عربي21:
2024-11-15@08:33:53 GMT

معالم الفشل.. أفكار قاتلة (2-2)

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

تجدد الأفكار:

نجد أمرا راسخا في عقليتنا، وهو ارتباط انتهاجنا الانطباعي لما أصبح جزءا من العقلية التي تُرضع مع الحليب، إنك حامل لرسالة، ورغم جهل البعض أو معرفته مجموعة انطباعات بهذه الرسالة فإنه يدخل في جدل لأمور عميقة، لا يعرف أنه جاهل أصلا بل يريد أن يفرض جهله المركب لأنه يؤمن أنه الحق وغيره الباطل، وهذه ليست من المتدينين فقط بل أيضا من يزعم أنه ليس متدينا، ليبراليا أو شيوعيا، وحتى الأديان الأخرى في بيئتنا، لأن الأمر أصبح من السمات التربوية في المجتمع.



لا يوجد حوار الكل يتكلم:

أنت لا تجد من يصغي لك إن كنت من الرواد، أو يقرأ ليفهم، فهو ورث فكرة أنه معلم يعلم لا يتعلم، لذا يفكر بالرد عليك وأنت تتكلم، لتسفيهك بل يثبت جهله عليك، لهذا نجد أن الندوات والمجموعات بها حوار الطرشان، وأن مشاهير الميديا المتعاملين مع الثقافة هم من يرسخون المنهج الجاهل والخرافات والتدين الغريزي، وأن مراجعات الحركات السياسية فاشلة وهي لا تعلم من أين تراجع فجهازها المعرفي يجعلها مثالية تعلم غيرها الصواب.

ضغط الحاملين لراية الدين سبب في جنوح الشباب، لأنهم يربطون صحة الإيمان بالتراث البشري ويساوونه مع الكتب المقدسة أو الأحاديث الصحيحة، ويعتبرون أي محاولة للتجديد هي هرطقة، هكذا كان ماضي أوروبا وهكذا نحن الآن.

لأننا من حيمن شخص مسلم تخلّق في رحم أمه فنحن وكلاء الإسلام، هكذا يفكر البعض ناكرا أن الإسلام ليس لقوم وإنما هو وطن، وهو مؤمن راسخ الإيمان بالانطباعات الموروثة وما رافقها من خرافات وخوارق ومعرفة غير محققة، فيها صواب وعشرات الأفكار القاتلة، صيغة من التدين لا تفهم المقاصد ولا الغايات، وبيئة عاجزة متمسكة بالماضي ولا تملك رؤية للمستقبل بل تخاف أن تشطح إن توافقت مع الرواد المجددين، رغم أن صلاحية الإسلام لكل "زمكان" هي لقابليته على التجدد.

هذا سبب ما نراه من تخلف عندنا وقتل الأمل بقناعة الاكتفاء وثرثرة لإثبات الذات بلا برنامج ومنهج وبفرض الجهل وأدواته، ننقل مشاكل الماضي ونجسدها في خيالنا ونفرضها واقعا كأنها كابوس يجب أن تعاني الأمة منه جيلا بعد جيل.

أضحى ترسيخ الوضع المتخلف مصلحة ومعاشا للبعض، فإن وعي الناس بكتاب فسيردون عليك بعشرات الكتب، وإن جاملك حَمَلة الدين (أي دين) اكتفوا بالصمت ولم يكفروك، وإن جاملك العلمانيون وغيرهم لم يخونوك.

أحلام بلا آليات

الناظر إلى تلافيف الدماغ الإنساني ومساحات التفكير وتخيل المسارات سيجد أن كل فكرة على الأرض هي من الخيال وهو التفكير خارج الصندوق، وتصبح وهما ما لم يتحفز التفكير لخلق آليات ومعطيات لإدخالها التجربة إن كانت علمية، أو التحقيق إن كانت فكرية، أو تحويلها من جانب نظري إلى الواقع ونجاحها فجعلها قانونا.

فلا بد من صنع أقدام توضع للفكرة كي تسير على أرض الواقع، لكن الأفكار القاتلة تقطع هذه الأقدام عندما يأتيك إنسان متنفذ بفكرة كسيحة ويريد أن يجعلها واقعا مستندا لوكالته عن الدين. سيقول لك التوفيق من رب العالمين، هو رب العالمين وليس ربك وحدك، وهو سيعاقبك أيضا لأنك هجرت أساس خلقك وما باهى ملائكته به وهو منظومتك العقلية، والتوفيق مكافئة لنجاح التفكير في صنع الآليات كدلالة على نجاح المنظومة العقلية.

