كورنيش بيروت البحري يتحول إلى ملجأ مفتوح للنازحين .. نازحين يروون قصص
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
سرايا - قالت روان - نازحة لبنانية - بحزن عميق بعد نزوحها من منزلها في الضاحية الجنوبية لبيروت:"خرجنا عندما تعرضت حارة حريك للتهديد، معتقدين أن الضربة الإسرائيلية ستنتهي سريعا وسنعود، لكن الأمر لم ينته، وقد مرت 10 أيام ونحن نبيت بالكورنيش"
ومع تصاعد القصف الإسرائيلي على بلدات الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية، تضاعف عدد النازحين، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى أن أكثر من مليون شخص نزحوا إلى مناطق أكثر أمانا.
وبينما تمكن البعض من اللجوء إلى منازل أقاربهم أو استئجار مساكن، وجد الآلاف أنفسهم في مواجهة ظروف قاسية، واضطروا للنوم في العراء بين الشوارع والحدائق العامة، بعدما غصت بهم مراكز الإيواء.
لجأت روان وزوجها وأطفالها الثلاثة، وأكبرهم لم يتجاوز الـ12، إلى الكورنيش البحري في بيروت، طلبا للنجاة، وتقيم الأسرة مؤقتا على أطراف الكورنيش، بين المارة وأصوات الأمواج.
"كان الهروب سريعاً وفوضوياً، لم يكن هناك وقت للتفكير أو التخطيط، مشهد الفرار كان جماعياً، الكل يبحث عن أمان وهمي في زوايا المدينة"، وذلك بحسب رواية روان للجزيرة نت لتفاصيل النزوح القاسية.
وتحاول روان وأسرتها التأقلم مع واقع جديد وغير مألوف. ويوما بعد يوم، تواجه المزيد من الضغوط، في حين لا تفارقهم أسئلة من قبيل "متى نعود؟ وهل سنجد منزلا نعود إليه؟".
ومع ارتفاع أعداد النازحين ازدادت معاناتهم مع نقص حاد في مراكز الإيواء وارتفاع غير مسبوق في تكاليف الإيجار. ومع تضاؤل خيارات المأوى، لجأ الكثير من النازحين إلى أرصفة كورنيش العاصمة، وهناك تتجسد قصصهم اليومية.
من عين المريسة إلى المنارة، تتراكم معاناة الناس وسط آثار الحرب والدمار. مشهد يتكرر ويعكس واقع الكثير من العائلات التي وجدت نفسها مجبرة على التأقلم مع قسوة الحياة في الشوارع.
وهذا أبو محمد، رب أسرة فر بعائلته من منطقة النبطية في جنوب لبنان، يقول بحسرة: "كنا نعتقد أن بيروت ستكون الملاذ الآمن، لكننا هنا أيضا بلا مأوى، ننام على مقاعد الكورنيش، وكل يوم نتساءل ماذا سنفعل وأين سننام الليلة؟".
رغم الجهود الرسمية والمتواصلة من المجتمع المدني والمبادرات المحلية لاستيعاب النازحين، تواجه مراكز الإيواء ضغطا هائلا.
يوضح أحد العاملين في مركز إيواء للجزيرة نت، أن القدرة الاستيعابية للمركز تجاوزت الحد الأقصى، مضيفاً "هناك عائلات بأكملها تنام في ممرات المدارس، ولا نملك ما يكفي من الأغطية أو الطعام لتلبية احتياجاتهم".
قبل أشهر قليلة، كانت بيروت تحتفي كعادتها كل عام بالمهرجانات الصيفية السياحية والحفلات الموسيقية التي تجمع مئات الآلاف من اللبنانيين من مختلف المناطق، وتطلق المفرقعات النارية. اليوم، وعلى حين غرة، انقلب المشهد، وباتت القذائف المزلزلة ترعب الناس، ولم يعد مشهد عائلة نازحة تفترش الأرض في الكورنيش أو قرب مبنى سكني أو حتى داخل مرآب، أمرا مستغربا.
في ظل غياب الحلول الكافية، اضطر بعض النازحين إلى استخدام سياراتهم كمأوى مؤقت. يروي خليل، النازح من مدينة صور، للجزيرة نت تجربته قائلاً: "ننام في السيارة منذ أيام، لا خيار آخر، ولا أحد يساعدنا".
وبحسب خليل، تتكدس الأغراض داخل السيارة، حيث تحتل حقائب الملابس والمستلزمات الأساسية كل زاوية، بينما يتداخل الصوت الخارجي مع همسات الأطفال الذين يحاولون النوم في المقاعد الخلفية.
وتزيد الضغوط النفسية والصحية التي يعاني منها الأطفال في هذه الظروف من تعقيد الوضع. تقول أم علي، وهي أم لـ4 أطفال، بحزن "أطفالي يبكون طوال الليل بسبب الجوع. لا أستطيع فعل شيء لهم. هذا أسوأ كابوس يمكن أن تعيشه أي أم".
ووفقا لتقديرات رسمية، يصل عدد النازحين في لبنان في مراكز الإيواء إلى نحو 185 ألفا و400 نازح (38 ألفا و400 عائلة)، وتم فتح ألف مركز لاستقبال النازحين، وبلغ عدد المراكز التي وصلت إلى قدرتها الاستيعابية القصوى 807 مراكز.
ويتوزع النازحون في مراكز الإيواء حسب المحافظات كما يلي: 68 ألفا و500 في جبل لبنان، 51 ألفا و200 في بيروت، 14 و400 في الشمال، 14 ألفا و200 في البقاع، 13 ألفا و800 في الجنوب، 11 ألفا و700 في بعلبك الهرمل، 6700 في عكار، و1100 في النبطية.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: مراکز الإیواء
إقرأ أيضاً:
بمشاركة أكثر من 1300 متسابق.. ” هيا نمشي معاً 2024″ على كورنيش الراكة بالخبر
الدمام-البلاد
برعاية معالي أمين المنطقة الشرقية، المهندس فهد بن محمد الجبير، انطلقت اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024 فعالية “هيا نمشي معًا 2024 “، التي نظمتها جمعية إيفاء لرعاية ذوي الإعاقة، تحت إشراف مركز العون بجدة، وذلك على كورنيش الراكة بمحافظة الخبر، حيث شارك أكثر من 1300 متسابق ومتسابقة، من بينهم 500 شخص من ذوي الإعاقة، في أجواء رياضية مفعمة بالحماس.
من جهته نوه وكيل الأمين للخدمات بأمانة المنطقة الشرقية الأستاذ محمود بن حسن الرتوعي، في كلمته نيابة عن معالي الأمين، إلى أهمية هذه الفعالية كإحدى المبادرات النوعية التي تدعم الشمولية المجتمعية، وتتماشى مع رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة بالأشخاص ذوي الإعاقة من خلال برامج ومبادرات رائدة، لافتا إلى أن الأمانة تحرص على المشاركة في هذه الفعاليات والأنشطة، ودعم هذه الفئة الغالية على قلوب الجميع، كما تُعدّ مشاركة الأمانة مثالًا على التعاون المُثمر بين القطاعين الحكومي والخاص، ضمن مشاريع مبادرات التحول الوطني المنبثقة من رؤية المملكة 2030 الذي يهدف إلى زيادة مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.
بدورها، هنّأت الرئيس التنفيذي لجمعية إيفاء، الأستاذة رنا طيبة، مملكتنا وقيادتنا الرشيدة بمناسبة الفوز التاريخي بتنظيم كأس العالم 2034، مؤكدة أن هذا الإنجاز يعكس مكانة المملكة المتقدمة عالمياً، كما أعلنت بهذه المناسبة عن حصول الجمعية على ترخيص “نادي إيفاء للأولمبياد السعودي الخاص”، بهدف دعم الرياضيين من ذوي الإعاقة وتمكينهم على المستويين المحلي والعالمي. وأكدت أن الفعالية تجسد رؤية الجمعية في دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع وتعزيز صحتهم البدنية والنفسية.
واختُتمت الفعالية بتكريم الرعاة والشركاء، حيث تم تقديم دروع تقديرية من صنع أبناء وبنات جمعية إيفاء، تقديرًا لجهودهم. كما تم تتويج 30 فائزًا وفائزة من مختلف المراكز والفئات في أجواء احتفالية بهيجة.
الجدير ذكره، بأن الفعالية شهدت تطورًا ملحوظًا في أعداد المشاركين منذ انطلاقها في المنطقة الشرقية عام 2021، حيث بدأت بعدد 74 مشارك في السباق، وصولًا إلى أكثر من 1300 مشارك هذا العام، ويعكس هذا النمو الكبير النجاح البارز في تعزيز المشاركة المجتمعية، كما أثبتت فعالية “هيا نمشي معًا 2024” نجاحها في تحقيق أهدافها نحو نشر ثقافة النشاط البدني ودمج ذوي الإعاقة في المجتمع، عبر حدث رياضي وإنساني ترك أثرًا إيجابيًا على المشاركين والحضور.