اعتبر خبيران عسكريان أن قيام حزب الله بقصف مكثف تجاه شمال إسرائيل يأتي في إطار إستراتيجية متعددة الأبعاد، تهدف إلى تثبيت موقفه السياسي على الأرض، وخلق منظومة ردع جديدة في مرحلة ما بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

وأشارا -في تحليل للمشهد العسكري- إلى أن هذا التصعيد قد يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات محتملة للمواجهة بين الطرفين في المرحلة المقبلة.

وقال جيش الاحتلال إنه تم إطلاق نحو 80 صاروخا من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، وزعم أنه اعترض عددا منها بينما سقط بعضها بمناطق مفتوحة.

وسلط الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا الضوء على ما سماه "المثلث الإستراتيجي" لحزب الله، وهو البقاع وبيروت حيث لا تزال الغارات مستمرة عليها، ومنطقة جنوب الليطاني.

وأوضح أن القصف المكثف الذي نفذه حزب الله مؤخراً تزامن مع تصريحات قيادات الحزب، مشيرا إلى استتباع تصريحات نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله، بإطلاق مكثف في العمق، وكأنه هناك تثبيت وتأكيد للكلام السياسي على الأرض.

وحدد العميد حنا 3 سيناريوهات محتملة للمواجهة:

استمرار الوضع الحالي، وقال في ذلك السياق إن المواجهة حاليا في مرحلة أكثر من استطلاع ودخول، ولكن أقل من عملية عسكرية كبيرة باتجاه جنوب لبنان. توغل إسرائيلي واسع النطاق، والذي قد يتم عبر الدخول إلى منطقة الليطاني، مشيرا إلى محاولة فاشلة عام 2006، وهو ما قد يتكرر لأن منظومة حزب الله للأسلحة والتحضيرات قد تعقد عمل الجيش الإسرائيلي. سيناريو مختلط، عبر المزيج بين السيناريو الأول والثاني، من خلال الإنزالات خلف نقاط حزب الله من القوات الخاصة.

من جانبه، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي على التطور الملحوظ في قدرات حزب الله مقارنة بحرب 2006.

وقال "عندما نتكلم عن المواجهة عام 2006 نجد بأن القدرات القتالية لحزب الله لم تكن بهذا المستوى الموجود الآن، لذلك نرى الآن حتى التحشد الموجود على الحدود ليس على الحافة الأمامية لمنطقة المعركة وإنما هو بعيد إلى الخلف لكي يتلافى مسألة عمليات القصف المباشر للحزب".

وشرح الفلاحي إستراتيجية حزب الله في استهداف المواقع الإسرائيلية، وقال "عندما نتكلم عن الفعاليات التعرضية التي يقوم بها حزب الله نرى أنها موزعة ما بين الحافة الأمامية لمنطقة المعركة بالإضافة إلى المناطق الأخرى التي تكون خلف الحدود وتعتبر مناطق تحشد".

وأضاف "عندما يقومون بضرب المناطق باتجاه حيفا فهذا يعني أنك تحاول أن تضغط على الأهداف الإستراتيجية على بعد 40 كيلومترا بضرب قواعد الصواريخ وقواعد الدفاع الجوي".

ولفت إلى أن كلا الطرفين يقوم بعمليات استطلاع وجس نبض، مشيرا إلى عمليات الجس التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي على طول الجبهة من الغرب وصولاً إلى منطقة الخيام بالشرق لمعرفة ما هو التموضع الدفاعي لحزب الله بهذه المناطق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لحزب الله حزب الله

إقرأ أيضاً:

محللون: ترامب وقع في فخ اليمن

أجمع محللون على أن الضربات الأميركية الأخيرة على اليمن تمثل تحولاً خطيرًا في مسار الصراع، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخل في مأزق إستراتيجي قد يؤدي إلى تصعيد أوسع في المنطقة، خاصة مع إصرار جماعة أنصار الله (الحوثيين) على مواصلة عملياتهم ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل.

وكانت الولايات المتحدة شنت، مساء السبت، نحو 40 غارة على اليمن أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، ورأت واشنطن أن الغارات تأتي دفاعا عن المصالح الأميركية، واستعادة حرية الملاحة البحرية.

وبعد ساعات قليلة من الهجوم الأميركي أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله يحيى سريع أنهم استهدفوا حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" بـ18 صاروخا وطائرة مسيّرة، واصفا العملية بالنوعية، وأنها جاءت ردا على "العدوان الأميركي الذي استهدف عددا من المحافظات اليمنية بأكثر من 47 غارة جوية، مخلفا عشرات الشهداء والجرحى".

وكان ترامب قد برر الغارات التي شنتها بلاده ضد اليمن، في منشور له على "تروث سوشيال"، قال فيه إنه لم تعبر أي سفينة تجارية أميركية قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن بأمان منذ أكثر من عام، وأضاف أن ذلك تسبب في خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد العالمي.

إعلان

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا، إن الضربات الأميركية تعكس إستراتيجية ترامب في بناء "منظومة ردعية" تتناسب مع خطابه مرتفع اللهجة، مشيرا إلى أن "المسرح اليمني أصبح مسرح الرسائل المباشرة، وهو المسرح الردعي الذي يتناسب مع كلمات الجحيم التي تحدث عنها ترامب كثيرا".

وأوضح حنا أن الإدارة الأميركية تبنت إستراتيجية تستهدف أولاً مراكز القيادة والسيطرة، مشيرا إلى أن "هذا ما حصل في العراق عامي 1991 و2003، حيث يقال إن استهداف القيادات قد يوقف الحرب".

وقال حنا إن الأميركيين نفذوا ما بين 50 إلى 60 غارة ثم توقفوا للانتظار وقياس النتائج قبل إعادة التقييم وتعديل الإستراتيجية.

ترامب ليس شخصا إستراتيجيا

ومن جانبه، أشار الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، إلى أن إدارة ترامب منحت القيادات الميدانية العسكرية في المنطقة صلاحية القصف دون العودة إلى الجانب السياسي، وهي مسألة خطيرة لأن "العسكر لا يفكرون دائما بالنسق السياسي لهذه الضربات".

وحذر مكي من أن "الأمور قد تتحول إلى حرب حقيقية" مع استمرار القصف طالما المعركة قائمة، لافتا إلى أن هناك سببين أساسيين دفعا ترامب للتحرك الآن: أولهما إرسال رسالة لإيران في ظل عملية تفاوضية متوقعة، وثانيهما رغبة ترامب في "تجربة القوة العنيفة" بعد أن جرب العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية الخشنة منذ توليه سلطاته قبل أقل من شهرين.

ووصف المتحدث نفسه الخطوة الأميركية الأخيرة في اليمن بأنها "استعراض قوة يحاول من خلاله ترامب القول إن أميركا لديها قوة هائلة".

واتفق المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية ونائب رئيس البحث السابق بالسفارة الأميركية في اليمن، نبيل خوري، مع ما ذهب إليه "لقاء مكي" بأن ترامب ليس لديه عقيدة عسكرية أو سياسية واضحة، وليس شخصا إستراتيجيا وجاء من خارج الدائرة السياسية والعسكرية، "فهو رجل تجارة بارع في المقايضات يعرض شيئا ويطلب سقفا عاليا".

إعلان

وأشار خوري إلى أن ترامب "لا يفهم مدى عمق الوطنيات والقوميات الموجودة في المنطقة"، مقارنا بين ضربات ترامب الحالية وحرب الخليج الأولى التي استعد لها الرئيس جورج بوش الأب 6 أشهر وأقام لها تحالفا دوليا واسعا.

وقال "اليوم ترامب يأخذ القرار في يومين بأي خطة وبأي إستراتيجية؟ غير واضح، وأنا أراهن أنه لا يملك خطة ولا إستراتيجية".

