لبنان ٢٤:
2025-02-16@21:44:56 GMT

سكان في جنوب لبنان باقون رغم القصف: لن نغادر!

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

سكان في جنوب لبنان باقون رغم القصف: لن نغادر!

يجد سكان بلدة رميش الحدودية في جنوب لبنان أنفسهم محاصرين بين نيران القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، لكنهم يرفضون ترك بيوتهم والاستسلام لحرب "فُرضت عليهم"، كما يقولون.

بعد عام من بدء الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل، تحوّلت المواجهات عبر الحدود اللبنانية اعتبارا من 23 أيلول، إلى حرب مفتوحة ازداد وقعها على سكان رميش المسيحية التي تبعد نحو كيلومترين عن الحدود مع إسرائيل.



يتحدث جوزيف جرجور، 68 عاما، في اتصال مع وكالة فرانس برس خلال فسحة قصيرة توافرت فيها شبكة الإنترنت الضعيفة في القرية، تفاصيل حياتهم الحالية، ويقول: "نحن مسالمون، ليس لدينا سلاح، ولا نحبّ الحرب منذ الأمس وحتى الآن. نريد البقاء في بيوتنا ولا نريد أن نكون طرفا".

ولا تتوقف أصوات القصف في القرية الحدودية التي تفترش هضابها بيوت بأسطح حمراء تصدّعت من عصف الانفجارات المتكررة.

مع ذلك، يقول الرجل الذي يعيش مع زوجته في القرية: "نحن صامدون في قريتنا حتى النفس الأخير، لن نتخلى عنها أو عن بيوتنا، سنبقى فيها مهما حصل".. فكيف يواجه جرجور وجيرانه في رميش والقليعة الحدوديتين "حصار القصف"؟

شلل تام في مختلف القطاعات في القرية المعروفة بزراعة التبغ وحقول الزيتون، يقول جرجور: "نحن محاصرون الطرق ليست ميسرة، ومن الصعب التوجه نحو بيروت"، مضيفا: "إذا قصفت إسرائيل يعبر القصف فوق رؤوسنا، وإذا ردّ عليها الحزب يمرّ فوق رؤوسنا".

بسبب صعوبة التنقل، يبرز شحّ في بعض السلع لدى سكان رميش البالغ عددهم حاليا نحو 6 آلاف شخص يشكّلون نسبة 90% من عدد السكان الإجمالي، وفق رئيس البلدية ميلاد العلم، فيما تستضيف البلدة أيضا مئات النازحين من قريتي عين إبل ودبل المجاورتين.

ويقول العلم إن "الحياة متوقفة منذ تشرين الأول 2023"، ويضيف: "كل المهن الحرة والأعمال والقطاع الزراعي، توقفت، ومن كان لديه مدخرات، صرفها خلال الأشهر الماضية".

خلال الحروب العديدة التي مرّت على جنوب لبنان وصولا إلى حرب تموز 2006 بين حزب الله وإسرائيل، لم تفرغ القرية يوما من السكان.

ويقول العلم إن حرب 2006 "استمرّت 33 يوما أما الآن فهي متواصلة منذ عام، ولا نعرف الأفق، هذا الأمر لا يشجع السكان على النزوح لأنهم إن غادروا فعلا، لا يعرفون متى يمكن أن يعودوا".

وبقيت القرى ذات الغالبية المسيحية في جنوب لبنان، بمنأى إلى حدّ بعيد عن القصف الإسرائيلي منذ بدء المواجهات بين إسرائيل وحزب الله الذي فتح "جبهة إسناد" لقطاع غزة من لبنان في الثامن من تشرين الأول 2023، أما القرى الشيعية المحيطة، فقد لحقها دمار هائل بسبب القصف الإسرائيلي وفرغت من سكانها.

مثل رميش، لا يزال ثلثا سكان قرية القليعة التي تبعد نحو 4 كيلومترات عن الحدود متواجدين فيها أيضا.

يقول كاهن الرعية بيار الراعي إن السكان قرّروا البقاء على الرغم من ورود اسم القرية في إنذارات الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة، ويضيف: "لن نخلي، نحن أشخاص مؤمنون ومتمسكون بأرضنا".

توجد في القرية حاليا نحو 550 عائلة، من أصل 900، وفق الكاهن، رغم صعوبة توافر بعض الأدوية وشحّ الوقود وأحيانا صعوبة التحرك وإغلاق المستشفى الأقرب في بلدة مرجعيون المجاورة.

ويتابع: "لا أعمال عسكرية في بلدتنا. جهدنا حتى لا تكون هناك أي أعمال عسكرية هنا، ولا توجد منشآت عسكرية".

في القرية التي يتوسطها تمثال للقديس جرجس، الحركة خفيفة صباحا وأصوات القصف والقصف المضاد تسمع بوضوح، لكن السكان يحاولون تخفيف عبء الحرب عن بعضهم البعض، لا سيما عبر الأنشطة الكنسية، كما تقول بولين متى التي تبلغ 40 عاما.

