لجنة التأليف والترجمة والنشر
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
تحدثنا فى المقال السابق عن جوانب من الجهود الثريّة للأفراد فى مجال الإنفاق على نشر المخطوطات، والعناية بها، ونشرها من أموالهم الخاصة، ثم انتقلنا إلى الهيئات والمؤسسات، ومنها لجنة التأليف والترجمة النشر، وقد تكّون الرعيل الأول لتلك اللجنة من كل من: محمد الغمراوى، وأحمد الكردانى، ومحمد خلاف، وأحمد زكى(1894ـ1975)، الذى كان من أبرز أعضائها، وحسن رسمى، ويوسف الجندى، ومحمد فريد أبو حديد(1893ـ1967)، الذى تخرج فى مدرسة المعلمين العليا مع زملائه فى اللجنة: أحمد زكى، وعبدالحميد العبادى، ومحمد شفيق غربال(1894ـ1961)، وكان من أعضائها، أيضا، محمد عبدالبارى، والأمير شكيب أرْسلان (1869ـ1946)، وتوفيق الحكيم (1898ـ1987)، وكان يحضرها الشاب، آنذاك، ثروت أباظة (1927ـ2003).
وعقب تخرجهم بين سنتى 1914 و1915، انضم إليهم كل من: محمد كامل سليم، وأمين قنديل، وعبدالحميد العبادى، الذى ولد سنة 1892، المؤرخ، الذى يعدّ من أوائل من جعلوا التاريخ علْما، واللغوى، واسع المعرفة، كثير الترحال، باحثا عن المخطوطات، حتى زار مكتبة الأسكوريال، واطلع على مخطوطاتها، وحقق كثيرا من المخطوطات، ومنها كتاب أنساب الأشراف للبلاذرى، كما راجع ترجمة كتاب الحضارة الإسلامية لـ«جرونباوم» (توفى فى أغسطس 1956)، ومنهم: محمد بدران، وعبدالحميد فهمى، ومحمد صبرى أبوعلم، وأحمد أمين، الذى ظل رئيسا لها حتى توفى سنة 1954، وكتب عنها فى مجلة الأديب التى أصدرها ألبير أديب فى بيروت، فى المجلد 3 العدد 3، ص5، ومارس فى اللجنة نشاطا واسعا فى جوانبها الثلاثة: التأليف، والترجمة، والنشر، وطبعت اللجنة له من تأليفه: كتبه: ضحى الإسلام 1933ـ 1936فى ثلاثة أجزاء، وفيض الخاطر سنة 1938ـ1947 فى سبعة أجزاء، وظهْر الإسلام سنة 1945 فى جزأين، وشرْح قانون العقوبات الأهلى المصرى، القسم الخاص سنة 1949، و(حياتي) سنة 1950، في346ص، وكانت طبعته الثالثة سنة 1958، والنقد الأدبى 1952 فى جزأين، أوّلهما فى أصول النقد ومبادئه، والثانى فى تاريخ النقد عند الإفرنج والعرب، وكتابه الأخير الذى ظهر بعد وفاته، الشرق والغرب، وذلك سنة 1955 فى 164ص، وألّف بالاشتراك مع زكى نجيب محمود: قصة الفلسفة الحديثة فى جزأين سنة 1936، وقصة الفلسفة اليونانية 1935 فى 340ص، وقصة الأدب فى العالم سنة 1943، فى جزأين: أوّلهما: فى الأدب القديم، وأدب العصور الوسطى، والثانى فى ثلاثة أقسام، وطبعت اللجنة له فى الترجمة، أو التعريب: مبادئ الفلسفة سنة 1948 فى 221 ص، كما طبعت له، تحقيقا، الكثير، ومنه تحقيق بالاشتراك: الإمتاع والمؤانسة لأبى حيان التوحيدى، مع أحمد الزين، فى ثلاثة أجزاء سنة 1939ـ1944، ودارت حوله محاورات فى المقتطف، والرسالة شارك فيها كل من: مصطفى جواد، والأب أنستاس مارى الكرملى، وبشر فارس، كما حقق كتاب العقد الفريد لابن عبدربه، مع إبراهيم الإبيارى سنة 1940، ودارت حوله محاورات شارك فيها بشْر فارس فى مجلة المقتطف، وكتاب البصائر والذخائر لأبى حيان التوحيدى.
ومنْ يتأملْ نتاج أعضاء اللجنة يجدْ أنهم عملوا على تنوبع أنسشطتهم بين:
إنشاء مكتبة، ومطبعة، ومدرسة نموذجية، ومجلة، ولم يقتصروا على الأدب، ووضعوا قانونا للجمعية، وتعددت أماكن اجتماعاتهم، حتى قوى مركز اللجنة وذاع صيتها وإسهامها، وتحقق لها كثير من طموح أعضائها، وفى مقال أحمد أمين فى كتاب (صور من الأدب الحديث)، ج2 ص 13 لمحمد عبدالمنعم خفاجى، ما يشرح ذلك الجانب، ومنْ هنا لم يقتصر عددهم على المؤسسين. بل انضم إليهم المحققون، والمراجعون، والمترجمون من كبار أعلام العصر، أمثال: طه حسين(1889ـ1972)، الذى ترجم من أدب التمثيل اليونانى 1939 عن سوفوكليس، وصحف مختارة من الشعر التمثيلى عند اليونان، ومن أبطال الأساطير اليونانية لأندريه جيد 1947، كما انضم إليهم أعلام كبار من أمثال:
عبدالعزيز الميمنى، وأستاذى عبدالسلام هارون، ومصطفى السقا، والبجاوى، والإبيارى، وعبدالحميد شلبى، وشوقى ضيف، وإحسان عباس من فلسطين، ومحمد بن تاويت الطنجى من المغرب، وسائر من ترجموا، أو حققوا مطبوعاتها، وحين نتأمل اإنتاج العلمى لأعضاء اللجنة، ومن لفّ لفّهم، نجد التأليف، وتحقيق المخطوطات ونشرها همهم الأول، وغايتهم الكبرى، ولذا كانت لجنة التأليف والترجمة والنشر المناخ الملائم لنمو أفكارهم، ونشرها، فى إطار حركة الاهتمام بالتحقيق، والنشر، وفى إطار تنوع حقولها، ومجالات موضوعاتها بين:
المكتبة التراثية المتنوعة بين: اللغوية، والأدبية، والتاريخية: من تاريخ، وتراجم، وسير، وتاريخ المدن والبلدان، حيث توالت إصداراتها تحقيقا، وتأليفا، وترجمة، فإضافة إلى ما سبق كان من التحقيق تحقيق كتاب البرهان فى وجوه البيان لابن وهب، باسم نقد النثر 1937، وكتاب أزهار الرياض فى أخبار عياض للمقّرى، فى خنسة أجزاء، منها ثلاثة بتحقيق مصطفى السقا، وأستاذى عبدالسلام هارون، وعبدالحميد شلبى، وقد صدرت تباعا: ج1: 1939، وج2: 1940، وج3 1944، وتحقيق العقد الفريد لابن عبدربه، تحقيق أحمد أمين وزملائه 1948، ونشرتْ ديوان الحماسة لأبى تمام، الذى كان قد نشر بعناية المستشرق الألمانى فريتاغ فى منتصف القرن التاسع عشر، ثم بعناية محمد محيى الدين عبدالحميد، ثم بتحقيق أستاذى عبدالسلام هارون، طبعته لجنة التأليف 1951، وفى العام نفسه نشرتْ كتاب خريدة القصر (بالخاء) وجريدة أهل العصر (بالجيم)، بتحقيق أحمد أمين، وشوقى ضيف، وإحسان عباس، وفى العام نفسه نشرتْ فى سلسلة (نوادر المخطوطات) كتاب منْ نسب إلى أمه من الشعراء لمحمد بين حبيب، تحقيق أستاذى عبدالسلام هارون، وفى العام نفسه نشرت كتاب التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا، تحقيق محمد بن تاويت الطنجى، وفى العام التالى 1952 أعادتْ نشر كتاب الأغانى للأصفهانى فى ثمانية عشر جزءا، تحقيق أستاذى عبدالسلام هارون، والبجاوى، ثم مع هيئة الكتاب 1953، كما نشرتْ كتاب نسب عدنان وقحطان للمبرّد، حققه عبدالعزيز الميمنى سنة 1354ه، ومضتْ فى نشر المخطوطات وتحقيقها، فكان ديوان الهذليين، وتجلى عطاء أستاذى عبدالسلام هارون فى نشر التحقيق عن طريق اللجنة بين سنوات 1949، ونشرتْ عن المستشرقين بعض تحقيقاتهم، مثل: تحقيق كتاب مشاهير علماء الأمصار لمحمد بن حبان البستى، عنى بتصحيحه الألمانى «ما نفرد فلايشمر» سنة 1959.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لغتنا العربية جذور هويتنا د يوسف نوفل مدرسة المعلمين صحيفة الأهرام كتاب الحضارة الإسلامية لجنة التألیف أحمد أمین وفى العام
إقرأ أيضاً:
لجنة التفتيش الأمني تتفقد مطاري أسوان وأبوسمبل
قامت اللجنة العليا للتفتيش الأمني والبيئي المشكلة برئاسة الطيار منتصر مناع نائب وزير الطيران المدني، رافقه الطيار وائل النشار رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات وممثلو كافة الجهات المعنية بجولة تفقدية في مطاري أسوان و أبوسمبل الدوليين، وذلك في ضوء توجيهات الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، بمتابعة الوضع الأمني والصحي والبيئي في المطارات المصرية،
وشملت الجولة؛ تفقد مطار أسوان الدولي حيث كان فى استقبالهم الطيار أحمد الباز مدير المطار، هذا وقد تم متابعة حركة التشغيل بالمطار والاطمئنان على جاهزيته، كما قامت اللجنة بتقييم الإجراءات الأمنية والصحية المطبقة، ومتابعة سير حركة الركاب داخل صالات السفر والوصول ابوسمبل و المرور علي غرفة المراقبه الامنية بالمطار وكذلك الاطمئنان على الحركة الجوية وعمليات التأمين بالمطار، هذا بالإضافة إلى الوقوف على جودة الخدمات المقدمة للركاب بجميع المناطق الخدمية بالمطار.
كما تبعتها اللجنة بجولة أخرى في مطار أبوسمبل الدولي حيث كان في استقبالهم الطيار محمد سعد مدير المطار، وقد شملت الزيارة متابعة سير العمل، والوقوف على إجراءات السفر والوصول حيث تم الإطلاع على حركة التشغيل بالمطار ، وقامت اللجنة بتفقد منطقة الجوازات والأسواق الحرة ومنطقة سيور الحقائب للتأكد من سلامة الإجراءات المُطبقة، وكذلك تقديم أفضل الخدمات للمسافرين، حيث تم تفقد جميع المواقع والاسوار المحيطة بالمطار بأكملها ومنطقة الأسواق الحرة والسيور وغرفة المراقبه الامنية بالمطار.