بوابة الوفد:
2024-12-23@09:46:49 GMT

عام من الحرب.. قراءة مغايرة

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

365 يومًا بالتمام والكمال من العدوان؛ مر عام كامل من الحرب على غزة، ومع نهاية العام بدأت حرب جديدة على لبنان. ربما الفرصة سانحة الآن بعد مرور العام الأول على العدوان لمراجعة وقراءة هادئة لما حدث، وبمعنى أدق قراءة مغايرة.
جميع التحليلات على مدار العام تركزت حول العدوان الإسرائيلى، تداعياته وأهدافه، اليوم التالى للحرب، دوافع الحكومة الإسرائيلية، مخططات ومناورات رئيس الوزراء الإسرائيلى.

لكن وبعد مرور العام من العدوان المتواصل تبدو الحاجة ملحة لقراءة من منظور أوسع وأشمل، وتحليلا أعمق يتجاوز الفواعل المنخرطة مباشرة فى الصراع، والمشتبكة مع بعضها البعض عسكريا وميدانيا.
هذه القراءة المغايرة، ترتكز على مراجعة إعادة توصيف وقراءة موقف الولايات المتحدة الأمريكية من خلال رؤية مختلفة. بداية هذا التحليل سؤال مباشر: هل تريد الولايات المتحدة الأمريكية انهاء الصراع حقاً؟ وهل تريد منع تمدده وتحوله لحرب إقليمية شاملة فعلاً؟
الإجابة عن السؤال السابق تطرح سؤالا آخر وهو: هل استمرار الحرب هو ما يحقق أهداف ومصالح الولايات المتحدة الإقليمية وعلى نطاق أوسع الدولية؟ أم العكس صحيح؛ إيقاف الحرب ومنع اتساع رقعة الصراع هو ما يخدم أهداف الولايات المتحدة الأمريكية؟؟
الظاهر من التصريحات وعلى الشاشات هو أن الولايات المتحدة تريد انهاء الحرب وعودة الاستقرار؛ جولات مكوكية لكبار مسئولى الإدارة الأمريكية أنتونى بلينكن وزير الخارجية، ووليام بيرنز مدير وكالة المخابرات الأمريكية لكل العواصم المعنية بالصراع. رعاية رئاسية أمريكية مباشرة لجولات المفاوضات التى تعددت وأفشلت فى اللحظات الأخيرة!
فعليا؛ وفرت الولايات المتحدة الأمريكية الغطاء السياسى، وقدمت كل الدعم العسكرى المباشر وغير المباشر (وهو دعم غير مسبوق منذ أكتوبر 73) لتمضى إسرائيل قدما فى حربها. وهناك توافق أمريكى إسرائيلى على تصفية الفاعلين المسلحين من غير الدول حماس وحزب الله وغيرهم. لكن ليس لتحقيق أهداف إسرائيلية فقط، بل لتحقيق وخدمة المصالح الأمريكية إقليميا ودوليا فى المقام الأول. فكيف ذلك؟!.
القراءة المغايرة لواقع الصراع وتطورات تصعيده، تقول: إن الولايات المتحدة لا تريد انهاء الحرب، بل على العكس من ذلك تماما كلما استمرت الحرب كلما ساعد ذلك فى تحقيق الأهداف الأمريكية وإلا لماذا التراخى فى الضغط على إسرائيل من أجل الحل السياسى وعلى رأس تلك الأهداف ابطاء وتيرة تحول النظام الدولى من نظام القطبية الواحدة المهيمن عليه من قبل الولايات المتحدة، إلى نظام التعددية القطبية. 
ولما كان الشرق الأوسط ساحة التنافس الأبرز والأهم فى عملية التحول، كانت إسرائيل وحربها الذراع الأمريكية الطولى، والطريق لعودة الفاعلية والريادة للدور الأمريكى فى المنطقة واستعادة الردع الإقليمى ومن ثم تأكيد النفوذ العالمى واستمرار الهيمنة الأمريكية، كأبرز مناطق النفوذ الأمريكى منذ الحرب الباردة مع دعم إسرائيل فى مواجهة الدول العربية الحليفة للاتحاد السوفيتى. هى حرب أمريكية فى المقام الأول، وسيد البيت الأبيض القادم هو من سيحسمها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د وليد عتلم ﻟﻮﺟﻪ الله الحرب على غزة الحكومة الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي الولايات المتحدة الولایات المتحدة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

الصراع العربي- الإسرائيلي والاقتصادات العالمية (3-3)

 

عبيدلي العبيدلي

تعطيل طرق التجارة العالمية

تعتمد التجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير على الطرق البحرية والبرية، والتي تتعرض الآن للتهديد بسبب اندلاع الحرب ضد غزة، والمنطقة المحيطة بها.

