لجريدة عمان:
2025-03-31@19:11:05 GMT

الخدمات المصرفية المفتوحة..

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

الخدمات المصرفية المفتوحة..

إضافة نوعية لمبادرات الابتكار في القطاع المالي

تطور الخدمات يعزز الشمول المالي كأحد ممكنات تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة

تعد سلطنة عمان من الدول المتقدمة في الشمول المالي وقدمت نموذجا ناجحا بتسهيل فتح الحسابات المصرفية للفئات المستفيدة من منظومة الحماية

في إطار التحول الرقمي الشامل في سلطنة عمان، يمضي القطاع المالي والمصرفي بوتيرة متسارعة نحو تعزيز الاستفادة من التقنيات المالية الحديثة في ترقية الخدمات وزيادة معدلات الشمول المالي الذي يساعد على إتاحة الخدمات المالية عبر قنوات مبتكرة تمتاز بسهولة الاستخدام، ويشجع هذا التحول الرقمي زيادة الاستثمار في التكنولوجيا والتقنيات المالية من خلال كيانات مالية جديدة متخصصة في إدارة الأموال وتسهيل المدفوعات الإلكترونية.

وضمن إستراتيجية البنك المركزي العماني (2024-2026)، دخل عدد من المبادرات المالية التقنية حيز التنفيذ وكان آخرها المدفوعات الإلكترونية للمشتريات عبر الهاتف المحمول، ويساهم التحديث المتواصل للأطر التنظيمية والرقابية في تدشين خدمات جديدة مثل المصارف الرقمية، والخدمات المصرفية المفتوحة. وتمثل الخدمات المصرفية المفتوحة إضافة نوعية مهمة تحقق عديد من المستهدفات منها ما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة من خلال توسعة نطاق الشمول المالي، وترقية الخدمات للمستفيدين، ودعم الابتكار، وزيادة تنافسية الخدمات المالية، ومواكبة تطور الخدمات المالية في العالم، حيث أصبحت الخدمات المفتوحة تشهد إقبالًا كبيرًا من الأفراد والمؤسسات؛ نظرًا لسهولة استخدامها وسرعتها في اتمام التعاملات وتحويل الأموال وتحسين تجربة العملاء المصرفية. وخلال الفترة الأخيرة، استقبل البنك المركزي العماني الاستشارات العامة ومرئيات وملاحظات أصحاب المصلحة على مسودة الإطار التنظيمي للخدمات المصرفية المفتوحة، وتشمل المسودة التي تم طرحها للمشورة العامة الإطار التنظيمي للخدمات المصرفية المفتوحة الذي يتضمن معايير الترخيص والالتزامات المفروضة على تقديم وتسويق وترويج الخدمات المصرفية المفتوحة في سلطنة عمان ومعايير ومواصفات واجهة برمجة التطبيقات المصرفية المفتوحة وإطار التكنولوجيا المصرفية المفتوحة، ومواصفات أمن البيانات والمعلومات المتعلقة بهذه الخدمات.

وتعد الخدمات المصرفية المفتوحة إحدى ثمار الثورة التقنية الحالية في العالم والتي تحدث تغييرات كبيرة في نوعية كافة الخدمات وتحقق تكافؤ الفرص بين مختلف المؤسسات، ويقصد بالخدمات المصرفية المفتوحة تمكين عملاء المصارف من مشاركة بياناتهم المالية بشكل آمن مع طرف ثالث يتولى تقديم خدمات ومنتجات مالية جديدة ومبتكرة للعملاء وذلك بناء على موافقة واضحة وصريحة من العميل، وتساعد هذه النوعية المبتكرة من الخدمات في توسيع نطاق الوصول إلى الخدمات المالية من قبل جميع الأشخاص والاتمام الفوري للتعاملات ولذلك فهي بمثابة سوق مصرفية توفر خيارات متعددة في الدفع وإدارة الأموال وتجمع كافة الأطراف من مصارف وعملاء وشركات تقديم الخدمات والأطراف المستقبلة لهذه الخدمات، وبذلك تختلف الخدمات المصرفية المفتوحة عن الخدمات التقليدية التي تقتصر فيها الخدمة على عملاء البنوك وعلى طرفي العلاقة المالية أي المصرف والعميل. وتأتي هذه التطورات نحو التحول الرقمي في القطاع المالي والمصرفي في اطار مستهدفات سلطنة عمان لتسهيل الخدمات وتشجيع الاستثمار الرقمي وتعزيز دور القطاع المالي في دعم مستهدفات النمو والتنويع، وتتكامل هذه التطورات نحو التحول الرقمي للخدمات المالية مع تنفيذ برامج وطنية مثل: برنامج الاستثمار الرقمي والبرنامج الوطني للاستدامة المالية "استدامة" والذي يستهدف استكمال المبادرات المرتبطة بتحسين المؤشرات المالية العامة للدولة وتطوير منظومة القطاع المالي لتمكين الأفراد والمؤسسات من القيام بأدوارهم في مسارات التنمية المختلفة، وتعزيز مشاركة القطاع المالي الخاص لتوفير خيارات تمويلية موجهة لمختلف الفئات كالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ورواد الأعمال والمستثمرين، والشركات الناشئة، وقطاعات التنويع الاقتصادي، وتطوير منظومة السياسات والأعمال في القطاع المال، وتطوير القوانين والتشريعات ورفع كفاءة سوق المال، وتعزيز الشمول المالي والتقنيات المالية، وزيادة دور المؤسسات العاملة في القطاع المالي، وتطوير منتجات تمويلية متنوعة، وتعزيز الثقافة المالية.

وتشهد الخدمات المصرفية والمالية العالمية متغيرات كبيرة منذ تفشي الجائحة؛ نظرًا للتقدم التقني وتحول العملاء نحو استخدام القنوات الرقمية للخدمات بدلًا من النقد، وتندرج الخدمات المفتوحة ضمن أهم هذه التطورات، وقد عزز انتشارها التطور الكبير في تطبيقاتها الرقمية وأطرها التنظيمية ومعايير الأمان التي تستخدمها، وتمثل هذه الخدمات دعمًا كبيرًا لتعزيز الشمول المالي. ووفق تعريف البنك الدولي يعني الشمول المالي أن الأفراد والشركات لديهم إمكانية الوصول إلى منتجات وخدمات مالية مفيدة وبكلفة معقولة تلبي احتياجاتهم مثل معاملات ومدفوعات ومنتجات الادخار وتسهيلات ائتمانية وقروض وخدمات تأمين، ويتم تقديمها على نحو مسؤول ومستدام. وقد تم تحديد الشمول المالي باعتباره عامل تمكين لتحقيق سبعة أهداف ضمن سبعة عشر من الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، حيث يقوم الشمول المالي بدور كبير في تحقيق الرخاء وتسهيل الوصول للخدمات وإنجاز أمور الحياة اليومية، ويساعد الأسر والشركات على التخطيط طويل الأجل ولحالات الطوارئ. ويذكر أن سلطنة عمان من بين الدول التي تحقق تقدمًا كبيرًا في تعزيز الشمول المالي من خلال التطور الكبير في القطاع المالي وخدمات الاتصالات، وقد قدمت نموذجًا ناجحًا للاستفادة من هذا التقدم في التطبيق الناجح لمنظومة الحماية الاجتماعية من خلال تسهيل فتح الحسابات المصرفية لتقديم منافع المنظومة للفئات المستفيدة، كما تشهد سلطنة عمان ارتفاعًا كبيرًا في معدلات استخدام الخدمات المصرفية الرقمية، وتشير الإحصائيات والتقارير الصادرة عن البنك المركزي العماني إلى نمو كبير في استخدام الأفراد والمؤسسات لقنوات الدفع الالكتروني للأفراد والمؤسسات، الأمر الذي يرصد مدى تطور البنية التقنية للقطاع المالي. وحسب الاحصائيات شهد الحجم الإجمالي لمعاملات الدفع الالكتروني لأنشطة التجزئة نموًا بنسبة 22.5 بالمائة خلال العام الماضي مقارنة مع عام 2022، وارتفعت قيمتها إلى 30.2 مليار ريال عماني، كما زاد عدد المعاملات التي تتم عبر منصات التجارة الإلكترونية بنسبة 17.2 بالمائة خلال عام 2023، وساهمت مبادرات البنك المركزي في دعم هذا النمو في وسائل الدفع الإلكترونية حيث تم تطبيق نظام أرقام الحسابات المصرفية الدولية (الآيبان) لتسهيل التعاملات المالية الدولية، كما تم إصدار المبادئ التوجيهية لإصدار خدمات ترميز البطاقات التي تتيح تفعيل خدمات الدفع الإلكتروني المحلية والدولية مثل أبل باي وسامسونج باي وغيرها على الأجهزة الذكية وهي الخدمات التي بدأ تدشينها مؤخرًا من قبل البنوك العمانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الخدمات المصرفیة المفتوحة فی القطاع المالی الخدمات المالیة البنک المرکزی الشمول المالی التحول الرقمی سلطنة عمان ا کبیر ا کبیر فی من خلال

إقرأ أيضاً:

مطورو المصادر المفتوحة يتصدون لـ روبوتات الذكاء الاصطناعي بطرق ذكية

في عصر الذكاء الاصطناعي المتسارع، أصبحت روبوتات الزحف الإلكتروني بمثابة "الصراصير الرقمية" التي تجتاح الإنترنت، ما دفع مجتمع المطورين للبحث عن أساليب مبتكرة لحماية منصاتهم ومحتوياتهم من الاستنزاف غير المشروع.

الزحف العنيف

لا تقتصر تأثيرات روبوتات الذكاء الاصطناعي على المواقع التجارية فحسب، بل تمتد بشكل خاص إلى مطوري البرمجيات مفتوحة المصدر (FOSS)، حيث أن منصاتهم غالبًا ما تكون مكشوفة وأكثر عرضة للاستهداف بسبب طبيعتها الشفافة وقلة الموارد المخصصة لحمايتها.

وصف المطور نيكولو فينيراندي، صاحب مدونة LibreNews، المشكلة بأنها "أزمة" في مجتمع البرمجيات مفتوحة المصدر، حيث تستهلك روبوتات الذكاء الاصطناعي موارد الخوادم بشكل مفرط وتتسبب في توقف بعض المواقع عن العمل.

كيفية إنشاء صور بأسلوب Ghibli باستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة سهلةبيل جيتس يكشف عن 3 وظائف لن يتم استبدالها بالذكاء الاصطناعيعلي بابا تطلق ذكاء اصطناعي يمكنه معالجة الفيديو والصوت على الهاتفجوجل تكشف عن Gemini 2.5.. نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يفكر قبل الإجابةإنفيديا تطلق مساعد الذكاء الاصطناعي G-Assist لتحسين أداء أجهزة الألعابشركات الذكاء الاصطناعي الصينية تغير نماذج أعمالها بعد نجاح DeepSeekأداة قلبت الموازين

لمواجهة هذه التهديدات، قام المطور Xe Iaso بتطوير أداة مبتكرة أطلق عليها اسم "أنوبيس"، وهو نظام للتحقق من صحة طلبات الوصول قبل السماح لها بالمرور إلى الخادم. 

ويعتبر الهدف من هذه الأداة هو تصفية الطلبات الحقيقية من المستخدمين البشريين وحجب طلبات الروبوتات غير المرغوب فيها.

الطريف أن الاسم "أنوبيس" مستوحى من إله الموتى في الحضارة المصرية القديمة، الذي كان يزن قلوب الموتى للحكم على مصيرهم، وهو ما يعكس آلية عمل الأداة التي تختبر صلاحية كل طلب قبل السماح له بالمرور.

قصص من ساحة المعركة

يؤكد العديد من المطورين أن هذه المشكلة باتت تؤثر على مشاريعهم بشكل مباشر:

صرح درو ديفولت، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة SourceHut، بأنه يقضي ما بين 20% إلى 100% من وقته في التعامل مع هجمات زحف الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن موقعه يتعرض لعشرات الانقطاعات يوميًا بسبب هذه الروبوتات.

فيما أكد جوناثان كوربيت، المطور الشهير ومؤسس موقع LWN المتخصص في أخبار Linux، أن موقعه يعاني من بطء شديد بسبب الهجمات الشرسة من روبوتات الذكاء الاصطناعي.

بينما اضطر كيفن فينزي، المشرف على مشروع Linux Fedora، إلى حظر جميع عناوين IP القادمة من البرازيل بالكامل لمنع هجمات هذه الروبوتات.

الانتقام الرقمي

إلى جانب "أنوبيس"، بدأ بعض المطورين في تبني أساليب "انتقام رقمي" ضد روبوتات الزحف، مثل، Nepenthes، أداة تم تطويرها من قبل شخص مجهول وتقوم بحبس الروبوتات في دوامة من المحتوى المزيف حتى تتوقف عن العمل.

و أداة AI Labyrinth، أداة جديدة من Cloudflare تعمل على إرباك الروبوتات وإضاعة مواردها عن طريق تزويدها بمحتوى غير ذي قيمة.

هل يمكن وقف هذا الزحف؟

رغم الجهود المتزايدة لمكافحة روبوتات الذكاء الاصطناعي، لا تزال المشكلة قائمة، حيث إن هذه الروبوتات أصبحت أكثر تطورًا وقادرة على التحايل على أنظمة الحماية مثل robots.txt. 

يرى بعض المطورين، مثل درو ديفولت، أن الحل الجذري يكمن في وقف استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على هذه البيانات المسروقة.

لكن في ظل استمرار الشركات الكبرى في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، يبدو أن معركة المطورين ضد الزحف الرقمي لن تنتهي قريبًا، بل ستتخذ أشكالًا أكثر إبداعًا في المستقبل القريب.

مقالات مشابهة

  • مدير عام مصرف الرافدين: التكنولوجيا المالية مستقبل القطاع المصرفي في العراق
  • تعرف على تقرير لجنة الفحص المالي حول التعاقد مع فيتوريا
  • مديرية صحة طرطوس تتسلم أجهزة حديثة لمشافي المحافظة
  • تنس.. البيلاروسية أرينا سابالينكا تتوج ببطولة ميامي المفتوحة
  • تفاصيل التحقيقات مع 4 متهمين بتجارة العملة خارج نطاق السوق المصرفية
  • نائب الرئيس التنفيذي لقطاع التجزئة المصرفية ببنك بركة لصدى البلد: تطوير الخدمات الرقمية لدعم العملاء والجمعيات الخيرية
  • قوافل الأحوال المدنية المتنقلة تستخرج 4 آلاف بطاقة
  • وزير المالية السوري الجديد: إصلاحات اقتصادية شاملة لتعزيز النمو والاستقرار المالي
  • 9 مستشفيات مرجعية قيد الإنشاء لتعزيز الخدمات الصحية بسلطنة عمان
  • مطورو المصادر المفتوحة يتصدون لـ روبوتات الذكاء الاصطناعي بطرق ذكية