صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-17@05:18:41 GMT

أسئلة في أتون اللهيب

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

أسئلة في أتون اللهيب

 

أسئلة في أتون اللهيب

خالد فضل

قد يرى بعض الناس أن الوقت ليس لطرح الأسئلة بقدر ما المطلوب إجتراح إجابات، هذه فرضية واقعية دون شك لأنها تعبّر عن حالة الضيق التي يعانيها الناس،  فقط كيف ستكون الإجابات صحيحة إذا لم يتم طرح الأسئلة نفسها ؟ هنا في هذه الكلمة سأحاول طرح بعض الأسئلة عساها تكون مفتاحا للإجابات، وهذا أمر يعرفه التربويون عند إعدادهم للإمتحانات، لذا يقولون (فهم السؤال نصف الإجابة) .

لماذا يساوي العالم بين الطرفين ؟

بالطبع من ينظر لهذا السؤال من زاوية إنحيازه المسبق لأي طرف (الجيش/ الدعم السريع) قد يستغرب، لأنه يرى في انحيازه أمر طبيعي لا يحتاج إلى سؤال، بينما لشخص غير منحاز لأي طرف منهما قد يبدو السؤال منطقيا ويتطلب إجابة . طبعا المساواة المطروحة نفسها ليست بالضرورة حذوك النعل ؛ فما من عاقل مثلا يمكن أن يساوي في كل شئ بين خريج في كلية الهندسة اليوم بخريج من نفس الكلية قبل 30سنة، لكن تكون المساواة في أن كليهما استوفى شروط التخرج في المجال، وحاز على درجته العلمية من نفس الجهة، رغم اختلاف الزمان، فيقال لكليهما (مهندس) . بتطبيق هذا المعيار على الطرفين نجد أن كلا الطرفين يستندان على قانون لكل واحد منهما، أجازته جهه واحدة هي المجلس الوطني في 2017م، ثم جاءت الوثيقة الدستورية 2019م وهي تؤكد على وجودهما معا كمكون عسكري له شراكة دستورية مفصلة ومحددة غض الطرف عن رأينا في تلك القوانين ؛ فإجازة القوانين أو إلغائها له طرق معروفة لا يدخل من ضمنها بالطبع الرأي الشخصي لفرد أو حتى جماعة . عليه بموجب هذه المواثيق نالت قوات الدعم السريع صفة (طرف) دستوري، مع حفظ حق الجيش (كطرف) دستوري أصيل دون شك، والدليل على الوعي العام بأصالة الجيش هتافات الشارع الثوري ( العسكر ؛ يقصد هنا الجيش للثكنات، والجنجويد ؛ يقصد الدعم السريع ينحل )، وكما ورد في اتفاقية سلام دارفور في جوبا 2020 تم النص على إعادة هيكلة واصلاح الجيش والمنظومة الأمنية لتصبح ( وطنية قومية مهنية موحدة ) وتفسير هذا النص يعني أنّ هذه المنظومة تفتقر إلى الصفات المراد تكوينها بها , أو أن يكون هذا النص بلا معنى ؛ مثل تفسير الماء بالماء، يمكن سؤال الطرفين الموقعين على النص ليوضحا للرأي العام ما المقصود . كما جرى الاتفاق على بند دمج الدعم السريع في الجيش ضمن بنود الاتفاق الإطاري 2022م، وهذا تأكيد على وجودهما كطرفين دستوريين حتى صباح 15أبريل 2023م . ما حدث بعد ذلك لا يعتد به كثيرا لأنه نجم عن حالة الصراع، ووجود الصراع لا يلغي وجود طرف مهما كانت جريرته، فعندما يتعامل العالم مع الصراع كونه بين طرفين حكوميين فهو غير مخطئ في تقديري . مثلا عندما يتشاجر شخصان في الطريق تأخذهما الشرطة كطرفين في الشجار، أما الفصل في أيهما مخطئ فهذه مهمة القاضي في المحكمة . في حالة حرب السودان يكون القاضي أو المحقق للدقة هو طرف ثالث محايد ( لجنة تحقيق دولية أو إقليمية مستقلة ومحايدة تنشأ من هيئة دولية الأمم المتحدة)، تحدد جرائم وانتهاكات كل طرف وتوصي بالمحاسبة، فإذا تم تبرئة طرف منهما يكون الآخر هو المذنب تلقائيا ذلك أن أي طرف منهما يبرئ نفسه بالطبع ويلقي باللائمة على خصمه .

ثم إن الدعوة لوقف الحرب والجلوس لطاولة التفاوض بالضرورة تعني الطرفين، فهل مثلا تتم دعوة الجيش بصيغة الأب الرحيم، ودعوة الدعم السريع بصفته المذنب والابن العاق بوالده ؟ وبالتالي دعوته لينال حصة تأديبية ؟ ولعل الجيش نفسه قد ذهب إلى جدة في شهر مايو2023م ووقع أتفاق أو مبادئ مع الدعم السريع ؛ وما يزال قادة الجيش يربطون أي تطوير لمبادئ جدة بتنفيذها، ومع ذلك يريدون كشط الدعم السريع كأنه غير موجود،  الرغبة شئ والواقع شئ ربما يكون مغايرا للرغبة، والإنكار للواقع لا يغيره أبدا في حين يمكن للتعامل معه أن يغير أو يحقق بعض الرغبات إن لم يك كلها . العالم كله تقريبا بنظر من خارج الصندوق، والعقلاء من السودانيين لا ينجرون وراء قاطرة أيّا من الطرفين بل يقفون الموقف الأخلاقي السليم _في تقديري_ وهو رفض الحرب مبدئيا والعودة لمسار النقاش والحوار لأنه السبيل الأرجح والأسلم لوقف الانتهاكات والمعاناة وضمان سلامة البلاد وأهلها ,بل وإنهاء ظاهرة تعدد الجيوش (دستورية أو غير دستورية ) إذ طريق الحرب أو إنهاء الحرب بالحرب، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وسحق، وذبح، واستئصال واجتثاث وجغم وفتك ومتك ..إلخ من مفردات وعبارات لا تؤسس لسلام أبدا ولن تحقق الحل المستدام . هذا هو الواقع والتجربة الانسانية والتجربة السودانية الغنية بالحروبات الأهلية حد الثراء الفاحش .

ما هي وضعية القوات السودانية في حرب اليمن ؟

كما هو معلوم، فقد أرسل الرئيس المخلوع عمر البشير قوات للمشاركة ضمن عاصفة الحزم في حرب اليمن، وبحسب إفادات متطابقة فقد طلب البشير من السعودية والإمارات التعامل مباشرة مع قوات الدعم السريع، بل صارت هذه القوات تشكل العمود الفقري للعمليات البرية داخل اليمن , وفي ذات مرّة كشف حميدتي عن وجود 30ألف جندي سوداني يشاركون في تلك الحرب , صراحة لا أعلم شيئا عن وضعية تلك القوات الآن ؟ وعما إذا كانت تعامل وفق الخطة الأولى أم حدث تعديل في أمرها ؛ هل عادت ؟ إلى أين ذهبت قوات الدعم السريع على فرضية عودة قوات الجيش إلى بورتسودان . أم تم دمجها مع بعض ؟ أ ليس هذا موضع سؤال ثنائي الوجهة يخص الطرفين ؟ فهل عناصر الدعم السريع ضمن تلك القوات السودانية ينطبق عليها ما ينطبق على بقية المجموعات في نيالا أو المنشية بإعتبارها (مليشيا آل دقلو الإرهابية المتمردة المرتزقة ! ) أم هي قوات سودانية (غير مرتزقة) تؤدي مهمة نبيلة تقودها الإمارات والسعودية , وتدربها قوات الحلفاء ؟

أسئلة سريعة، هل خطاب حميدتي الأخير يدل على هزيمة واستسلام أم يدل على بداية مرحلة مكشوفة من الصراع بأسس جهوية وقبائلية ؛ أي صراع مجتمعات ؟ هل فيه توضيح للعوامل الخارجية بشكل مباشر حد الانخراط في القتال ؟ هل يتم حل النزاع سودانيا بوجود العامل الخارجي الأقوى ؟ هل هناك فرق موضوعي بين (تدخل قوات أممية) لفرض السلام وحماية المدنيين، وتدخل آحادي من هذه الدولة أو تلك لصالح هذا الطرف أو ذاك ؟ هل حمل الخطاب صك براءة للقوى المدنية الديمقراطية من دعاية اشعالها للحرب ووصفها بالحاضنة السياسية للدعم السريع أم أثبت ذلك ؟ ما العلاقة الموضوعية بين بنود الإتفاق الاطاري واشعال الحرب و وهل يوجد فيه بند ينص على ذلك ؟ هل أشعل الحرب من يؤيدون الاتفاق الإطاري أم من كانوا يعارضونه بوضوح ويهددون بالحرب ؟ أخيرا ما تفسير عودة وظهور قيادات حزب النظام المباد، أهي عودة طبيعية وظهور عادي في سبيل الله لا للسلطة ولا للجاه ؟

 

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع السوداني لـ”الشرق”: الجيش يمتلك زمام المبادرة ولن نتخلى عن دارفور

بورتسودان – الشرق/ قال وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم، إن القوات المسلحة تمتلك "زمام المبادرة" في الحرب التي دخلت عامها الثالث، مشيراً إلى أن الجيش لن يتخلى عن أي شبر من أراضي البلاد بما في ذلك مدن الفاشر والجنينة في إقليم دارفور.

وتشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر المناطق السكنية التي تقع خارج سيطرة قوات الدعم السريع بالإقليم، معارك محتدمة منذ أيام بعد أن أعلنت "الدعم السريع"، الأحد، سيطرتها على مخيم زمزم للنازحين المتاخم للمدينة.

وأضاف إبراهيم في مقابلة مع "الشرق": "الأوضاع في السودان بخير، والقوات المسلحة تمتلك زمام المبادرة وهي قادرة، وفقاً للتخطيط السليم وخبراتها التراكمية على مدى 100 عام من التنسيق والترتيب والتنظيم والقتال، على إزالة واستئصال التمرد"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

ولفت الوزير السوداني إلى اكتمال "المرحلة الأولى" من عمليات الجيش، معرباً عن أمله في أن تتكامل بقية المراحل اللاحقة فيما يتعلق بـ"أمر تطهير أرض الوطن من دنس التمرد"، على حد تعبيره.

وذكر أن كل الترتيبات المتعلقة بالحرب "تجري بخطط واضحة وبيّنة ولكلٍ وقته وأوانه"، مشدداً على أن القوات المسلحة السودانية "قادرة على قهر ترسانة التمرد".

ووصف إبراهيم خلال لقاء مع "الشرق"، الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بأنها "حرب دولية"، وقال، إنها "بُنيت على أجندات دولية وإقليمية ومحلية، والدعم السريع لم يكن إلا أداة لتنفيذ هذه الحرب البشعة".

وأشار إلى أن "القوات المسلحة بخبراتها التراكمية والتفاف القوات النظامية والمقاومة الشعبية والمُستنفرين (المتطوعين) والمواطنين حولها، تمكنت من ترتيب قدراتها، واستعادة جزء كبير من المناطق".

إقليم دارفور
ورداً على سؤال بشأن صحة الأنباء التي تحدثت عن إمكانية تخلي الحكومة عن إقليم دارفور الذي تسيطر قوات الدعم السريع على 4 من أصل ولاياته الخمس بعد سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم، اعتبر إبراهيم هذه "الاتهامات لا أساس لها من الصحة".

وأكد أن الحكومة "لن تتخلى أبداً عن أي شبر في أرض هذا الوطن بما في ذلك مدن الفاشر والجنينة"، معتبراً أن "استهداف قوات الدعم السريع لمخيمات النازحين في زمزم وأبو شوك هو انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان فيما يتعلق بأمر حماية المدنيين".

ويرى الوزير السوداني أن "المجتمع الدولي فشل في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2736 الخاص بفك حصار الفاشر، ومطالبة الدعم السريع بالابتعاد عن ساحة المدينة"، مضيفاً: "قد يكون ذلك قد تسبب بالإشكالات الحالية البيّنة والواضحة، والتي شهدها كل العالم، فيما يتعلق بأمر استهداف معسكرات النازحين".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت، الاثنين الماضي، سقوط أكثر من 300 مدني في اشتباكات اندلعت الجمعة والسبت الماضيين حول مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين ومدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، إن "هذا يشمل 10 من موظفي منظمة الإغاثة الدولية قُتلوا أثناء إدارتهم أحد آخر المراكز الصحية العاملة في مخيم زمزم"، فيما أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، الأحد، السيطرة على المخيم الواقع في شمال دارفور.

"انقلاب خاطف"
واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع ما بدد آمال الانتقال إلى حكم مدني. ومنذ ذلك الحين، شرد الصراع الملايين، ودمر مناطق في مختلف أنحاء البلاد.

واعتبر وزير الدفاع السوداني، أن الحرب اندلعت في البلاد بعد أن خطط الدعم السريع لتنفيذ "انقلاب خاطف" للسيطرة على السلطة في كل أنحاء البلاد في زمن وجيز، مشيراً إلى أن "فشل هذا المخطط أدى إلى القيام بعملية تدمير كامل وشامل لمقدرات الوطن في بنيته التحتية بعمليات تكاد تكون أكثر وحشية".

وعن تزايد استخدام الطائرات المسيرة خلال الحرب، أكد ياسين، أن "القوات المسلحة التي أظهرت وأثبتت قدرتها في تدمير الترسانة العسكرية الكبيرة لقوات المليشيا، قادرة على وضع خطوات وهي جارية للحد من استخدام هذه المسيرات".

وعن الاتهامات المتكررة بقيام الجيش السوداني بعدة انتهاكات، اعتبر الوزير، أن القوات المسلحة "مهنية ومحترفة وعمرها الآن 100"، لافتاً إلى أنه "يعمل وفق القانون الدولي الإنساني".

وتابع: "أما إذا ظهرت بعض الحالات الشاذة في هذا الجانب فهي تصرفات فردية لمقابلة ما حصل من الدعم السريع بإذلال الشعب السوداني، وليس هنالك أي عمليات خارج إطار القانون والأطر القانونية".

دمج قوات الحركات المسلحة
ورداً على سؤال بشأن أخر التطورات في ملف دمج القوات المساندة للجيش السوداني، أجاب ياسين: "إن اتفاقية جوبا للسلام الموقعة في 2020 تضمنت اتفاقاً بشأن دمج كافة حركات الكفاح المسلح في القوات المسلحة". وأشار إلى أن هذه الإجراءات "بدأت بصورة طيبة"، موضحاً أنه "تم دمج معظم القوات في القوات المسلحة"، وأشار إلى أن الحرب "قطعت" عملية استمرار الترتيبات الأمنية المتعلقة بالدمج.

وأضاف: "كل ما هو مرتب ومخطط له يسير بصورة واضحة وجلية في دمج كل القوات العاملة في القوات المسلحة كجيش مهني واحد محترف".

وذكر أن باب القوات المسلحة "مفتوح أمام كل سوداني يرغب في الانضمام لها".

ونصت اتفاقية جوبا التي تم توقيعها في أكتوبر 2020 بين الحكومة الانتقالية حينها والحركات المسلحة، على أن يتم دمج جميع القوات في الجيش خلال 90 يوماً من توقيع الاتفاقية.  

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع السوداني لـ”الشرق”: الجيش يمتلك زمام المبادرة ولن نتخلى عن دارفور
  • شهادات حية يرويها المتضررون.. كارثة إنسانية فى السودان بعد عامين على الحرب.. ميليشيات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية ضد مجتمع المساليت فى دارفور
  • عاجل - الجيش السوداني يعلن تطهير مناطق غرب أم درمان من الدعم السريع ومأساة نزوح جديدة تضرب الفاشر
  • بعد عامين من الحرب .. تفاصيل سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم؟
  • قائد في الجيش السوداني يكشف عن حجم خسائر الدعم السريع في معارك غرب أم درمان
  • قوات الدعم السريع تعلن قيام حكومة موازية في السودان مع دخول الحرب عامها الثالث  
  • الجيش السوداني يكشف عن حصوله على غنائم كبيرة من الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن القضاء على 8 أفراد من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني: نفذنا ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات الدعم السريع
  • والي الخرطوم يتحدث عن نسبة تواجد قوات الدعم السريع في العاصمة