في حديث لها، تقول متى: "أقمنا مخيما صيفيا للأطفال لأسبوعين، القصف كان فوقنا والمسيّرة تحلّق، لم نكن لنتمكّن من الاستمرار هذا العام لولا تلك الأنشطة، نذهب إلى الكنيسة وننسى أن هناك حربا".

إلا أن الخوف لا ينتهي تماما، وتروي السيدة متى أنها أجهشت بالبكاء حين علمت أن قريتها باتت من القرى المهدّدة بالإخلاء.

وتقول الأم لأربعة أولاد، أكبرهم يبلغ من العمر 18 عاما وأصغرهم فتاة في الرابعة: "لم أعد أحتمل أصوات جدار الصوت أو القصف، أصرخ حين أسمعها".

لكن فكرة النزوح بعيدا تثير قلقها، لا سيما أن راتب زوجها الجندي في الجيش اللبناني، ليس كبيرا.   كذلك، تشدّد المرأة على أن الحرب "فرضت علينا، لا علاقة لنا بها"، وأردفت: "أصرينا على البقاء. لماذا نرحل؟ أنا مصرة على البقاء على الرغم من أنني أم لأربعة أولاد. لا أريد أن أتشرّد على الطريق". (بلينكس - blinx)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جنوب لبنان فی القریة

إقرأ أيضاً:

غارة اسرائيلية على جنوب لبنان  

 

 

بيروت - شنّت مسيّرة اسرائيلية السبت 15فبراير2025،غارة على بلدة في جنوب لبنان، على ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، قبل أيّام من انتهاء مهلة تنفيذ وقف إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل في 18 شباط/فبراير.

وقالت الوكالة إن "مسيرة اسرائيلية معادية نفذت غارة استهدفت حي العقبة في أطراف بلدة عيناتا في قضاء بنت جبيل"، مضيفة "هرعت سيارات الإسعاف للمكان، إلا أنه لم يصب أحد بأذى".

ويسري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، اتفاق لوقف النار بهدف وضع حدّ لتبادل للقصف عبر الحدود امتد نحو عام بين إسرائيل وحزب الله، وتحول مواجهة مفتوحة اعتبارا من أيلول/سبتمبر 2024 مع تكثيف إسرائيل غاراتها وبدء عمليات توغل برية في مناطق حدودية بجنوب لبنان.

ونصّ الاتفاق على مهلة ستين يوما لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة انتشارهما. في المقابل، على الحزب الانسحاب من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية له فيها.

وبعدما أكدت اسرائيل أنها لن تلتزم مهلة الانسحاب المحددة، مُدّد الاتفاق حتى 18 شباط/فبراير.

وخلال الأسابيع الماضية، تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق. وأكدت إسرائيل أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته أو نقل أسلحة.

وأفاد مسؤول أمني اسرائيلي الخميس أن اسرائيل مستعدّة للانسحاب من الأراضي اللبنانية وتسليمها للجيش "ضمن المهلة الزمنية" المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار.

وجاءت تصريحاته في وقت نفذت مقاتلات إسرائيلية عمليات قصف ليل الخميس أفاد جيش الدولة العبرية أنها استهدفت مواقع عسكرية تابعة لحزب الله "تضم أسلحة وقاذفات تشكّل تهديدا مباشرا للجبهة الداخلية الإسرائيلية".

من جهته، أبلغ لبنان الخميس الوسيط الأميركي رفضه المطلق لمطلب إسرائيل إبقاء قواتها في خمس نقاط في جنوب البلاد، بعد انتهاء مهلة تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في 18 شباط/فبراير، وفق ما أعلن رئيس البرلمان نبيه بري.

بعد استقباله الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز والسفيرة الاميركية لدى بيروت ليزا جونسون، قال بري "الاميركيون أبلغوني أن الاحتلال الإسرائيلي سينسحب في 18 شباط (فبراير) من القرى التي ما زال يحتلها، ولكنه سيبقى في خمس نقاط".

وأضاف، في حديث للصحافيين، وفق ما نقل مكتبه الاعلامي، "أبلغتهم باسمي وباسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رفضنا المطلق لذلك"، مضيفا "رفضت الحديث عن أي مهلة لتمديد فترة الإنسحاب ومسؤولية الأميركيين أن يفرضوا الانسحاب".

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتحدى: لن نسمح باستهداف إسرائيل ويجب منح سكان غزة خيار المغادرة
  • ميقاتي: لعدم اضاعة الفرص المتاحة لتطبيق الإصلاحات التي عملت حكومتنا على دراستها
  • من إسرائيل... هذا ما قِيلَ عن الإنسحاب من جنوب لبنان
  • آخر خبر من جنوب لبنان... إستهداف جرافة واعتقال مواطن
  • المملكة تدعم الإجراءات التي اتخذتها لبنان لمواجهة العبث بأمن مواطنيها
  • جنوب لبنان - 3 شهداء في قصف إسرائيلي
  • تدمير 10 منازل في بلدة لبنانية.. تفجير قويّ جداً!
  • غارة اسرائيلية على جنوب لبنان  
  • الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات نسف في مبان ببلدات جنوب لبنان
  • ما هي التلال الاستراتيجية التي تنوي اسرائيل البقاء فيها؟