كشف مصادر ايرانية في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني أن محمد رضا فلاح زادة " ابو باقر : ، مساعد قائد الفيلق، تم تعيينه مشرفاً مؤقتاً على حزب الله اللبناني، وذلك بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله في غارة للاحتلال في 27 أيلول/سبتمبر الماضي. وجاء هذا التعيين بأمر من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، وفقًا للمصدر.
وأشار المصدر إلى أن حزب الله يخشى أن تغتال تل أبيب أي أمين عام جديد للحزب، فيما لا يزال الحزب متحفظاً على مصير هاشم صفي الدين، رئيس مجلسه التنفيذي، والذي كان المرشح الأبرز لخلافة نصر الله، ويعد الأقرب إلى طهران، خصوصاً للحرس الثوري الإيراني.
وفي ظل التكتم على مصير قيادة الحزب العليا، أوضح المصدر أن فلاح زادة، الذي كان يعتبر أحد المقربين من قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني، يتمتع بخبرة كبيرة في إدارة الحروب والمعارك الميدانية، وسيتولى مهامه بشكل مؤقت لإدارة العمليات الحالية ضد تل أبيب.
وبيّن المصدر أن هذا التعيين لن يتطلب أي تغيير في البنية السياسية للحزب، وأن قادة حزب الله اللبنانيين سيظلون في مناصبهم ويواصلون تواصلهم مع القوى اللبنانية والسلطات.
وأضاف المصدر أن مهمة فلاح زادة تتركز على إدارة الحرب الحالية مع الاحتلال الإسرائيلي وتأمين الاتصال والدعم اللوجستي للحزب، مشيراً إلى أن خطوط الإمداد لحزب الله ما زالت مفتوحة، وأن قادة الحزب والحرس الثوري يتنقلون عبر أنفاق وطرق مخفية تحت الأرض.
وفي تصريحات سابقة، قال نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، إنه سيتم تعيين أمين عام جديد في أقرب فرصة، بينما أكد عضو مجلس الحزب السياسي، محمود قماطي، أن الأمور تُدار حالياً بشكل جماعي، وأن اختيار الأمين العام سيستغرق بعض الوقت.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
عسكرياً.. أين حزب الله من أحداث الساحل السوري؟
متوقع كان البيان الذي أصدره "حزب الله"، أمس السبت، وأعلن فيه عدم علاقته بالأحداث التي يشهدها الساحل السوري خلال الآونة الأخيرة. بشكل حاسم، نفى "حزب الله" ارتباطه بما يجري هناك، معتمداً مبدأ "النأي بالنفس" عن الأحداث وعدم الغوص في تفاصيلها. فعلياً، لا يمكن لأحداث الساحل السوري القائمة بين فلول نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وقوات الإدارة السورية الجديدة إلا أنَّ تفتح الباب أمام تأثيرات قد تطالُ لبنان وبيئة "حزب الله" بشكل خاص. في الواقع، فإن الأحداث الدائرة هناك ترافقت مع "خطاب طائفي" تمَّ اعتماده خلال اليومين الماضيين وحمل رسائل مفادها إنَّ الضحايا الذين سقطوا إثر عمليات الإدارة السورية الجديدة في الساحل السوري هم من العلويين ومن الطائفة الشيعية. ما يجري هناك بدأ يستنفر بيئة "حزب الله" التي تعتبرُ أن الهجمة الحالية في
سوريا جرى التحذير منها سابقاً، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو التالي: كيف سيتصرف "حزب الله" إزاء كل ما يجري في سوريا؟ وهل يعنيه الأمر حالياً مقارنة بالمراحل السابقة؟ وهل بإمكانه الدفاع عن العلويين والشيعة في سوريا؟ لا يُخفي لبنانيون مخاوفهم من الحملة التي تحصل في سوريا، إذ صنفوا ما يجري هناك ضمن خانة "التطهير العرقي" الذي يطال العلويين والشيعة، وهو الأمر الذي يتبنى ترويجه جمهور "حزب الله".
"حزب الله" انكفأ نحو لبنان حالياً، فإن التطورات الحالية في سوريا لا تعني "حزب الله" من الناحية الإستراتيجية والعسكرية، وفق ما تقول مصادر معنية بالشأن العسكريّ لـ
"لبنان24"، مشيرة إلى أنَّ الحزب "انكفأ نحو الداخل اللبناني وخطته الأساسية اليوم السعي لترميم جبهته الداخلية". تلفت المصادر إلى أن الحديث عن "تدخل لحزب
الله في سوريا لدعم فلول النظام لا يعتبر منطقياً على الإطلاق حتى وإن كانت لديه القدرة على ذلك"، وقالت: "من سيدعم الحزب وعلى ماذا يُراهن إن فعل ذلك؟ لا نعتقد أن هذا السيناريو سيتكرر لأسباب عديدة أساسها أن الإسناد الذي قدّمه الحزب لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل سقوطه، كان مبرراً من ناحية الحفاظ على النظام المرتبط بمحور المقاومة. أما الآن، فعمن سيدافع الحزب؟ عن أفراد وجماعات شعبية؟ أين تكمن مصلحته في ذلك؟ من هم حلفاؤه في الميدان هناك؟.. لهذا السبب، كان حزب الله دقيقاً في بيانه الأخير ونأى بنفسه عن الأحداث بشكلٍ واضح". تعتبر المصادر أنَّ "حزب الله سيرى ويسمع كل التطورات من دون أن يتفاعل عسكرياً مع الأحداث"، موضحة أنَّ "الخسائر التي مُني بها والضربات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت مخازن أسلحة في جنوب لبنان، كلها عوامل ضغط على الحزب لعدم الإنجرار نحو سوريا على الإطلاق من أجل إعادة إحياء فلول النظام، ذلك باعتبار أن المعركة في هذا الإطار خاسرة تماماً". على الصعيد الآخر، فإن التوتر الذي تشهده منطقة الساحل السوري قد لا يخدمُ "حزب الله" على الإطلاق أيضاً، فالحملة التي تطالُ "فلول النظام" تعني أنها تشملُ من كان يؤيد الحزب أو من كان يعمل معه وإلى جانبه في عهد الأسد. هنا، تلفت المصادر السورية إلى أنَّ كبار التجار الذين تعاطوا مع "حزب الله" في جبلة والساحل السوري، ما زالوا هناك وكانت لديهم أنشطة مختلفة، لافتة إلى أنّ "جماعات فلول النظام يمكن أن تفيد حزب الله بعمليات التهريب أو حتى بتشكيل فصيل مؤيد للحزب داخل سوريا يكون مناوئاً للنظام الجديد وبالتالي إحداث توترات مستمرة في ظل عدم ضبط الحدود بين لبنان وسوريا ووجود إمكانية لتكريس التهريب المُنظّم". أمام كل ذلك، فإنَّ "حزب الله" يقف اليوم أمام مشهدٍ جديد يطال شيعة سوريا.. فكيف سيتصرف إن لم يتحرك عسكرياً؟ هل سيكون الشارع والتظاهرات هي "آخر خرطوشة" تضامنية بعدما كانت الدفة تميل إلى السلاح؟ فلننتظر... المصدر: خاص "لبنان 24"