 قناة السويس:

تتعامل قناة السويس المصرية، وهي واحدة من أهم الشرايين التجارية في العالم، مع ما يقرب من 12% من التجارة العالمية و30% من شحنات النفط العالمية. ومع ذلك، أدى النزاع إلى: زيادة بنسبة 15% في تكاليف الشحن بسبب زيادة أقساط التأمين وتغيير المسار. وانخفاض بنسبة 66% في حركة السفن عبر القناة منذ بدء التصعيد في أواخر عام 2023.

وشهدت مصر، التي تعتمد على قناة السويس بنسبة 10% من ناتجها المحلي الإجمالي، انخفاضا في الإيرادات الشهرية بنسبة 40% في أوائل العام 2024، من 2.1 مليار دولار إلى 1.26 مليار دولار.

2- البحر الأحمر وخليج عدن:

يواجه البحر الأحمر، وهو طريق تجاري حيوي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هجمات متزايدة على السفن التجارية، لا سيما بالقرب من اليمن، حيث تصاعدت التوترات.

وأدت الإجراءات الأمنية الإضافية للسفن العابرة للمنطقة إلى ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة 20%، مما أثر على الميزان التجاري لدول مجلس التعاون الخليجي.

3- الاختناقات اللوجستية الإقليمية:

أدى إغلاق الحدود بين إسرائيل وغزة ومصر إلى تعطيل تدفق البضائع، مما أثر بشكل خاص على واردات غزة من الإمدادات الأساسية وصادرات إسرائيل من المنتجات الزراعية التي تبلغ قيمتها ملياري دولار سنويًا.

التأثير على الاتفاقيات التجارية الإقليمية والعلاقات الاقتصادية

1- نكسات اتفاقيات إبراهام:

أدت اتفاقيات إبراهام، الموقعة في العام 2020، إلى تطبيع العلاقات التجارية بين إسرائيل ودول عربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين، إلى نمو التجارة الثنائية بنسبة 25% سنويا، لتصل إلى 3 مليارات دولار في العام 2023.

وبعد تصاعد النزاع، علقت البحرين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، وأوقفت ما يقدر بنحو 600 مليون دولار من التجارة السنوية.

وأفاد مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي بانخفاض بنسبة 40% في الاتفاقيات التجارية الجديدة في الربع الرابع من العام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

2- التجارة مع الدول المجاورة:

تأثر كل من الأردن ولبنان، اللذان يعتمدان بشكل كبير على التجارة الإقليمية، وانخفضت صادرات الأردن إلى إسرائيل، التي تقدر قيمتها بـ  700 مليون دولار سنويا، بنسبة 50%. وشهد الاقتصاد اللبناني المتعثر انخفاضا في التجارة البينية بنسبة 12%، مما أدى إلى تفاقم العجز التجاري البالغ 3.6 مليار دولار.

3- السياحة وتجارة الخدمات:

تأثرت السياحة، التي تعد محركا مهما لصادرات الخدمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بشدة؛ حيث انخفضت عائدات السياحة في مصر، التي تساهم بنسبة 9% في الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة 30% في الربع الأول من العام 2024 بسبب انخفاض السفر داخل المنطقة.

وشهدت إسرائيل انخفاضا بنسبة 60% في عدد السياح الوافدين؛ حيث خسرت ما يقرب من 1.2 مليار دولار من عائدات السياحة خلال نفس الفترة.

أزمات اللاجئين والتجارة الإنسانية

وخلقت الأزمة الإنسانية الناجمة عن النزاع ضغوطا إضافية على التجارة البينية الإقليمية:

1- تدفق اللاجئين؛ حيث نزح أكثر من 1.8 مليون شخص بسبب النزاع، مما أثر بشكل أساسي الواقع الاقتصادي والاجتماعي في مصر والأردن ولبنان.

ويزيد اللاجئون من الطلب على التجارة الإنسانية، مثل الغذاء والإمدادات الطبية، ولكنه يضغط أيضا على الموازين التجارية للبلدان المضيفة.

