عندما يحتدم السباق مع الزمن..
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
دعونا نذهب نحو البعيد لندرك شيئا ربما هو غامض ومخفي عن أنظار بعض الناس، وليكن سؤال الذي نسير على هدي إجابته: "هل البشر في الحياة يسابقون انفسهم من أجل كسب الوقت واختصار طرقات الوصول للأهداف المنشودة من ثم الاستماع بشهد الحياة؟
مبدئيا سوف تنقسم الاجابة إلى قسمين، وقد يخطأ من سيجيب بـ"لا"، وسيصيب من تكون إجابته بـ"نعم "، ومبعث ذلك هو أن "شيء واحد في الوجود لا يمكن إعادة تدويره مرة أخرى.
إذن، إذا كنت تحب الحياة، "عليك أن لا تهدر الوقت لأنه هو الخامة النقية التي نسج منها الحياة".
الإنسان يحاول قد استطاعته أن يتجاوز سرعته القصوى من أجل أن يكسب وقتا أطول لسببين، الاول: من اجل إنجاز مآربه، وثانيا: من اجل التمتع بمباهج الحياة حتى وان كانت حياته قصيرة، لكن لماذا قلنا عنها قصيرة رغم أن البعض يمتد به العمر قرابة قرن من الزمن ؟!
ترى هل مائة عام من الحياة كافية لإنجاز كل شيء نريده ؟!
لا، ليست كافية، فكمية الأمنيات والأحلام والرغبات التي يحملها عقلنا البشري تتجاوز في سعتها حجم مدة بقائنا على وجه الأرض!
قد يبدو الأمر فلسفيا أكثر من كونه حقيقة لا نريد أن نصدقها، لكن كلما انبثق فجر يوم جديد، جاء في جعبته أشياء جديدة لم تكن ضمن أولوياتنا أو اهتماماتنا البارحة، ولذا فالتجديد في الأحوال سمة الوجود وقدرته سبحانه، تجعل من الإنسان يتمنى أن تتألف معه الظروف، بحيث يستطيع أن يحقق كل شيء يريد تحقيقه خلال مدة بقائه، البعض عندما يعييه التعب يقول: "الآن سأنام بسلام واطمئنان"، معتقدا بأنه أدى ما عليه من واجبات ودفع ما بحوزته من حقوق تجاه الغير.
من تجارب الحياة تعلمنا شيئا مهما وان كان متأخرا وهو أن" إضاعة الوقت سواء في جذب رداء الحسرات على أجسادنا، أو جلد الذات والتأسف على ما فات هي في نظر الحكماء والمفكرين "أشد من الموت ذاته"، لأن هذا الزمن المهدور هو الذي يقطعنا عن القرب من الله أو التفكير بالدار الآخرة وما علينا صنعه لها، أما الموت فيقطعنا تماما عن الدنيا وما فيها أشياء".
في لحظة زهو بشرية، قد يسرف بعضنا في رضاه عن نفسه معتقدا بأنه انجز كل شيء طلب منه سواء لنفسه أو لغيره، والحقيقة أن ثمة أشياء لم يسعفه الوقت لتحقيقها، ولم يفلح في الإمساك بكل الحبال الطويلة التي امتدت أمام بصره ومن خلفه، لذا بقيت على حالها تنتظر الوقت الذي نفذ وانتهي بموت الإنسان دون أن تتحقق.
أحيانا الموت يكون أقرب وأسرع من أمل أو وعد "كاذب "نقطعه على أنفسنا ونرنو إلى تحقيقه، فهناك من يؤجل أشياء معتقدا بان ثمة فسحة من الوقت أمامه، لكنه سرعان ما يكتشف بأنه أتى متأخرا بعد أن انقضى الأمر وانتهى.
نحن البشر فعليا نسابق الزمن ولكن في مضمار طويل لا ينتهي ،فكلما قطعنا شوطا، ظهر لنا شوط آخر، تتقطع أنفاسنا من هذا السعي المتلاحق، ويستمر الحال على ما هو عليه حتى يدرك الإنسان بأنه أصبح على عتبات قبره المظلم، البعض يعلن استسلامه مبكرا خاصة عندما تضعف قوته ويصبح وقت استراحته عبارة عن أحلام مزعجة وكوابيس مخيفة تخبره بأن الرحلة قد أوشكت على نهايتها، وأن مقدرته على تحقيق الأحلام قد نفذت، دوما نردد في لحظات اليأس:"الإنسان لا يأخذ زمنه وزمن غيره"، فكل الأنفس لها رحلة تبدأ بالميلاد وتنتهي بالموت، لذا لن يتجاوز كل منا قدره وبقاءه في الوجود.
الآمال العريضة،والأمنيات وكثرتها ليست منحصرة في بوتقة المستحيلات التي يصعب تحقيقها، لكن الأحلام البسيطة وان كانت سهلة لن تتحقق في بعض الأحيان، ومثال ذلك عندما ينعقد أمل جميل بلقيا شخص عزيز علينا طال انتظار هذا اللقاء لسنوات طويلة، يأتي الموعد المحدد، فلا يحضر أطراف اللقاء، عندها تصبح تلك الآمال والوعود ضربا من الخيال، فكم من آمال علقت على حائط الحياة ولم تتحقق، إذن هي الحياة هكذا لا يعلم سرها غير من خلقها وهو الله عز وجل.
من الحكم الرائعة في أمر الوقت القول:" عندما أسيء استخدام الوقت فأنا أبدد المورد الوحيد الذي لا يمكن أبدا استرداده"، حرفيا يصدق من يقول بأن "الوقت كلما شاخ علمنا دروسا كثيرة وقاسية أحيانا".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
فان دايك: علينا أن نقاتل حتى النهاية
حذر الهولندي فيرجيل فان دايك قائد ليفربول زملائه بأنه لا مجال للتهاون، رافضا التلميحات التي تشير إلى أن فريقه حسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
وفاز ليفربول على نيوكاسل يونايتد 2 /صفر تزامنا مع تعادل أرسنال مع نوتينجهام فورست بهدف لمثله ليتسع الفارق بينهما في الصدارة إلى 13 نقطة، ليقترب الفريق بشكل كبير من استعادة لقب الدوري الممتاز بعد غياب خمسة أعوام.
وقال فان دايك بشأن احتفال الجماهير باللقب مبكرا:"بإمكانهم غناء ما يريدونه، نحن بالطبع نستمتع بالأجواء، علينا أن نتعامل مع ذلك".
وأضاف:"الأمر لم يحسم بعد، مازال هناك عشر مباريات حتى النهاية، ولم يحسم أي شيء بعد، لحين حسم الأمور علينا ألا ننشغل بأي شيء أخر".
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية عن فان دايك قوله:"سأشعر بالملل يا رفاق في تلك الحالة، لأنني سأدعوكم حينها للتحلي بالهدوء".
وأشار:"ينبغي الاستمتاع بالفوز بالمباريات لكن ليس لوقت طويل بما أنك تلعب تقريبا كل ثلاثة أيام".
وأكد:"لقد وضعنا أنفسنا في موقف جيد للغاية لكن هذا لا يعني أن أي شيء قد حسم، أواصل تذكير اللاعبين وأيضا العالم الخارجي، الرفاق في الإعلام بأنه لا يوجد مجال أو مساحة للتعالي".