تعزيز شرعية الحوثيين

وفيما يتعلق بالموقف اليمني، أجمع المحللون على أن الحوثيين سيواصلون المواجهة ولن يتراجعوا، وأوضح العميد حنا أن هذا يخلق "معضلة أساسية"، فـ"إذا قرر ترامب أن يوقف الحوثيين، فعليه أن يحقق النصر وإلا سيعتبر فاشلاً، وإذا توقف الحوثيون فهذا يعني أنهم رضخوا، وهو ما لم يتحدث عنه زعيم الجماعة".

وأشار مكي من جهته، إلى أن الضربات الأميركية ستعزز شرعية الحوثيين محليا وإقليميا، موضحا أن "الحوثي حصل على شرعية شعبية في اليمن وخارجه باعتباره من النادرين الذين حاربوا من أجل فلسطين، وكلما تلقى ضربات أكثر تعززت شرعيته أكثر".

وتوقع خوري أن يصمد الحوثيون رغم الضربات الأميركية، لافتا إلى أنهم عاصروا 6 سنوات حرب ضد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح و8 سنوات ضد السعودية، وتعلموا ممارسة الحروب مع قوى تفوقهم تكنولوجيا.

وأضاف "الضربات تغذي روح الانتقام عندهم وتبرر ما كانوا يقولونه دائما إن أميركا عدوة لهم".

فرص الحرب الإقليمية

ولم يستبعد المحللون أن يتطور الوضع إلى حرب إقليمية أوسع، وقال مكي: "يمكن أن تدخل المليشيات العراقية وتضرب قواعد أميركية، كما يمكن أن يتشجع حزب الله، وهكذا نعود مرة أخرى إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط بما في ذلك إيران".

وفي السياق نفسه، لفت العميد حنا إلى احتمال قيام الحوثيين باستهداف القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، متسائلاً: "ماذا لو قصف الحوثي قاعدة جيبوتي؟ ماذا لو قصف الحوثي أماكن معينة لقيادات عسكرية أو قواعد عسكرية في مكان ما؟".

إعلان

وفيما يتعلق بدور إيران، أشار مكي إلى أن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي أثنى على العمليات اليمنية وقال إن "اليمنيين سينتصرون"، مما يعني أن "الجناح المؤيد للمفاوضات سيكون أضعف بكثير، وبالتالي ستزداد فرص احتمال الوصول إلى حافة الصدام الإيراني الأميركي".

وأوضح خوري أن الولايات المتحدة تلوم إيران على تسليح الحوثيين، لكن "من غير المنطقي أن نلوم إيران على أن الحوثيين يقومون بهذا العمل بقرارهم الخاص وليس بدفع من إيران".

ورأى أنه "بدل أن يأخذ ترامب مبادرة سياسية ويتفاهم مع الحوثيين، يتخذ خطوات عسكرية تزيد من معاناة اليمن وتعيق وصول المساعدات الإنسانية".

وفي تقييمهم للمستقبل، توقع مكي أن ترامب "لن يستطيع الآن التراجع لأن الأمر يتعلق بكرامته"، مشيرا إلى احتمال تفعيل "الجيش اليمني الشرعي" لمواجهة الحوثيين على الأرض، لكنه رجح استمرار التصعيد خاصة "بعدما أغلق الباب أمام الحل السياسي".

مقالات مشابهة

  • توترات على الحدود بين لبنان وسوريا.. واتهامات لـحزب الله (شاهد)
  • محللون: ترامب وقع في فخ اليمن
  • الجيش السوري يستهدف تجمعات لحزب الله اللبناني بنيران المدفعية
  • أحدهم قتل رجما.. تصفية 3 من الجيش السوري في كمين لحزب الله
  • عاجل | المتحدث العسكري باسم أنصار الله: قواتنا نفذت عملية نوعية استهدفت حاملة الطائرات ترومان
  • كير ستارمر: التخطيط العسكري لتحقيق السلام في أوكرانيا سيبدأ
  • حالة الطقس المتوقعة اليوم
  • فرحة بعد هدف للمنتخب في كأس العالم 2006
  • حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت
  • ماجدة خير الله عن "80 باكو": استطاع أن يتقدم للمراكز الأولى