مسؤولة حكومية: لا نعرف مصير النساء المحاصرات ونتوقع ظهور الأسوأ بعد توقف الحرب
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
منتدى الإعلام السوداني: الغرفة المشتركة
إعداد وتحرير: سودان تربيون
الخرطوم : 11 اكتوبر 2024 – تعيش آلاف النساء والفتيات في مناطق المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 18 شهراً، وهي عمر الحرب المدمرة، يعمل بعضهن في خدمة القوات، بينما تعرضت أخريات لانتهاكات لم تتحملها أجسادهن، وفقدن حياتهن.
وتتحدث تقارير متخصصة عن أنماط من العنف الجنسي والاخفاء القسري والاعتداءات الجسدية للقوات المتقاتلة في مناطق سيطرتها، حيث تشمل تلك الأنماط القتل والسرقة والنهب والاغتصاب واستخدام الطعام وسيلة للجنس.
ووثق تقرير لشبكة «صيحة» في يوليو الماضي، 250 حالة عنف جنسي في جميع أنحاء البلاد منذ اندلاع الحرب، بينها 75 حالة في ولاية الجزيرة وقعت بين شهري ديسمبر وأبريل الماضيين. النساء مجبرات على ممارسة الجنس مقابل العمل
و(ك) كانت تتحمل آلام وعبء الواقع الذي فرضه المقاتلون مع أطفالها الأربعة لأنها لم تكن تمتلك المال لمغادرة منطقة الأزهري جنوب الخرطوم حيث تعمل بائعة للشاي.
وقالت لـ”سودان تربيون” إنها أُجبرت على ممارسة الجنس عدة مرات مع عدد من جنود قوات الدعم السريع، للسماح لها بالعمل في بيع الشاي بالقرب من محل إقامتها، وتروي قصصاً مؤلمة عن تلك اللحظات التي أُجبرت فيها على فعل ذلك.
وتؤكد أن كل ما فعلته كان لأن الحرب لم تتوقف، وتلقي باللوم على قادة الجيش الذين، كما تقول، يرفضون التفاوض وتستمتع عائلاتهم أهلهم بحياة طبيعية خارج السودان بينما تدفع النساء المحاصرات مثلها ثمناً باهظاً للبقاء على قيد الحياة.
وأضافت: “نحن نفعل كل شيء، نبيع الشاي، يغتصبوننا، نقدم لهم الطعام، نطبخ لهم الطعام.. نفعل كل شيء لضمان سلامة أطفالنا وعائلاتنا والبقاء على قيد الحياة، التي أصبحت جحيمًا”.
وأكدت مديرة وحدة مناهضة العنف ضد المرأة (حكومية)، الدكتورة سلمى اسحق، في حديث لـ«سودان تربيون»، أن هناك معلومات لا تتحدث عنها الوحدة، لأن الناس في مناطق محددة والحديث عنها يعرض حياتهم للخطر.
وأشارت إسحق إلى أن غياب التواصل والنظام الصحي معًا تسبب أيضًا في نقص المعلومات حول النساء في مناطق محددة وقت الأحداث.
وأضافت: “هناك مناطق لا يستطيع الناس مغادرتها، لذلك لا نحصل على معلومات عنها وعن الانتهاكات التي تعرض لها الناس، كما أن مقدمي الخدمات في المناطق غير متواجدين للمساعدة في تقديم المعلومات”.
وتوقعت اسحق أن تظهر أحداث أسوأ من التي شهدناها خلال الحرب ذاتها، مؤكداً أنه خلال تصعيد المعارك يتعرض الجميع لخسارة الأرواح، فيما تصبح الخدمات مستحيلة ويمكن أن تزداد أعباء أشياء كثيرة على الناس.
وأكدت أن مستوى شدة الاشتباكات من عدمه لا يؤثر على الناس كثيرا لأنهم يعيشون وضعا مأساويا، وتابعت: “ولاية النيل الأبيض مثلا لا تشهد اشتباكات لكنها محاصرة وهذا يلقي بظلاله على الفتيات ولا يتيح الفرصة لمعرفة المعلومة ويصعب من الخدمات أن تكون بسيطة وحتى احتياجات المرأة تبقى معدومة حتى المناطق التي لا تشهد اشتباكات قد تتأثر كثيرا بما في ذلك المناطق المجاورة لها”.
وفقد الشاب مزمل علي عمر، في الخامس والعشرين من يناير الفائت، بمنطقة حطاب في بحري. وقال شقيقه لـ”سودان تربيون” إنهم منذ فقدانه بين منطقة حطاب ودردوق في مدينة بحري يوالون البحث عنه.
وتمثل حالة “مزمل”، حالة أكثر من 3 آلاف مفقود بحسب مصدر حكومي، حيث لا توجد إحصائية دقيقة حول المفقودين حتى الآن خلافا لما دونه الأهالى الذين فقدوا شخصا.
وذكر المسؤول الحكومي، لـ”سودان تربيون” إن هناك حالات غير موثقة في المحاضر الرسمية لعدم التبليغ عنها حتى الآن جراء الظروف المختلفة التي لا تمكن ذوي المفقودين من الابلاغ عنهم، متوقعا في الأثناء أن تكون الأرقام “صادمة”- وفق حديثه.
وكشف عضو المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري المحامي عثمان البصري في حديث لـ«سودان تربيون» أن حالات الاختفاء والاعتقالات زادت مع تكثيف المعارك والاشتباك، وبالتالي أصبح أحد الطرفين يتهم سكان أي منطقة جديدة بالتعاون مع الطرف الآخر.
