كيف نظر الإسلام لبِرِّ الأبوين في كِبرهما؟.. الأزهر للفتوى يجيب
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن كيف نظر الإسلام لبِرِّ الأبوين في كِبرهما؟
قائلًا: قد يبدو برّ الأبوين سهلًا حال صِحتهما ويسارهما، وقدرة الوالدين على القيام بشئونهما وشئون الأبناء في كثير من الأحوال، وهذا لا يُهَوِّن مطلقًا من برُّ الوالدين، الذي أمر به سبحانه حين قال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا…}.
[الإسراء: 23]
فطاعتهما عظيمة من أجلِّ وأعظم الطَّاعات؛ وبرُّهما يحقق أسمى المقاصد والغايات.
يتأكد برُّ الوالدين ويعظم أجره حين بلوغهما الكِبر، وما يقتضيه من ضَعف، وقلة تدبير، وحاجة للمال والرعاية والأُنس؛ بل إن بَذْل البر والإحسان والرعاية والتَّلطف في القول والمعاملة -في هذه المرحلة- هو معيار البِرِّ الحقيقي؛ لذا خصَّ الحق سبحانه هذه المرحلة بمزيد وصية، فقال سبحانه: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}. [الإسراء: 23، 24]
قَرَن الحقُّ سبحانه وتعالى في الوصية بالوالدين بين كِبر الوالدين وتربية الأولاد في الصِّغر، لحثِّ الأبناء على ردِّ جميل آبائهم وأمهاتهم، ولكون الوالد حينما يُحسن في تربية ولده فإنه يربي أبًا له في صِغر شيخوخته.
حين يُعطي الابن جزءًا من ماله لوالديه فقد كان أمس يتمتع بعموم أموالهم، وحين يقتطع جزءًا من وقته لرؤيتهم والقيام على شئونهم، فقد كان أمس محطّ نظرهم وقرة عينهم، وحين يجاهد نفسه في برهم والإحسان إليهم فقد كانا يبذلا الصعب لخدمته بطيب نفس ورضا وسرور.
إهمال الأولاد لآبائهم وأمهاتهم في الكِبر، وتركهم يتقلبون في مآسي المرض والحاجة والوحدة، بعدما ربوهم وعلموهم وأهّلوهم للنجاح في مجالات الحياة؛ يُعدُّ لونًا من أشد ألوان العقوق التي توعد الله سبحانه المتصف بها بعقاب الدنيا قبل عقاب الآخرة؛ يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «كلُّ ذنوبٍ يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ وعقوقَ الوالدَينِ، أو قطيعةَ الرَّحمِ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ». [أخرجه البخاري في الأدب المفرد]
أعاننا الله وإياكم على بر آبائنا وأمهاتنا، وحفظ جميلهم، ووفقنا لنيل رضاهم آمين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأبوين مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية
إقرأ أيضاً:
خطة مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لشهر رمضان 1446هـ
يقدم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية باقة متنوعة من البرامج الرمضانية الفقهية، والدعوية، والمشاركات الإعلامية والميدانية، خلال شهر رمضان المبارك 2025-1446.
وتشمل الخطة الرمضانية على ما يلي:
أولًا: استقبال أسئلة واستفسارات الجمهور على هاتف رقم: 19906 بسعر المكالمة العادية في أيام العمل الرسمية من السبت إلى الخميس من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً.
وعبر رسائل فيس بوك الخاصة: https://www.facebook.com/fatwacenter
ومن خلال تطبيق المركز لتلقي الفتاوي:
http://www.azhar.eg/fatwacenter
إضافة إلى الرد على الأسئلة الهاتفية الواردة على الخط الساخن لبيت الزكاة والصدقات المصري.
ثانيًا: عرض باقة متنوعة من النسائم الدعوية والإرشادات الفقهية والتوعوية في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة.
كما سيتم ترجمة العديد من الفتاوى والإرشادات، التي تسهم بدورها في التواصل الفعال مع المسلمين في شتى أنحاء العالم.
ثالثًا: البث المباشر على الصفحات الرسمية للمركز؛ ويشتمل على:
-بث مباشر للرد على فتاوى واستفسارات الجمهور.
-بث مباشر على موقع بيت الزكاة والصدقات المصري.
-بث مباشر يومي لنقل صلاة التراويح من الجامع الأزهر.
رابعًا: عرضُ أكثر من (200) فيديو قصير عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالتعاون مع الصحف والمواقع الإلكترونية المختلفة.
خامسا: عرض أكثر من (40) حلقة تلفزيونية بالتعاون مع القنوات التلفزيونية، إضافة إلى أكثر من (30) حلقة إذاعية فى الإذاعة المصرية.
سادسا: نشر أكثر من (15) مقالة وحوارًا صحفيًّا بالجرائد والمواقع الإلكترونية المختلفة.
سابعا: يستمر المركز في استقبال وحلّ النزاعات الأسرية والمجتمعية بوحدة لم الشمل، وذلك من خلال التسجيل على بوابة الأزهر أو عبر الاتصال بالخط الساخن 19906 طوال شهر رمضان المبارك، واستقبال الحالات الخاصة بوحدة بيان المختصة بمواجهة الإلحاد والفكر اللاديني.
كما يستمر المركز في تنفيذ برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية بالتعاون مع مؤسسات الدولة وهيئاتها؛ للحفاظ على استقرار الأسرة المصرية وحمايتها من التفكك.
يقوم المركز باستقبال حالات الدعم النفسي (هاتفيا - ميدنيا) عبر الاتصال بالخط الساخن 19906 طوال شهر رمضان المبارك.
ثامنا: يقدم قسم فتاوى النساء عددًا من الفتاوى، التي تهم المرأة في رمضان وتساعد على معرفتها بشئون دينها لا سيما فقه الصيام.
تاسعا: أعدّ بنك فتاوى الأزهر الإلكتروني عددًا من الفتاوى المحقّقة والمؤصّلة علميًّا والتي تخص فقه الصيام، وما يشغل أذهان الصائمين في أمور العبادات أو المعاملات أو الأحوال الشخصية والأسرة أو الفكر والأديان.
عاشرًا: يتابع المركز المحتوى الإعلامي الديني، ويُعد تقارير متخصصة عن جميع المحتويات الإعلامية الخاصة بالشأن الديني الرمضاني على كافة الأصعدة الإعلامية داخليًّا وخارجيًّا.