الهياكل الثلاثة(دولة الكهنوت الدينية)(130-500)
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
بقلم : محسن عصفور الشمري ..
مشكلة خزعل الماجدي وفراس السواح وامثاله تكاد تكون واحدة وتتمثل مشكلتهم بعدم فصل سلوك الكهنوت(ما يسمى اصطلاحا برجال الدين) عن الدين نفسه.
الكهنوت كارثة مزمنة عبر التاريخ على انفسهم وعلى الحاكم وعلى الشعب والوقوف بوجههم ضرورة لا بد من جعلها اولوية حتى تقوم الدولة على قدميها وياخذ كل الشركاء في الوطن حقوقهم وأدوارهم المستحقة والمطلوبة.
الدين قانون حياة يتضمن جوانب روحية وعبادية ومعاملاتية وكل المعاملات عبادات ولكن كل العبادات ليست معاملات.
العبادات والمعاملات فكلاهما غذاء روحي للإنسان.
الملك والحاكم بحاجة إلى تفويض حتى يكون كاشفا على كل شئ في مملكته او دولته ومنشأ لكل ما يملا الفراغات والتحديات والأعمال الحياتية العامة والخاصة.
هذا التفويض ياتي اما من الله او بالحق الشخصي الوراثي او من اغلبية الشعب بالديمقراطية او من فئة معينة.
كل تفويض ينتهي بغياب العدالة والعدالة شرط الاستمرار.
كل ابواب المعرفة الاربعة مفردة ومشتركة ومجتمعة ناقشت العدالة وجعلت منها شرط الاستمرار.
مصطلح الدولة الدينية يرتبط بدولة الكهنوت والنبي محمد(ص) دعا إلى إزاحة كهنوت قريش وإنشاء دولة حديثة متطورة في مكة فرفضت قريش دعوته هذه ولم يتوقف حتى ولدت دولة العدالة في يثرب وهذا كان مسار النبي إبراهيم والنبي يوسف والنبي داوود والنبي سليمان والنبي موسى والنبي هارون(صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين)
الخالق امر بوضع العدالة معيار لتقييم منهج وسلوك اي إنسان او فئة والكهنوت يريدون ان تكون معايير العدالة من عندهم .
الكهنوت لا يملكون تفويض من الله ابتدأ ولا توجد في كل الكتب المقدسة دولة دينية والنصوص كثيرة ومنها:
1-إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (النخل120)
كل من لا يضع العدالة مقياسا لقوله ومنهجه وسلوكه فانه يتبع الهوى.
2-وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } [البقرة: 124]
الامامة ترتبط بالعدالة.
3-مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (ال عمران 67)
واخيراً وليس اخراً؛كل من جاء بعد النبي ابراهيم(ص) عليه تكسير الاصنام المعنوية قبل المادية وهذا ما فعله النبي ابراهيم مع سكان بابل في اور ومع النمرود ملك آشور،حيث عالج المشكلة من منابعها وجعل الاتصال بخالق الخلق مجاني دون المرور بكهنوت بابل وآشور.
محسن الشمريالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
السيسي الديكتاتور يوزع دروس العدالة على اللجنة العليا للانتخابات
مقدمة: الكوميديا السوداء في القاهرةفي آخر حلقات السلسلة العبثية التي يديرها السيسي، خرج علينا الرجل ليعظ اللجنة العليا للانتخابات بأن تراعي "الله" أثناء الانتخابات البرلمانية القادمة. نعم، ديكتاتور معتاد على سحق كل صوت حر، على اعتقال الصحفيين والمعارضين، أصبح فجأة واعظا أخلاقيا، يتحدث عن العدالة وكأن مصر بلد لم يعرف القمع والرشوة والسرقة على مر سنوات. السخرية هنا ليست مجرد دعابة، بل مأساة تتحول إلى كوميديا سوداء، والشيطان نفسه سيضحك لو شاهد هذا العرض.
