يبرز تفاعل الفن المعاصر مع السرديات التاريخية لمنطقة وسط البلد.. تفاصيل النسخة الرابعة من "حي القاهرة الدولي للفنون"
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق انطلقت، مساء أمس الخميس، فعاليات النسخة الرابعة لـ "حي القاهرة الدولي للفنون (CIAD)"، بمشاركة عدد من الفنانين من مصر والسعودية وأمريكا، بلجيكا وإيطاليا وفرنسا وسويسرا؛ والذين يقدم كل منهم منظورًا فريدًا، من خلال أعمال تتنوع بين الفيديو، المنحوتات، اللوحات، والعروض الحية؛ والتي تُظهر تفاعل الفن المعاصر مع السرديات التاريخية والثقافية لمنطقة وسط البلد.
على هامش الفعاليات، يقدم معرض "سجلات القاهرة" استكشافًا بديعا لمساحات المدينة المتنوعة، من المقاهي القديمة المليئة بالذكريات إلى المنازل المهجورة والمباني الأيقونية التي شهدت تاريخ المدينة الغني. حيث يستكشف الدور الهام للفنانين في توثيق المشهد الفني المتطور في القاهرة، ويحتفي بالعلاقة الديناميكية بين الفنانين وبيئاتهم من خلال سرد كل فنان لقصة من خلال عمله الفني تتفاعل مع الموقع الذي تعرض فيه.
ووفق المنظمين، يأتي اختيار منطقة وسط القاهرة لاستضافة فعاليات النسخة الرابعة لطبيعتها المعمارية المميزة والتي تعود إلى القرن التاسع عشر، وتعد شهادة على إبداع المهندسين المعماريين العالميين الذين تركوا بصمتهم على المنطقة حينما قرر الخديوي إسماعيل تطوير العاصمة المصرية.
نادين عبد الغفار: الفن مرآة المجتمع والمعرض فرصة لعرض أعمال تعبر عن قلب المدينةخلال الافتتاح، أوضحت القائمة على النسخة الرابعة من المعرض، نادين عبد الغفار، أن معرض "حي القاهرة الدولي للفنون"، يعد معرضًا موازياً للنسخة الرابعة من معرض "الأبد هو الآن" المقرر إقامته في منطقة أهرامات الجيزة في الفترة من 24 أكتوبر إلى 16 نوفمبر المقبل "حيث يتيح للفنانين المعاصرين -المحليين والدوليين- تصور إرث هذه المنطقة التاريخية من خلال أعمالهم المعبرة عن قلب المدينة النابض بالحياة"، حسب تعبيرها.
وقالت: "لا يوجد شك في أن الفن هو مرآة المجتمع، ومنطقة وسط القاهرة بما تمثله من ماضٍ عريق وحاضر نابض بالحياة تعتبر مكانا مثاليا لعرض حكايات المجتمع وفنونه".
وأضافت عبد الغفار للمرة الأولى، كجزء من فعاليات "حي القاهرة الدولي للفنون"، تنطلق مبادرة "دائرة المصممين" وهي مبادرة رائدة تهدف إلى تعزيز التعاون بين الفنانين والمصممين والمهندسين المعماريين، وتشجع التبادل بين التخصصات المختلفة، ما يسمح للمبدعين من مختلف المجالات بالاجتماع معًا لإطلاق العنان لإمكاناتهم، وإنشاء مساحات منسقة وجذابة بصريًا.
وتابعت: "من خلال "دائرة المصممين"، سيتخطى المشاركون حدود التصميم المعتادة، ويلهمون بعضهم الأفكار الإبداعية والتعرض إلى تجارب فنية مختلفة".
أكتسوهي كاتاهاشي: من المهم حماية أصوات الفنانين بغض النظر عن جنسياتهمقالت أكتسوهي كاتاهاشي أخصائي برنامج الثقافة للمكتب الإقليمي لليونسكو في مصر والسودان، إن منظمة اليونسكو ترعى هذه الفعاليات على مدار عدة سنوات. ويسرها أن ترى التطور الكبير لهذا الحدث المهم وكذلك تأثيره الإيجابي على المشهد الثقافي والفني.
وأضافت أن اتفاقية عام 2005 كانت من أبرز الاتفاقيات التي ترتكز على تعزيز التنوع الثقافي، وتسلط الضوء على قوة تأثير الثقافة، خاصة في ظل الأزمات والصراعات، وهو أمر مهم للغاية.
وتابعت من المهم أيضًا حماية أصوات الفنانين، بغض النظر عن جنسياتهم.
وقالت الفنانة سيلفا نجادا أحد المشاركين في دائرة المصممين، أنهم يعرضون لأول مرة في دائرة المصممين وهو ما أسعدها لأنهم لأول مرة كشركة تصميم أزياء يعرضون خارج الفيلا الخاصة بهم، وأكدت أن كل المجموعة المعروضة منسوجة بشكل يدوي؛ وهم يهدفون إلى الحفاظ على هذه الحرفة التراثية من الاندثار.
وقال الفنان محمد بنوي إن "حي القاهرة الدولي للفنون" يتطور كل عام، وهي مبادرة هامة تبرز أعمال الفنانين المعاصرين وأفكارهم ورؤيتهم لواقعهم
واكد أن عرضها في منطقة وسط البلد التاريخية تكسبها ثقلا فنيا وتعطي لها بعدا جديدا ومختلفا.
MS403856 CH2A7953 CH2A7807 MS404028المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفن المعاصر حي القاهرة الدولي للفنون معرض الفنانين المنحوتات اللوحات حی القاهرة الدولی للفنون النسخة الرابعة من خلال
إقرأ أيضاً:
سوق دقلو السياسي: من شفشفة البيوت إلى شفشفة السرديات!
*كما للميليشيا أسواق دقلو للسلع المادية المشفشفة/ المنهوبة، أيضاً لأعوانها سوقهم للسرديات والسلع الرمزية المضروبة التي تسري عليها قوانين الندرة والتوزيع والهيمنة والطلب والعرض تماماً كما في أي نظام اقتصادي. وقد برز مفهوم ”اقتصاد الخطاب” عند بيير بورديو، وميشيل فوكو، وهو لا يتعامل مع الخطاب كمجرد محتوى لغوي، بل كـ”سلعة رمزية”. في إطار هذا الاقتصاد، يتم التعامل مع: الخطاب باعتباره رأسمالاً، يمكن استثماره، وتوظيفه*:
* *لأن الميليشيا حديثة عهد بالسياسة وإنتاج الخطابات فقد كلفت حاضنتها السياسية مهمة إدارة اقتصاد الخطاب “كسلطة منتِجة للخطاب” وإنتاج المعنى وتوزيعه وتدويره وتحديد دوائر تلقيه، ولم تملك “تقدم” إلا التنفيذ، وكانت خسارتها بسبب ذلك لا تعوض .*
* *في هذا الاقتصاد الكلمات عملة منها المشروعة ( كل الكلمات التي تخدم بقاء الميليشيا ونفوذها )، ومنها المحرّمة ( مليشيا، متمردة، إرهابية، خيانة، مرتزقة، عدوان أجنبي). والاقتصاد هنا يشمل الندرة، والتوزيع، والهيمنة، والطلب والعرض، تماماً كأي نظام اقتصادي.*
* *هذا السوق يخدم أسواق دقلو بالصمت وبالكلام، إذ تهمش “تقدم” جرائم النهب واسعة النطاق، ولا يتحدث قادتها وانصارها أبداً عن “أسواق دقلو”، بل ويحتج أحد قادتهم على قول الناس ( “والله العظيم شفشفوا بيوتنا” ) ويستدعي رواية غير موثقة من الماضي لتبرير واقع موثق في الحاضر، ليتحول الخطاب إلى أداة “لإعادة توزيع اللوم”. ولإعادة تعريف “العدو” فيما يخص المنازل والشفشفة، ولخلق “توازن أخلاقي زائف” تميل كفته لصالح الميليشيا!*
* *الاستجابة الانقسامية” : نفذت “تقدم” أمر انتداب جزء منها لحكومة الميليشيا، وهؤلاء وازنوا بين ربح التحالف ( مال، مناصب) وتكلفته ( التشيطن كالميليشيا تماماً )، ورأوا أن الربح أكبر، بينما قدر البقية أن موازنة الأرباح ( الدعم المالي والسياسي من الميليشيا) والتكلفة ( خسارة الرأي العام ) تحتم عليهم البقاء في المنطقة الرمادية.*
* *إدارة الاستثمارات الخطابية بعناية: لا تريد “تقدم” خسارة الشارع فتبقى على مسافة محسوبة من الميليشيا، مسافة تكفي لتقديم الخدمات وتسمح ب”الإنكار المعقول” كما تتصور!*
* *لا تملك “تقدّم” القوة العسكرية، لكنها تملك أدوات خطابية تُعيد تدوير خطاب الهيمنة. فهي تُعيد إنتاج مفاهيم مثل: “لا منتصر في الحرب”، “السودان يهدد الإقليم والعالم”،”يجب تفادي “العداء المجاني” للدول الصديقة”، وهذه المفاهيم ليست بريئة، بل هي جزء من آليات الهيمنة التي تسهم في خلق سردية تخدم مصالح الميليشيا ومصالح إقليمية ودولية.*
* *اقتصاد الإدانة: تستخدم تقدم “الخطاب الدبلوماسي” كغطاء سياسي لتحالفاتها المشبوهة، ولا تدين الدول التي تدعم الميليشيا. لأنها تدير حسابات دقيقة: إدانة هذه الدول لها “تكلفة” لا تريد أن “تدفعها” لناحية التأثير السلبي على علاقتها مع الميليشيا، ومع هذه الدول، ولناحية تجنب خدمة السردية المضادة لسردية الميليشيا. الصمت هنا “خيار اقتصادي”: يضمن لها تحقيق مصالحها، والبقاء في دائرة “الاعتدال” و”العقلانية المقبولة” لدى هذه الدول والميليشيا وحتى الغرب!*
* *محو الفاعل الحقيقي: الحديث عن الكارثة الإنسانية دون ذكر الميليشيا المتسببة فيها، بل واستخدامها لصالحها عبر اتخاذها ذريعةً للتفاوض معها، وتقديم تنازلات كبيرة لها. حين يُمحى الفاعل الحقيقي لغوياً، يُمحى بالتدريج من الذاكرة الجمعية. وهذا يُشكل جزءاً من “صناعة النسيان”، بحيث تُعاد صياغة السردية العامة بشكل يعفي الجناة من المحاسبة. هذا المحو ليس خللاً لغوياً عفوياً، بل قرار استراتيجي.*
* *إعادة توزيع الذنب مسبقاً : ( الجيش هو الذي أشعل الحرب) وهو أسلوب يُستخدم لإعادة توزيع الذنب مسبقاً، عبر استباق النقاش وطرح تفسير عام يعفي طرفاً محدداً من المسؤولية، هذه طريقة لإعادة ترتيب مشهد الذنب لتجنيب الحليف السياسي اللوم المباشر.*
* *حوسبة الاتهام: وهي استعارة تشير إلى طريقة حسابية أو “برمجية” تُوزّع فيها التهم والخطايا على الأطراف كما لو كانت نتائج خوارزمية لا تحمل انحيازًا، بينما في الواقع تم تعديل المعادلة لتخدم طرفًا معينًا. هذا يحدث عندما يُستخدم الخطاب كآلة حساب محكومة بالمصالح الخاصة، لا كأداة للعدالة.*
* *حذف الفاعل من المشهد اللغوي: التركيز على معاناة المدنيين دون تحديد الجهة المسؤولة، وهذا ليس مجرد خطأ أسلوبي، بل هو أداة في الصراع على السردية، تُستخدَم لضبط حدود الإدانة، وتوجيه بوصلة الرأي العام، وتوفير حماية للمعتدين باسم الحياد . الحذف هنا فعل سياسي استراتيجي، يقوم به خطاب “تقدم” عن عمد.*
* *”اقتصاد الصمت”: هو أحد الضرورات في لحظات الصراع، وهو ليس مجرد امتناع عن الحديث، بل تكتيك رمزي/سياسي عميق، تُدار عبره موازين القوى ، لا سيما في السياقات التي يكون فيها الكلام محفوفاً بالكلفة أو العواقب. وهو يشير إلى “الأنماط المنظمة التي يتم بها تبرير، وتوظيف، وتوزيع الصمت في المجال العام، وفقاً لحسابات رمزية وسياسية ومعنوية”. أي أنه ليس “غياباً للقول”، بل “قولٌ من نوع آخر”، صمتٌ له وظيفة، وموقع، وسياق، ويُنتج تأثيراً بقدر وربما أكثر من الكلام أحياناً.*
* *”المحايد الناشط”: هو الفاعل الذي يُعلن حياده، لكنه ينشط فعلياً في خدمة طرف معين من خلال مواقف منتقاة، صمت انتقائي، أو نشاط إعلامي موجه. ووظيفته صناعة غطاء أخلاقي وقانوني للانحياز، من داخل إطار يبدو “مستقلاً”، وهنا يتحوّل الحياد إلى أداة فاعلة في تثبيت رواية المليشيا.*
* *”الخطاب الرمادي” : لا يعيش في الهواء، بل في بيئة شبكة تضليل محكمة التنظيم، يُعاد فيها إنتاج الصمت والتبرير وتجميل الانحياز. و”تقدم” ليست حالة شاذة بل نموذج واضح لما يسميه بورديو:”هيمنة بلا عنف، وصراع بلا سلاح، يُخاض في ميدان المعاني.”*
* *إنتاج معنى مربح: من الجريمة إلى الشرعية، وفق اقتصاد الخطاب، ما هو مهم ليس الحقيقة، بل ما يمكن بيعه من المعنى. حين تضغط “تقدم” للتفاوض بشروط الميليشيا، فهي تساهم في إنتاج معنى جديد: الميليشيا ليست خصماً، بل طرف سياسي، التسوية ليست خيانة، بل ضرورة. المحاسبة ليست أولوية، بل عرقلة للسلام. هذا المعنى مربح في سوق يفضل الأرباح على الحقيقة.*
*وهكذا، نجد أن جماعة “تقدّم” تدير خطابها مثلما تُدار الميزانية: بحساب، وتكلفة، وتوازن بين الصمت والتصريح لخدمة مصالحها ومصالح حلفائها في سوق دقلو آخر يمثل “المعادل السياسي” لأسواق دقلو، ويحمل ذات الخلل الأخلاقي لدى البائعين والمشترين.*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب