بوابة الوفد:
2024-10-11@19:18:38 GMT

«الموسيقى العربية» يجدد شبابه

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

دائما كنت أسعى منذ أن أصبحت عضوا فى اللجنة التحضيرية لمهرجان الموسيقى العربية، «العليا» حاليا، إلى أن يكون للشباب الدور الأكبر فى مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، وتحديدا فيما يخص ليالى المهرجان الغنائية، ليكون الشباب جنبا إلى جنب مع كبار النجوم، بغرض تواصل الأجيال التى تحرص عليه كل الدول المتحضرة. إن الأساس فى بناء حضارة الأمم هو تواصل الأجيال وألا تكون هناك مسافات أو فجوات كبيرة بين كل جيل وآخر، حتى لا يحدث هبوط فى مستوى ما يقدم من فنون خاصة فى مجال الغناء، لأن الموسيقى مثل أى بناء هندسى، لابد أن يكون له قواعد وأساس متين حتى يتحمل عامل الزمن، ولا ينهار أمام أى هزات.

طوال مسيرته، يحرص المهرجان على ميزة تواصل الأجيال باستثناء بعض الدورات التى ظهرت فيها أصوات تنادى بضرورة مشاركة النجوم، كما اضطرت إدارة المهرجان لبعض السنوات إلى الرضوخ خاصة عندما تدخّل شباك التذاكر ليكون أحد عناصر تقييم الفنان، فالمطرب الجيد من وجهة نظر شباك التذاكر هو من يبيع أكثر، وبالتالى حرصت إدارة المهرجان على استقطاب النجوم. لكن هناك مثل يقول «المتغطى بالنجوم عريان» لأن النجم لا يهمه سوى مصلحته وأحيانا يذهب لمن يدفع أكثر، وبالتالى كان الحل السحرى دائما من وجهة نظرى هو الاعتماد على الشباب، وبناء أجيال جديدة نعتمد عليها فى المستقبل، مع وجود أسماء تقدر قيمة المهرجان وأهميته من كبار النجوم مثل على الحجار وهانى شاكر ومحمد الحلو ونادية مصطفى ومدحت صالح ومحمد ثروت.

هذا العام وفى دورة المهرجان الـ32 اهتمت إدارة المهرجان بأن يكون هناك مساحة كبيرة للشباب مثل ريهام عبدالحكيم ومروة ناجى ومى فاروق ومحمد محسن وأحمد عفت وعبير نعمة ولينا شاماميان وغيرهم من نجوم شابة يُعتمد عليهم فى المستقبل لقيادة الحركة الغنائية فى مصر والعالم العربى، مما يؤكد أن المهرجان عاد ليجدد شبابه من جديد.

هل معنى ذلك أن المؤتمر والمهرجان نسيا الجذور؟ بالعكس، ففى هذه الدورة حاولت إدارة المهرجان مع اللجنة العليا واللجنة العلمية أن يعود للمؤتمر بريقه وريادته التى تعود إلى عام 1932 حيث عقد أول مؤتمر للموسيقى العربية على يد الدكتور محمود أحمد الحفنى وحضرته نخبة من كبار الموسيقيين العرب والأجانب. لقد اجتمع فى هذا المؤتمر التاريخى حشد من الموسيقيين والمؤرخين والنقاد من جميع أنحاء العالم، وكان حوارا جادا بين مختلف الثقافات والحضارات، شارك فيه بيلا بارتوك وباول هيند ميث وهنرى رابو ومورتيتز وروبرت لاخمان، إلى جانب مُستشرقين أمثال هنرى جورج فارمر وألكسيس شوتين، فضلًا عن شخصيات عربية أثرت ساحة الغناء منهم -على سبيل المثال لا الحصر- موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب من مصر، وسامى الشوا من الشام، ومحمد القبانجى من العراق، كما شاركت فرق متخصصة فى التراث العربى من العراق ولبنان والمغرب وتونس، وبالتأكيد من مصر، ولهذا يظل ذلك المهرجان هو العُرس العربى الأهم بحكم الزمن وبحكم مَن شاركوا فيه وبحكم القضايا التى تناولها.

من هنا حرص مهرجان هذا العام على مد جسر طويل يربط الماضى بالحاضر، الجد بالحفيد، يصل المقام بالمقام والنغمة بالنغمة، والإيقاع بالإيقاع، فالموسيقى هى فن تراكمى يزداد توهجا ولمعانا كلما ارتبط بالماضى، هكذا تعلمنا الأصالة وهكذا عاشت الأصالة، ولا حياة لفن ليس له ماض، ولا حياة لوطن بلا تاريخ.

إن الثقافة والحضارة هى نتاج ما صنعته الأمم من إبداع، وهى خيال مبدع تحول إلى واقع ملموس. لذلك بقاء مؤتمر ومهرجان الموسيقى مرهون بتواصل الأجيال، مرهون بمدى الانسجام بين الأصوات وبعضها، حيث إنه فى الموسيقى والغناء تشعر بالنشاز لو خرجت الآلة أو الصوت عن أبعاد الجملة الموسيقية المكتوبة، لأنها علم يقوم على التناسق بين الآلات وبعضها البعض من جانب وبينها وبين الصوت البشرى من جانب آخر. وأجمل ما فى مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية على مدى تاريخه هو منع دخول النغمة النشاز بين أروقته.

