سيدتي بعد التحية والسلام، ممتنة أنا لهذا الفضاء الذي سهل لي مهمة أن أبعث بما يخالجني من هم يعتصر فؤادي.

معجبة أنا بفضاء قلوب حائرة لأنه الملاذ الأخير الذي بإمكانه أن يمنحني الراحة والأمانة، فما أنا فيه قلب حياتي ألما وحسرة.

سيدتي، أنا امرأة خمسينية متزوجة منذ أزيد من عقدين من الزمن. زيجتي كانت تقليدية محضة ولم يكن بيني وبين زوجي حب أو علاقة مسبقة.

إلا أنني ومن فرط تربتي الصالحة توسمت كمل الخير في رجل لم يبدي لي يوما من الحب شيئا ولا من التقدير قدرا.

عشت إلى جانبه واضعة نصب عيناي أنه عليّ التحمّل والتحامل والصبر والاصطبار عله يوما ما يتغير إن لم يكن لأجلي فمن أجل ابنائنا.

المشكلة أنه ومباشرة بعد أن زفت ابنتي إلى بيت زوجها، وجدت نفسي وجها لوجه أمام زوج أخبرني من أن وجودي إلى جانبه لم يعد منه جدوى. ومن أنه يريد أن يبدأ حياة جديدة.

نعم سيدتي لقد أخبرني بانتهاء مدة صلاحيتي. حقيقة أنه لم يرمي عليّ إلى غاية الآن يمين الطلاق. لكنني أحيا تحت وقع تهديداته المستمرة والمنهكة لنفسية ضاقت ذرعا.

فأنا لم أحيا يوما الاستقرار ولم أعرف طعمه. فما عساي أفعل سيدتي، دليني رجاءا.

أختكم ف.رتيبة من الوسط الجزائري.

الرد:

الزواج هدف منشود للرجل والمرأة أيضًا وهذا لتحقيق الاستقرار في حياتهما بعد العزوبية. ولكن بعض الأزواج لا يتوانون عن التهديد الدائم لزوجاتهن بتطليقهن عند كل صغيرة وكبيرة. لبثّ تسلطهم وسيطرتهم عليهنّ. وهم يعتقدون أن التّهديد يضمن خنوع الزوجة والخضوع التام لهم.

ولربّما تشارك بعض الزوجات في تمادي زوجها بتهديداته، حينما تظهر خوفها منه وضعفها حفاظًا على أبنائها من التشتت إذا وقع الطلاق. ولا تتّخذ موقف حاسمًا تجاهه. وتتعايش مع مخاوفها طوال العمر. كذلك فمن المقومات الأساسيّة للحياة الزوجية الثقة المتبادلة، والاحترام، والتفاهم.

ومن الطبيعي أن يحدث اختلاف في وجهات النظر وأنماط التفكير والآراء بين الزوجين على مرّ عمر الزواج. فلكل منهما عاداته وطباعه التي تميزه من الآخر، ومع مرور الأيام إلى حد كبير يفهم الزوج الزوجة.

وكذلك هي مفهوم خطأ فالرجال لديهم مفهوم خاطئ عن القوامة والرجولة، فيبدأ بتهديد زوجته بالطلاق. مستغلًّا ضعفها أو تمسكها به، أو رغبتها في الحفاظ على استقرار حياتها الزوجية. وخوفها على الأبناء.

كما أنّ تمادي الرجل في تهديده بالطلاق يشعره بالمتعة. وتتولد لديه مشاعر الانتقام أو التحدي، خاصة أن القوامة في يديه.

إلى جانب ما تقدم، فاستسهال الزوج كلمة الطلاق في الحقيقة يعكس نفسية ضعيفة وشخصية غير واعية وغير ناضجة. وغير قادرة على إدارة الخلاف وديًّا بالحوار والنقاش.

وغياب المعنى الحقيقي للحياة الزوجية، والتسلط، والمعتقدات الخطأ، والإهانات المتكررة.

تهديد الزوج بالطلاق يجعل زوجته تعاني الخوف وعدم الاستقرار، والشعور بعدم الأمان. ما ينعكس على كل مجريات حياتها من الناحية النفسية والاجتماعية حتى رعاية الأبناء وتربيتهم.

