ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (هل ارتداء الرجال للسلسلة الفضة حرام حتى لو كان متعارفًا عليها أنها للرجال؟ وهل ربط الرجل لشعره على هيئة ضفائر حرام؟ وهل فيه تشبه بالنساء مع أنه ورد في السنة؟ وهل هناك قواعد محددة لمعنى التشبه بالنساء؟

هل صبغ الشعر باللون الأسود حرام للرجال والنساء؟.. احذره في هذه الحالة هل يجوز للرجل تلوين الشعر من باب الزينة .

. أمين الإفتاء يوضح

وقالت دار الإفتاء إن ارتداء الرجال للسلسلة الفضة محل خلاف بين الفقهاء، والذي نراه أنه يجوز للرجال لبس السلسلة الفضة، لكن هذا الجواز مقيدٌ بألا تكون في بلد اختص النساء فيه بلبس سلاسل الفضة، وألا تكون السلسلة نفسها مما صُنِع للنساء. فالأمر في ذلك راجع إلى العادة والعرف.

وذكرت أن القواعد الضابطة لمعنى التشبه الممنوع بالنساء هي:

أولًا: أن يكون التشبُّه مقصودًا؛ بأن يتعمد الرجل فعل ما يكون من شأن النساء، وأن تتعمد المرأة فعل ما يكون من شأن الرجال، أما مجرد التوافق بدون قصد وتعمد فلا حرج فيه، فالناس بأجناسها تتفق في أمور مشتركة؛ كاستعمال أدوات الأكل وركوب الطائرات وما إلى ذلك. فإذا انتفى القصد كان الفعل تشَابُهًا لا تشبُّهًا، ولا حَرج في التشابه فيما لم يُقصَد.

ثانيًا: أن يكون التشبه في شيء هو من خصائص الجنس الآخر، ومعيار ذلك الدين، أو الطَّبع والجِبِلَّة، أو العرف والعادة، وكثير من التشبه يكون في ذلك في أول الأمر، حيث يوجد القصد والتعمد والإعجاب، ثم بعد ذلك يصير شيئًا مألوفًا لا شذوذ فيه، ولا يُعَدُّ تشبهًا مذمومًا.

وأوضحت أن الأمران منتفيان في لبس الرَّجُل لسلسلة الفضة، فإذا جرت عادة الناس بلبس الرجال لسلاسل الفضة، وكان ذلك من غير قصدِ التشبه بالنساء فلا مانع منه شرعًا؛ لتغير الأعراف بين الناس، ولانتفاء قصد التشبه بالنساء، إضافة إلى أنَّ القول بخصوص التَّشبُّه بالنساء في لبس السلسلة وكونها غير معتاد على اللبس- منقوضٌ باعتياد لبسها من جانب الرجال مع وجود مسميات رجالية لأصناف هذه السلاسل، فالتَّشبُّه بالنساء في لبسها منتفٍ لذلك.

وتابعت:  ومن ثم لا يُتورَّك على هذا الجواز بأنَّ لبس الرَّجُل لسلسلة الفضة فيه تَشبُّه مقصود بالنساء، وهو داخل في اللعن الوارد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرَّجُل يلبس لِبْسَة المرأة، والمرأة تلبس لِبْسَة الرجل". أخرجه أحمد في "المسند"، وأبو داود وابن ماجه في "السنن"، والنسائي في "السنن الكبرى"، وصَحَّحه ابن حبان والحاكم.

وأضافت أنه كذلك الحال في ربط الرجل لشعره على هيئة ضفائر، مرَدُّ الأمر فيه إلى العادة والعرف، ولم يعتَدْ أهل مصر مثلًا على مثل هذا، وما ورد في السنة إنما كان ذلك لعادة العرب في هذا، وهذه العادة اختفت من غالب بلاد العرب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الرجال الفضة ضفائر الفقهاء ه بالنساء

إقرأ أيضاً:

دومينيك دي فيلبن: آخر الرجال المحترمين في فرنسا

في ندوة دولية عقدت مؤخرا في باريس بعنوان «تخيّل السلام» تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزهاء النصف ساعة ذكر فيها «الهجوم الإرهابي للسابع من أكتوبر» مرتين أو ثلاث، لكنه لم يشر إلى آلاف الضحايا الفلسطينيين والدمار الكامل لقطاع غزة إلا في جمل اعتراضية غمغمها بسرعة.

كان الرئيس الفرنسي آخر المتحدثين في افتتاح هذه الندوة التي نظمتها جمعية «سانت إيجيديو» الإيطالية بعد أن تحدث من المنصة ممثلون عن الأديان السماوية الثلاثة لم يتوقف عند مأساة غزة، كل بطريقته ودون إسهاب، سوى رئيس أساقفة كانتربيري الإنكليزية وممثل عن عميد مسجد باريس.

القضية ليست هنا وإنما في أن الكاتب الكبير أمين معلوف الأمين العام الدائم للأكاديمية الفرنسية، وكان من بين المتحدثين الثمانية في تلك الجلسة، لم يشر بكلمة واحدة إلى معاناة غزة بل ولم يشر بكلمة واحدة إلى ذلك القصف الإسرائيلي العنيف الذي كان يتعرّض له بلده الأصلي لبنان الذي جاء منه إلى فرنسا نهاية السبعينيات.

المفارقة الكبرى التي قفزت إلى الذهن وقتها، سواء في مواجهة ماكرون أو معلوف، هي شخصية فرنسية تجمع بين السياسي والمثقف، وكلاهما يرفض التماهي الأعمى والمهين مع الرواية الإسرائيلية لما جرى منذ عام، بل ولكل ما جرى دائما، قبل ذلك وبعده. هذه الشخصية هي دومينيك دي فيلبن، السياسي والدبلوماسي والكاتب والمحامي الذي احتل مناصب هامة في عهد الرئيس الأسبق جاك شيراك، حيث كان وزيرا للخارجية (2002- 2004) قبل أن يصبح رئيسا للحكومة الفرنسية (2005 – 2007).

إنه «الديغولي الأخير» كما وصفه لي أستاذ جامعي فرنسي، الذي اشتهر بخطابه التاريخي الرهيب أمام مجلس الأمن الدولي في 14 فبراير/شباط 2003، وفيه أعلن فيه رفض باريس لقيام تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة لغزو العراق.

كان دو فيلبن، ومنذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، واضحا وصريحا فمع أنه أدان ما أقدمت عليه هذه حركة «حماس» فجر السابع من أكتوبر العام الماضي إلا أن ذلك لم يمنعه من الإشارة في حديث لقناة «بي إف أم» الإخبارية الخاصة، الموغلة في تأييد إسرائيل، إلى «فخ النزعة الغربية، وتضاؤل رؤيتنا … نحن وإسرائيل، الرؤية الغربية التي ترفضها أغلبية المجتمع الدولي اليوم».

ويمضي شارحا بالقول إن هذه «النزعة الغربية هي الفكرة القائمة على أن الغرب، الذي أدار شؤون العالم لمدة خمسة قرون، سيكون قادراً على الاستمرار في القيام بذلك دون تغيير، وهو توجه نراه بوضوح، بما في ذلك في مناقشات الطبقة السياسية الفرنسية، التي تعتقد أننا يجب أن نواجه ما يحدث حاليا في الشرق الأوسط، بمواصلة القتال بصورة أكثر شدة، حتى أننا نتجه نحو ما يمكن وصفه بحرب دينية أو حرب الحضارات، مما يؤدي لأن نعزل أنفسنا بشكل أكبر على الساحة الدولية، وهذا منهج خاطئ».
لم يتردد دي فيلبن منذ البداية في إبراز فشل الغرب في منع ازدواجية المعايير في التعامل مع القانون الدولي
ولم يتردد دي فيلبن منذ البداية في إبراز فشل الغرب في منع ازدواجية المعايير في التعامل مع القانون الدولي قائلا «نحن نعاقب روسيا عندما تهاجم أوكرانيا، ونعاقب روسيا عندما لا تحترم قرارات الأمم المتحدة، ولكن وعلى مدى 70 عاما يتم التصويت على قرارات الأمم المتحدة، عبثا، ولم تحترمها إسرائيل».

ظل دي فيلبن وفيا لهذا المنطق، متحدثا دائما بأسلوب متدفق وجذاب، رغم كل ما تعرّض له من تشويه وشيطنة من الدوائر الفرنسية الموالية لإسرائيل. واصل الرجل مصارحة الرأي العام الفرنسي بما لا يحب سماعه، وبما لا يريد أو يتجرأ غيره أن يقوله، باستثناء بعض الشخصيات اليسارية وأشهرها طبعا جان لوك ميلنشون زعيم حركة «فرنسا الأبية».

ظل هذا المثقف الكبير وفيا للمدرسة الديغولية التي تكاد تنقرض في فرنسا، كما ظل الشخصية التي يقول ما يقوله دون طموح سياسي وبعيدا عن مناكفة غيره لحسابات انتخابية أو غيرها فهو في غنى عن كل ذلك.

مضى دي فيلبن في آرائه إلى النقد اللاذع لسياسة باريس تجاه ما يجري في المنطقة العربية والتي أضاعت بالكامل تقريبا ما كانت تتمتع به من تميّز سواء في عهد حكم اليمين أو اليسار في العقود الماضية، ففي مقابلة أخيرة له مع «إذاعة فرنسا الدولية» قال بأن «فرنسا لم يعد لها من صوت على الساحة الدولية وهذه فضيحة بالنسبة للديمقراطية. وكل ذلك باسم ماذا؟! آه إنها الحرب، هكذا !! (سقوط آلاف القتلى المدنيين) ولهذا نحن في أوج العبث (أو اللامعقول)».

يقول هذا الكلام في حين يقول رئيس وزراء فرنسي سابق مثله هو إيمانويل فال بأنه «إذا سقطت إسرائيل، سقطنا نحن».، هكذا بكل بساطة، في ما يستمر الإعلام الفرنسي بأكمله تقريبا في تبني الروايات الإسرائيلية ودعمها إلى درجة أن مجلة «الإكسبرس» على سبيل المثال لا الحصر، اختارت في الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر أن يكون غلافها هذا الأسبوع تحت عنوان عريض «عام من اشتعال معاداة السامية»!!.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • حكم تولي الخطابة دون الحصول على مؤهل لذلك.. دار الإفتاء تجيب
  • ما هى حقوق الطفل في الإسلام؟.. الإفتاء تجيب
  • 3 سنن لصلاة يوم الجمعة للنساء
  • الإمارات: النهوض بالنساء مفتاح تحقيق السلام والتنمية المستدامة
  • حكم صلاة الفريضة على كرسي.. الإفتاء تجيب
  • حكم الصلاة بين المغرب والعشاء.. دار الإفتاء تجيب
  • ما حقيقة خصم 2% من معاشات نوفمبر 2024.. هيئة التأمينات تجيب
  • دومينيك دي فيلبن: آخر الرجال المحترمين في فرنسا
  • كيفية أداء صلاة الجماعة للأصم.. دار الإفتاء تجيب