تحية إلى الدكتور خالد داغر مدير المهرجان والدكتورة لمياء زايد رئيس الأوبرا والمهرجان، لأنهما اهتما واعتمدا هذا العام على الشباب بمنحهم مساحة تليق بمواهبهم، لتظل مصر قبلة الغناء العربى تتحدث عن نفسها، بما تقدمه للساحة العربية من أفكار وأسماء ومواهب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمجد مصطفى الزاد اللجنة التحضيرية العليا الموسيقى العربية الدول المتحضرة الموسیقى العربیة إدارة المهرجان

إقرأ أيضاً:

نقاد: وصلة طرب ودعم للشعوب بمهرجان الموسيقى العربية على أرض «المحروسة»

توقع عدد من نقاد الموسيقى النجاح لدورة مهرجان الموسيقى العربية قبل انطلاقها، لتوافر عدة مميزات، فالدورة تجمع أكثر من 20 دولة خلال حفلاتها، والمهرجان من أهم مهرجانات الموسيقى فى المنطقة العربية، ويحافظ على فكرة التراث الموسيقى، وأيضاً سيخصص المهرجان جزءاً واضحاً لدعم البلاد العربية المُحتلة، كما سيعمل المهرجان على إحياء حركة الموسيقى فى مصر، من خلال استضافة كبار نجوم الغناء فى مصر والوطن العربى على مسارح الأوبرا المختلفة فى القاهرة.

«السماحى»: الغناء المصرى بخير.. ولا لوم على المعتذرين والمشاركين

من جانبه، قال الناقد أحمد السماحى، إن مهرجان الموسيقى العربية أحد أرقى المهرجانات التى تقام على أرض مصر، ويعيد لنا كل ماهو راقٍ وجميل فى الأغنية المصرية، ويشعرنا بالزمن الجميل وفنانيه.

وتحدث «السماحى» لـ«الوطن» عن مشاركة عدد كبير من المطربين خلال فعاليات المهرجان، قائلاً: «جميع المطربين المشاركين فى المهرجان، هم قامات غنائية رائعة، وأصوات تجمع بين القوة والعذوبة، وأغانيهم تجمع بين الرومانسية والحماس السليم».

وأضاف: «أعتقد أن المهرجان سيخصص جزءاً واضحاً من فعالياته لدعم البلاد العربية المُحتلة، فى ظل مشاركة نجوم من مختلف البلاد، ولكن كنت أتمنى أن يأخذ المهرجان هذا العام صيغة وطنية، بتسخير ليالى المهرجان فى تقديم أغان وطنية، بمعنى أن كل مطرب مشارك يقدم 4 أو5 أغان وطنية، خاصة أن كل المطربين المشاركين قامات فنية كبيرة، ويمتلكون تاريخاً غنائياً كبيراً، وبالنسبة للمطربين الجدد، فبإمكانهم غناء أى من الأغانى الوطنية المعروفة لأى مطرب آخر».

وبشأن اعتذار عدد من المطربين اللبنانيين عن عدم المشاركة فى المهرجان بسبب الأحداث، قال السماحى: «لا لوم عليهم، نظراً لتأثرهم الشديد بالظروف التى تحدث داخل بلادهم وتضامنهم مع شعبهم، وأيضاً لا لوم على من اختار المشاركة، فهناك مطرب مناضل يستطيع أن يتغلب على الحزن والاكتئاب، وهذا كما قال أبوالطيب المتنبى، لا تحسبوا رقصى بينكم طرباً، فالطير يرقص مذبوحاً من الألم».

واختتم «السماحى» حديثه عن مهرجان الموسيقى العربية، قائلاً: «المهرجان نتنفس من خلاله الغناء، ونستمع لأغانى الزمن الجميل، ونقول إن الغناء المصرى ما زال بخير»، مشيداً بواحدة من المفاجآت التى ستتضمنها الدورة الـ32، وهى تنظيم حفل خاص لأبرز أغانى كوكب الشرق أم كلثوم يوم الأحد الموافق 13 أكتوبر، وسيحييه عدد من الفنانين الشباب، من بينهم أسماء كمال، رحاب مطاوع ورحاب عمر.

وتحدث الناقد محمود فوزى قائلاً إن مهرجان الموسيقى العربية، أحد أهم مهرجانات الموسيقى فى المنطقة العربية، ويحافظ على فكرة التراث الموسيقى، ولا يعتمد على فكرة نجوم الـ«سوبر ستار» فقط، وإنما يشارك عدد من المطربين الشباب المتميزين بأصوات عذبة، فضلاً عن نجوم الصف الأول بموسيقاهم المحترمة، التى يعشقها الجمهور وينتظرها كل عام.

وأضاف فوزى: نجد فى المهرجان حفلات ترفع شعار «كامل العدد» كل عام، لبعض الفنانين، منهم مدحت صالح، أنغام، صابر الرباعى، الكينج محمد منير، الذى حرص على وجوده خلال فعاليات مهرجان الموسيقى هذا العام رغم مرضه، وغيرهم من المطربين الذين تحمل أغانيهم الطابع الشرقى المحترم.

مقالات مشابهة

  • قناة الحياة تعرض حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية على الهواء مباشرة
  • وزير الثقافة في مهرجان الموسيقى العربية: مصر مهد الفنون وأهلها يعشقون الغناء
  • الليلة.. مدحت صالح ولطفي بوشناق في افتتاح مهرجان الموسيقى العربية
  • خاص| الاستعدادات النهائية لحفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية.. صور
  • ماذا ستشاهد في افتتاح مهرجان الموسيقى العربية 2024
  • نقاد: وصلة طرب ودعم للشعوب بمهرجان الموسيقى العربية على أرض «المحروسة»
  • غدًا.. انطلاق الدورة الـ32 لمهرجان الموسيقى العربية
  • لعشاق الغناء اليمني.. موعد ومكان حفل أحمد فتحي بمهرجان الموسيقى العربية 32
  • مهرجان الموسيقى العربية 2024| موعد ومكان حفل نادية مصطفى