سرايا - قالت روان - نازحة لبنانية - بحزن عميق بعد نزوحها من منزلها في الضاحية الجنوبية لبيروت:"خرجنا عندما تعرضت حارة حريك للتهديد، معتقدين أن الضربة الإسرائيلية ستنتهي سريعا وسنعود، لكن الأمر لم ينته، وقد مرت 10 أيام ونحن نبيت بالكورنيش"

ومع تصاعد القصف الإسرائيلي على بلدات الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية، تضاعف عدد النازحين، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى أن أكثر من مليون شخص نزحوا إلى مناطق أكثر أمانا.



وبينما تمكن البعض من اللجوء إلى منازل أقاربهم أو استئجار مساكن، وجد الآلاف أنفسهم في مواجهة ظروف قاسية، واضطروا للنوم في العراء بين الشوارع والحدائق العامة، بعدما غصت بهم مراكز الإيواء.

لجأت روان وزوجها وأطفالها الثلاثة، وأكبرهم لم يتجاوز الـ12، إلى الكورنيش البحري في بيروت، طلبا للنجاة، وتقيم الأسرة مؤقتا على أطراف الكورنيش، بين المارة وأصوات الأمواج.

"كان الهروب سريعاً وفوضوياً، لم يكن هناك وقت للتفكير أو التخطيط، مشهد الفرار كان جماعياً، الكل يبحث عن أمان وهمي في زوايا المدينة"، وذلك بحسب رواية روان للجزيرة نت لتفاصيل النزوح القاسية.

وتحاول روان وأسرتها التأقلم مع واقع جديد وغير مألوف. ويوما بعد يوم، تواجه المزيد من الضغوط، في حين لا تفارقهم أسئلة من قبيل "متى نعود؟ وهل سنجد منزلا نعود إليه؟".

ومع ارتفاع أعداد النازحين ازدادت معاناتهم مع نقص حاد في مراكز الإيواء وارتفاع غير مسبوق في تكاليف الإيجار. ومع تضاؤل خيارات المأوى، لجأ الكثير من النازحين إلى أرصفة كورنيش العاصمة، وهناك تتجسد قصصهم اليومية.

من عين المريسة إلى المنارة، تتراكم معاناة الناس وسط آثار الحرب والدمار. مشهد يتكرر ويعكس واقع الكثير من العائلات التي وجدت نفسها مجبرة على التأقلم مع قسوة الحياة في الشوارع.

وهذا أبو محمد، رب أسرة فر بعائلته من منطقة النبطية في جنوب لبنان، يقول بحسرة: "كنا نعتقد أن بيروت ستكون الملاذ الآمن، لكننا هنا أيضا بلا مأوى، ننام على مقاعد الكورنيش، وكل يوم نتساءل ماذا سنفعل وأين سننام الليلة؟".

رغم الجهود الرسمية والمتواصلة من المجتمع المدني والمبادرات المحلية لاستيعاب النازحين، تواجه مراكز الإيواء ضغطا هائلا.

يوضح أحد العاملين في مركز إيواء للجزيرة نت، أن القدرة الاستيعابية للمركز تجاوزت الحد الأقصى، مضيفاً "هناك عائلات بأكملها تنام في ممرات المدارس، ولا نملك ما يكفي من الأغطية أو الطعام لتلبية احتياجاتهم".

قبل أشهر قليلة، كانت بيروت تحتفي كعادتها كل عام بالمهرجانات الصيفية السياحية والحفلات الموسيقية التي تجمع مئات الآلاف من اللبنانيين من مختلف المناطق، وتطلق المفرقعات النارية. اليوم، وعلى حين غرة، انقلب المشهد، وباتت القذائف المزلزلة ترعب الناس، ولم يعد مشهد عائلة نازحة تفترش الأرض في الكورنيش أو قرب مبنى سكني أو حتى داخل مرآب، أمرا مستغربا.

في ظل غياب الحلول الكافية، اضطر بعض النازحين إلى استخدام سياراتهم كمأوى مؤقت. يروي خليل، النازح من مدينة صور، للجزيرة نت تجربته قائلاً: "ننام في السيارة منذ أيام، لا خيار آخر، ولا أحد يساعدنا".

وبحسب خليل، تتكدس الأغراض داخل السيارة، حيث تحتل حقائب الملابس والمستلزمات الأساسية كل زاوية، بينما يتداخل الصوت الخارجي مع همسات الأطفال الذين يحاولون النوم في المقاعد الخلفية.

