عربي21:
2025-04-10@14:57:42 GMT

حصار ومجاعة.. شهادات لـعربي21 من داخل مخيم جباليا

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

حصار ومجاعة.. شهادات لـعربي21 من داخل مخيم جباليا

لم يتمكن نشأت جميل من توفير الغذاء والماء لأسرته التي أصرت على البقاء في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، على وقع عدوان بري مستمر تنفذه قوات الاحتلال لليوم السادس على التوالي.

يقول نشأت لـ"عربي21"، إن أسرته المكونة من 5 أفراد تعاني نقصا شديدا في امدادات الغذاء والماء، بفعل الحصار المطبق، ومنع الاحتلال الحركة داخل المخيم وأزقته، على وقع عملية وحشية ينفذها الاحتلال لتدمير ما تبقى من الأحياء ومعالم الحياة في المخيم.



ويتدبر نشأت وعائلته أمورهم بما توفر من بقايا ماء وغذاء داخل منزلهم المدمر جزئيا، والواقع وسط مركز عمليات الاحتلال، وتحديدا في محيط ما يعرف بمنطقة "الترانس"، حيث يعمد إلى استخدام ما تبقى من ماء في أحد الخزانات للشرب، فيما يتناول هو وعائلته علبة واحدة من الفول أو الفاصوليا يوميا فقط، لسد رمقهم.

ويكشف نشأت في شهادته بقوله: "اضطررنا لشرب الماء الذي لا يصلح سوى لغسل الملابس والأطباق، بسبب شح ماء الشرب، ونعتاش على ما تبقى لدينا من معلبات بالحد الأدني أملا في انتهاء العدوان قريبا".

ولا يستطيع نشأت وعائلته إشعال النار لصناعة الخبز، رغم توفر بعض الدقيق، وذلك حتى لا يلفت الانتباه لوجوده في منزله، ذلك أن الاحتلال يستهدف كل من يشك أن ما زال داخل منزله، في محاولة لقتل الحياة في المخيم، وللدفع بتهجير أهله نحو مناطق جنوب القطاع.


ويعيش يوسف سعيد أوضاعا ليست أحسن حالا، فشح الغذاء والماء يلازمانه داخل مركز إيواء "مستشفى اليمن السعيد"، بعد أن نزح إليه رفقة عائلته.

يقول يوسف لـ"عربي21"، إنه يضطر إلى تناول وجبة واحدة يوميا فقط، مع حصة من المياه لا تتجاوز لترا واحدا، بسبب شح المياه والغذاء ، وتواصل العدوان على المخيم، مع تعطل الخروج والدخول إليه.

ويشرح يوسف بقوله: "تضطر العلائلات هنا لتدبر أمورها بنفسها بسبب غياب خدمات الجهات الإغاثية على وقع الحصار، واستفحال المجاعة، والحاجة الملحة لدى شريحة واسعة من النازحين الذين يعجزون عن توفير لقمة عيشهم في ظل هذه الظروف العصيبة".

ولليوم السادس على التوالي، تعاني آلاف الأسر شمال قطاع غزة من نقص حاد بالمياه والغذاء، نتيجة الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المتواصل الذي يرتكب فيه مجازر بحق المدنيين.

ويناشد المواطنون المحاصرون عبر منصات التواصل الاجتماعي، لإغاثتهم بشكل عاجل لإنقاذهم وأطفالهم من الموت جوعا وعطشا.

ومنذ نحو أسبوعين، توقفت عملية توزيع المساعدات الإغاثية في معظم مناطق شمال قطاع غزة، بسبب منع جيش الاحتلال دخول شاحنات المعونات التي تقدمها المؤسسات الدولية والمحلية.

واشتكى برنامج الأغذية العالمي، الخميس، من عدم قدرته على توزيع الغذاء في محافظة شمال غزة، نتيجة نقص الإمدادات.

يأتي ذلك في ظل قيود مشددة تفرضها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على وصول المساعدات إلى قطاع غزة، والتي تشتكي منظمات عدة أنها تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية أمرا صعبا للغاية، إن لم يكن مستحيلا.

وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان بمنصة إكس: "لم نعد قادرين على توزيع الغذاء بأي شكل من الأشكال بمحافظة شمال غزة".

وأضاف أن "نقص الإمدادات بغزة يجبرنا على وقف توزيع الطرود الغذائية خلال تشرين الأول/ أكتوبر الجاري".

في السياق، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن الاحتلال الإسرائيلي يحاصر على الأقل 400 ألف فلسطيني شمال القطاع.

ومنذ بدء عدوانه واجتياحه البري الجديد شمال القطاع في السادس من تشرين الأول/أكتوبر، يحاصر الاحتلال الإسرائيلي بلدة جباليا ومخيمها ومدينة بيت حانون، ويمنع الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، ويأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع صلاح الدين الممتد على طول شرق القطاع من شماله إلى جنوبه.


وهذا الاجتياح البري الثالث الذي تنفذه قوات الاحتلال في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ويعتمد المواطنون شمال قطاع غزة على بعض الآبار العشوائية التي تعمل بالطاقة الشمسية، وعربات المياه المتنقلة في الشوارع، لتلبية احتياجاتهم الأساسية من المياه الصالحة للاستهلاك.

وأصبحت هذه الوسائل هي المصدر الأساسي للحصول على المياه، بعد أن تعمد الاحتلال تدمير معظم آبار المياه العامة وشبكات البنية التحتية خلال الحرب الإبادة المستمرة منذ نحو أكثر من عام.

ومع بدء العدوان الحالي على بلدة جباليا ومخيمها، توقفت آبار المياه العشوائية عن العمل، ولم تتمكن مركبات نقل المياه من الوصول لإغاثة المحاصرين.

وأعلنت مصادر طبية أن الوضع بمستشفيات شمال القطاع بلغ مرحلة "كارثية" تهدد حياة الأطفال بقسم العناية المركزة، ويشكّل تهديدا لحياة 400 ألف إنسان، وذلك مع استمرار الاجتياح البري لقوات الاحتلال لليوم السادس على التوالي.

وخلفت حرب الإبادة الجماعية في غزة المتواصلة منذ أكثر من عام، أكثر من 139 ألف شهيد وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية مخيم جباليا الاحتلال الحصار الفلسطينيين فلسطين الاحتلال حصار مخيم جباليا المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شمال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ساندرز: ما يحدث في قطاع غزة تطهير عرقي

قال السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، الأربعاء، إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجبار مليوني شخص على مغادرة غزة ويسميها هجرة طوعية.

وأكد ساندرز، أن خطة ترامب لن تكون هجرة طوعية بالقصف والتجويع في غزة، مشددا على أن ما يحدث في القطاع تطهير عرقي وجريمة حرب ولا مساعدات عسكرية إضافية لنتنياهو.

وسعى ساندرز إلى إلغاء مبيعات أسلحة مقترحة من قبل إدارة ترامب، تشمل قنابل وذخائر بقيمة 8.8 مليار دولار، في خطوة تهدف إلى تقليص الدعم العسكري الأمريكي لـ"إسرائيل"، لكن مسعاه فشل.

من جانبه، أكد المدير العام لوزارة الصحة بغزة الدكتور منير البرش، الأربعاء، أن قطاع غزة يعيش جحيما أكبر من الإبادة الجماعية، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب اليوم مجزرة ارتقى فيها نحو 50 شهيدا.



وأشار البرش، إلى أن الاحتلال يقتل الفلسطينيين في القطاع بشكل عشوائي ويستمتع بذلك، موضحا أن معظم الشهداء بالقصف الإسرائيلي هم من الأطفال.

وقال البرش في تصريحات لقناة "الجزيرة"، إن 18 مستشفى في القطاع تعمل بشكل جزئي من أصل 38 مستشفى، لافتا إلى أن القطاع الصحي يشهد نقصا في وحدات الدم يعوق معالجة المصابين.

وأوضح البرش، أن المستشفيات تعاني نقصا في أسرّة المرضى ولا دخول للأدوية والمواد الغذائية، مؤكدا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول اللقاحات للأطفال في غزة.

وشدد المدير العام لوزارة الصحة بغزة، على ضرورة الضغط على الاحتلال لفتح المعابر فورا، وكذلك الضغط من أجل إدخال حليب الأطفال والأدوية والمواد الغذائية، منوّها إلى أن العديد من المرضى استشهدوا بسبب نقص الأدوية.

ومساء الأربعاء، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش يعمل على تقطيع أوصال قطاع غزة وتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين منه.

وزعم كاتس أن "قوات الجيش تحقق إنجازات كبيرة، وكذلك فيما يتعلق بإجلاء الفلسطينيين (التهجير القسري) وتقطيع أوصال غزة بمحاور جديدة، بما في ذلك محور موراج".
وبعد ستة أسابيع من قطع "إسرائيل" جميع الإمدادات عن سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، نفدت تقريبا جميع المواد الغذائية التي تم تخزينها خلال وقف إطلاق النار في بداية العام.


وتوقفت عمليات توزيع وجبات الطوارئ وأُغلقت المخابز وباتت الأسواق خاوية.

وتقول وكالات إغاثة كانت تقدم وجبات الطوارئ إنها ستضطر إلى التوقف خلال أيام ما لم تتمكن من إدخال المزيد من الأغذية.

وكان برنامج الأغذية العالمي يوفّر إمدادات الخبز في 25 مخبزا في قطاع غزة، لكن جميع هذه المخابز باتت مغلقة الآن وستضطر المنظمة قريبا إلى وقف توزيع عبوات المواد الغذائية بحصص مخفضة.


مقالات مشابهة

  • غزة تناشد .. نفاذ الأدوية والمسلتزمات الطبية جراء حصار الاحتلال
  • "الانتهاكات المستمرة في غزة".. مجازر الاحتلال وآثارها على المدنيين
  • إصابة 6 فلسطينيين برصاص الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة
  • ساندرز: ما يحدث في قطاع غزة تطهير عرقي
  • إعلام فلسطيني: شهيد جراء قصف الاحتلال خيمة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
  • تقرير لـبي بي سي يكشف شهادات مروعة عن تعذيب فلسطينيين داخل سجون الاحتلال
  • وزير الري يتابع قطاع المياه الجوفية ومقترحات تطوير أعماله
  • شاهد عيان يروي لــعربي21 تفاصيل جديدة عن مجرزة المسعفين في رفح
  • منهم 9 من عائلة واحدة.. استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على شمال ووسط قطاع غزة
  • استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على شمال ووسط قطاع غزة