لجريدة عمان:
2025-02-22@15:29:39 GMT

الاستثناء.. مرهون بظرفيته

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

يقال لك: هذا استثناء من القاعدة، فما هي القاعدة إذن؟ ففلان من الناس معروف عنه الطيبة والخلق الرفيع، واحترام الصغير والكبير، كريم، يقدّم مصلحة الآخرين على مصلحته الشخصية، بمثل هذه الصورة تترسخ في ذاكرة الناس عن فلان هذا، وهي بلا شك، صورة نمطية، فما الذي يحدث لكي تهتز هذه الصورة «القاعدة» ويتناسى كل هؤلاء الناس سيرته الحافلة باتساع رقعة المودة؟ إنه مجرد خطأ بسيط، أو انتصار لذات امتحنت بظرف قاسٍ في لحظة ضعف، عندها، هؤلاء الناس أنفسهم لن يعذروا هذا الإنسان لضعفه، أو محاولته إعطاء نفسه شيئًا من الحقوق الذاتية، بل يتجاوز الأمر، إلى التفكير عنه ليس دفاعًا عنه إنما لتكريس الإساءة إليه، ولا يستبعد في بعض التهم الموجهة إليه أن يخرج من ملة الجماعة التي ينتمي إليها، وهكذا تستمرئ الجماعة من الناس التي تحيط به في الإمعان في الإساءة إلى شخصه، وإلى قيمه، وإلى دينه، وإلى خلقه، وبالتالي، ووفق هذا المثال، فالقاعدة هي التي يصورها الناس عن فلان فيما تذهب أفعاله إلى ما يحقق مصالحهم الذاتية، وبالتالي: فإن خرج عن هذه الصورة «القاعدة» ووقع في استثناء غير مقصود، أو مقصود لذاته في لحظة حرجة، يفتقد فيها التوازن بحكم ضعف النفس البشرية، فإن عليه أن يتحمل استثناءه هذا، والآخرون من حوله ليسوا على استعداد لمعاضدته في شدته.

يظل الاستثناء مرهونًا باستثنائيته، ولا يمكن أن تقاس عليه الأحكام العامة، فالاستثنائية مرهونة بظرفيتها الزمنية والمكانية، والقواعد التي يرسمها الناس، أو يجزمون بحتميتها سواء عن الأفراد أو عن المجموعات، أو عن الأنظمة، أو عن الدول، هي مجرد صور نمطية، والصور النمطية مهما بلغ صدق حقيقتها تظل قابلة للتهشم، لأن الإنسان مهما بلغ من خبرة في تجربة الحياة، ومهما وصل من زهد ومن يقين لما يدور حوله، ومهما بلغ به الحرص على معانقة الحياد التام، ولا أقول الحياد المطلق، فليس هناك حياد مطلق، بمعنى أن كل ذلك لا بد وأن يقع في مأزق الاستثناء، ولا توجد حالة أو صورة مكتملة الإركان في سلوكيات البشر، ويقدر هؤلاء البشر عن ديمومتها دون تهشم، أو انكسار، فهذا من باب المستحيل، ولذلك قيل في الأثر: «ارحموا عزيز قوم ذل» فالعزة التي لازمت فلانًا من الناس لفترة زمنية، وهي المتمثلة في: منصب، جاه اجتماعي، غنى، تضحيات، تعاون غير منقطع، فلا بد في يوم من الأيام أن تتضعضع الحالة، وترتبك نمطيتها، والأسباب كثيرة، فهذا إنسان، وبالتالي لا يسمح إطلاقا للألسنة أن تسن سكاكينها للتجريح والإساءة، وإنما تقدر الحالة الاستثنائية، وينظر إليه بكثير من التقدير والاحترام، مع ضرورة الشعور الذاتي أن كلا منا معرض أن يقع في الظرف الاستثنائي ذاته، سواء في التزامه مع نفسه، أو التزامه مع من حوله.

ولست خبيرا في القانون، ولكنني أتصور أن لحالات الاستثناء شيئًا من التقدير، حيث لا يؤخذ الجاني بجريرته المباشرة بصورة مطلقة دون الرجوع إلى سيرته، التي قد تشفع له بشيء من تخفيف الحكم، بخلاف غيره من أصحاب السوابق، أليس كذلك؟ والذي أميل إليه أيضا، أن الحالة الاستثنائية التي نقع فيها جميعنا هي حالة من عدم الاتزان، وذلك وفق قاعدة «المرء في المحنة عي» أي ضعيف، أو عاجز كما جاء في المعجم ولأن الأمر كذلك، فيبقى من باب الخلق الرفيع أن يقدر ظرف من وقع في استثناء معين، خرج به عن القاعدة المعروفة عنه، فلعل في ذلك إنقاذًا من محنته تلك.

أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

“جاما للطيران” تتوسع في مطار الشارقة

 

تستعد شركة جاما للطيران لافتتاح منشأة جديدة لخدمات الطيران وحظائر طائرات في مطار الشارقة الدولي 2025، في إطاراستراتيجيتها لتوسيع خدماتها بعدما حققت معدلات قياسية للركاب خلال العام 2024 تزامنًا مع مرور 10 على تأسيس مشغل القاعدة الثابتة لعمليات الطيران في الشارقة.

وتشمل توسعات الشركة في مطار الشارقة صالات ركاب فاخرة ومرافق ما يتيح استيعاب الطائرات الأكبر حجمًا وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة ما يرفع معايير الضيافة في الطيران الخاص.

وقالت توم مورفي، المدير العام لخدمات مشغّل القاعدة الثابتة في شركة جاما للطيران : ” يعكس الأداء القياسي الذي حققته منشأتنا في الشارقة مكانتها المتنامية كخيار متميز للطيران الخاص. أصبحت الشارقة خيارًا رئيسيًا يلبي احتياجات قطاع الطيران الخاص في المنطقة بفضل موقعها الاستراتيجي وكفاءتها التشغيلية والخدمات عالية الجودة التي تقدمها. يشكل هذا النجاح دافعًا لخطط التوسع، مع الاستعداد لإطلاق منشأة مشغّل القاعدة الثابتة جديدة وحظائر طائرات حديثة بحلول العام 2025، مما سيرتقي بتجربة الطيران الخاص إلى مستوى أكثر تطورًا”.

وأكدت الشركة أن الشارقة أصبحت خيارًا رئيسيًا يلبي احتياجات قطاع الطيران الخاص في المنطقة بفضل موقعها الاستراتيجي وكفاءتها التشغيلية والخدمات عالية الجودة التي تقدمها.

وأصبح مطار الشارقة الدولي الوجهة المفضلة لعملاء الطيران الخاص لتجربة سفر أكثر سلاسة.
وتستعد جاما للطيران لإطلاق مشروع جديد في جيرسي بجزر القنال، حيث ستبدأ أعمال إنشاء منشأة حديثة لمشغل القاعدة الثابتة وحظائر الطائرات خلال 2025.

وعززت منشأة الشركة في جيرسي، التي تعاملت مع أكثر من 6000 حركة لطائرات رجال الأعمال خلال 2024، مكانتها كمحور رئيسي ضمن استراتيجية شركة جاما للطيران في أوروبا.كما شهدت منشأتها في غلاسكو في الوقت نفسه، نموًا لافتًا بنسبة 20% في حركة الطائرات.


مقالات مشابهة

  • واشنطن تعلن مقتل إرهابي بتنظيم القاعدة في سوريا
  • سوريا.. مقتل قيادي بتنظيم القاعدة في غارة جوية أمريكية
  • حماس: إتمام عمليات التبادل القادمة مرهون بالتزام الاحتلال ببنود الاتفاق
  • وكالة: تنظيم القاعدة يشن أول هجوم على قوات “درع الوطن” جنوبي اليمن
  • وكيل جراديشار: الأهلي يمتلك مزايا تجعل الانضمام إليه فرصة لا ترفض
  • روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا
  • روبيو: لقاء ترامب وبوتين مرهون بتقدم محادثات أوكرانيا
  • روسيا تتجه إلى إنشاء قاعدة بحرية لها على ساحل البحر الأحمر
  • “جاما للطيران” تتوسع في مطار الشارقة
  • تنفيذا لخطة ترامب.. أمريكا تنقل مهاجرين غير شرعيين إلى غوانتانامو