لجريدة عمان:
2024-10-11@18:25:30 GMT

عندما يحتدم السباق مع الزمن..

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

عندما يحتدم السباق مع الزمن..

دعونا نذهب نحو البعيد لندرك شيئا ربما هو غامض ومخفي عن أنظار بعض الناس، وليكن سؤال الذي نسير على هدي إجابته: "هل البشر في الحياة يسابقون انفسهم من أجل كسب الوقت واختصار طرقات الوصول للأهداف المنشودة من ثم الاستماع بشهد الحياة؟

مبدئيا سوف تنقسم الاجابة إلى قسمين، وقد يخطأ من سيجيب بـ"لا"، وسيصيب من تكون إجابته بـ"نعم "، ومبعث ذلك هو أن "شيء واحد في الوجود لا يمكن إعادة تدويره مرة أخرى.

. انه الوقت".

إذن، إذا كنت تحب الحياة، "عليك أن لا تهدر الوقت لأنه هو الخامة النقية التي نسج منها الحياة".

الإنسان يحاول قد استطاعته أن يتجاوز سرعته القصوى من أجل أن يكسب وقتا أطول لسببين، الاول: من اجل إنجاز مآربه، وثانيا: من اجل التمتع بمباهج الحياة حتى وان كانت حياته قصيرة، لكن لماذا قلنا عنها قصيرة رغم أن البعض يمتد به العمر قرابة قرن من الزمن ؟!

ترى هل مائة عام من الحياة كافية لإنجاز كل شيء نريده ؟!

لا، ليست كافية، فكمية الأمنيات والأحلام والرغبات التي يحملها عقلنا البشري تتجاوز في سعتها حجم مدة بقائنا على وجه الأرض!

قد يبدو الأمر فلسفيا أكثر من كونه حقيقة لا نريد أن نصدقها، لكن كلما انبثق فجر يوم جديد، جاء في جعبته أشياء جديدة لم تكن ضمن أولوياتنا أو اهتماماتنا البارحة، ولذا فالتجديد في الأحوال سمة الوجود وقدرته سبحانه، تجعل من الإنسان يتمنى أن تتألف معه الظروف، بحيث يستطيع أن يحقق كل شيء يريد تحقيقه خلال مدة بقائه، البعض عندما يعييه التعب يقول: "الآن سأنام بسلام واطمئنان"، معتقدا بأنه أدى ما عليه من واجبات ودفع ما بحوزته من حقوق تجاه الغير.

من تجارب الحياة تعلمنا شيئا مهما وان كان متأخرا وهو أن" إضاعة الوقت سواء في جذب رداء الحسرات على أجسادنا، أو جلد الذات والتأسف على ما فات هي في نظر الحكماء والمفكرين "أشد من الموت ذاته"، لأن هذا الزمن المهدور هو الذي يقطعنا عن القرب من الله أو التفكير بالدار الآخرة وما علينا صنعه لها، أما الموت فيقطعنا تماما عن الدنيا وما فيها أشياء".

في لحظة زهو بشرية، قد يسرف بعضنا في رضاه عن نفسه معتقدا بأنه انجز كل شيء طلب منه سواء لنفسه أو لغيره، والحقيقة أن ثمة أشياء لم يسعفه الوقت لتحقيقها، ولم يفلح في الإمساك بكل الحبال الطويلة التي امتدت أمام بصره ومن خلفه، لذا بقيت على حالها تنتظر الوقت الذي نفذ وانتهي بموت الإنسان دون أن تتحقق.

أحيانا الموت يكون أقرب وأسرع من أمل أو وعد "كاذب "نقطعه على أنفسنا ونرنو إلى تحقيقه، فهناك من يؤجل أشياء معتقدا بان ثمة فسحة من الوقت أمامه، لكنه سرعان ما يكتشف بأنه أتى متأخرا بعد أن انقضى الأمر وانتهى.

نحن البشر فعليا نسابق الزمن ولكن في مضمار طويل لا ينتهي ،فكلما قطعنا شوطا، ظهر لنا شوط آخر، تتقطع أنفاسنا من هذا السعي المتلاحق، ويستمر الحال على ما هو عليه حتى يدرك الإنسان بأنه أصبح على عتبات قبره المظلم، البعض يعلن استسلامه مبكرا خاصة عندما تضعف قوته ويصبح وقت استراحته عبارة عن أحلام مزعجة وكوابيس مخيفة تخبره بأن الرحلة قد أوشكت على نهايتها، وأن مقدرته على تحقيق الأحلام قد نفذت، دوما نردد في لحظات اليأس:"الإنسان لا يأخذ زمنه وزمن غيره"، فكل الأنفس لها رحلة تبدأ بالميلاد وتنتهي بالموت، لذا لن يتجاوز كل منا قدره وبقاءه في الوجود.

الآمال العريضة،والأمنيات وكثرتها ليست منحصرة في بوتقة المستحيلات التي يصعب تحقيقها، لكن الأحلام البسيطة وان كانت سهلة لن تتحقق في بعض الأحيان، ومثال ذلك عندما ينعقد أمل جميل بلقيا شخص عزيز علينا طال انتظار هذا اللقاء لسنوات طويلة، يأتي الموعد المحدد، فلا يحضر أطراف اللقاء، عندها تصبح تلك الآمال والوعود ضربا من الخيال، فكم من آمال علقت على حائط الحياة ولم تتحقق، إذن هي الحياة هكذا لا يعلم سرها غير من خلقها وهو الله عز وجل.

