقفه الثابتة والتفافه حول قيادته الثورية وحضوره المليوني الأسبوعي في عموم الساحات، هويته الإيمانية الراسخة وإدانته لما يتعرض له إخوانه في غزة من حرب إبادة شاملة، وكذا استعداده لمواجهة العدو الأمريكي والمساهمة الفاعلة في إفشال عدوانه.
وحيا المجلس القوات المسلحة اليمنية وعملياتها العسكرية الدقيقة المؤلمة والناجحة ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي وما حققته من انتصارات حتى اللحظة.
وبارك كافة المشاريع التطويرية التي تشهدها الصناعة الحربية ومختلف الجهود القائمة لتعزيز وتطوير القوات المسلحة والارتقاء المستمر بقدراتها القتالية والفنية والتقنية.. مؤكدا أن نصرة وإسناد إخواننا المظلومين والمخذولين في قطاع غزة بمختلف الوسائل المتاحة لشعبنا سيستمر حتى إيقاف العدوان على القطاع وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية والاحتياجات الأخرى لأبناء غزة.
وجدد المجلس إدانته الشديدة لجرائم الحرب اليومية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وحرب التجويع التي يعتمدها العدو بمشاركة مباشرة من قبل الإدارة الأمريكية الصهيونية بحق أبناء غزة خاصة الأطفال والنساء والشيوخ.. لافتا إلى أن كافة الأنظمة العربية المطبعة والمتخاذلة ستدفع ثمن سكوتها على استباحة دماء أبناء الشعب الفلسطيني على هذا النحو المريع عاجلا أم آجلا.
كما حيا مجلس الوزراء الجهود الكبيرة للمؤسسة الأمنية في تجذير الأمن والاستقرار في أمانة العاصمة والمحافظات الحرة وإفشالها المستمر لمؤامرات وخطط الأعداء التي تسعى إلى ضرب الأمن الداخلي وتعكير أجواء الأمن والاستقرار.
واطلع المجلس على تقرير وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار المهندس معين المحاقري، بشأن الإجراءات التنفيذية المتخذة من قبل الوزارة إزاء توجيهات الرئيس مهدي المشاط بشأن مقاطعة البضائع الأمريكية الصهيونية ومنع دخولها أو تواجدها في الأسواق المحلية.. موضحا أن الوزارة باشرت اتخاذ الإجراءات التنفيذية وفقا للتوجيهات الرئاسية منها التعميم على الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية وفروعه في أمانة العاصمة والمحافظات بمنع دخول وتداول أي سلع أو بضائع أمريكية أو إسرائيلية.
وأشار الوزير المحاقري في سياق تقريره إلى أن الوضع التمويني في وضع جيد في السوق المحلي ويحوي كافة المتطلبات والاحتياجات الأساسية والاستهلاكية.
وناقش المجلس في اجتماعه عددا من المواضيع الأخرى المدرجة في جدول أعماله واتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة.