فرق الإنقاذ الأوكرانية تسارع لإنقاذ المصابين بعد هجوم صاروخي روسي على أوديسا
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
أعلنت الشرطة الوطنية الأوكرانية، يوم الجمعة، عن نشر لقطات تظهر جهود الإنقاذ بعد ضربة صاروخية باليستية استهدفت منطقة أوديسا، جنوب البلاد. ووفقاً للتقارير الأولية من الحاكم الإقليمي أوليه كيبر، أسفرت الضربة التي وقعت ليل الخميس عن مقتل ثمانية أشخاص، بينهم فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً.
وتأتي هذه الضربة في إطار تصعيد روسي للهجمات على ميناء أوديسا ومناطق أخرى في جنوب أوكرانيا، حيث تستهدف القوات الروسية بشكل مكثف البنية التحتية للموانئ، ما تسبب في إلحاق أضرار بعدة سفن مدنية.
وقع الهجوم بينما كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجري جولة دبلوماسية في أوروبا، سعياً لحشد الدعم لخطة جديدة وصفها بأنها "تهدف إلى خلق الظروف المناسبة لإنهاء الحرب بطريقة عادلة". عرض زيلينسكي مقترحاته على الحلفاء الأوروبيين بعد اجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق.
بدأت جولة زيلينسكي في لندن، حيث التقى برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والأمين العام لحلف الناتو مارك روتا، قبل أن يتوجه إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ويُذكر أن ماكرون كان قد بعث برسالة دعم قوية لأوكرانيا من خلال زيارة القوات الأوكرانية التي تتلقى تدريبات في فرنسا.
ومن المقرر أن يلتقي زيلينسكي صباح الجمعة بالبابا فرنسيس في الفاتيكان، قبل أن يواصل جولته بلقاء المستشار الألماني أولاف شولتس في العاصمة برلين.
تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على المساعدات الغربية، التي تجاوزت قيمتها عشرات المليارات من الدولارات، سواء كانت في شكل دعم عسكري أو مالي، وذلك لمواصلة القتال ضد روسيا، التي بدأت غزوها الشامل في فبراير 2022. ومع دخول الحرب يومها الألف تقريبًا، تبقى أوكرانيا بحاجة إلى تعزيز الدعم الدولي لمواجهة التحديات المتزايدة.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إعلان حالة الطوارىء في بريانسك غربي روسيا.. والجيش الأوكراني يعلن استهداف ترسانة للأسلحة هناك الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب التضليل والتدخل في الانتخابات استنكار إيطالي واسع لملاحقة روسيا صحفيي "راي" بعد تغطيتهما للأحداث في كورسك فولوديمير زيلينسكي الغزو الروسي لأوكرانيا بحث وإنقاذ هجمات عسكرية الحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان إسرائيل غزة اعتداء إسرائيل روسيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان إسرائيل غزة اعتداء إسرائيل روسيا فولوديمير زيلينسكي الغزو الروسي لأوكرانيا بحث وإنقاذ هجمات عسكرية الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان إسرائيل غزة اعتداء إسرائيل روسيا حروب حركة حماس أوكرانيا اليونيفيل اليونان بنيامين نتنياهو السياسة الأوروبية یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الحرب الروسية الأوكرانية ولحظة البحث عن السلام
صمتت المدافع وتوقفت المسيرات في المسافة بين روسيا وأوكرانيا عشية عيد الفصح، وسُجل وقف هش ونادر لإطلاق النار على كل الجبهات، رغم الاتهامات المتبادلة بخرق الهدنة من الجانبين، لكن الأمر لم يدم طويلا، وعادت الحرب دون أن يكون للأجواء الروحية التي سادت يوم الفصح أي تأثير حقيقي على غرف عمليات القتال في الجانبين.
لكن لماذا سمح العالم لمثل هذه الهدنة أن تمر مرورا عابرا دون وقفة تأمل حقيقية وعميقة حول الحرب. كانت ثمة مناسبة، وثمة فرصة ملحة للتفكير في الحرب، وتأثيرها ومآلاتها، وضحاياها وآلامها، وكان الفصح المقدس في روسيا وفي أوكرانيا وفي الغرب عموما مناسبة تستحق، خاصة وقد هدأ ضجيج المدافع والطائرات، لحظات تأمل منطقي حتى في لحظة روحية تتخطفها العاطفة أكثر مما يحضر فيها المنطق، وذلك من أجل حرب استمرت حتى الآن أكثر من ثلاث سنوات وأزهقت عشرات الآلاف من الأرواح وغيرت أخلاق أوروبا قبل سياساتها.. لماذا لم تتحوّل هذه الهدنة، التي خلقتها لحظة روحية نادرة، إلى نقطة انطلاق لشيء أعظم، وأكثر واقعية؟ ولماذا لم يتحول الاحتفال الروحي إلى فرصة سياسية فيها من الخير الكثير ليس لروسيا وأوكرانيا ولكن للعالم أجمع؟
ليس في هذا تسطيح للحرب، ولكنه طرح واقعي يستند إلى الكثير من دروس التاريخ، خاصة وأن هذه الحرب لا تتعلق فقط بموضوع النصر والهزيمة ولكنها تتعلق بالنتائج أكثر من أي شيء آخر.
