فإنه على الرغم من مساندة كثير من دول العالم لهذا الكيان المحتل المغتصب، سواء دعم بالأموال أو دعما عسكريا بإرسال الأسلحة المتطورة من بارجات وفرقاطات وقنابل تزن الأطنان، ليس هذا وحسب بل وإرسال كتائب نخب مدربة تدريبا دقيقا على كآفة فنون القتال.
إلا أن المغتصب لا يزال على عناده، لا يريد أن يعترف بهزيمته النكراء فى غزة مصانع الرجال، الرجل منهم قدمه تزن آلاف من هؤلاء الصهاينة ومن عاونهم وشايعهم، الطفل الرضيع بألف من رؤوس الطغاة الذين اعتادوا الإجرام وإجرامهم لا يخفى على أحد بل هم يصورون أنفسهم وهم يرتكبون المجازر، إجرامهم بلغ وجاوز المدى، يعدمون الأسرى فى الطرقات ويصورونهم، وهذا ليس بجديد على هؤلاء المرتزقة المجموعين من الشتات، فقد حكى عنهم بعض أسرانا فى أكتوبر وفى سبع وستون، حكوا عن إعدامهم للأسرى ومرور الدبابات عليهم أحياء.
فإنه على الرغم من كل هذه المجازر إلا أن جنودهم يفرون من الميدان مذعورين كما تفر الثعالب أمام الأسود، ليس هذا وحسب بل صرخاتهم تطرب لها الأذان شفاء لما فى الصدور وثأرا لأطفالنا وشيوخنا ونساءنا وعجائزنا ومشافينا.
فلا نامت أعين الجبناء حتى أسراهم قتلوهم خطأ من الزعر والرعب، خاب تصويبهم فخرجوا رافعين الرايات البيضاء إلا إنهم لم يسلموا، حتى خرج الأحياء يتحدثون لا نريد أن نموت بسلاح الجو الذى شاركنا فى تأسيسه.
سطر المقاومون ملحمة سيتغنى بها التاريخ وسيتذكرها بنو صهيون ولن تغيب أبدا عن ذاكرتهم فى جانبين، الأسرى وما لاقوه من حسن معاملة وكرم ضيافة نفوا به إدعاءات قنواتهم الإخبارية من حديثهم عن سوء معاملة واغتصاب، فخرج المفرج عنهم من الأسرى مكذبين رواياتهم، وها هى المظاهرات تعم مدنهم مطالبين بالوقف الفورى للحرب على غزة لا من أجل غزة ولا شعب غزة وإنما من أجل أسراهم وأولادهم فى ما يسمى بجيش الدفاع الذين امتلأت القبور بجيفهم وامتلات المشافى بمصابهم ما بين جريح ومعاق، ليس هذا وحسب بل وامتلأت المصحات النفسية بمن نجا من نيران المقاومة، ولا يزال كبيرهم على عناده وإصراره على اهلاك البقية المتبقية منهم خوفاً منهم على مستقبله السياسى ومحاكمته.
بتهم كثيرة ما بين فساد وتحرش وإهلاك أبناء شعبه.
وعلى الجانب الآخر ما تجرعه الأسرى الفلسطينيون من ظلم وقهر وجور فى سجون الاحتلال فلن ينسوه أبدا.
نعم على الرغم من القصف المستمر ليلا ونهارا إلا أن غزة العزة صامدة محتسبة لن تتخلى عن أرضها ولن تتخلى عن مقاومتها الباسلة تشاهد الواحد من هؤلاء يدفن شهيده بجلد وصبر واحتساب وهذا يزيد المقاومة إصرارا على دحر ونحر هذا الغازى المغتصب للأرض.
يخرجون لهم من كل مكان فى أكمنة، من تحت الأرض، بنادقهم القناصة تحصد الأرواح عبواتهم الناسفة تدمر حصونهم الذين يظنون أنها ستمنعهم من أمر الله، لكن هيهات هيهات أمام الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، المؤمنون بحقهم فى الدفاع عن شعبهم الذى حملهم الأمانة، أمانة الدفاع عن مقدراتهم وحماية أعراضهم ولم لا وهم جزء لا يتجزأ عنهم فهم إخوانهم وأبناؤهم وأعمامهم وأخوالهم وأقاربهم وأصهارهم.
فكان حقا عليهم أن يتحملوا الأمانة، ليس هذا فقط بل حملوا أمانة الدفاع عن مسجدنا الأقصى الذى هو شرف كل مسلم ومن هنا أصبحت المقاومة تاجا على رؤوس العرب والمسلمين جميعا، لماذا لأنهم أجبروا العالم أجمع على احترامهم واحترام قضيتهم العادلة، بل وجعلت الشعوب ترغم حكامها بالاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى الدفاع عن نفسه فملأت المظاهرات ربوع العالم حاملة أعلام فلسطين ولافتات تندد بجرائم الإحتلال ضد شعب أعزل لا يمتلك شيئ، بلا مأوى، بلا طعام، لا شراب، لا حتى كفن يكفنوا فيهم شهدائهم.
نعم ودون تردد نقولها وينبغى على الجميع أن يرددها معنا، أصبحت غزة على الرغم من الإبادة الجماعية إلا إنها أصبحت وقادتها كابوسًا للصهاينة، يحلمون بهؤلاء الأشباح التى تطاردهم وتؤرق مضاجعهم، وتجعلهم يفقدون إحساسهم بوجودهم، بل وتجعلهم يحتاجون حفاضات كثيرة ومراتب يضعونها فى الشمس يوميا لما أصابهم من بلل نجس من هؤلاء الأنجاس.