ووصف البصري، الاختفاء بالقضية الكارثية ووصوله إلى مرحلة اختفاء أسر بأكملها على يد أطراف النزاع، مؤكدا وجود حالة موثقة باختفاء عائلة، ثم إطلاق الزوجة والابنة والبقاء على الزوج.
وذكر أن اخر التقارير وثق اختفاء 1140 شخص، وتوقع أن يكون العدد أكبر من ذلك لجهة الصعوبات المعروفة في الإبلاغ والتوثيق بسبب عدم معرفة الأسر بطريقة التبليغ أو انقطاع الاتصالات وغيرها.
وأشار البصري إلى اشتداد الاشتباكات في مناطق جديدة، يعني ضمنيًا زيادة أعلى في عدد المختفين والمعتقلين.
وأفاد بأن الاطراف المقاتلة دائما تتهم سكان المنطقة أو الناس عند دخول منطقة جديدة بالتعاون مع الطرف الآخر.
وأكد أن ظاهرة الاختفاء المستمرة والمقلقة والمتزايدة، مؤشر على ضرورة بذل جهد جماعي لتسليط الضوء عليها.
ونوه البصري إلى إنشاء أطراف النزاع عند الدخول لأي منطقة جديدة أو إعادة السيطرة عليها، مراكز التحالف جديدة، مما يؤدي إلى اختفاء كبير للناس.
وأكمل: ” ارتفعت نسبة الاختفاءات لعدد كبير جداً، وحصلت عمليات اعتقال كبيرة جداً وخطف النساء”.
وقيدت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري بعد الحصول على موافقة النيابة العامة، دعاوي جنائية بشأن 451 مفقودًا منذ اندلاع الحرب منذ منتصف أبريل 2023 .
وأظهر تقرير حديث للمجموعة ارتفاع حالات الاختفاء القسري في ود مدني والحصاحيصا والكاملين بولاية الجزيرة ومدينة الرهد بولاية شمال كردفان، وجبل أولياء جنوب الخرطوم حيث بلغت 993 مفقودا بينهم 96 امرأة.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إغتصاب الحرب العنف النساء
إقرأ أيضاً:
مسؤولة أوروبية بعد إهانة ترامب لزيلينسكي: العالم الحر بحاجة لزعيم جديد
شددت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، على حاجة ما وصفته بـ"العالم الحر" إلى زعيم جديد، وذلك بعد مشادة كلامية حادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الكاميرات في البيت الأبيض.
وقالت المسؤولة الأوروبية في تدوينة عبر حسابها على منصة "إكس"، السبت، "أوكرانيا هي أوروبا! نحن نقف إلى جانب أوكرانيا".
Ukraine is Europe!
We stand by Ukraine.
We will step up our support to Ukraine so that they can continue to fight back the agressor.
Today, it became clear that the free world needs a new leader. It’s up to us, Europeans, to take this challenge. — Kaja Kallas (@kajakallas) February 28, 2025
وأضافت "سنكثف دعمنا لأوكرانيا حتى تتمكن من الاستمرار في محاربة المعتدي... اليوم، أصبح من الواضح أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد".
وأشارت كالاس إلى أن "الأمر بيدنا نحن الأوروبيين لخوض هذا التحدي"، حسب تعبيرها.
يأتي ذلك بعد مشادة كلامية حادة بين الرئيس الأوكراني ونظيره الأمريكي الذي وصف الأول بأنه يقلل احترامه بعد دخوله في جدال بشأن المفاوضات مع روسيا لإنهاء الحرب المتواصلة على بلاده للعام الثالث على التوالي.
واحتد النقاش بين ترامب وزيلينسكي بعد تأكيد الأخير على الحصول على ضمانات أمنية، مقابل الموافقة على مسألة وقف إطلاق النار، وقال ترامب: "عليك التوصل إلى اتفاق وإلا سننسحب".
وقال ترامب بحدة وسط ذهول زيلينسكي من الطريقة المهينة للحديث: "عليك التوصل إلى اتفاق وإلا سننسحب، تصريحاتك تفتقر بشدة إلى الاحترام".
وأضاف ترامب: "نعمل على إيجاد حل للمشكلة وأنت لست في موقع لفرض إملاءات علينا، جنودك يتناقصون وأنت تخبرنا أنك لا تريد وقف إطلاق النار".
وكرر بالقول: "ما تقوم به يظهر قلة احترام للولايات المتحدة، بلادك في ورطة وأنت لا تنتصر في الحرب".
ودخل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، على الأجواء العاصفة للقاء، وقال: "من قلة الاحترام أن يأتي زيلينسكي إلى البيت الأبيض ويجادل أمام وسائل الإعلام الأمريكية".
من جانبه قال زيلينسكي، إنه ينبغي توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا ولا يمكن الحديث عن وقف إطلاق النار فقط، مضيفا "جرينا محادثات مع بوتين ووقعنا اتفاقا لوقف إطلاق النار لكنه انتهك هذا الاتفاق".
وغادر زيلينسكي بعد المشادة، ولم يعقد مؤتمر صحفي كما تجري العادة عقب اللقاءات في البيت الأبيض، لكن قناة فوكس نيوز نقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض، أن ترامب قام بطرده، ولم يغادر لأنه أراد ذلك.
وأثارت المشادة الكلامية غير المسبوقة أمام وسائل الإعلام بين الرئيسين جدلا واسعا، في حين أعرب العديد من القادة الأوربيين دعمهم لأوكرانيا في مواجهة روسيا.