لكن النتيجة الجوهرية في هذا المسار تتعلق بمصير أوكرانيا تحديدا هل تكون قاعدة أمامية للغرب، أم تكون تابعة لروسيا؟
لكن دروس التاريخ تُعلمنا أن الصراعات التي تُختزل في معادلة النصر والهزيمة غالبا ما تُفضي إلى أطراف منهكة لا إلى حلول عادلة. ولعل التجربة الأوكرانية نفسها، بكل تعقيداتها الجغرافية والتاريخية، تفتح الباب أمام خيار ثالث لا يقوم على الاستقطاب، بل على التوازن. خيار لا يرى في أوكرانيا ساحة صراع بين الشرق والغرب، ولكنه جسر يمكن أن يصل بينهما، إذا ما تحررت من ضغوط المعسكرين، واختارت طريقها الخاص، كدولة مستقلة تجمع الفرقاء حول طاولات الحوار.
قد يبدو تصور مثل هذا التوازن صعبا اليوم، مع تحصن الجبهات وتصلب الخطاب. لكن، دائما ما يكون وسط الحرب وبين الركام أصوات للعقل والحكمة وهي أصوات تستحق أن نسمعها في وقتها لا أن نتحسف على تجاهلنا لها بعد ذلك بسنوات أو عقود!
إن وقف هذه الحرب ليس معاهدة سلام كتلك التي وقعت في أعقاب سقوط جدار برلين وبداية حقبة تاريخية جديدة ولكنه في هذه اللحظة قرار قد يُنقذ الأرواح، ويجنب العالم خطر الانزلاق نحو حرب كونية تعود فيها لغة التهديد النووي إلى الواجهة.
وإذا كان التاريخ يحضر كثيرا عند الحديث عن روسيا وأوكرانيا فإنه يقول بشكل واضح أن كلا من روسيا وأوكرانيا ورغم كل الذي حدث يمكن أن يرى كل منهما الآخر باعتباره شريكا لا عدوا فثمة تاريخ مشترك كبير بين البلدين، والبلدان يشكلان امتدادا لحضارة واحدة متشابكة من حيث الثقافة والدين واللغة وكذلك المآسي والنكبات والآلام والكثير من المعاني التي تجمع بينهما ولا يمكن أن تنبت رغم فداحة هذه الحرب.. والذي يمكن أن يقرب هذا المعنى بين الطرفين، روسيا وأوكرانيا، أوكرانيا بوصفها دولة وليس بوصفها نقطة رمزية للغرب هو حديث المصالح؛ مصلحة وقف الحرب وعودة الأمن ومصلحة العودة للحياة الطبيعية الهادئة والهانئة.
وربما تستطيع أوكرانيا أن تعود إلى المنطق أكثر فيما لو استطاعت أن تتخلص من فكرة أنها تقاتل روسيا الآن بالنيابة عن أوروبا/ الغرب لأن ذلك من شأنه أن يقضي عليها مع استمرار هذه الحرب ويزيد التخلي عنها فالكل في الغرب يبحث عن مصالحه.. وما فعله ترامب خير دليل على ذلك.
والسلام الذي بات أمرا مهما بين البلدين الآن يحتاج واقعية دبلوماسية وفهما عميقا للتاريخ.. وأيضا شجاعة أخلاقية وهذا كله يحتاج إلى الحوار.
وإذا كان عيد الفصح الذي أوقف الحرب ولو لساعات ليست طويلة يعني في التقاليد المسيحية انتصار الحياة على الموت وتجدد الأمل بعد الألم فإن ذلك كان أجدى أن يجعل الجميع وبشكل خاص الروس والأوكران أن يتأملوا الأمر جيدا ويفكروا في منطق وقف الحرب.. وإذا كانت هناك إرادة لوقف إطلاق النار لساعات، فثمة إرادة كامنة لسلام طويل. الأمر لا يحتاج لمعجزة دينية، بل فقط إلى قرار شجاع وواقعي.
وإذا كانت هناك إرادة لوقف إطلاق النار لساعات، فذلك يعني أن السلام بين البلدين ليس مستحيلا، لكنه مؤجل. وما تحتاجه هذه اللحظة التاريخية بينهما ليس أكثر من إرادة سياسية جريئة، واعتراف متبادل بأن كل دقيقة إضافية في هذه الحرب، هي انتكاسة لكل معاني الإنسانية.