ماذا تعرف عن الفائزة بنوبل للآداب 2024 هان كانغ؟
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
اعتبرت الأكاديمية السويدية الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ، البالغة من العمر 53 عاماً، مبتكرة في النثر المعاصر، لما تميزت به من أسلوب شعري وتجريبي، وأثنت الأكاديمية على قدرتها في استكشاف الأعراف والعادات الشعبية والغوص في العلاقات بين الجسد والروح وبين الأموات والأحياء، ما منحها تميزًا واضحًا في مشهد الأدب العالمي.
حصلت هان كانغ على جائزة نوبل للأدب تقديراً لما قدمته من نصوص نثرية شعرية، تناولت فيها أثر الصدمات التاريخية وكشفت عن هشاشة الحياة البشرية. هذا التقدير جعلها أول كورية جنوبية تنال هذه الجائزة، ليصبح بذلك عدد النساء الحاصلات على نوبل للأدب 18 سيدة.
نشأتها وبداياتها الأدبيةولدت هان كانغ عام 1970 في مدينة غوانغجو في كوريا الجنوبية. وعندما بلغت 9 أعوام، انتقلت عائلتها إلى العاصمة سيؤول، حيث نشأت في بيئة ثقافية غنية، تأثرت بوالدها الذي كان روائياً شهيراً. وهذا التأثر انعكس على أعمالها الأدبية التي امتزجت فيها الرؤية الأدبية بالميول الفنية نحو الموسيقى والفنون.
بدأت مسيرتها الأدبية عام 1993، عندما نشرت مجموعة من القصائد في مجلة "الأدب والمجتمع".
وفي عام 1995، نشرت قصصاً قصيرة ضمن مجموعتها "حب يوسو"، ليبدأ الجمهور بالتعرف على أسلوبها الفريد وشخصيتها الروائية.
بداية حياتها الأدبية ومشوارهامن بدايات الكاتبة البارزة، رواية *يداك الباردتان* (2002)، التي عرّفت القراء على أسلوب الكاتبة وشخصيتها الروائية. ثم جاءت رواية (النباتية) عام 2007، التي تتألف من 3 أجزاء، وتحكي قصة الفتاة يونغ هاي، التي ترفض حياة العنف وسلوك زوجها ووالدها المتسلط، فتسعى للتعافي النفسي بمساندة شقيقتها. لكن الأحداث تتصاعد حين تتعرض يونغ هاي إلى حالة ذهان، وتدور تفاصيل روايتها حول الصراع الداخلي بين الشخصيات، تحت عنوان "الأشجار الملتهبة".
جائزة مان بوكر الدوليةسبق أن فازت رواية (النباتية) بجائزة مان بوكر الدولية عام 2016، وقد تمت ترجمتها إلى العربية بواسطة المترجم محمود عبد الغفار عام 2018.
وصفت هان كانغ فترة كتابة روايتها بأنها كانت فترة صعبة في حياتها، إذ عانت من آلام في أطراف أصابعها، ما جعلها تتساءل كيف ستتمكن من إنهاء الرواية، وكيف ستواصل الكتابة.
أعمالها الأدبية الأخرىمن بين أعمالها التي نالت استحساناً كبيراً:
- "الريح تهب، اذهب" (2010)، رواية ضخمة ومعقدة تتناول مواضيع الصداقة والفن، وتظهر فيها عناصر الحزن والتوق للتغيير.
- "دروس يونانية" (2011)، وهي رواية تصور علاقة استثنائية بين امرأة شابة فقدت قدرتها على الكلام ومعلم للغة اليونانية فقد بصره، ليتشكل بينهما رابط حميمي نابع من عيوبهما المتبادلة، مع تناولات فلسفية حول الفقد واللغة.
- "أفعال بشرية" (2014)، والتي تستخدم حدثاً تاريخياً وقع في مدينة كوانغجو كخلفية سياسية، حيث نشأت الكاتبة. وتروي الرواية مجزرة عام 1980 التي قُتل فيها مئات الطلاب والمدنيين على يد الجيش الكوري الجنوبي، وتجسد فيها الكاتبة أصوات الضحايا، وتعتبر نوعاً من الأدب الشاهد على الواقع.
- "الكتاب الأبيض"، الذي يغلب عليه الطابع الشعري، ويأتي في صورة مرثية مطولة.
- "لا تقل وداعاً" (2021)، التي تتناول مذبحة جزيرة جيجو في أواخر الأربعينيات، حيث فقدت عشرات الآلاف من الأرواح، وتصف الكاتبة الحزن المشترك بين شخصين تربطهما صدمة الكارثة.
