أطفال القدس يتعرفون بطنجة على الرحالة المغربي بن بطوطة ويتجولون بين معالم المدينة
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
تعرف أطفال القدس المشاركون في الدورة الرابعة عشرة للمخيم الصيفي “المسيرة الخضراء” اليوم بطنجة على الرحالة المغربي بن بطوطة، خلال زيارتهم لبرج النّعام، حيث فضاء عرض ذاكرته، وبعض مقتنياته وكتبه.
وتعرف أطفال القدس على جوانب من رحلة بن بطوطة الى القدس وفلسطين، ضمن محطات أخرى قادته من الصحراء الإفريقية الكبرى والإمبراطورية المالية إلى الهند وشرق آسيا، مرورا بجزر المالديف التي اشتغل فيها قاضيا، والأندلس، واليمن، ومصر، وتونس، والعراق، وبلاد الشام؛ فضلا عن مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومحطات كثيرة أخرى.
إثر ذلك تجولت المجموعة بين عدد من الأماكن الأثرية المنتشرة في طنجة في مُستهل برنامج الرحلات التربوية والتثقيفية التي ستقود الأطفال إلى عدد من مدن شمال المغرب، بتأطير من وكالة بيت مال القدس الشريف.
وشملت جولة السبت المدينة العتيقة لطنجة، القصبة، الفضاء الثقافي والترفيهي رياض السلطان، متحف القصبة، متحف الفن المعاصر، باب البحر، برج دار البارود، فندق دار الدباغ، باب الديوانة، والسوق الداخل.
وكان برنامج الدورة، التي تُقيمها الوكالة على مدى أسبوعين، بشراكة وتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، قد بدأ أمس الجمعة بجلسة تعارف حضرها مدير الوكالة، محمد سالم الشرقاوي.
وتميزت الجلسة بالإعلان عن المجموعات الموضوعاتية لإشاعة قيم “الوحدة التضامن”، وتشكيل فريق الإعلام والتواصل من الأطفال لمواكبة البرنامج اليومي للمخيم.
وتم خلال الجلسة كذلك توزيع المؤطرين على فرق لتقويم الأداء اليومي للمشاركين وتتويج أحسن “مُشاركة نظيفة”، وأحسن “أداء فني ورياضي”، وأحسن “مبادرة إبداعية”، في مجالات القصة القصيرة والرسم والتصوير، عند نهاية الدورة.
وعبّر الأطفال، كل بطريقته، عن التقدير لهذه المكرُمة الملكية، التي يخصصها جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، حفظه الله، كل سنة لخمسين طفلا وطفلة من القدس مع خمسة مؤطرين، للسفر إلى المغرب والتجول عبر مُدنه وأريافه، وزيارة مآثره التاريخية والحضارية واكتشاف أنماط عيش أهله، وعاداتهم وتقاليدهم العريقة.
ويشارك أطفال القدس في الأعياد الوطنية للمملكة المغربية بتقديم مختارات فنية من الفلكلور الفلسطيني، إضافة لأغنية خاصة بمناسبة عيد الشباب المجيد بعنوان:”خيرُ مملكةٍ”، عُربون تقدير وشكر وامتنان من أطفال القدس وعائلاتهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وللشعب المغربي الأبي.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: أطفال القدس
إقرأ أيضاً:
المملكة المغربية.. والتعايش الديني والثقافي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
المملكة المغربية.. بلد إسلامي يتميز بتاريخه العريق وحاضره المشرق، استطاع على مر العصور أن يُكَوِّن نسيجا متكاملا ومنسجما بين المسلمين واليهود والمسيحيين، فهو اليوم يعد نموذجا فريدا للتعايش السلمي لأنه جمع بين التنوع الديني والثقافي وأصبح منارة الإسلام المنفتح، المعتدل والمتسامح.
التسامح وقبول الاختلاف في المغرب ليست مجرد شعارات، بل هو واقع يظهر في الحياة اليومية، فاليهود المغاربة عاشوا جنبا إلى جنب مع المسلمين لقرون طويلة، كما أن وجود الكنائس المسيحية في المدن الكبرى دليل على انفتاح المجتمع المغربي، هذا التعايش الذي يشكل جزءا من التراث الوطني هو مصدر قوة واستقرار البلد، يساهم في إثراء المجتمع كما أنه يجسد مبادئ التسامح التي تدعو إليها الأديان السماوية.
كان للمؤسسة الملكية دور محوري في تعزيز قيم التعايش والتسامح، فالملك محمد السادس ليس فقط قائدا سياسيا، بل أيضا راعيا لهذه القيم، له رؤية حضارية ساهمت في تحويل البلاد إلى نموذج عالمي للتعايش الديني والثقافي من خلال مؤسسات ومبادرات عديدة، فقد أسس جلالته معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات ليكون مركزا لنشر الوسطية والاعتدال، كما قام برعاية عدد من المؤتمرات آخرها المؤتمر الدولي حول موضوع "الوئام بين أتباع الديانات: تعزيز التعايش السلمي"، الذي عقد بهدف إذكاء الوعي بأهمية التسامح والحوار بين الأديان والثقافات لتعزيز التعايش السلمي.
ومن الأحداث المهمة التي أبرزت الأهمية الدولية للمغرب، زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس عام 2019 للمملكة المغربية، حيث ألقى البابا خطابه بساحة مسجد حسان، ودعا فيه إلى مجابهة "التعصب والأصولية" بـ"تضامن" جميع المؤمنين، كما أضاف أن "حرية الضمير والحرية الدينية، التي لا تقتصر على حرية العبادة وحسب بل يجب أن تسمح لكل فرد بالعيش بحسب قناعاته الدينية، ترتبطان ارتباطا وثيقا بالكرامة البشرية".
وعن خطاب الملك محمد السادس الذي أكد فيه أن مواجهة التطرف بالتربية، حيث صرح بأنه "لمواجهة التطرف بكل أشكاله، فإن الحل لن يكون عسكرياً ولا مالياً، بل يكمن في شيء واحد هو التربية".
كلنا شركاء على الأرض.. شعار رفعه المغرب عبر تاريخه الطويل، حيث أصبح التسامح والتعايش وقبول الاختلاف ليس مجرد خيار، بل شرطا أساسيا لبناء عالم يسوده السلام والازدهار.
*كاتبة وإعلامية مغربية