وتزيد الضغوط النفسية والصحية التي يعاني منها الأطفال في هذه الظروف من تعقيد الوضع. تقول أم علي، وهي أم لـ4 أطفال، بحزن "أطفالي يبكون طوال الليل بسبب الجوع. لا أستطيع فعل شيء لهم. هذا أسوأ كابوس يمكن أن تعيشه أي أم".

ووفقا لتقديرات رسمية، يصل عدد النازحين في لبنان في مراكز الإيواء إلى نحو 185 ألفا و400 نازح (38 ألفا و400 عائلة)، وتم فتح ألف مركز لاستقبال النازحين، وبلغ عدد المراكز التي وصلت إلى قدرتها الاستيعابية القصوى 807 مراكز.

ويتوزع النازحون في مراكز الإيواء حسب المحافظات كما يلي: 68 ألفا و500 في جبل لبنان، 51 ألفا و200 في بيروت، 14 و400 في الشمال، 14 ألفا و200 في البقاع، 13 ألفا و800 في الجنوب، 11 ألفا و700 في بعلبك الهرمل، 6700 في عكار، و1100 في النبطية.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: مراکز الإیواء

إقرأ أيضاً:

السوريون يمكنهم العودة لبلادهم.. وزير الداخلية اللبناني: مراكز الإيواء يجب أن تكون للمواطنين فقط

شدد  وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بسام مولوي، اليوم الخميس، على "وجوب أن يكون خطابنا خطاب وحدة وتماسك كي نساعد رجال الأمن".

ووفقا لـ"الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية، أكد مولوي، خلال اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الداخلي المركزي، أن "الأجهزة الأمنية جاهزة وموجودة وتقوم بكامل واجباتها"، مشيرًا إلى أنه "تم اتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ على سلامة مطار بيروت".

وقال وزير الداخلية اللبناني إن: "من يقول إن قوى الأمن ليست موجودة في بيروت نؤكد له أن القوى الأمنية  موجودة في بيروت،  وتم تعزيزها ولكن ليس من السهل أن نتعامل مع هذا العدد الإضافي من أهلنا النازحين".

 وأشار إلى أن "خيمًا نُصبت وكانت هناك محاولة لبناء غرف باطونية على كورنيش بيروت البحري وهذا أمر لا يمكن القبول به"، مؤكداً أننا "بحاجة لمراكز إيواء أكبر في العاصمة".
 ولفت الوزير مولوي إلى أن "الأملاك العامة هي صورة الدولة ولن نقبل بالتعدي عليها ولن نسمح أيضًا بالتعدي على الأملاك الخاصة والقوى الأمنية ستقوم بواجباتها بالطريقة اللازمة".

وتابع وزير الداخلية اللبناني أن غالبية السوريين في لبنان يمكنهم العودة لبلدهم؛ مشيرًا إلى أن مراكز الإيواء يجب أن تكون للبنانيين فقط.

وأضاف وزير الداخلية اللبناني أن أكثر من 311 ألف سوري غادروا لبنان إلى سوريا خلال أسبوعين.

وقبل قليل، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأنه تم تكليف الجيش اللبناني بالإشراف على عمليات إقلاع وهبوط الطائرات في مطار بيروت .

وأشار المصدر ذاته إلي أن الجيش اللبناني أيضًا سيتولّى عملية تفتيش الطائرات للتأكيد على عدم استخدامها لأغراض عسكرية.

مقالات مشابهة

  • اطلع على الحاجات المستجدة.. حجار جال على بعض مراكز الإيواء في المتن وكسروان
  • كأن زلزالا ضربنا.. ناجون يروون لحظات الرعب التي عاشوها جراء العدوان الإسرائيلي على بيروت
  • «القاهرة الإخبارية» تتفقد مراكز الإيواء في بيروت وتكذب ادعاءات وجود مسلحين بها
  • كورنيش بيروت البحري يتحول إلى ملجأ مفتوح للنازحين
  • السوريون يمكنهم العودة لبلادهم.. وزير الداخلية اللبناني: مراكز الإيواء يجب أن تكون للمواطنين فقط
  • أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة على مراكز إيواء النازحين في بيروت: سنكون منتصرين جميعاً
  • كأننا أيتام.. لبنانيون يروون قصص نزوحهم من بيروت إلى كربلاء
  • بعد الكلام عن وجود مسلحين داخل مراكز الإيواء.. لجنة الطوارئ تعلّق
  • بالتفاصيل.. مراكز إيواء جديدة للنازحين في مختلف المحافظات