كانت الكاتبة هان كانغ مدرجة في "قائمة سوداء" في كوريا الجنوبية، ضمّت نحو 10 آلاف شخصية ثقافية، وُجهت لهم تهم انتقاد الرئيسة السابقة بارك غن هاي، التي كانت في السلطة بين عامي 2013 و2017. أثرت هذه الظروف في نهجها الأدبي وشكلت محوراً لقصصها، حيث انعكس التوتر السياسي والاجتماعي في العديد من رواياتها.
أعمال أدبية تم تحويلها إلى أفلامحظيت بعض أعمال هان كانغ باهتمام السينما، إذ تم تحويل روايتين لها إلى أفلام هما *النباتية* و*ندوب*، أخرجهما وليم وو سيونج، مما أتاح لأعمالها انتشاراً أوسع وتأثيراً أكبر على مستوى الجمهور.
إصدارات قادمةمن المقرر صدور رواية جديدة لهان كانغ بعنوان *نحن لا نفترق* باللغة الإنجليزية في عام 2025، ما يضيف فصلاً جديداً لمسيرتها الأدبية التي لطالما حظيت بتقدير النقاد وجمهور القراء على حد سواء.
تأثيرها على الأدب العالميعرفت هان كانغ بتعاطفها الكبير مع قصص الحياة المؤلمة، وجسّدت ذلك في أعمالها بأسلوب مجازي يمزج بين الواقع والخيال. كانت قادرة على مزج التجارب الشخصية مع الأحداث التاريخية، لتقديم صورة أعمق للإنسانية والوجود، وهو ما جعلها تبرز كصوت مميز في الأدب المعاصر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية جائزة نوبل للأدب جائزة نوبل للآداب هان کانغ
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يدعو لفرض «حفظ النصوص الأدبية» على طلاب المدارس
أوصى الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، مؤسسات التعليم في وطننا العربي، بفرض «حفظ النصوص الأدبية» على طلاب المدارس، في مقرراتها التعليمية؛ حتى نواجه موجة التغريب التي تتعرض لها اللغة العربية والحرب الخفية ضدها.
ودعا رئيس الجامعة في كلمته عن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، إلى تقويم اللسان العربي والاهتمام بذلك منذ الصغر، وهو ما يتأتى بحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمقطوعات الشعرية والنثرية التي تصقل اللسان وتعوده على التحدث بالعربية، لا سيما في الوقت الحالي الذي بدأت فيه العربية تُهجر، وأصبحت الكلمات الأجنبية تجري على لسان الأطفال؛ لانتشار المدارس الأجنبية التي تفرض لغتها علينا، وتجعلها لغة للتعلم والتعامل.
وأعلن الدكتور سلامة داود أن مجلس الجامعة السابق-ولأول مرة في تاريخه- اتخذ قرارًا مهمًّا بتشكيل لجنة لبحث تعريب العلوم في مجالات: الطب والهندسة والصيدلة وغيرها، لافتًا إلى أن هذه العلوم وضعت في الأصل بالعربية وترجمها الغربيون نقلًا عن علماء المسلمين، وآن الأوان أن نستعيد مكانتنا بالعودة إلى هويتنا في تلقي العلوم التي وضعنا نحن المسلمين أسسها، فابن سينا كَتب الطب بالعربية وجمعه في أرجوزة طويلة تبلغ ألف بيت كألفية بن مالك في علم النحو.
جاءت كلمة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال حضوره الافتراضي (أون لاين) لاحتفالية كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في سوهاج؛ بمناسبة حصولها على شهادة الاعتماد من هيئة ضمان الجودة، والاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، في حضور الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، وإدارة الكلية وأعضاء هيئتها التدريسية، ولفيف من قيادات الأزهر الشريف في محافظة سوهاج.
وهنأ الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد عبد المالك الخطيب، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، وإدارة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج برئاسة الدكتور علي عبد الموجود، عميد الكلية، والدكتورة فاطمة المهدي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وجميع منتسبي الكلية؛ بمناسبة حصولها على الاعتماد من هيئة ضمان الجودة.
وأشار إلى أن الجودة تعكس العناية بالتعليم، وهي عمل جماعي منظم يظهر روح الفريق بين منتسبي الكلية، وبداية طريق جديد نحو الاستزادة من العلوم والإسهام في إنتاج المعارف بدلًا من استيرادها، واستشراف ما هو جديد في ساحة العلم لا التوقف عند ما توصل إليه الآخرون.
وأكد رئيس جامعة الأزهر أنه منذ توليه رئاسة الجامعة، وبدعم متواصل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب؛ وهو يولي اهتمامًا كبيرًا بفتح كليات جديدة في مختلف المحافظات خاصة النائية، وفي محافظات الصعيد؛ حتى يسهل على أبنائنا وبناتنا في تلك المحافظات الالتحاق بجامعة الأزهر، لافتًا إلى أن العامين الماضيين شهدا افتتاح كليات جديدة، إضافة إلى تحويل بعض الأقسام إلى كليات مستقلة.