غزة ومقاومتها الباسلة وانفاقها وسلاحها محلى الصنع ومنصات صواريخها التى جعلت صافرات الإنذار تدوى فى أنحاء إسرائيل وتقطع اجتماعاتهم وتخرجهم من دورهم لا ليس لهؤلاء ديار بل هؤلاء مستوطنون محتلون، تخرجهم من فوق الأرض وتسكنهم باطنها خوفا من هذه الصواريخ.
نعم غزة باتت كابوسًا يؤرق كل صهيونى مغتصب مرتبك.
نعم غزة العزة والكرامة أضحت كابوس يؤرق مضاجع هذه الحكومة الهشة، وهذا الكيان الهالك المتهالك، كابوس يؤرق اديرتهم وحاخاماتهم وكنستهم الواهى.
يؤرق موسادهم وشوباكهم.
صدق فيهم قوله تعالى
«تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى»
وسيظل الملف مفتوح وسيظل القلم ومداده أحياء ما حيينا وسندافع بكل ما اوتينا من قوة عن قضيتنا العادلة، ننتصر أو ننتصر.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة الشعب الفلسطينى على الرغم من الدفاع عن لیس هذا
إقرأ أيضاً:
العلمانيون العرب: يقفون على رؤوسهم لرؤية الواقع بالمقلوب!
#سواليف
#العلمانيون_العرب: يقفون على رؤوسهم لرؤية الواقع بالمقلوب!
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
إذا أردت أن تفهم تناقضًا صارخًا وسخرية مريرة، فلا تبحث بعيدًا عن ما يفعله “علمانيو العرب”. هؤلاء الذين حولوا العلمانية إلى مطيّة مشوهة لفهمهم المقلوب للديمقراطية والحريات. يرفضون الحاكم “الملتحي”، لا لأنه ديكتاتور أو ظالم، بل لأن لحيته تجعلهم يعانون من حساسية مفرطة تجاه أي شيء يمتّ للإسلام بصلة. وكأن الديمقراطية في قاموسهم المختزل تقتصر على بقاء البارات مفتوحة، والنوادي الليلية عامرة، وتحرير النساء من ملابسهن بدلاً من تحرير الشعوب من الظلم والاستبداد!
مقالات ذات صلة الأردن.. كتلة هوائية باردة وفرص أمطار قادمة – تفاصيل 2024/12/21أليس غريبًا أن هؤلاء يتغنون ليل نهار بالحرية وحقوق الإنسان، لكنهم يصابون بحالة من الهلع عندما تأتي صناديق الاقتراع بشخص يحمل ذرة انتماء للهوية الإسلامية؟ بالنسبة لهم، الاختيار الشعبي يصبح عبئًا إذا لم يتماشى مع أهوائهم. الديمقراطية، في عيونهم الضيقة، ليست أداة للتعبير عن إرادة الشعوب، بل وسيلة لفرض ما يناسب نمط حياتهم “المتحرر” فقط. وكأن شعاراتهم الكبيرة تُختزل في قضايا مثل الخمر والتعري، بينما يختفون عندما يُطرح الحديث عن الفساد السياسي أو الاستبداد العسكري!
هؤلاء، الذين يُقدمون أنفسهم كمنقذين للعالم العربي، يحاولون إقناعنا بأن العلمانية هي الحل السحري لكل أزماتنا. ولكن مهلاً، أليست العلمانية الحقيقية هي التي تفصل بين الدين والدولة لتحقيق العدالة للجميع؟ أليست هي التي لا تُقصي الدين ولا تعاديه، بل تضمن حرية الاعتقاد والتعبير للجميع، بما في ذلك أصحاب اللحي والعباءات؟ يبدو أن علمانيتهم من نوع خاص، حيث يتم إقصاء ملايين المسلمين من دائرة الديمقراطية فقط لأن خياراتهم السياسية تتماشى مع هويتهم الثقافية والدينية.
ومن الطريف أن هؤلاء “الحداثيين” يعتقدون أنهم يقودون معركة التنوير في مجتمعاتنا. ولكن الواقع يقول غير ذلك؛ فهم، بوعي أو بغير وعي، يساهمون في تعميق الانقسامات. إنهم يستبدلون الاستبداد العسكري والفساد السياسي بديكتاتورية فكرية باردة تقصي الآخر المختلف فكريًا أو دينيًا. وفي هذا المشهد العبثي، يصبح الإسلام، كهوية وثقافة، العدو الأول الذي يجب القضاء عليه ليكتمل مشروعهم العلماني “المزعوم”.
إذا كانت الديمقراطية في فهمهم هي “تجنّب كل ما يمت للإسلام بصلة”، فأين احترام خيارات الشعوب؟ أم أن الديمقراطية تصبح صالحة فقط عندما تأتي بنتائج توافق رغباتهم؟ يبدو أنهم يعيشون في حالة “نرجسية فكرية”، حيث لا يرون إلا مرآة أفكارهم المنعكسة على الواقع، ويرفضون تقبل أي تنوع أو اختلاف.
لكننا نقول لهؤلاء: الديمقراطية والعلمانية ليستا أدوات فارغة لتبرير الهروب من مواجهة الاستبداد الحقيقي أو لتمرير الإملاءات الغربية. الديمقراطية الحقيقية هي احترام إرادة الشعوب، والعلمانية الحقيقية تُعلمنا التعايش والتعددية، وليس تحويل القضايا الهامشية مثل الخمر والتعري إلى معارك مصيرية.
وأخيرًا، إذا كانت مشكلتكم الحقيقية مع الإسلام لأنه يختلف مع أهوائكم، فربما يجب أن تُعيدوا النظر في عقولكم المعلّبة بشعارات جوفاء. المشكلة ليست في الدين، بل في العقول التي ترى في كل ذقن ملتحٍ تهديدًا لوجودها. أما شعوبنا، فستظل تختار من يمثلها وفق إرادتها، شاء من شاء وأبى من أبى.