وارتفعت واردات الأردن الغذائية بنسبة 15% في العام 2024، مما أدى إلى زيادة العجز التجاري بمقدار 400 مليون دولار.

وواجه لبنان ارتفاعا بنسبة 20% في أسعار القمح، مما أدى إلى تفاقم أزمته الاقتصادية.

2- تدفقات المساعدات الإنسانية:

تكافح المساعدات الإنسانية، التي تبلغ قيمتها 2 مليار دولار سنويا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للوصول إلى غزة بسبب إغلاق الحدود والحواجز اللوجستية. وأدت اختناقات المساعدات إلى تقليص التسليم الفعال للسلع بنسبة 40%، مما أثر على الأمن الغذائي والخدمات الصحية في المناطق المتضررة.

الآثار الأوسع نطاقا على التكامل الإقليمي

كشفت الحرب على غزة هشاشة جهود التكامل الإقليمي:

1- مبادرات جامعة الدول العربية:

شهدت منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التابعة لجامعة الدول العربية، والتي تهدف إلى تعزيز التجارة البينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقدما محدودا:

ونمت التجارة بين أعضاء منطقة التجارة الحرة والتجارة الحرة بنسبة 3% سنويا خلال العقد الماضي، ولكن من المتوقع أن تنخفض بنسبة 6% في العام 2024، مما يعكس سنوات من الاندماج التدريجي.

وأدت الحواجز غير الجمركية، مثل القيود الأمنية، إلى إعاقة التدفقات التجارية.

2- التعاون الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي:

تعطلت الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز سلاسل التوريد الإقليمية. وتأخرت مشاريع البنية التحتية المشتركة، مثل سكة حديد الخليج، التي تهدف إلى تعزيز الربط التجاري، بسبب زيادة انعدام الأمن الإقليمي.

3- التكاليف الاقتصادية طويلة الأجل:

يُقدِّر صندوق النقد الدولي أن عدم الاستقرار الذي طال أمده قد يؤدي إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة بنسبة 1.2% سنويا، وهو ما يعادل خسارة نحو 65 مليار دولار من الناتج الاقتصادي على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ولا يزال استقرار الشرق الأوسط أمرًا بالغ الأهمية لصحة الاقتصاد العالمي. وتؤكد الدروس المستفادة من الحرب على غزة على الحاجة الملحة إلى نهج منهجية لمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، وتحقيق التوازن بين إدارة الأزمات على المدى القصير والتنمية الطويلة الأجل، وتعزيز إطار دولي تعاوني. ومن خلال تبني المرونة والابتكار والدبلوماسية، يمكن للمجتمع العالمي أن يتغلب على هذه التحديات وتحويلها إلى فرص للنمو الاقتصادي والاستقرار المستدامين.أعلى الشكل

إنَّ الحرب على غزة، إلى جانب التوترات الأوسع نطاقا في الشرق الأوسط، لها تداعيات اقتصادية بعيدة المدى على المنطقة والعالم. وفي حين تزدهر صناعة الأسلحة وسط زيادة الإنفاق العسكري، فإن مواطن الضعف الاقتصادية الأوسع نطاقًا- بما في ذلك تقلبات أسعار النفط، وتعطل سلاسل التوريد، وتراجع ثقة المستثمرين- تؤكد تحديات عدم الاستقرار الناجم عن الصراع. تتطلب معالجة هذه القضايا جهودًا دولية متضافرة واستراتيجيات اقتصادية مبتكرة والتزامًا بالتنمية المُستدامة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • المجر: ترامب لا يحتاج لوسطاء لوقف الحرب الأوكرانية
  • سيناتور جمهوري: حروب أوكرانيا والشرق الأوسط ستنتهي العام المقبل
  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (71)
  • الحرب بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو التوسع
  • الصراع العربي- الإسرائيلي والاقتصادات العالمية (3-3)
  • أمل الحناوي: إسرائيل تعيش وهم استدامة الاحتلال لفلسطين
  • العفو العام رهن قرار مجلس النواب.. والاعتدال تريد قانوناً لا يشمل قتلة العسكريين
  • السودان يطلب من الولايات المتحدة الضغط على الإمارات بشأن الدعم السريع
  • بدأ في ألمانيا.. كل ما تريد معرفته عن متحور كورونا الجديد