بعد ارتباط جوائز نوبل بعملاء جوجل.. مخاوف من سيطرة الذكاء الاصطناعي على الجائزة
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة مثيرة للجدل، خلال هذا الأسبوع، تم منح جوائز نوبل في مجالي الكيمياء والفيزياء لعدد من رواد الذكاء الاصطناعي المرتبطين بشركة جوجل، مما أثار جدلاً واسعاً حول هيمنة الشركة على الأبحاث والدعوات المتزايدة للاعتراف بالاختراقات الحقيقية في مجالات علوم الكمبيوتر، بينما تواصل جوجل ريادتها في أبحاث الذكاء الاصطناعي، تواجه الشركة ضغوطًا متزايدة من المنافسة القوية مع شركة "أوب إيه آي" المدعومة من مايكروسوفت، فضلاً عن التدقيق التنظيمي المتزايد من وزارة العدل الأمريكية.
وحصد "ديميس هاسابيس"، المؤسس المشارك لوحدة "ديب مايند" للذكاء الاصطناعي في جوجل، وزميله "جون جامبر" جائزة نوبل في الكيمياء، إلى جانب عالم الكيمياء الحيوية التي حصدها الأميركي "ديفيد بيكر"، تقديرًا لعملهم في فك شفرة هياكل البروتينات المجهرية، ومن جهة أخرى، حصل الباحث السابق في جوجل "جيفري هينتون" على جائزة نوبل في الفيزياء، بالتعاون مع العالم الأميركي جون هوبفيلد، وذلك عن اكتشافات سابقة في مجال التعلم الآلي، والتي كانت لها آثار كبيرة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
ورغم الإشادة بالأعمال المتميزة لهؤلاء الفائزين، أعربت البروفيسورة "ويندي هول"، عالمة الكمبيوتر ومستشارة الذكاء الاصطناعي للأمم المتحدة، عن قلقها، حيث أكدت لرويترز أن عدم تخصيص جوائز في الرياضيات أو علوم الكمبيوتر يشوه الصورة الكاملة للإنجازات العلمية، وأن هذا الانتقاد يعكس شعوراً متزايداً بأن الفائزين يمثلون اتجاهاً بعيداً عن الأوساط الأكاديمية التقليدية، مما يعزز التحديات التي تواجهها هذه الأوساط.
ويتعلق بمسيرته، أبدى "هينتون" بعض الندم عن عمله في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث استقال من جوجل العام الماضي ليتمكن من التحدث بحرية حول مخاطر هذه التكنولوجيا، وقد حذر من أن أجهزة الكمبيوتر قد تتفوق على البشر في الذكاء في وقت قريب جداً، مما يعيد فتح النقاش حول تداعيات الذكاء الاصطناعي على المجتمع، فيما تؤكد هوية الفائزين بجائزة نوبل لهذا الأسبوع على أن المنافسة في مجال الأبحاث ليست سهلة، وأن الصراع بين الابتكار الأكاديمي والتطور السريع في القطاع الخاص قد يغير معالم البحث العلمي في المستقبل.
وفي إطار حديثه عن الذكاء الاصطناعي وتداعياته، عبّر العالم الأميركي "جون هوبفيلد"، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، عن قلقه الشديد بشأن التقدم التكنولوجي الأخير، محذراً من مخاطر قد تؤدي إلى كارثة إذا لم يتم التحكم فيه بشكل صحيح، وذلك خلال كلمة ألقاها عبر الفيديو للمشاركين في لقاء بجامعة نيوجيرسي، دعا هوبفيلد، البالغ من العمر 91 عامًا، إلى ضرورة فهم أعمق لآليات عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي، في محاولة للحيلولة دون خروجها عن السيطرة، وأشار إلى أنه شهد خلال حياته ظهور تقنيتين قويتين، هما الهندسة البيولوجية والفيزياء النووية، واللتين تحملان في طياتهما إمكانيات خطيرة.
وقال هوبفيلد: "نحن معتادون على تقنيات ليست جيدة أو سيئة بشكل مطلق، بل يمكن أن تأخذ اتجاهات متعددة، وأعرب عن قلقه كعالم فيزياء، قائلًا "يثيرني جداً القلق من أمور لا يمكن السيطرة عليها، ولا أفهمها بما فيه الكفاية لتحديد الحدود التي يجب وضعها لها"، وأضاف: "السؤال المطروح هنا يتعلق بالذكاء الاصطناعي. رغم أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة تبدو كـ'عجائب مطلقة'، إلا أن فهمنا لكيفية عملها لا يزال غير كافٍ، وهذا أمر مقلق جداً".
وقد شارك معه في هذا المقابلة، زميله جيفري هينتون، أكد على أهمية تعزيز الفهم في هذا المجال، محذراً من أن "قدرات تفوق ما يمكن تخيله حالياً ستظهر قريباً"، وتخشى بعض الأوساط من أن يؤدي التسارع في تطوير الذكاء الاصطناعي إلى تجاوز العلماء لفهم هذه التكنولوجيا المتطورة.
وأشار إلى أن جهود تطوير الذكاء الاصطناعي قد تنطوي على "نتائج عفوية وغير مرغوب فيها"، واستشهد بمثال مادة "آيس-ناين" الخيالية من رواية كورت فونيغوت، والتي كان يُفترض أن تساعد الجنود في التنقل، ولكنها أدت بطريق الخطأ إلى تصلب المحيطات وفقدان الحضارة الإنسانية، واختتم هوبفيلد حديثه قائلاً: "أنا أقلق من أي شيء يبدو كأنه يتنافس معي أو يتفوق عليّ".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الكيمياء الحيوية جائزة نوبل في الفيزياء جائزة نوبل في الكيمياء جوائز نوبل ديميس هاسابيس شركة جوجل مايكروسوفت نوبل في الفيزياء نوبل في الكيمياء الذکاء الاصطناعی نوبل فی
إقرأ أيضاً:
لماذا يعجز الذكاء الاصطناعي عن معرفة الوقت؟
أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة كبيرة في العالم الرقمي وغير الطريقة التي ننظر بها إلى التكنولوجيا، ولكن رغم أن هذه التقنية قادرة على توليد الصور وكتابة الروايات وأداء الواجبات المنزلية والتحليل العاطفي، فإنها غالبا ما تفشل في معرفة الوقت أو تحديده.
وفي دراسة نُشرت على موقع "أركايف" (arXiv) – وهو أرشيف مفتوح المصدر للمقالات العلمية –اختبر باحثون في جامعة إدنبرة قدرات 7 أنواع مختلفة من نماذج اللغة الكبيرة "إل إل إم" (LLM) لاختبار قدرتها في معرفة وتحديد الوقت، وشمل اختبارهم أسئلة متنوعة حول صور لساعات وتقويمات مختلفة، وأظهرت الدراسة التي ستصدر بشكل رسمي في شهر أبريل/نيسان القادم أن هذه النماذج تواجه صعوبة في فهم ومعرفة هذه المهام والتي تُعتبر أساسية في حياتنا اليومية.
وكتب الباحثون في الدراسة: "إن القدرة على تفسير واستنتاج الوقت من المدخلات البصرية أمر بالغ الأهمية للعديد من التطبيقات في العالم الحقيقي، بدءا من جدولة الأحداث إلى الأنظمة المستقلة، ورغم التقدم في نماذج اللغة الكبيرة متعددة الوسائط، فإن معظم الأبحاث ركزت على اكتشاف الأشياء وتسمية الصور وفهم المشاهد، ولكنها لم تُركز على الاستنتاج الزمني وهذا ما جعل عامل الوقت مُهملا بالنسبة لهذه الأنظمة."
إعلانواختبر فريق البحث نماذج من مختلف الشركات مثل "شات جي بي تي -4أو" من أوبن إيه آي و"جيميني" من غوغل و"كلود" من أنثروبيك، و"لاما" من ميتا والنموذج الصيني "كوين 2″ من علي بابا و"ميني سي بي إم" من مودل بيست، وقدموا صورا ذات ألوان وأشكال مختلفة لساعات جدارية عادية وساعات بأرقام رومانية وساعات بدون عقرب الثواني، بالإضافة إلى صور لتقويم يُظهر الأيام والأشهر لآخر 10 سنوات.
وفي اختبار الساعات، سأل الباحثون نماذج اللغة الكبيرة: "ما هو الوقت الموضح في الصورة المرفقة؟"، أما بالنسبة لاختبار التقويم فقد طرحوا أسئلة بسيطة مثل "ما هو اليوم الذي يوافق رأس السنة الميلادية؟" وأسئلة صعبة مثل "ما هو اليوم رقم 153 من السنة؟".
وقال الباحثون: "إن قراءة الساعات وفهم التقويم يتطلب خطوات معرفية معقدة، وتحتاج إلى تمييز بصري دقيق – لمعرفة موضع عقارب الساعة وتخطيط التقويم – كما تحتاج إلى تفكير عددي دقيق لحساب عدد الأيام بين تاريخين".
وبشكل عام لم تُحقق نماذج الذكاء الاصطناعي نتائج مرضية، فقد قرأت الوقت على الساعة بشكل صحيح في أقل من 25% من الحالات، وواجهت صعوبة في فهم الساعات التي تحمل أرقاما رومانية أو العقارب التي تملك تصميما مُبتكرا بنفس القدر الذي واجهته مع الساعات التي تفتقر إلى عقرب الثواني، وهنا يشير الباحثون أن المشكلة قد تكمن في اكتشاف العقارب وتفسير الزوايا على ميناء الساعة.
ومن الجدير بالذكر أن نموذج "جيميني" حصل على أعلى درجة في اختبار قراءة الساعات، بينما تفوق نموذج "شات جي بي تي -4أو" في قراءة التقويم وتحديد الوقت بنسبة 80%، وبالمقابل فإن معظم نماذج اللغات الكبيرة الأخرى ارتكبت أخطاء في اختبار التقويم بنسبة 20% تقريبا.
إعلانوقال روهيت ساكسينا أحد مؤلفي الدراسة وطالب دكتوراه في كلية المعلوماتية بجامعة إدنبرة في بيان صادر عن الجامعة: "يستطيع معظم الناس معرفة الوقت واستخدام التقويمات في سن مبكرة، ولكن نتائجنا تُظهر الفجوة الكبيرة في قدرة الذكاء الاصطناعي على تنفيذ ما يُعتبر مهارات أساسية جدا للبشر، ويجب ألا نغفل عن هذه المشاكل في حال أردنا دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الواقعية الحساسة للوقت مثل الجدولة والأتمتة والتكنولوجيا المساعدة".
وأضاف "رغم أن الذكاء الاصطناعي قادر على إنجاز أغلب واجباتك المنزلية، ولكن لا أنصحك بالاعتماد عليه في الالتزام بأي مواعيد نهائية."