السيسي، الذي حوّل الديمقراطية إلى مهرجان من الفشل المزيف، يرفع شعار العدالة ويرجو أن "تراعي اللجنة الله". يا للهول! الرجل الذي اختطف إرادة الشعب بقبضة حديدية يطلب الآن من موظفين حكوميين أن يصبحوا مثالا للنزاهة. هل العالم كله أصبح مسرحية؟ أم نحن في حلقة جديدة من مسلسل عبثي طويل لا نهاية له؟
العدالة حسب دستور السيسي
في مصر السيسية، العدالة لا تعني شيئا سوى الطاعة المطلقة للنظام. كل انتخابات كانت مجرد مزاد مزيف على الأصوات، كل تقرير رسمي كان نسخة طبق الأصل من بيانات السلطة، وكل لجنة انتخابات كانت مجرد صوريّة لتغطية عملية القمع. فجأة، وكأن سحرا سياسيا وقع، يقرر السيسي أن العدالة يجب أن تسود وأن "تراعي اللجنة إرادة الشعب".
هل يتخيل أحد أن المواطنين سيذهبون للصناديق ويجدون العدالة هناك؟ بالطبع لا؛ الصناديق أقرب إلى مقابر للأصوات، واللجان مجرد واجهات لإخفاء كل فساد مركّب. الدعوة للعدالة ليست سوى ضحك على الذقون، محاولة من النظام لمنح نفسه هالة أخلاقية وهمية بينما الواقع يصرخ بأن كل شيء مزيف.
"تراعي الله" أم "تراعي السيسي"؟
دعوة "تراعي الله" ليست مجرد سخرية، بل فخ عميق. ديكتاتور يطلب من موظفين رسميين الالتزام بالقيم والأخلاق بينما هو نفسه تجسد كل معاني الانتهاك، والقمع، والتزوير. أي عدالة يمكن أن توجد في بلد تُسجن فيه المعارضة، وتعتقل فيه الصحافة الحرة، وتزور فيه النتائج حسب رغبة قائد الدولة؟
الرسالة واضحة: الله والسيسي في آن واحد! وهذا التلاعب الأخلاقي هو كل ما يمتلكه النظام لتزيين صورة انتخابات فارغة. السيسي يعظ، الشعب يصرخ، واللجنة تبتسم، بينما الكوميديا السوداء تتجسد في كل زاوية من زواياه.
الشيطان يعظ، والسيسي يكتب السيناريو
من يتابع التصريحات يجد نفسه في عرض هزلي مكتمل الأركان: الشيطان يعظ، والسيسي يوزع الدروس، واللجنة مجرد دمى خشبية تتحرك حسب الرغبة. كل حديث عن العدالة، كل كلمة عن مراعاة الله، مجرد ستار دخاني يخفي القمع والرشوة والتزوير. الشعب المصري يراقب هذا العرض المأساوي وكأنه يشاهد مسرحية عبثية لا يعرف أين الضحك وأين الدموع.
المثير للسخرية أن هذا العرض يحدث في الوقت الذي تُمنع فيه الصحافة من تغطية الأحداث، ويُسجن فيه أي صوت مخالف، ويُرقب كل المصريين في لحظة لم يعرف فيها التاريخ أكثر من هذا العبث السياسي. الديكتاتور يختلق العدالة، يلبسها عباءة أخلاقية، ويطلب من الآخرين أن يحترموها، بينما الواقع يقول إن كل شيء مجرد مسرحية هزلية طويلة.
خاتمة: مأساة السخرية
السيسي يطلب العدالة، يعظ اللجنة، ويريد أن "تراعي الله"، بينما الشعب يراقب بدهشة وسخرية ودموع. إنها صورة قاتمة: ديكتاتور يتقمص دور القديس، والشعب متفرج على مهزلة عبثية لا تنتهي. كل كلمة عن العدالة مجرد صدى بعيد في صحراء من الفساد والقمع.
السؤال الذي يبقى: هل يستطيع أي مصري بعد كل هذه السنوات أن يصدق أن العدالة ممكنة في ظل نظام يخلقها ويزيحها حسب رغبة الحاكم؟ أم أن الشعب سيظل يتابع الكوميديا السوداء حتى آخر يوم؟