وتتأثر علاقاتها الاجتماعية مع الآخرين وزوجها أيضًا، كما ينعكس سلبًا على الأبناء وعلاقتهم بوالديهم. ويفقدون الثقة بهم نتيجة شعورهم بعدم الاستقرار، ويجعل منهم شخصية مهزوزة وانفعالية. ويصابون باضطرابات نفسية.

من جهة الزّوجة إذا كانت مخطئة فعليها محاولة تصحيح أخطائها وتعديل سلوكها. أمّا إذا كان الأمر تسلطًا وظلمًا وقهرًا من الزوج فعليها اختيار الوقت المناسب ومناقشته بهدوء. بأن تبيّن له خطورة ذلك على الحياة الزوجية.

أمّا إذا استصعب الأمر على الزوجة يمكنها اللجوء إلى وسائل أخرى، فتختار أحد المقربين والمؤثرين في الزوج لمناقشة هذا الأمر وحلّ الخلاف. ولو استنفذت كل الوسائل فعليها إتّباع أسلوب التجاهل في بعض الحالات.

كما أنّ الزوجة يمكن أن تأخذ موقفًا من زوجها، ولا تبين له ضعفها وخوفها من تهديداته بالطلاق لعله يراجع نفسه. وتوضح له أن صبرها على تصرفاته ليس خوفًا منه، بل احترامًا له وللحياة الزّوجية. وحرصًا على مصلحة الأبناء.

ردت:”ب.س”

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

زوجي أوصاني ولم أوفِ فهل عليا وزر؟ أمين الفتوى يُجيب

أجاب الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول  حكم عدم تنفيذ الزوجة لـ وصية زوجها المتوفى بالحج من وفاته، إلا أن صحتها لم تسمح لها بذلك بعد خمس سنوات؟.

أوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فتوى له، أن الوصية في الإسلام يجب أن تكون مشروعة وقابلة للتنفيذ، وإذا كانت وصية الزوج بالحج تتعلق بماله، فإنه يجب أن يتم توفير المال اللازم لذلك من تركته. 


وأضاف أن الزوجة قد تكون معذورة في عدم تنفيذ هذه الوصية إذا كانت تفتقر إلى القدرة الجسدية أو المالية، خصوصًا وأن الزوج قد حج معها أربع مرات.

وأكد أن هذه الوصية تُعتبر وصية مستحبة وليست واجبة، خاصة وأن الزوجة كانت قد أدت مناسك الحج سابقًا مع زوجها، وعليه، إذا كان لديها القدرة المالية، يمكنها تكليف شخص آخر بالحج عن زوجها المتوفى، مشيرًا إلى أنه لا إثم عليها في حالة عدم قدرتها على تنفيذ هذه الوصية.

ونصح السائلة بعدم التأثر بالضيق، موضحًا أن عدم تنفيذ الوصية في هذه الحالة ليس إثمًا عليها، كما يمكنها دفع تكاليف الحج لشخص آخر نيابة عن زوجها، مما يكون بمثابة تنفيذ للوصية بشكل من الأشكال، ولكنه في النهاية ليس فرضًا شرعيًا عليها.

فضل شهر شعبان .. وهل صامه النبي كاملا ؟ اغتنم النفحات المباركةفضل شهر شعبان والأحاديث الصحيحة الواردة فيه ؟

حكم عدم تنفيذ وصية دفن الميت


قالت دار الإفتاء، إنه ينبغي دفن الميت في المكان الذي أوصى أن يدفن فيه ما لم يكن في ذلك أمر محظور كتعدٍّ على ملك الغير أو نحو ذلك، فإذا لم يدفن في هذا المكان لا ينقل إليه بعد الدفن، ولا إثم على الورثة في عدم الالتزام بهذه الوصية؛ لكن يستحب لهم الالتزام بها.

وأضافت الإفتاء، في إجابتها عن سؤال "هل يلزم تنفيذ وصية الميت بأن يدفن في مكان معين؟"، أن المالكية ذهبوا إلى وجوب الالتزام بهذه الوصية، وأنه ينبش القبر لتنفيذها ما لم يكن في ذلك انتهاك لحرمة الميت، فقد قال العدوي في "حاشيته على شرح مختصر خليل للخرشي" (2/ 143): "لَوْ أَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ بِمَكَانٍ فَيَجِبَ أَنْ يُتْبَعَ فَلَوْ دُفِنَ فِي غَيْرِهِ يُنْقَلُ مَا لَمْ تُنْتَهَكْ حُرْمَتُهُ".


وقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الوصية الشفوية واجبة النفاذ كالوصية المكتوبة بشرط صحة ثبوتها مثل إقرار شهود عدول يشهدون أنهم سمعوها من الموصي.

وأضاف "عثمان" عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، على موقع «يوتيوب» أثناء إجابته على سؤال، جاء فيه : هل وصية الميت الشفوية واجبة التنفذ أم لا ؟"، أن الوصية الشفوية لأبد أن يوافق عليها الورثة وتنفذ فى حدود ثلث التركة فقط وما زاد عن الثلث يكون بإذن الورثة، فيجب تنفيذ الوصية سواء كانت مكتوبة أو شفوية متى قامت البينة بثبوتها.


حكم الامتناع عن تنفيذ الوصية
أكدت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، أنه في حال عدم كتابة الوصية، فإنها تثبت بشهادة الشهود العدول الثقات، ويجب تنفيذها حينئذ في حدود ثلث التركة.

وأوضحت «اللجنة» أن هناك ثلاثة مبادئ بشأن الوصية وذلك في إجابتها عن سؤال: «توفي أخي وكان يكفل طفلة يتيمة، وقد شهد شهود كثيرون أنه أوصى لهذه الطفلة بشقة يملكها وتؤجر وينفق عليها من إيجارها لتعليمها وتجهيزها، ولكننا لم نجد هذه الوصية مكتوبة ، والسؤال هل يلزمنا إثم شرعي إذا لم ننفذ هذه الوصية ؟».

وأضافت أن أولى هذه المبادئ أنه إذا ثبتت الوصية بشهادة الشهود العدول الثقات وجب تنفيذها في حدود ثلث التركة، وثانيها أن تنفيذ الوصية يقدم على تقسيم التركة، وثالثا : تجوز الوصية بالمنفعة فقط وبالعين والمنفعة معا .

وتابعت: “وبناءً على ما سبق، فإذا ثبت لدى الورثة صحة الوصية بشهادة الشهود العدول وجب على الورثة تنفيذ هذه الوصية ما دامت الوصية في حدود ثلث التركة ، فإن جاوزت الوصية ثلث التركة توقف تنفيذها على إجازة الورثة، قال تعالى في آية المواريث «مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ» الآية 11 من سورة النساء، فإن لم ينفذوا الوصية مع تأكدهم من صحتها شفويًا أثموا”.

واستطردت: “الوصية إما أن تكون بالعين فقط (ملكية الشقة) أو بالمنفعة فقط (قيمة الإيجار) أو بهما معا، فإذا كان المتوفى قد أوصى للطفلة المذكورة بعين الشقة ومنفعتها، فإن هذه الشقة تصير ملكا لهذه الطفلة ما لم تبلغ ثلث التركة وتستحق الأجرة حتى ينتهي عقد الإجارة، وعند انتهائه تملك هذه اليتيمة العين والمنفعة، أما إن كان المتوفى قد أوصى بالإنفاق على هذه اليتيمة من عائد الإيجار حتى تتزوج فإن هذه وصية بمنفعة مدة معينة فإن تزوجت الفتاة قسمت الشقة على الورثة الشرعيين على قدر أنصبتهم”.


 

مقالات مشابهة

  • اعرف حالات تمكين الزوجة منفردة من مسكن الحضانة منفردة
  • زوج خائن ومخدرات في منزل الزوجية .. نيفين تلجأ للمحكمة بعد قصة حب عنيفة
  • المسيلة: ريان..رحلة إختفاء إنتهت بلم شمل مع والديه بعد 14 عاما
  • «الإفتاء» تكشف حكم مؤخر الصداق لمن مات زوجها قبل الزفاف (فيديو)
  • زوجي أوصاني ولم أوفِ فهل عليا وزر؟ أمين الفتوى يُجيب
  • زوجي متعدد العلاقات المحرمة وأريد الطلاق؟ أمين الفتوى يجيب
  • زوج يتخلى عن عائلته في مصر بعد إصابتهم بالسرطان
  • محكمة تمنح رجلاً نصف فيلا طليقته
  • زوجة تطلب الخلع بسبب حرمانها من الإنترنت
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر