ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم تعليم الكبار ومحو الأمية، وفضل هذا العمل وبيان كيف حثَّ الشرع على ذلك؟

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن تعليم الكبار ومحو أميتهم أمر مندوب إليه شرعًا؛ للآيات والأخبار الدالة على أهمية العلم والتعليم، وشرف منزلة أهله، وأَنَّ طلبه لا يقف عند حد أو سِنٍّ معينة، فلا فرق في طلبه بين صغيرٍ وكبيرٍ، ولا ذَكَرٍ وأنثى؛ فالكل في طلبه سواء.

هل يجوز لامرأة أن تعلم الرجال القراءات القرآنية؟ .. دار الإفتاء تجيب ما صحة حديث إِنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب؟.. وهل يحرم تعلم العلوم الفلكية؟ تعليم الكبار ومحو الأمية

تظاهرت الآيات والأخبار وتواترت الدلائل الصريحة وتوافقت على فضيلة العلم والحث على تحصيله والاجتهاد في اقتباسه وتعليمه؛ قال جلَّ شَأْنه: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: 114]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28]، وقال عز وجل: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۝ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ۝ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ۝ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ۝ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: 1-5].

وأوضحت دار الإفتاء أن الأحاديث في ذلك كثيرة ومشهورة؛ منها: قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ في الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ في جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» رواه أبو داود والترمذي في "سننيهما".

ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ» متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» رواه ابن ماجه في "سننه".

وأكدت دار الإفتاء أن تعليم الكبار ومحو أميتهم أمر مندوبٌ ومطلوبٌ شرعًا، والمقصود بمحو الأمية: تعليم الأُمِّي القراءةَ والكتابةَ للوصول بهم لمستوى الإجادة. ويُقْصَد بتعليم الكبار: إعطاؤهم قدرًا مناسبًا من التعليم لرفع مستواهم الثقافي والاجتماعي والمهني لمواجهة التطورات في المجتمع، وإتاحة الفرصة أمامهم لمواصلة التعليم في مراحله المختلفة.

علماء طلبوا العلم في الكبر

وذكرت دار الإفتاء أن كثير من الأئمة وعلماء الأمة الكبار لم يبتدئ الجدَّ في الطَّلَب إلَّا بعد كِبر السن، ولم يستحِ أحدهم من شيخوخته ولا مكانته، متمثلًا في ذلك الحديث الشريف: «مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا» رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"، والدارمي في "سننه"، والبزار في "مسنده"، عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وحَكَى العلماء صورًا ووقائع شتى لطلب كثير من الأئمة وعلماء الأمة المشهورين للعلم بعد كِبر السن، ومن هؤلاء: أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي، المعروف بالقَفَّال، شيخ الشافعية في زمانه، والمتوفى سنة 417هـ.

ومنهم: أصبغ بن الفرج، مفتي الديار المصرية في زمانه، ومِن كبار علماء المالكية؛ قال عنه الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/ 656، ط. مؤسسة الرسالة): [الشيخ الإمام الكبير، مفتي الديار المصرية وعالِمها: أبو عبد الله الأموي مولاهم، المصري، المالكي، مولده بعد الخمسين ومائة، وطَلَب العلم وهو شاب كبير، ففاته مالك والليث] اهـ.

وغير هؤلاء كثير حتى ذَكَر الإمام السيوطي قول جماعة من العلماء: أنه يُستحب أن يبتدئ بسماع الحديث بعد ثلاثين سنة. ينظر: "تدريب الراوي" للإمام السيوطي (1/ 413، ط. دار طيبة).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تعليم الكبار محو الأمية دار الإفتاء الأحاديث الأئمة تعليم الكبار ومحو الأمية تعلیم الکبار ومحو دار الإفتاء ال ع ل م ى الله

إقرأ أيضاً:

محافظ عدن يتفقد سير نشاط إدارة محو الأمية

شمسان بوست / عدن

تفقد وزير الدولة، محافظ عدن، أحمد حامد لملس، اليوم الأحد، سير نشاط إدارة محو الأمية والجهود التي تبذلها في سبيل القضاء على الأمية .

وأطلع لملس، من مدير عام الإدارة الدكتور، عصام المقبلي، وكادر الإدارة، على أبرز التحديات التي تواجه العملية التعليمية في هذا القطاع، خاصة فيما يتعلق بتوفير الكادر التعليمي اللازم واستدامة البرامج التعليمية.

وأكد لملس، حرص السلطة المحلية على دعم قطاع التعليم بجميع مراحله..مشيرًا إلى أن مكافحة الأمية تعدُّ من أولويات التنمية المجتمعية التي تسهم في بناء جيل متعلم وقادر على المساهمة في نهضة المدينة.

ووقع لملس، خلال الزيارة على قرار اعتماد مرتبات لـ40 متعاقدًا جديدًا، ضمن خطة السلطة المحلية لتعزيز كفاءة الكادر التعليمي وضمان استمرار برامج محو الأمية في عدن.

بدوره ثمن المقبلي، دعم لملس المستمر للإدارة وبرامجها..مشيرًا إلى أن اعتماد رواتب المتعاقدين الجُدد يمثل دفعة كبيرة نحو تحقيق أهداف الإدارة في القضاء على الأمية وتعزيز التعليم في المناطق الأكثر احتياجًا.   

مقالات مشابهة

  • المطران سويف في صبحية ميلادية للمسنين: الله ربط اكتمال محبتنا له بمحبة أخينا الإنسان
  • حكم نسب الأعمال الكتابية لغير كاتبها .. الإفتاء ترد
  • محافظ عدن يتفقد سير نشاط إدارة محو الأمية
  • التصرف الشرعي لشخص أقسم على شيء ويريد التراجع عنه.. الإفتاء تكشف عنه
  • الإفتاء تكشف موعد استطلاع هلال شهر رجب لعام 1446 هجريًا
  • أفضل علاج شرعي للوسواس القهري ..دار الإفتاء تكشف عنه
  • ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟.. اختلفت عليه المذاهب الأربعة
  • هيئة تعليم الكبار: قريبا مصر بلا أمية.. والمنيا وسوهاج النسبة الأكبر |خاص
  • المفتي: الخشية من الله والإلمام بأدوات العلم من أهم ما يجب توافره عند من يتصدر للفتوى
  • في بطن الحوت: كيف قلب يونس عليه السلام المحنة إلى منحة؟