من الحكم الرائعة في أمر الوقت القول:" عندما أسيء استخدام الوقت فأنا أبدد المورد الوحيد الذي لا يمكن أبدا استرداده"، حرفيا يصدق من يقول بأن "الوقت كلما شاخ علمنا دروسا كثيرة وقاسية أحيانا".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

14 ليلة من «الزمن الجميل» بمهرجان الموسيقى العربية

ساعات قليلة وتنطلق مراسم حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ32، الأهم فى الوطن العربي، والذى يقدم حفلات موسيقية لنجوم الطرب من مختلف أنحاء العالم العربي، والتي تأتى تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وبرئاسة الدكتور خالد داغر، على خشبة مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية، وتمتد فعالياته على مدار 14 ليلة من الطرب والموسيقى، وتحمل الدورة الحالية اسم فنان الشعب سيد درويش.

على خشبة «الأوبرا»: تكريم 19 مبدعاً.. واحتفاء بمسيرة «سيد درويش»

ومن المقرر أن يبدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ويليه كلمة وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ورئيس دار الأوبرا المصرية الدكتورة لمياء زايد، ليأتى بعد ذلك الإعلان عن تكريم 19 فناناً وموسيقياً من المبدعين ممن أثروا الحياة الموسيقية فى مصر والوطن العربى بالفن الراقى.

وهم الدكتورة إيناس عبدالدايم، المطرب محمد منير، الموسيقار صلاح الشرنوبى، الموسيقار زياد الرحبانى، الفنان لطفى بوشناق، الموسيقار خالد بن حمد، عازف العود حازم شاهين، اسم الشاعر حسين السيد، الشاعر إبراهيم عبدالفتاح، اسم الفنان أحمد الحجار، الموسيقار ممدوح سيف، الفنان فؤاد زبادى، اسم الشاعر مأمون الشناوى، الموسيقار عبدالله حلمى، الدكتور محمد السيد شبانة، الدكتورة إنعام لبيب، الدكتور خليفة الشيمى، الفنان محمد محسن، الدكتور محمد حسن.

تبدأ بعد ذلك الفقرات الغنائية لحفل الافتتاح، والتى تنقسم إلى فقرتين، الأولى تضم فاصلاً موسيقياً لصوليست الكمان أحمد درويش، غناء المطرب محمد حسن، ويليه المطربة السورية لينا شماميان، وتُختتم الفقرة الأولى بالفنان القدير لطفى بوشناق. ويُحيى المطرب الكبير مدحت صالح الفقرة الثانية من الفاصل الغنائى، والتى يختتم معها حفل افتتاح المهرجان بعدد كبير من أغانيه المميزة لدى الجمهور، ويتفاعل معها بشكل دائم، وتصحبه فرقته الموسيقية تحت قيادة المايسترو أحمد عامر، من بينها «حبيبى يا عاشق، زى ما هى حبها، 3 سلامات، النور مكانه فى القلوب، المليونيرات، كوكب تانى، أنا مش بعيد، الله يا سيدى»، وغيرها من أغانيه المحفورة فى ذاكرة الجمهور.

وأعربت المطربة السورية لينا شماميان، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، عن مدى سعادتها بمشاركتها فى الدروة الـ٣٢ من مهرجان الموسيقى العربية، والتى تأتى فى ظل ظروف صعبة تمر بها دول الوطن العربى، لتؤكد معها على أهمية مصر، وأنها هوليوود الشرق، مشددة على معاناتها مع الحروب منذ صغرها، قائلة: «بلاد الشام لديها جرح واحد لم يتوقف عن النزف منذ عشرات السنين، ولكن دائماً إرادة الحياة أقوى من أى وجع، وهى المنتصر الوحيد بهذه المعركة».

ومن المقرر أن تقدم لينا شماميان، خلال الحفل، باقة مميزة من أغانيها، من بينها أغنية «غريق»، وهى أغنية جديدة ضمن ألبومها المقبل، وتتحدث خلالها عن الغريق الذى يتوفى، أو الغريق فى الهموم، كما تقدم ضمن برنامجها أغانى لسيد درويش، احتفالاً بمسيرته، خاصة أن الدورة الحالية تحمل اسمه، وهما أغنيتا «الحلوة دى.. أنا هويت».

جدير بالذكر أن مهرجان الموسيقى العربية يضم هذا العام ١٣٣ فناناً، من خلال ٤٦ حفلاً غنائياً من 20 دولة، «مصر، سوريا، فلسطين، لبنان، تونس، السعودية، عمان، البحرين، العراق، الإمارات، ليبيا، الكويت، السودان، الأردن، المغرب، النرويج، فرنسا، إسبانيا، أمريكا، البرتغال».

وتقام الحفلات على مسارح الأوبرا المختلفة فى القاهرة، وهى: مسرح النافورة، المسرح الكبير، المسرح الصغير، معهد الموسيقى العربية، مسرح الجمهورية، مسرح سيد درويش من خلال أوبرا الإسكندرية، ومسرح أوبرا دمنهور.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: الجند الغربي الذي أخبرت السنة بأنه سالم من الفتن هو الجندي المصري
  • 14 ليلة من «الزمن الجميل» بمهرجان الموسيقى العربية
  • «كنت تمتلكها في التسعينيات».. 5 أشياء داخل منزلك تساوي ثروة صغيرة
  • «لغم البحر الأحمر».. من هو أحمد حامد الذي وصفته الأمم المتحدة بأنه الزعيم الحوثي الأقوى من خارج الأسرة؟
  • «ياس أبوظبي» تستضيف «السباق الوردي»
  • نورهان حشاد تكتب: أيها العالق على هامش الحياة متى ستصبح مَتنًا في قصّتك؟
  • لحظات من الوعي في مسار الحياة
  • اضطراب بيكا.. ماهي متلازمة تناول أشياء غريبة؟
  • محمد هاني يسابق الزمن للعودة للملاعب