التفكير السليم:

"إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم" (الشعراء: 89).. والقلب في القرآن في صدر الإنسان أي مقدمته وليس المضخة التي في الجوف، وسلامة الفكر التي توصلك إلى الجنة وليس العبادات وحدها: "لَنْ يُنَجِّيَ أحَدًا مِنكُم عَمَلُهُ، قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: ولا أنا، إلّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ برَحْمَةٍ، سَدِّدُوا وقارِبُوا، واغْدُوا ورُوحُوا، وشَيءٌ مِنَ الدُّلْجَةِ، والقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا" (الحديث في الصحاح)، فالأمر بإعمال التفكير ونجاح المنظومة العقلية، وتكون المكافأة هذه قيمة مهمة لفهم الإسلام بعيدا عن تغييب الوعي والتخدير.

الأخذ بالأسباب:

إن نصر الله لا يأتي لأناس عابدين، فالدعوة لها وسائلها للنصر، والحرب لها عدتها، وليس فقط الدعاء على الأعداء ينصرك، فربك هو ربهم، وهو سينصرك إن أحسنت التفاعل مع سنن الكون وأعددت التدبير، فإن لم تنتصر فانظر إلى موطن الخلل في شروط النصر في الأعداد والتفكير والتخطيط لأن الدفاع عن الحق عبادة والصلاة عبادة والدعاء عبادة، فإن جلست تدعو فلك أجر الدعاء لكن لن تنتصر وأنت في المسجد أو البيت، أو توانيت في التفكير ولم تبن استراتيجية صحيحة، أو تحافظ على عقيدة مقاتليك ونظافة يدهم وأنت تتكلم عن النظافة ولست نظيفا، ربما سينتصر من علّم اتباعه الشر وبنى منهجه على الشر لكنه أعد إعدادا جيدا، لأن الله رب هؤلاء جميعا ويمتحن منظومتهم جميعا.

ستقول لِمَ انتصر خالد في اليرموك وهم قلة؟ انتصر لأنه أحسن التفكير وتغلب على قلة العدد بالاستراتيجية، وخالد نفسه انتصر في أُحد والرسول والصحابة معه خسروا المعركة، لأنهم لم يطبقوا قواعد الاشتباك.

لا يحتاج أعداؤنا الكثير ليستعبدونا:

هل يحتاج السكران من يدفعه ليسقط؟ هل يحتاج الرعناء أحدا يغويهم ويحرضهم ليقع في المشاكل ويقتل الرعناء بعضهم؟

نحن أمة تستحضر خلافات من ماضيها ومن يستغلها هم شياطين الإنس من أبنائها، أو جهلة مقتنعين بتلك المنقولات التي تحرق الحاضر والمستقبل وتستغل الفاسدين، ومن يكون وقودها البُلهاء الذين لا يستخدمون تفكيرهم لفهم الدين حقيقة أو التاريخ أو الأفكار المستوردة أو أي من الحوادث والموروثات، والنتيجة طوائف وقوميات وروابط هابطة وأحزان وصراعات وبيئة لمنظومة تنمية التخلف، فلا يحتاج أعداؤنا كما نسميهم جهدا لنقتل أنفسنا ونركع لهم صاغرين، نهابهم ونقسو على من نتمكن عليهم من إخواننا، فهو أعد العدة ونحن فهمنا الإعداد خطأ، هو يبحث عن المستقبل ونحن نريد استحضار مندثر نخلق واقعه، وإحداث الفتن بدل أن نشكر نعمة الله في مسار أعطاه لنا في كتاب مثاني ذي طيات يمكن أن يفتحها الرواد في كل عصر.

إننا استبدلنا أصنامَ الحجر بأصنام انطباعات التاريخ ومسميات لرموز وضعناها، ولا ندري أننا بها مشركين ونطلب النصر والسداد والتفوق من رب العالمين، هكذا تكون الأمة غثاء تلطم بعضها بأفكار قاتلة.

ما هو مطلوب فعلا هو تعلم الإصغاء واستلام الأفكار المدنية والتفكر بها وتوسيعها، لأننا بحاجة ماسة لننقذ امتنا من الرواسب السلبية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات العقلية التدين التفكير الانسان الاسلام عقلية تفكير تدين مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ابتعد عنها.. عادات شائعة قد تصيبك بالفشل الكلوي

يتبع العديد من الأشخاص بعض العادات خاطئة فى حياتهم اليومية والتى يكون لها تأثير سلبى على صحة الكليتين، ومن الممكن أن تتسبب هذه العادات فى الإصابة بالفشل الكلوى.

وتعد الكلى العضو المنظف في الجسم، فهي تقوم بتنقية الدم والجسم من الفضلات من خلال تكوين البول، إضافة إلى وظائف أخرى مختلفة، ولكن للأسف قد تقوم بعادات يومية تضر الكلى، وهناك عادة شائعة يتبعها كثيرون تؤدي إلى عرقلة الكلى عن أداء وظيفتها، بالتالي يحدث الفشل الكلوي الذي يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

الفشل الكلوي

وصرحت الدكتورة إيمان صلاح أستاذ الأمراض الباطنية والكلى بمعهد البحوث أن هناك بعض العادات اليومية التى يتبعها الكثير من الأشخاص، تؤثر على وظائف الكلى ومن الممكن أن تؤدى إلى اللإصابة بالفشل الكلوى.

عادات شائعة قد تصيب بالفشل الكلوي

عدم إفراغ المثانة لوقت طويل الإحجام عن التبول

تناول مسكنات الألم بشكل مفرط

التدخين

عدم شرب كمية كافية من الماء

أعراض الإصابة بالفشل الكلوي

قلة النوم

تناول الكثير من الكافيين

تناول الكثير من الملح

بعض المشروبات التى تسبب ضررا للكلى

المشروبات الغازية

مشروبات الطاقة

صودا الدايت

الأمراض والحالات التي تسبب مرض الكلى المزمن

مرض السكري من النوع الأول أو النوع الثاني.

ارتفاع ضغط الدم.

التهاب الكلى، وهو التهاب يصيب وحدات الترشيح بالكلية.

الوقاية من الفشل الكلوي

التهاب الكلية الخلالي، وهو التهاب في الأنابيب الكلوية والهياكل المحيطة بها.

مرض الكلى المتعدد الكيسات أو غيرها من أمراض الكلى الموروثة.

انسداد المسالك البولية لفترات طويلة، نتيجة لحالات مثل تضخم البروستاتا، وحصوات الكلى، وبعض أنواع السرطان.

الارتجاع المثاني الحالبي هو حالة مرضية تؤدي إلى عودة البول من المثانة إلى الكليتين.

عدوى الكلى المتكررة، والتي تسمى أيضا التهاب الحويضة والكلية.

مضاعفات الفشل الكلوي

يؤثر مرض الكلى المزمن على كل جزء من الجسم، وتشمل المضاعفات ما يلي:

احتباس السوائل، ما يؤدي إلى تورم الذراعين والساقين.

ارتفاع مفاجئ في مستويات البوتاسيوم في الدم "فرط بوتاسيوم الدم"، ما يضعف وظيفة القلب.

فقر دم.

أمراض القلب.

ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام.

انخفاض الدافع الجنسي، أو ضعف الانتصاب.

تلف الجهاز العصبي المركزي، والذي يسبب صعوبة في التركيز أو تغيرات في الشخصية.

التهاب التامور.

مضاعفات الفشل الكلوي طرق الوقاية من الفشل الكلوي

تجنب الإفراط في مسكنات الألم لفترة طويلة.

الحفاظ على وزن صحي.

ممارسة النشاط البدني معظم أيام الأسبوع.

الإقلاع عن التدخين، حيث يؤدي إلى إتلاف الكليتين.

لا تتناول الدواء لأكثر من المدة الموصى بها.

اقرأ أيضاًهل عقار «أوزيمبك» يبطئ تطور الفشل الكلوي؟

حسام موافي: تناول أدوية دون روشتة طبيب يسبب الفشل الكلوي

تحذير من نوع جبن شهير بالأسواق يسبب الفشل الكلوي

مقالات مشابهة

  • «رباط سلمان» يُربك «أفكار رينارد»!
  • هل يتعلم الإنسان من أخطائه؟ دراسة تجيب
  • خطورة بيل جيتس على البشر.. أفكار غريبة واقتراحات مرعبة
  • وزير الخارجية: لا نقبل أي أفكار تمس سيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه
  • ابتعد عنها.. عادات شائعة قد تصيبك بالفشل الكلوي
  • مقتل وإصابة جنديين من النخبة الحضرمية عقب اعتداء عليهما في نقطة أمنية بطعنات قاتلة
  • “دبي الرقمية” تحصل على شهادة التميز في إدارة الأفكار والابتكار
  • محمود الهواري: سرقة أفكار ومجهود الغير من أبشع الجرائم
  • دوامة من الفشل والتخبط.. أمريكا تقرع طبول الحرب في اليمن
  • بسبب صوت الأغاني.. القصة الكاملة لمقـ.تل زوج على يد زوجته في الإسكندرية